وفي ذات الاطار، قال المحلل يوسي احيمائير، إن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه نهاية الأسبوع في غزة، مؤقت وهش، ومن المتوقع أن تتجدد المواجهة، ويتدهور الوضع إلى حرب رابعة. وأضاف، أن جولة التصعيد الأخيرة سجلت للإسرائيليين سبعة دروس مهمة لا يجوز أن ينسوها أو يتجاهلوها: الدرس الأول، أن إسرائيل كانت هذه المرة هي المبادرة، من خلال اغتيال القائد العسكري للجهاد الإسلامي، بعملية موضعية مركزة، ما أظهر التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي الذي ينتظر القرار المطلوب في اللحظة المناسبة.

 

والدرس الثاني، هو أن المنظمات الفلسطينية حين ردت على اغتيال بهاء أبو العطا، أطلقت صواريخها تشويش الحياة في إسرائيل، وإصابة الإسرائيليين. والدرس الثالث، أنه لا مكان لانسحابات إسرائيلية جديدة من المناطق الفلسطينية، في أي مفاوضات قد تحصل، أو تسويات سياسية، لأن الاستنتاج الإسرائيلي بعد هذه المواجهات مع الفلسطينيين أن الانسحابات لا تؤدي الى حلول، ولا توفر الأمن للإسرائيليين، بل تشجع الفلسطينيين والعرب على مهاجمة إسرائيل.

 

والدرس الرابع، يتمثل بالتحدي الذي فرضته المواجهة الأخيرة مع غزة، لجهة العمل ضد المنظمات الفلسطينية الصغيرة التي تشكل تهديدا للأمن الاسرائيلي. والدرس الخامس، هو أن مرور أربعين عاما على توقيع اتفاق السلام مع مصر أثبت نفسه في مثل هذه اللحظات الصعبة، من حيث ان مصر بقيادة السيسي، تتبنى سياسة عقلانية، توفر البضاعة المطلوبة في الوقت المناسب من خلال جهودها ووساطتها بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية، كما أن مصر معنية بألا يصل تأثير العمليات المسلحة الى داخل حدودها. يضاف الى ذلك أن مصر تعتبر شريكا في حصار قطاع غزة.

 

والدرس السادس، هو أنه في كل جولة من التصعيد مع غزة يخرج من بين الاسرائيليين بعض اليساريين الذين يصدقون العدو، ويرفعون شعارات ويافطات في تل أبيب تطالب بالانسحاب من غزة. والدرس السابع والأخير، هو أن عملية عسكرية جديدة باتت أمرا مؤكدا لا محالة، ليس لأن إسرائيل تريدها، وإنما لأن الإسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة سيشجعون أي حكومة قادمة على القيام بحملة عسكرية واسعة ضد غزة، للتخلص من التهديد الأمني، الذي تمثل الفصائل الفلسطينية، بالتالي فإن ملف غزة سيكون مطروحا على طاولة الحكومة، لإيجاد حل جذري له.

صحيفة معاريف

  • فريق ماسة
  • 2019-11-19
  • 10250
  • من الأرشيف

دروس المواجهة الأخيرة في غزة

وفي ذات الاطار، قال المحلل يوسي احيمائير، إن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه نهاية الأسبوع في غزة، مؤقت وهش، ومن المتوقع أن تتجدد المواجهة، ويتدهور الوضع إلى حرب رابعة. وأضاف، أن جولة التصعيد الأخيرة سجلت للإسرائيليين سبعة دروس مهمة لا يجوز أن ينسوها أو يتجاهلوها: الدرس الأول، أن إسرائيل كانت هذه المرة هي المبادرة، من خلال اغتيال القائد العسكري للجهاد الإسلامي، بعملية موضعية مركزة، ما أظهر التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي الذي ينتظر القرار المطلوب في اللحظة المناسبة.   والدرس الثاني، هو أن المنظمات الفلسطينية حين ردت على اغتيال بهاء أبو العطا، أطلقت صواريخها تشويش الحياة في إسرائيل، وإصابة الإسرائيليين. والدرس الثالث، أنه لا مكان لانسحابات إسرائيلية جديدة من المناطق الفلسطينية، في أي مفاوضات قد تحصل، أو تسويات سياسية، لأن الاستنتاج الإسرائيلي بعد هذه المواجهات مع الفلسطينيين أن الانسحابات لا تؤدي الى حلول، ولا توفر الأمن للإسرائيليين، بل تشجع الفلسطينيين والعرب على مهاجمة إسرائيل.   والدرس الرابع، يتمثل بالتحدي الذي فرضته المواجهة الأخيرة مع غزة، لجهة العمل ضد المنظمات الفلسطينية الصغيرة التي تشكل تهديدا للأمن الاسرائيلي. والدرس الخامس، هو أن مرور أربعين عاما على توقيع اتفاق السلام مع مصر أثبت نفسه في مثل هذه اللحظات الصعبة، من حيث ان مصر بقيادة السيسي، تتبنى سياسة عقلانية، توفر البضاعة المطلوبة في الوقت المناسب من خلال جهودها ووساطتها بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية، كما أن مصر معنية بألا يصل تأثير العمليات المسلحة الى داخل حدودها. يضاف الى ذلك أن مصر تعتبر شريكا في حصار قطاع غزة.   والدرس السادس، هو أنه في كل جولة من التصعيد مع غزة يخرج من بين الاسرائيليين بعض اليساريين الذين يصدقون العدو، ويرفعون شعارات ويافطات في تل أبيب تطالب بالانسحاب من غزة. والدرس السابع والأخير، هو أن عملية عسكرية جديدة باتت أمرا مؤكدا لا محالة، ليس لأن إسرائيل تريدها، وإنما لأن الإسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة سيشجعون أي حكومة قادمة على القيام بحملة عسكرية واسعة ضد غزة، للتخلص من التهديد الأمني، الذي تمثل الفصائل الفلسطينية، بالتالي فإن ملف غزة سيكون مطروحا على طاولة الحكومة، لإيجاد حل جذري له. صحيفة معاريف

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة