دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أدى انتشار مرض التهاب الجلد العقدي “جدري الأبقار” في بعض المحافظات إلى تضرر الثروة الحيوانية وخسارة نسبة من القطيع في الوقت الذي تواصل فيه الجهات المعنية جهودها للحد من انتشار المرض ومعالجة الحالات المصابة.
وفي هذا الصدد طلبت مديريات الزراعة في طرطوس واللاذقية وحمص وحماة من المربين اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض بين القطعان أبرزها حجر الأبقار المصابة وعزلها ورش المبيدات في محيط أماكن التربية وإعطاء الأبقار خافضات الحرارة والفيتامينات في حال الإصابة وكذلك عدم الهلع وبيع القطيع خوفا من النفوق.
ففي طرطوس بين رئيس دائرة الصحة الحيوانية بمديرية الزراعة الدكتور نزيه سليمان لمراسلة سانا أن المديرية تقدم التحصينات الوقائية حسب الخطة الإنتاجية لوزارة الزراعة والبرنامج الزمني المعد لذلك حيث يتم التحصين ضد المرض مجانا باللقاح المعد في مخابر وزارة الزراعة علما أنه يحقق نسبة مناعة تصل إلى 70 بالمئة من إجمالي القطيع الملقح إضافة لمراقبة الوضع الصحي للقطعان عن طريق الوحدات الإرشادية وعقد الندوات الإرشادية للتعريف بالمرض وخطورته وطرق انتقاله والوقاية منه.
ولفت إلى أنه تم مؤخرا إرسال مبيدات حشرية ورش مكان بؤر الإصابة في منطقتي القدموس وقرية العزيزية بسهل عكار وقرية عين الذهب والمعمورة في منطقة الدريكيش للحد من الانتشار والقضاء على العامل الناقل “الحشرات” إضافة إلى عقد ندوات إرشادية للتعريف بالمرض وكيفية التعامل مع الحيوان المريض داعيا المربين إلى وضع “منخل” على النوافذ والأبواب لمنع وصول الحشرات من الحيوانات المريضة إلى السليمة وإبلاغ مديرية الزراعة بأي إصابات.
ولفت رئيس اتحاد فلاحي طرطوس المهندس مضر أسعد إلى أن الإجراءات “جاءت متأخرة” وكان يجب البدء بها قبل شهرين وذلك منذ ظهور أول إصابة باللاذقية عبر توزيع المبيدات ونشر التعليمات والتعريف بالمرض وكيفية الوقاية منه والحد من انتشاره مشيرا إلى أنه تم تخصيص 20 مليون ليرة للمساهمة بالعلاج والاقتراح بمنحها للبلديات لشراء المبيدات ورش بؤر الإصابة.
الدكتور يونس عياش طبيب بيطري يعالج إصابات على أرض الواقع بين أن الإصابات بالمحافظة بدأت منذ شهر نيسان وتمت متابعتها وإبلاغ الجهات المعنية وتوثيقها موضحا أنه من خلال المتابعة تم شفاء عدد من الأبقار المصابة في دحباش والبلاطة ودوير الشيخ سعد من خلال عزلها والمتابعة اليومية من قبل المربي عبر قياس حرارة الحيوان والزيارة الدورية من قبل الطبيب.
المربي عمار صالح قال “بعد أن أبلغتنا مديرية الزراعة بوجود إصابات وضعنا ناموسيات ولقحنا قطعاننا ضد المرض ومع ذلك أصيبت بقرته” مشيرا إلى أن علاج الأبقار مكلف ولا بد من إيجاد حلول سريعة لتعويض الخسائر.
وفي اللاذقية نفذت مديرية الزراعة عدة حملات رش ومكافحة للحشرات الماصة مع التركيز على ريف جبلة والقرداحة التي شهدت عدة بؤر إصابة مع نهاية عام 2019 باعتبارها مناطق متاخمة ومفتوحة على منطقة الغاب التي سجلت انتشارا لهذا المرض صيف العام الماضي.
وأوضح المهندس منذر خير بك مدير زراعة اللاذقية أن آخر هذه الحملات كانت في الفترة بين 8 و25 حزيران وشملت مناطق المحافظة كافة مع التركيز على مناطق الإصابات والحرص على زيارة ورش كل حظائر المربين المصابة.
وحول أسباب انتشار المرض أشار خير بك إلى أن غزارة الهطلات المطرية في الموسم الحالي التي استمرت حتى شهر أيار وكثافة الغطاء النباتي وكثرة المسطحات المائية ومجاري الأنهار ووفرة المراعي وإطلاق المواشي لفترة طويلة تزامنت مع موسم تكاثر الحشرات وخاصة الماصة للدم التي لعبت دورا رئيسيا في سرعة انتشار المرض بالإضافة إلى حركة الحيوانات العشوائية عبر تجار الماشية بين مناطق المحافظة والمحافظات المجاورة والتي وسعت دائرة الانتشار وظهور بؤر متفرقة في عدة مناطق.
ولفت خير بك إلى التعاون الذي أبدته المحافظة لتأمين مبيدات الصحة العامة من مجلس المدينة بكمية 1 طن والتواصل مع الجهات المعنية وزارتي الصحة والإدارة المحلية لتوفير المبيدات اللازمة كما تم مؤخراً شراء مبيدات ضبابية على نفقة وزارة الزراعة بقيمة 5 ملايين ليرة سورية لدعم عملية المكافحة.
وفيما يتعلق بأعداد الإصابات في قطيع الأبقار بمحافظة اللاذقية حسب المناطق بين الدكتور أحمد ليلى رئيس دائرة الصحة الحيوانية أنه تم تسجيل 2015 إصابة في منطقة جبلة وبلغ عدد حالات النفوق 40 حالة أما في القرداحة فقد وصل عدد الإصابات إلى 700 وحالات النفوق 30 وبالنسبة للاذقية فهناك 975 إصابة و45 حالة نفوق وفي الحفة تم تسجيل 101 إصابة و7 حالات نفوق.
وأشار ليلى إلى أن منتجات الأبقار المصابة من اللحوم والحليب لا تؤثر سلبا على حياة الإنسان باعتبار أن هذا المرض ليس من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان.
نوار تنزكلي أحد مربي الأبقار في قرية الشامية أشار إلى نفوق بقرتين من أصل 10 أبقار يمتلكها فيما نجت اثنتان بعد تطبيق خطة علاجية بإشراف الدكتور ليلى والتي شملت خافضات حرارة ورافعات مناعة ومضادات التهاب موضحاً أنه اكتشف الإصابة أثناء التفحص اليومي للأبقار ولا سيما بعد الجولة التي قام بها مختصون من مديرية الزراعة للتنبيه من انتشار المرض والإجراءات المتبعة للمكافحة وعلاج البقرة المصابة حيث لاحظ وجود انتفاخ في الساقين ثم بدأ ما يشبه الطفح الجلدي ومنها ما كانت أعراضه داخلية رافقها ارتفاع في درجة الحرارة وكان لا بد من مراقبة الحالة ومتابعتها وبالفعل تم تأكيد الإصابة وعزل البقرة المصابة منعاً لانتقال المرض إلى باقي القطيع وتم التخلص من الحيوانات النافقة وفق الإرشادات الفنية البيطرية عن طريق الحرق مع الحرص على عدم رميها بالعراء كي لا تكون مصدرا للعدوى.
بدوره قال مهند حليق الذي يمتلك مزرعة لتربية الأبقار ويعتمد على بيع الحليب كمصدر رزق لأسرته “فقدنا الكثير من القطيع وتوقف إنتاج الحليب كان لدي نحو 55 رأس بقر نفق منها خمسة إضافة إلى اثنين من العجول حديثة الولادة مضيفاً انه تم تسجيل أول إصابة منذ نحو الشهر واتخذنا جميع الإجراءات اللازمة وعزلناها عن باقي القطيع وبدأنا رحلة العلاج المكلفة مع توالي ظهور الإصابات بفارق أيام لكن بعضها لم يكتب له النجاة ولا يزال العلاج مستمراً لما تبقى.
وأشار عدد من المزارعين إلى ظهور الإصابات بعد أيام من إعطاء اللقاح مناشدين الجهات المعنية لمساعدتهم في محنتهم وتوفير الادوية بأسعار مقبولة في ظل الارتفاع الكبير في أسعارها والقيام بجولات ميدانية للاطلاع على الواقع وعدم الاكتفاء برش المبيدات.
وفي حمص أكدت دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة أن مرض التهاب الجلد العقدي الذي يصيب الأبقار في بعض مناطق المحافظة لا يزال تحت السيطرة ويتم إعطاء المربين الإرشادات اللازمة للوقاية منه والسيطرة عليه.
وأوضح رئيس الدائرة الدكتور أحمد شحود أن المرض ينتشر في بعض البؤر وخاصة بمنطقتي الحولة وتلكلخ ونسب الإصابة به ضئيلة داعيا المربين إلى عدم الهلع وبيع القطيع خوفا من النفوق ورش المبيدات في محيط أماكن التربية وعزل الأبقار المصابة واستخدام خافضات الحرارة والفيتامينات.
وبين أن الأبقار الملقحة ضد مرض جدري الأغنام تكون الإصابة فيها خفيفة وأن الدائرة حصنت أكثر من 72 ألف رأس من الأبقار بالمحافظة ضد مرض جدري الأغنام منذ بداية العام الجاري مجانا علما أن عدد رؤوس الأبقار بالمحافظة يتجاوز 72 ألف رأس.
صالح دنيا مربي أبقار من قرية معربو بريف تلكلخ يملك 7 رؤوس 4 منها مصابة بالمرض لفت إلى أنه يعاني من عدم وجود علاج و الاكتفاء بخافضات الحرارة والفيتامينات وهي مكلفة جدا داعيا إلى إيجاد حلول كون المرض ينتشر عن طريق الحشرات.
هيثم سلوم من قرية البرج المكسور أكد أن لديه 3 أبقار مصابة وأنه يتكلف مبالغ مادية كبيرة لشراء الأدوية وأجور الأطباء البيطريين مطالبا بتأمين أدوية مجانية.
وفي حماة أوضح مدير الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب الدكتور حسن عثمان أن عدد الإصابات بهذا المرض في قطيع الأبقار بلغت 50 تم علاج 30 إصابة منها وهناك 20 إصابة قيد العلاج حاليا فيما لم يتم حدوث نفوق في أي إصابة بالأبقار الموجودة في المنطقة.
ووفق عثمان فإن الوضع الصحي للأبقار جيد لإعطائها جرعات تحصين وقائية ضد المرض الشهر الماضي لافتا إلى أن المديرية تجري سنويا حملتي تحصين وقائية ضد مرض الكتيل الجلدي الذي يصيب الأبقار الأولى بدأت في 28 نيسان الماضي واستمرت شهرا كاملا وتم فيها تحصين جميع قطعان الأبقار الموجودة في المنطقة مجانا والبالغ عددها نحو 29 ألف رأس ما ساهم في عدم انتشار المرض في حين ستبدأ الثانية أواخر تشرين الأول المقبل وذلك عن طريق المراكز البيطرية والأقسام الحقلية المنتشرة بكل مناطق الهيئة.
وفي لقاء مع المربين بمنطقة الغاب قال المربي مرهف المحيميد إنه كانت لديه ثلاث إصابات بالجدري في قطعان الأبقار وتمت معالجتها بالسرعة القصوى من قبل الأطباء البيطريين العاملين في الهيئة وتماثلت للشفاء التام.
بدوره بين المربي علي صالح زيزفون أن بقرة لديه أصيبت بالمرض وتم فحصها من قبل طبيب بيطري مختص وتلقت العلاج المناسب من خافضات الحرارة والفيتامينات ورافعات المناعة وشفيت تماما بينما ذكر المربي عيسى مصطفى أن قيامه بعلاج بقرته المصابة في وقت مبكر ساهم في شفائها من المرض كليا.
أما المربي ريمون المسيحي فقد أشار إلى أنه يقوم بإجراء تحصينات وقائية مجانية لقطعانه ضد مرض الجدري والتي تنفذها هيئة تطوير الغاب مرتين سنويا الأمر الذي يقيها من الإصابة بهذا المرض وغيره.
ومرض التهاب الجلد العقدي “جدري الأبقار” فيروسي يصيب الأبقار فقط وينتقل بصورة أساسية عن طريق الحشرات الماصة للدماء ويمكن أن يصيب 50 بالمئة من قطيع الأبقار ونسبة النفوق تبلغ عالميا 10 بالمئة وأعراضه المرضية تتمثل بارتفاع حرارة الحيوان وقلة شهيته وانخفاض وزنه وانخفاض إنتاج الحليب ويمكن أن يحدث الإجهاض والعقم في بعض الحالات ويظهر على شكل بقع جلدية على كل أنحاء الجسم ثم وزمة في بعض القوائم.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة