كشف رئيس قسم الكيمياء البحرية في المعهد العالي للبحوث البحرية الدكتور أحمد قره علي أنه “تم إجراء تحاليل نترات الأمونيوم وتبين أن النسب مرتفعة قليلاً وإلى حدود معينة في المنطقة الشاطئية بطرطوس وبانياس” .

ولفت قره علي إلى أن “نترات الأمونيوم موجودة بحالة طبيعية في البيئة البحرية” مبيناً أن “الساحل السوري

سيتأثر حكماً بالتيارات البحرية القادمة من لبنان “.

وكانت تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي المحلية خبراً مفاده وصول آثار كيميائية من نترات الأمونيوم إلى شواطئ طرطوس واللاذقية جراء الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت مطلع شهر آب الحالي .

وتابع قره علي في تصريح خاص لتلفزيون الخبر أنه “بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت بأسبوع، قمنا بأخذ عينات من بانياس وطرطوس بالإضافة لمواقع أخرى في اللاذقية”.

وأضاف أنه “عند اطلاعي على النتائج الأولية تبين ارتفاع نسبة النترات كلما اتجهنا شمالاً بالساحل السوري” مردفاً “قمت بتقديم اقتراح لتكرار تحليل النترات ولمدة شهر، كما نحتاج للدخول إلى عمق البحر قرابة 1 كم لجمع المزيد من العينات ورصد مدى التغيرات الحاصلة في المواقع المفتوحة من الساحل السوري” .

وبيّن قره علي أن “أكثر منطقة كان فيها أعلى نسبة نترات هي منطقة البحوث البحرية والشاطئ الأزرق في اللاذقية” مردفاً أن “هناك بعض العوامل تزيد النسبة، ووجود نترات الأمونيوم حالة طبيعية كمغذيات للكائنات الحية، لكن إذا زادت النسبة عن حد معين تتحول إلى حالة سامة كون النترات حالة منحلة في الماء من الصعب التغلب عليه”.

وأشار قره علي إلى أن “تكرار التحليل سيعطي تقييم حقيقي على واقع نترات الأمونيوم ونتائج دقيقة” مشيراً إلى أن “النتائج الأولية حول التأثر بانفجار مرفأ بيروت لم يعطي نتائج حقيقية لأننا بحاجة إلى استقصاء أكثر” .

وأكد قره علي أن “التقييم الأولي للتحليل يُظهر أن نسبة النترات مرتفعة قليلاً عن المعدل الطبيعي” لافتاً إلى أن “التأثر بانفجار مرفأ بيروت ممكن وبكميات محدودة بسبب التيارات البحرية القادمة من لبنان باتجاه الشمال إلى سوريا”.

 

وذكر قره علي أن “الموضوع ليس بهذه البساطة ويحتاج لعدة أسابيع من الرصد في المنطقة الشاطئية والمناطق المفتوحة في عمق البحر” مضيفاً أنه “للحصول على تقييم حقيقي يجب أن نعرف هل نترات الأمونيوم قادمة من لبنان بفعل التيارات البحرية أم هي من مصادر ثانية محلية” .

وأفاد قره علي أن “هناك مناطق متفرقة في الساحل السوري يُستخدم فيها “الديناميت” لصيد الأسماك ويحوي كميات كبيرة من السماد الآزوتي ويدخل في تركيبه النترات، لذلك نحتاج إلى فترة استقصائية لمدة شهرين لمراقبة تغير سلوك نترات الأمونيوم بشكل متكرر، لأن الأمونيوم تتحول إلى نترات بعد فترة زمنية” .

أما عن الآثار المحتملة لانفجار نترات الأمونيوم، قال قره علي أن “النترات في الجو الرطب تتحول لحمض الآزوت أو نتريك أسيد مما سيؤثر بشكل مؤكد، لأن الإنفجار بكميات كبيرة وضخمة وانتشارها في الهواء ستتأكسد بفعل أشعة الشمس والجو الرطب إلى حمض نتريك أسيد” .

وأضاف قره علي أن “حمض “نتريك أسيد” يساعد في تآكل الأبنية وتخريب الخطوط مع الزمن، ويؤدي إلى تخريش البشرة بالنسبة للإنسان وتخريش في المجاري التنفسية بحالة التسمم الحاد، ويؤثر على PH (درجة الحموضة) الدم أيضاً” .

وتابع قره علي “كما يؤثر على غدد الجسم والمناعة بشكل عام، وعلى الجهاز العصبي، ونتيجة هذا الإنفجار ستُظهر حالات تسمم حادة و حالات مزمنة على الإنسان” .

أما فيما يتعلق بالآثار على البيئة البحرية، قال قره علي أن “الانفجار كان بكمية كبيرة وانطلق منه غبار، الذي تتراكم فيه النترات وتتجه نحو البحر التي بدورها ستتحول إلى وسط حمضي مما سيؤدي إلى انخفاض في PH (درجة الحموضة) مياه البحر نسبياً”.

وأكمل قره علي “كما يؤدي إلى خلل بالتوازنات الكيميائية الموجودة داخل مياه البحر لاسيما النظام الكربوني المسؤول عن توازن PH (درجة الحموضة) البحر” .

وأردف قره علي أنه “يؤدي أيضاً إلى خلل بالتوازنات الكيميائية في البيئة البحرية بما فيها المغذيات، بحيث أن بعض الشوارد المنحلة يمكن أن تترسب بسرعة وبالتالي حجب فائدتها” .

وأشار قره علي إلى أن “دخول كميات من النترات إلى الكائن الحي تؤثر على التفاعلات الكيميائية الحيوية للطحالب الخضراء المفيدة للإنسان، حيث أن المركبات الإستيرية تتحول إلى استيرات الأحماض الدسمة، وبالتالي تتأثر العمليات الكيميائية الحيوية لهذا النوع من الطحالب وبالنهاية يؤثر على نمو وآلية تكاثر هذه الكائنات” .

وأضاف قره علي “أما بالنسبة للقشريات البحرية فهي أيضاً تتأثر، ويؤدي إلى تهرب الأنسجة عند هذه الكائنات مثل سرطان البحر و الجمبري أو الروبيان، حيث يؤثر على منظومة البيئة البحرية وتكاثر هذه الكائنات، وعلى نمو وتكاثر الكائنات القشرية والطحالب” .

يُشار إلى أنه خلال الفترة القادمة، سيتم إجراء واقع استقصائي لتحديد مصادر نترات الأمونيوم في مناطق الساحل السوري، وبيان مدى تأثرها من التيارات البحرية القادمة في لبنان .

  • فريق ماسة
  • 2020-08-26
  • 9450
  • من الأرشيف

ازدياد نسبة “نترات الأمونيوم” في الساحل السوري وأكثرها في الشاطئ الأزرق.. ما علاقة انفجار بيروت؟

كشف رئيس قسم الكيمياء البحرية في المعهد العالي للبحوث البحرية الدكتور أحمد قره علي أنه “تم إجراء تحاليل نترات الأمونيوم وتبين أن النسب مرتفعة قليلاً وإلى حدود معينة في المنطقة الشاطئية بطرطوس وبانياس” . ولفت قره علي إلى أن “نترات الأمونيوم موجودة بحالة طبيعية في البيئة البحرية” مبيناً أن “الساحل السوري سيتأثر حكماً بالتيارات البحرية القادمة من لبنان “. وكانت تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي المحلية خبراً مفاده وصول آثار كيميائية من نترات الأمونيوم إلى شواطئ طرطوس واللاذقية جراء الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت مطلع شهر آب الحالي . وتابع قره علي في تصريح خاص لتلفزيون الخبر أنه “بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت بأسبوع، قمنا بأخذ عينات من بانياس وطرطوس بالإضافة لمواقع أخرى في اللاذقية”. وأضاف أنه “عند اطلاعي على النتائج الأولية تبين ارتفاع نسبة النترات كلما اتجهنا شمالاً بالساحل السوري” مردفاً “قمت بتقديم اقتراح لتكرار تحليل النترات ولمدة شهر، كما نحتاج للدخول إلى عمق البحر قرابة 1 كم لجمع المزيد من العينات ورصد مدى التغيرات الحاصلة في المواقع المفتوحة من الساحل السوري” . وبيّن قره علي أن “أكثر منطقة كان فيها أعلى نسبة نترات هي منطقة البحوث البحرية والشاطئ الأزرق في اللاذقية” مردفاً أن “هناك بعض العوامل تزيد النسبة، ووجود نترات الأمونيوم حالة طبيعية كمغذيات للكائنات الحية، لكن إذا زادت النسبة عن حد معين تتحول إلى حالة سامة كون النترات حالة منحلة في الماء من الصعب التغلب عليه”. وأشار قره علي إلى أن “تكرار التحليل سيعطي تقييم حقيقي على واقع نترات الأمونيوم ونتائج دقيقة” مشيراً إلى أن “النتائج الأولية حول التأثر بانفجار مرفأ بيروت لم يعطي نتائج حقيقية لأننا بحاجة إلى استقصاء أكثر” . وأكد قره علي أن “التقييم الأولي للتحليل يُظهر أن نسبة النترات مرتفعة قليلاً عن المعدل الطبيعي” لافتاً إلى أن “التأثر بانفجار مرفأ بيروت ممكن وبكميات محدودة بسبب التيارات البحرية القادمة من لبنان باتجاه الشمال إلى سوريا”.   وذكر قره علي أن “الموضوع ليس بهذه البساطة ويحتاج لعدة أسابيع من الرصد في المنطقة الشاطئية والمناطق المفتوحة في عمق البحر” مضيفاً أنه “للحصول على تقييم حقيقي يجب أن نعرف هل نترات الأمونيوم قادمة من لبنان بفعل التيارات البحرية أم هي من مصادر ثانية محلية” . وأفاد قره علي أن “هناك مناطق متفرقة في الساحل السوري يُستخدم فيها “الديناميت” لصيد الأسماك ويحوي كميات كبيرة من السماد الآزوتي ويدخل في تركيبه النترات، لذلك نحتاج إلى فترة استقصائية لمدة شهرين لمراقبة تغير سلوك نترات الأمونيوم بشكل متكرر، لأن الأمونيوم تتحول إلى نترات بعد فترة زمنية” . أما عن الآثار المحتملة لانفجار نترات الأمونيوم، قال قره علي أن “النترات في الجو الرطب تتحول لحمض الآزوت أو نتريك أسيد مما سيؤثر بشكل مؤكد، لأن الإنفجار بكميات كبيرة وضخمة وانتشارها في الهواء ستتأكسد بفعل أشعة الشمس والجو الرطب إلى حمض نتريك أسيد” . وأضاف قره علي أن “حمض “نتريك أسيد” يساعد في تآكل الأبنية وتخريب الخطوط مع الزمن، ويؤدي إلى تخريش البشرة بالنسبة للإنسان وتخريش في المجاري التنفسية بحالة التسمم الحاد، ويؤثر على PH (درجة الحموضة) الدم أيضاً” . وتابع قره علي “كما يؤثر على غدد الجسم والمناعة بشكل عام، وعلى الجهاز العصبي، ونتيجة هذا الإنفجار ستُظهر حالات تسمم حادة و حالات مزمنة على الإنسان” . أما فيما يتعلق بالآثار على البيئة البحرية، قال قره علي أن “الانفجار كان بكمية كبيرة وانطلق منه غبار، الذي تتراكم فيه النترات وتتجه نحو البحر التي بدورها ستتحول إلى وسط حمضي مما سيؤدي إلى انخفاض في PH (درجة الحموضة) مياه البحر نسبياً”. وأكمل قره علي “كما يؤدي إلى خلل بالتوازنات الكيميائية الموجودة داخل مياه البحر لاسيما النظام الكربوني المسؤول عن توازن PH (درجة الحموضة) البحر” . وأردف قره علي أنه “يؤدي أيضاً إلى خلل بالتوازنات الكيميائية في البيئة البحرية بما فيها المغذيات، بحيث أن بعض الشوارد المنحلة يمكن أن تترسب بسرعة وبالتالي حجب فائدتها” . وأشار قره علي إلى أن “دخول كميات من النترات إلى الكائن الحي تؤثر على التفاعلات الكيميائية الحيوية للطحالب الخضراء المفيدة للإنسان، حيث أن المركبات الإستيرية تتحول إلى استيرات الأحماض الدسمة، وبالتالي تتأثر العمليات الكيميائية الحيوية لهذا النوع من الطحالب وبالنهاية يؤثر على نمو وآلية تكاثر هذه الكائنات” . وأضاف قره علي “أما بالنسبة للقشريات البحرية فهي أيضاً تتأثر، ويؤدي إلى تهرب الأنسجة عند هذه الكائنات مثل سرطان البحر و الجمبري أو الروبيان، حيث يؤثر على منظومة البيئة البحرية وتكاثر هذه الكائنات، وعلى نمو وتكاثر الكائنات القشرية والطحالب” . يُشار إلى أنه خلال الفترة القادمة، سيتم إجراء واقع استقصائي لتحديد مصادر نترات الأمونيوم في مناطق الساحل السوري، وبيان مدى تأثرها من التيارات البحرية القادمة في لبنان .

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة