حاولت تركيا اتباع سياسة توزيع المصالح وفتح العلاقات مع القوى الوازنة عالمياً دون وضع آمالها على قوة دون أخرى، فكان الانفتاح التركي على روسيا مقابل تراجع ملحوظ وخلافات متزايدة مع واشنطن، لكن مع الاحتفاظ بحد معين من المصالح والعلاقات والتعاون بين أنقرة وأمريكا.

لكن بحسب مراقبين فإن التطورات الأخيرة والمواقف الصادرة عن كل من موسكو وواشنطن حيال تركيا رسم إشارات استفهام حول نظرة هاتين الدولتين إلى المكان الذي وصل إليه الدور التركي في المنطقة عموماً، وسورية خصوصاً.

لم يكن الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الأمريكي ترامب في واشنطن عادياً، فقد قال الرجل أن تركيا لم تتمكن بعد من فصل المعارضة السورية المسلحة عن إرهابيي “جبهة النصرة” في منطقة خفض التصعيد بإدلب في سورية ، مشيراً إلى أنه من الضروري تحرير إدلب بالكامل من الإرهابيين واستعادة سيطرة الحكومة السورية عليها.

أهمية هذا الموقف الروسي يأتي من المكان الذي صد عنه والمناسبة التي قيل فيها، لافروف قال ذلك من واشنطن وبعد لقائه مع ترامب حيث تباحثا مفصلاً في عدة قضايا معنية بالشأن السوري، وتأكيد الوزير الروسي على تحرير ادلب وإعادة سيطرة الحومة السورية عليها يوحي بأن اتفاقاً امريكياً ـ روسياً قد تم بشأن ذلك الموضوع، وقد تم إرسال الرسالة بشكل واضح لأنقرة من خلال ذلك المؤتمر الصحفي بحسب رأي متابعين.

هذا الموقف تزامن أيضاً مع إقرار لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة عقوبات ضد تركيا بسبب شرائها صواريخ “إس-400” الروسية للدفاع الجوي وعمليتها العسكرية بشمال سوريان لكن الأكثر أهمية هي ما قاله بعض السياسيين الأمريكيين من أن تصرفات تركيا في سوريا لم تعد مقبولة.

وما فرض عقوبات على شخصيات على علاقة بالعمليات العسكرية شرق سورية كوزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس أركانه يشار غولر ووزير المالية بيرات ألبيراق ومصرف “خلق بنك” الحكومي سوى خطوات يراها البعض مرتبطة بما حدث عقب لقاء لافروف وترامب.

يقول احد المحللين أنه على الرغم من أن السبب الظاهر للقعوبات هو شراء أنقرة للإس 400 إن أن عبارة تصرفات تركيا في سورية لم تعد مقبولة وفرض عقوبات على وزير الدفاع التركي ورئيس أركانه ووزير المالية التركي لها أسباب وأهداف أخرى ليس لها أي علاقة بملف الإس 400 الروسية ابداً بحسب تعبيره.

ليبقى السؤال الأهم، هل اتفق الروس والأمريكيون أخيراً على صفقة ما تتعلق بسورية ولا سيما ادلب، بحيث سيتم إخراج تركيا من الشمال تدريجياً؟ هل سنرى عمليات عسكرية مكثفة في ادلب تنتهي بإعادتها للحكومة السورية؟ موهل اعطى الروس ضمانات ما فيا يخص الأكراد وقسد والتواجد الأمريكي شرق الفرات لا سيما بعد استهداف رتل أمريكي قيل بأن من يقف ورائه هي صحوة عربية عشائرية قد تكون بصلة على مع الحكومة السورية؟

  • فريق ماسة
  • 2019-12-11
  • 12785
  • من الأرشيف

روسيا وأمريكا تفاجئان تركيا بموقف يخص إدلب

حاولت تركيا اتباع سياسة توزيع المصالح وفتح العلاقات مع القوى الوازنة عالمياً دون وضع آمالها على قوة دون أخرى، فكان الانفتاح التركي على روسيا مقابل تراجع ملحوظ وخلافات متزايدة مع واشنطن، لكن مع الاحتفاظ بحد معين من المصالح والعلاقات والتعاون بين أنقرة وأمريكا. لكن بحسب مراقبين فإن التطورات الأخيرة والمواقف الصادرة عن كل من موسكو وواشنطن حيال تركيا رسم إشارات استفهام حول نظرة هاتين الدولتين إلى المكان الذي وصل إليه الدور التركي في المنطقة عموماً، وسورية خصوصاً. لم يكن الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الأمريكي ترامب في واشنطن عادياً، فقد قال الرجل أن تركيا لم تتمكن بعد من فصل المعارضة السورية المسلحة عن إرهابيي “جبهة النصرة” في منطقة خفض التصعيد بإدلب في سورية ، مشيراً إلى أنه من الضروري تحرير إدلب بالكامل من الإرهابيين واستعادة سيطرة الحكومة السورية عليها. أهمية هذا الموقف الروسي يأتي من المكان الذي صد عنه والمناسبة التي قيل فيها، لافروف قال ذلك من واشنطن وبعد لقائه مع ترامب حيث تباحثا مفصلاً في عدة قضايا معنية بالشأن السوري، وتأكيد الوزير الروسي على تحرير ادلب وإعادة سيطرة الحومة السورية عليها يوحي بأن اتفاقاً امريكياً ـ روسياً قد تم بشأن ذلك الموضوع، وقد تم إرسال الرسالة بشكل واضح لأنقرة من خلال ذلك المؤتمر الصحفي بحسب رأي متابعين. هذا الموقف تزامن أيضاً مع إقرار لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة عقوبات ضد تركيا بسبب شرائها صواريخ “إس-400” الروسية للدفاع الجوي وعمليتها العسكرية بشمال سوريان لكن الأكثر أهمية هي ما قاله بعض السياسيين الأمريكيين من أن تصرفات تركيا في سوريا لم تعد مقبولة. وما فرض عقوبات على شخصيات على علاقة بالعمليات العسكرية شرق سورية كوزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس أركانه يشار غولر ووزير المالية بيرات ألبيراق ومصرف “خلق بنك” الحكومي سوى خطوات يراها البعض مرتبطة بما حدث عقب لقاء لافروف وترامب. يقول احد المحللين أنه على الرغم من أن السبب الظاهر للقعوبات هو شراء أنقرة للإس 400 إن أن عبارة تصرفات تركيا في سورية لم تعد مقبولة وفرض عقوبات على وزير الدفاع التركي ورئيس أركانه ووزير المالية التركي لها أسباب وأهداف أخرى ليس لها أي علاقة بملف الإس 400 الروسية ابداً بحسب تعبيره. ليبقى السؤال الأهم، هل اتفق الروس والأمريكيون أخيراً على صفقة ما تتعلق بسورية ولا سيما ادلب، بحيث سيتم إخراج تركيا من الشمال تدريجياً؟ هل سنرى عمليات عسكرية مكثفة في ادلب تنتهي بإعادتها للحكومة السورية؟ موهل اعطى الروس ضمانات ما فيا يخص الأكراد وقسد والتواجد الأمريكي شرق الفرات لا سيما بعد استهداف رتل أمريكي قيل بأن من يقف ورائه هي صحوة عربية عشائرية قد تكون بصلة على مع الحكومة السورية؟

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة