بما ينبئ باحتدام التنافس التركي السعودي على الاستحواذ على «المعارضات» السورية، أعلنت ما تسمى «هيئة التفاوض» مؤخراً عن تحديد موعد انتخاباتها القادمة، عقب اجتماع عقدته في اسطنبول من دون حضور الأعضاء المستقلين الجدد الذين تم اختيارهم في الرياض أواخر العام 2019، والذين لم تعترف بهم الهيئة، وكذلك عقب أنباء عن توجيه السعودية دعوة لإجراء انتخابات الهيئة.

 

وانبثقت الهيئة عما يسمى «مؤتمر الرياض1» في كانون الأول 2015، واتخذت من الرياض مقراً لها، وتألفت من 35 عضواً، قبل أن يرتفع العدد في «الرياض2» الذي عقد في تشرين الثاني 2019 إلى خمسين عضواً.

 

وتضم أعضاء من عدة تيارات معارضة أبرزها ما يسمى «الائتلاف» الذي يهيمن عليه «الإخوان المسلمين» ومحسوب على النظام التركي ومنصتي موسكو والقاهرة، إضافة إلى كتلتي المستقلين، والميليشيات المسلحة.

 

ومع احتدام الخلافات بين تركيا والسعودية على خلفية المواقف من القضايا الإقليمية والدولية وأبرزها الملف السوري، راح كل طرف يعمل على سحب أكبر قدر ممكن من تلك الكتل إلى صفه، ولوحظ انتقال رئيس الهيئة المدعو نصر الحريري من الرياض إلى اسطنبول وإطلاقه تصريحات ضد النظام السعودي.

 

وعقب اجتماع اسطنبول الذي عقدته قبل أيام، قالت الهيئة في بيان: إنها «حددت تاريخ 13 حزيران موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية»، وذكرت أنها أقرت جدول أعمال اجتماعها الذي سيعقد في 13 حزيران، حيث سيتم إجراء الانتخابات الرئاسية خلاله.

 

ويشمل جدول أعمال الاجتماع القادم أيضاً، إلى جانب انتخابات الرئاسة، اختيار نائب لرئيس الهيئة وأمين للسر، في حين لم يتم التطرق إلى مسألة إعادة انتخاب المستقلين الجدد.

 

وكانت انتخابات الهيئة تأجلت بعد عقد مجموعة من «المعارضين المستقلين» اجتماعاً في الرياض، في كانون الأول 2019، بهدف اختيار عدد منهم وضمهم إلى الهيئة، وهو الإجراء الذي رفضته الهيئة وأعلنت عدم اعترافها به.

 

وسبق للحريري، أن أكد في تصريحات صحفية أنه «يمكن التعاطي مع قضية المستقلين بعد الانتهاء من انتخابات الهيئة، ومن دون إملاءات عليها»، كما عبر عن امتعاضه من اجتماع الرياض الأخير وما نتج عنه، وذلك في رسالة وجهها إلى أعضاء الهيئة وتداولتها العديد من وسائل الإعلام.

 

وفي مؤشر على امكان تصاعد التنافس بين النظامين التركي والسعودي في الأيام المقبلة، جاء إعلان الهيئة موعد الانتخابات من اسطنبول بعد أيام على أنباء تحدثت عن توجيه مدير دائرة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السعودية، سعيد سويعد، دعوة إلى إجراء انتخابات الهيئة والاستعاضة عن الأعضاء المستقلين الذين تم اختيارهم في مؤتمر الرياض الأخير بكتلة جديدة، حيث وصف الحريري دعوة المسؤول السعودي بأنها «تشكل تدخلاً وتجاهلاً للنظام الداخلي للهيئة».

  • فريق ماسة
  • 2020-05-17
  • 13136
  • من الأرشيف

احتدام التنافس التركي السعودي للاستحواذ على «المعارضات» السورية

بما ينبئ باحتدام التنافس التركي السعودي على الاستحواذ على «المعارضات» السورية، أعلنت ما تسمى «هيئة التفاوض» مؤخراً عن تحديد موعد انتخاباتها القادمة، عقب اجتماع عقدته في اسطنبول من دون حضور الأعضاء المستقلين الجدد الذين تم اختيارهم في الرياض أواخر العام 2019، والذين لم تعترف بهم الهيئة، وكذلك عقب أنباء عن توجيه السعودية دعوة لإجراء انتخابات الهيئة.   وانبثقت الهيئة عما يسمى «مؤتمر الرياض1» في كانون الأول 2015، واتخذت من الرياض مقراً لها، وتألفت من 35 عضواً، قبل أن يرتفع العدد في «الرياض2» الذي عقد في تشرين الثاني 2019 إلى خمسين عضواً.   وتضم أعضاء من عدة تيارات معارضة أبرزها ما يسمى «الائتلاف» الذي يهيمن عليه «الإخوان المسلمين» ومحسوب على النظام التركي ومنصتي موسكو والقاهرة، إضافة إلى كتلتي المستقلين، والميليشيات المسلحة.   ومع احتدام الخلافات بين تركيا والسعودية على خلفية المواقف من القضايا الإقليمية والدولية وأبرزها الملف السوري، راح كل طرف يعمل على سحب أكبر قدر ممكن من تلك الكتل إلى صفه، ولوحظ انتقال رئيس الهيئة المدعو نصر الحريري من الرياض إلى اسطنبول وإطلاقه تصريحات ضد النظام السعودي.   وعقب اجتماع اسطنبول الذي عقدته قبل أيام، قالت الهيئة في بيان: إنها «حددت تاريخ 13 حزيران موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية»، وذكرت أنها أقرت جدول أعمال اجتماعها الذي سيعقد في 13 حزيران، حيث سيتم إجراء الانتخابات الرئاسية خلاله.   ويشمل جدول أعمال الاجتماع القادم أيضاً، إلى جانب انتخابات الرئاسة، اختيار نائب لرئيس الهيئة وأمين للسر، في حين لم يتم التطرق إلى مسألة إعادة انتخاب المستقلين الجدد.   وكانت انتخابات الهيئة تأجلت بعد عقد مجموعة من «المعارضين المستقلين» اجتماعاً في الرياض، في كانون الأول 2019، بهدف اختيار عدد منهم وضمهم إلى الهيئة، وهو الإجراء الذي رفضته الهيئة وأعلنت عدم اعترافها به.   وسبق للحريري، أن أكد في تصريحات صحفية أنه «يمكن التعاطي مع قضية المستقلين بعد الانتهاء من انتخابات الهيئة، ومن دون إملاءات عليها»، كما عبر عن امتعاضه من اجتماع الرياض الأخير وما نتج عنه، وذلك في رسالة وجهها إلى أعضاء الهيئة وتداولتها العديد من وسائل الإعلام.   وفي مؤشر على امكان تصاعد التنافس بين النظامين التركي والسعودي في الأيام المقبلة، جاء إعلان الهيئة موعد الانتخابات من اسطنبول بعد أيام على أنباء تحدثت عن توجيه مدير دائرة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السعودية، سعيد سويعد، دعوة إلى إجراء انتخابات الهيئة والاستعاضة عن الأعضاء المستقلين الذين تم اختيارهم في مؤتمر الرياض الأخير بكتلة جديدة، حيث وصف الحريري دعوة المسؤول السعودي بأنها «تشكل تدخلاً وتجاهلاً للنظام الداخلي للهيئة».

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة