دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتحدث المعلومات الواردة من الشمال السوري عن نشر قوات الجيش التركي منظومة صواريخ دفاعجوي (أرض- جو) متوسطة المدى، في مطار “تفتناز” بريف إدلب الشمالي الشرقي، من نوع “هوك إم آي إم- 23”. وهي خطو تعني مباشرة أن تركية تحضر لمعركة مقبلة في الشمال السوري، وتحاول منع التفوق الجوي السوري والروسي في الشمال . ومن غير الواضح تأثير نشر منظومة دفاع جوي في الشمال السوري على الاتفاق الموقع بين تركيا وروسيا لوقف القتال هناك في آذار مارس الماضي.
إلا أن بعض المؤشرات تذهب إلى أن العلاقة الروسية التركية دخلت مرحلة التوتر من جديد على خلفية دعم تركية لقوات حكومة الوفاق في ليبيا للتقدم على حساب المشير خليفة حفتر، وهو ما تعتبره موسكو نقضا لتفاهمات وقف القتال هناك.
وبلا أدنى شك فأن استيلاء قوات الوفاق على منظومة الدفاع الجوي الروسي بانتسير وعرضها في شوارع طرابلس، إلى جانب تدمير الطائرات التركية بدون طيار عدة منظومات أخرى، أحرج موسكو التي تشعر الآن بالغضب من هذا التجاوز على تفاهمات أبرمت بين الجانبين. خاصة أن موسكو وضعت ثقلها سابقا لمنع قوات حفتر من دخول العاصمة طرابلس عندما كان على أبوابها التزاما بمضمون التفاهم مع أنقرة.
بالتزامن تراقب روسيا تحركات لافته لتركية في الشمال السوري، وتقول التقديرات هناك أن أنقرة تحضر لحرب في ادلب، خاصة أن الطائرات الروسية رصدت الاسبوع الماضي حشود عسكرية للجماعات المحلية الموالية لتركية في جبل الزاوية وهي تقوم باستعدادات عسكرية، للانقضاض على مواقع للجيش السوري، بالاضافة الى نشر منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى في ريف إدلب . وتزامنا مع زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار برقفة رئيس الأركان يشار غولر للحدود التركية مع سوريا، أدخلت تركية معدات عسكرية وأرتال من الجنود نحو نقاط المراقبة التركية المنتشرة في الشمال والتي باتت مواقع عسكرية ضخمة تتجاوز مصطلح نقاط المراقبة، وهو ما يعني شيئا واحدا هو أن تركيا تستعد لحرب كبيرة في الشمال السوري.
تقول التقديرات أن تركيا تعتقد أنها باتت قادرة على حسم عسكري كبير في ليبيا، وهي بذلك تكسر التوازنات والالتزامات مع موسكو هناك، وتخشى أن تقوم روسيا بالشيء ذاته في الشمال السوري، وتكون إدلب ميدانا لرد الصفعة التركية، لذلك تسعى أنقرة لتعزيز وضعها العسكري بشكل عاجل في ادلب قبل أن تتحرك القوات الموالية لها في ليبيا نحو ترهونه والانطلاق نحو الشرق الليبي.
وعلى عكس هذه التقديرات تتحدث مصادر محلية في ادلب عن ارتفاع معنويات المقاتلين التابعين لتركية في ادلب إثر وصول أنباء الانتصارات لنظرائهم في ليبيا وهو ما عزز المطالبات لدى بعض قادة الجامعات بتفعيل جبهات إدلب، لتحقيق ما حققه مقاتلو ليبيا، وهو ما بات يلقى تجاوبا من الأتراك هناك، وبغض النظر عن هذه التقديرات فإن ملف إدلب في عين التصعيد، ويمكن أن يندلع القتال هناك في أية لحظة.
المصدر :
كمال خلف / رأي اليوم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة