كتب البروفيسور عميهي كوهين، أن تطبيق السيادة على التجمعات اليهودية في الضفة الغربية ووادي الأردن، يتطلب من إسرائيل أن تتعامل مع معضلة سعت إلى تجنبها لعقود طويلة، تتمثل بوضع الفلسطينيين في مثل هذه الحالة. وأضاف: إذا تضمنت صفقة القرن تطبيق السيادة على التجمعات اليهودية ووادي الأردن، فهذا يتطلب من إسرائيل تحديد موقف من هذه المسألة. إذ لم يعد بإمكانها القول إنها ملزمة باتفاقيات أوسلو، لأن الضم الأحادي الجانب يتعارض معها. ووفقا للخطة الأمريكية، التي تعرض على الفلسطينيين دولة منزوعة السلاح في المستقبل، في حال استوفى الفلسطينيون سلسلة من الشروط، يفهم كل من يعرف بحقيقة خرائط الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، أنه لا توجد إمكانية لإقامة دولة فلسطينية في مناطق صغيرة منفصلة. واقتراح مثل هذه الدولة ليس أكثر من عودة إلى نموذج دولة السود في جنوب إفريقيا، التي أنشأتها الأقلية البيضاء في الخمسينيات. وإذا ضمت إسرائيل أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، فإن الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ستصبح مثل هذا النوع من البانتوستانات، أي الجيوب العميلة التي هدفها الوحيد هو إثبات إمكانية إسرائيل للسيطرة على الضفة الغربية. ومن الناحية السياسية، قد تتمكن إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية، دون خوف من رد فعل المجتمع الدولي. لكن إذا اختارت هذا المسار، فهذا يعني أن حل الدولة الفلسطينية لم يعد موجودا.

  • فريق ماسة
  • 2020-01-27
  • 9804
  • من الأرشيف

صفقة القرن تقود إلى نموذج جنوب أفريقيا الفاشل

  كتب البروفيسور عميهي كوهين، أن تطبيق السيادة على التجمعات اليهودية في الضفة الغربية ووادي الأردن، يتطلب من إسرائيل أن تتعامل مع معضلة سعت إلى تجنبها لعقود طويلة، تتمثل بوضع الفلسطينيين في مثل هذه الحالة. وأضاف: إذا تضمنت صفقة القرن تطبيق السيادة على التجمعات اليهودية ووادي الأردن، فهذا يتطلب من إسرائيل تحديد موقف من هذه المسألة. إذ لم يعد بإمكانها القول إنها ملزمة باتفاقيات أوسلو، لأن الضم الأحادي الجانب يتعارض معها. ووفقا للخطة الأمريكية، التي تعرض على الفلسطينيين دولة منزوعة السلاح في المستقبل، في حال استوفى الفلسطينيون سلسلة من الشروط، يفهم كل من يعرف بحقيقة خرائط الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، أنه لا توجد إمكانية لإقامة دولة فلسطينية في مناطق صغيرة منفصلة. واقتراح مثل هذه الدولة ليس أكثر من عودة إلى نموذج دولة السود في جنوب إفريقيا، التي أنشأتها الأقلية البيضاء في الخمسينيات. وإذا ضمت إسرائيل أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، فإن الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ستصبح مثل هذا النوع من البانتوستانات، أي الجيوب العميلة التي هدفها الوحيد هو إثبات إمكانية إسرائيل للسيطرة على الضفة الغربية. ومن الناحية السياسية، قد تتمكن إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية، دون خوف من رد فعل المجتمع الدولي. لكن إذا اختارت هذا المسار، فهذا يعني أن حل الدولة الفلسطينية لم يعد موجودا.

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة