قال المستشرق الإسرائيلي، جاكي خوجي، إن سلطان عمان السابق، قابوس بن سعيد، استطاع أن يجسد فرضية قلّما تكررت، تقوم على إمكانية أن يكون صديقا لإيران وإسرائيل في آن واحد معا، معتبرا أنه كان من المؤسف لإسرائيل أنه لم يتمكن من مصالحتها مع أعدائها في المنطقة.

 

ونقل خوجي، عن رئيس "الموساد" الأسبق، أفرايم هاليفي قوله، إنه التقى قابوس لأول مرة في العاصمة البريطانية لندن عام 1975، بعد أربع سنوات على اعتلائه السلطة في بلاده، من خلال انقلاب أطاح بأبيه. وأكد أن الكشف عن اللقاء يعطي دلالة جيدة عن العلاقة العميقة التي كانت تربط مسقط مع تل أبيب في مرحلة مبكرة، وصولا الى العلاقات الرسمية في 1996، حيث تم افتتاح ممثلية إسرائيلية في سلطنة عمان، كما وصل وفد دبلوماسي عماني رسمي إلى تل أبيب. غير أن العلاقة توقفت بعد أربع سنوات مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي عرفت بانتفاضة الأقصى، أواخر العام 2000، لتستمر الاتصالات بصورة سرية، طيلة السنوات الماضية، والتي كانت نموذجا عن علاقات إسرائيل مع ملك الأردن حسين.

 

وأشار خوجي، إلى أن تصريحات وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، خلال مؤتمر دافوس الذي عقد في مصر، في نيسان 2019، والتي قال فيها إن على العرب تغيير نظرتهم الى اسرائيل، والعمل على احتوائها بدل رؤيتها عدوا، والخوف منها، كانت محاولة عمانية لجسر الفجوات بين إسرائيل والعرب، رغم أن الوزير العماني كان يعلم أن دعوته لن تلقى آذانا صاغية، على الأقل في المدى المنظور، لكنه أراد زرع فكرة التعايش في أذهان العرب، مع أن ابن علوي عرف الإسرائيليين جيدا عن قرب.

 

ورأى خوجي، أن قابوس أثبت خلال سنوات حكمه الخمسين، أنه يمكن إقامة صداقات مع الجميع دون إزعاج أحد، بدليل أن من جاءوا للتعزية بوفاته، هم من جهات ليست متوافقة معه مثل سورية والسعودية وإيران وحماس وقطر، لأنه أدار سياسته الخارجية من وراء الكواليس وبصورة هادئة. واليوم، في حال واصل السلطان هيثم بن طارق طريق سلفه قابوس، فربما نجد وساطة عمانية جديدة للتوسط بين إسرائيل وأعدائها في المنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2020-01-19
  • 10957
  • من الأرشيف

رئيس سابق للموساد يكشف عن أول لقاء جمعه بسلطان عمان السابق

قال المستشرق الإسرائيلي، جاكي خوجي، إن سلطان عمان السابق، قابوس بن سعيد، استطاع أن يجسد فرضية قلّما تكررت، تقوم على إمكانية أن يكون صديقا لإيران وإسرائيل في آن واحد معا، معتبرا أنه كان من المؤسف لإسرائيل أنه لم يتمكن من مصالحتها مع أعدائها في المنطقة.   ونقل خوجي، عن رئيس "الموساد" الأسبق، أفرايم هاليفي قوله، إنه التقى قابوس لأول مرة في العاصمة البريطانية لندن عام 1975، بعد أربع سنوات على اعتلائه السلطة في بلاده، من خلال انقلاب أطاح بأبيه. وأكد أن الكشف عن اللقاء يعطي دلالة جيدة عن العلاقة العميقة التي كانت تربط مسقط مع تل أبيب في مرحلة مبكرة، وصولا الى العلاقات الرسمية في 1996، حيث تم افتتاح ممثلية إسرائيلية في سلطنة عمان، كما وصل وفد دبلوماسي عماني رسمي إلى تل أبيب. غير أن العلاقة توقفت بعد أربع سنوات مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي عرفت بانتفاضة الأقصى، أواخر العام 2000، لتستمر الاتصالات بصورة سرية، طيلة السنوات الماضية، والتي كانت نموذجا عن علاقات إسرائيل مع ملك الأردن حسين.   وأشار خوجي، إلى أن تصريحات وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، خلال مؤتمر دافوس الذي عقد في مصر، في نيسان 2019، والتي قال فيها إن على العرب تغيير نظرتهم الى اسرائيل، والعمل على احتوائها بدل رؤيتها عدوا، والخوف منها، كانت محاولة عمانية لجسر الفجوات بين إسرائيل والعرب، رغم أن الوزير العماني كان يعلم أن دعوته لن تلقى آذانا صاغية، على الأقل في المدى المنظور، لكنه أراد زرع فكرة التعايش في أذهان العرب، مع أن ابن علوي عرف الإسرائيليين جيدا عن قرب.   ورأى خوجي، أن قابوس أثبت خلال سنوات حكمه الخمسين، أنه يمكن إقامة صداقات مع الجميع دون إزعاج أحد، بدليل أن من جاءوا للتعزية بوفاته، هم من جهات ليست متوافقة معه مثل سورية والسعودية وإيران وحماس وقطر، لأنه أدار سياسته الخارجية من وراء الكواليس وبصورة هادئة. واليوم، في حال واصل السلطان هيثم بن طارق طريق سلفه قابوس، فربما نجد وساطة عمانية جديدة للتوسط بين إسرائيل وأعدائها في المنطقة.

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة