قال معلق الشؤون العربية ايهود يعاري، إن اسرائيل تعتبر "فيلا بين الأنقاض" حيث ينهار محيطها العربي، وتتفكك دول وتشتعل بنار الحروب الداخلية، كما هو الحال في سورية وليبيا والعراق واليمن والصومال التي لم تعد موجودة كدول موحدة إلا على الخرائط. بينما تتدهور دول اخرى الى الخراب لتصبح دولا فقيرة مثل مصر والأردن ولبنان والجزائر، وحتى دول النفط في الخليج، السعودية والإمارات وقطر والكويت، التي ستفقد غناها بعد سنتين، حسب صندوق النقد الدولي. بالتالي، فإن إحياء الروح العربية التي تعود إلى أكثر من قرن، تتلاشى بصورة مباشرة، والمشهد يتغير بسرعة، أمام مشاهد الدمار الهائل، وملايين اللاجئين، والمدن والقرى التي أصابها الدمار، وموجة الهجرة. ورأى يعاري، أن "القومية العربية منيت بفشل تاريخي فظيع، والعروبة السياسية، لم تعد قائمة. ورغم أن العرب يفخرون بتراثهم وثقافتهم ولغتهم، لكنهم يختلفون في مسألة الإيمان بمستقبل الأمة."

 

وأضاف، أن الولايات المتحدة ستحاول، حتى بعد ترامب، الحد من تدخلها المباشر في المنطقة، لتعاود روسيا الاندماج في الساحة، ولكنها تفتقر إلى القوة الاقتصادية، فيما الأوروبيون مشلولون تماما، وسيستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن يظهر الصينيون كلاعب وليس فقط كعملاق تجاري واستثماري. بالتالي، فإن المزيد من العرب يعيدون النظر بموقفهم من إسرائيل. ويمكن رؤية إنجازات المشروع الصهيوني على الشبكات الاجتماعية، اذ أصبح من الممكن بالفعل الاعتراف بـ"المحرقة وبأن لليهود بعض الحقوق في البلاد".

 

وقال يعاري، إن ايران وتريكا دخلتا إلى الفراغ الذي نشأ بفعل الانهيار العربي، كقوتين إقليميتين. بالتالي، فإن السؤال هو: كيف يجب أن تتصرف اسرائيل..؟ الجواب: يجب أن تعترف بقيود الشراكة مع ما تسمى "الدول السنّية"، ويجب التعاون مع هذه الدول لتحطيم الطموح الفلسطيني بفرض "فيتو" على العلاقات العربية مع إسرائيل. ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا دائما ضعف هذه الأنظمة والشركاء، وعدم السماح لهم بجرنا إلى مغامرات غير ضرورية ضد إيران وتركيا. فرغم أن الصراع العربي الإسرائيلي يتراجع، وقد يصل حالة اللا حرب، يجب على إسرائيل أن تواجه أخطارا أخرى.

القناة الثانية

  • فريق ماسة
  • 2020-02-22
  • 12507
  • من الأرشيف

كيف تقرأ اسرائيل الأحداث التي تشهدها الدول العربية..؟

  قال معلق الشؤون العربية ايهود يعاري، إن اسرائيل تعتبر "فيلا بين الأنقاض" حيث ينهار محيطها العربي، وتتفكك دول وتشتعل بنار الحروب الداخلية، كما هو الحال في سورية وليبيا والعراق واليمن والصومال التي لم تعد موجودة كدول موحدة إلا على الخرائط. بينما تتدهور دول اخرى الى الخراب لتصبح دولا فقيرة مثل مصر والأردن ولبنان والجزائر، وحتى دول النفط في الخليج، السعودية والإمارات وقطر والكويت، التي ستفقد غناها بعد سنتين، حسب صندوق النقد الدولي. بالتالي، فإن إحياء الروح العربية التي تعود إلى أكثر من قرن، تتلاشى بصورة مباشرة، والمشهد يتغير بسرعة، أمام مشاهد الدمار الهائل، وملايين اللاجئين، والمدن والقرى التي أصابها الدمار، وموجة الهجرة. ورأى يعاري، أن "القومية العربية منيت بفشل تاريخي فظيع، والعروبة السياسية، لم تعد قائمة. ورغم أن العرب يفخرون بتراثهم وثقافتهم ولغتهم، لكنهم يختلفون في مسألة الإيمان بمستقبل الأمة."   وأضاف، أن الولايات المتحدة ستحاول، حتى بعد ترامب، الحد من تدخلها المباشر في المنطقة، لتعاود روسيا الاندماج في الساحة، ولكنها تفتقر إلى القوة الاقتصادية، فيما الأوروبيون مشلولون تماما، وسيستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن يظهر الصينيون كلاعب وليس فقط كعملاق تجاري واستثماري. بالتالي، فإن المزيد من العرب يعيدون النظر بموقفهم من إسرائيل. ويمكن رؤية إنجازات المشروع الصهيوني على الشبكات الاجتماعية، اذ أصبح من الممكن بالفعل الاعتراف بـ"المحرقة وبأن لليهود بعض الحقوق في البلاد".   وقال يعاري، إن ايران وتريكا دخلتا إلى الفراغ الذي نشأ بفعل الانهيار العربي، كقوتين إقليميتين. بالتالي، فإن السؤال هو: كيف يجب أن تتصرف اسرائيل..؟ الجواب: يجب أن تعترف بقيود الشراكة مع ما تسمى "الدول السنّية"، ويجب التعاون مع هذه الدول لتحطيم الطموح الفلسطيني بفرض "فيتو" على العلاقات العربية مع إسرائيل. ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا دائما ضعف هذه الأنظمة والشركاء، وعدم السماح لهم بجرنا إلى مغامرات غير ضرورية ضد إيران وتركيا. فرغم أن الصراع العربي الإسرائيلي يتراجع، وقد يصل حالة اللا حرب، يجب على إسرائيل أن تواجه أخطارا أخرى. القناة الثانية

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة