دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
فؤاد حميرة معارض سوري يكتب عن أصحاب موقع الثورة السورية وهو كاتب مسلسل غزلان في غابة الذئاب
من عشاق الفن السوري في 24 أبريل، 2011، الساعة 03:19 صباحاً
لن يهمني من سيزعل أو ينفلق أو يضرب رأسه بألف جدار لـ .....
ألا تريدون الحرية ؟ ألا تتظاهرون من أجلها لكم ولغيركم؟ حسنا ...أشكركم واسمحوا لي إذن أن أتحدث بحرية ، وأرجو ألا تقمعوني وألا تتهموني بأي خيانة أو نفاق للنظام أو أو أو ...فالجميع بات يعرف طبيعة علاقتي بهذا النظام ...وبصدق أقول أنه لا يعجبني وهذا حقي في أن أحب وأكره كيفما أريد وأن أعبر عن مشاعري كيفما أريد ...وهذا الكلام موجه بالتحديد لأصحاب المظاهرات الذين يريدون الحرية لهم ولغيرهم كما قلت سابقا
لا أحب النظام ؟ نعم ..وأقولها علنا وعلى رؤوس الأشهاد ...ولكن هل أريد إسقاطه؟ لاااااا وأقولها أيضا على رؤوس الأشهاد ...لماذا؟
أولا وقبل كل شيء ، ولمن يريدون إسقاط النظام عليكم أولا تقديم أنفسكم ، ليعرف الناس من أنتم ، لأن أسلوب عملكم الخفي يرعبنا ، غموضكم يثير ريبتنا ...علاقتكم مع قنوات الجزيرة والعربية ، يقلقنا ويدفعنا للتشكيك بوجود مؤامرة ، وأنا صراحة كلما دخلت إلى صفحة الثورة السورية ازداد يقني برواية السلطة حول وجود مؤامرة على البلد ، أكتشف هذا من خلال تعليقاتكم ، وأسلوب التخاطب بينكم ، لا نعرف عنكم شيئا سوى رغبتكم في إسقاط النظام ، وهذه الرغبة تدفعني وبكل وضوح وصراحة للارتماء في أحضان النظام ، بل وللدفاع عنه ، فعلى الأقل نعرف من هو ونرى رموزه يوميا على شاشات التلفزة ونفهم خطابه ونعي أبعاده ، ونعرف الكثير عن فساده وأخطائه وإيجابياته ، لا يصرخن أحد في وجهي ويقول أين الإيجابيات ...موجودة ولكن المصابين بعقدة السلطة ، لن يروا من السلطة إلا عقدهم .
ثانيا : إسقاط نظام يملك ستمائة ألف جندي ، مليونا رجل أمن ، ضرب من المستحيل الآن ، وإذا كنتم تعولون على دعم خارجي أميركي وفرنسي ...وهذا ما استشفيته من صفحتكم فإني وأيضا بكل وضوح ، سأكون أول الذين يحملون السلاح وسأقاتل جنبا إلى جنب مع هذا النظام الذي لا أحبه ، ولكني سأكون حينها مضطرا للدفاع عن بلدي ضد تدخل أجنبي ، وسأتهمكم بالمؤامرة والتآمر على وطني ومحاولات وضعه من جديد تحت استعمار مباشر
ولا يظنن أحدا منكم أن الجيش سيخذل بشار الأسد على غرار ما حدث في كل من تونس ومصر ، لأسباب تعرفونها أنتم ويعرفها الجميع
ثالثا: لهذا النظام شعبية واسعة وواضحة ، وأنتم إلى الآن تمثلون أقلية مطعونة في كل ما يتعلق بها ، مطعونة في صدقيتها ووطنيتها ، وإني أدعو كل السوريين للدخول إلى صفحتكم وستجدون حينها أن كل سوري يلعنكم ويلعن جهادكم ونضالكم وكل ما قمتم وستقومون به ، لأني وبصدق لم أقرا في صفحتكم إلا ما يثير الريبة والقلق والذعر على الوطن ، من أسلوبكم في التخاطب والتحاور والتعليق.
رابعا : هذا النظام لن يترك الحكم بسهولة ، بمعنى أن بشار الأسد لن يقول لكم ، حسنا بما أنكم تمثلون خمسة بالمائة من المجتمع السوري فإني أعلن تنازلي عن السلطة؟ هل تصدقون ذلك ؟ هل يصدق عاقل أن رجال السلطة سيتركونها لمجرد خروج عشرة آلاف هنا ومائتا شخص هناك؟ كيف وعلى أي أسس تبنون حلمكم هذا ومن الذي أقنعكم بإمكانية حدوثه إلا إذا كان هناك من يعدكم بدعم خارجي أمريكي أوربي ، أي تدخل عسكري ..أي احتلال ، وهذا ما لن يرضاه أي سوري
لن يتنازل رجال النظام عن سلطتهم ومناصبهم ، مهما كلف الأمر ، وأنتم لا تتنازلوا عن مطلبكم بإسقاط النظام ، وعلينا نحن في الوسط بينكم ، أن نذهب ضحايا وأن نكون كشعب ، وقودا لرغبتكم في إسقاط النظام ، ورغبة النظام في الاحتفاظ بالسلطة.
أرعبني صراخ أحد المشاركين معكم في الصفحة وهو يصرخ معلقا : يا جماعة أتصلوا بالجزيرة على الرقم التالي ، ويضع رقم الجزيرة ...أنا أعتبر هذا الأمر خيانة تماما كما يخوننا إعلامنا الرسمي والموازي.
إذا القصة ليست قصة إسقاط نظام حسب رأيي وإنما قصة جلب تدخل أجنبي عبر افتعال مظاهرات تعرفون أن النظام لن يسمح بها لما عرف عنه من فكر قمعي وديكتاتوري ، وبالتالي تطلبون حماية المدنيين ، تماما كما سيناريو ليبيا.
أمر آخر ...النظام قد يندفع في سبيل حماية نفسه إلى مغامرات قد لا تخطر في بال أحد وسيكون حينها الخاسر الأكبر هو الوطن ،وأرجو أن تفهموا تلميحي ،واعفوني من التصريح ، فلقد صرحت في هذه المقالة بما يكفي لاعتقالي سبع مرات ومروري على بساط الريح بين مجموعة مساعدين أوائل لا يعرفون لله طريقا ،خمسون مرة.
لا أحبكم والله لا أحبكم ولن أحبكم حتى أعرف من أنتم وما هي خططكم ومشاريعكم ومفهومكم للحرية وموقفكم من إسرائيل والولايات المتحدة ، موقفكم من عميلتها السعودية وباقي دول الخليج الأمريكي ...لا أحبكم ولا أحب هذا النظام ...ولكني في ظل هذه الظروف المربكة والملتبسة ، أفضل النظام عليكم ...نعم وبصريح العبارة ....أفضل بقاء النظام على أن يلومني أبني في المستقبل على موقف خاطئ فأضطر أن أقول له ، لقد لحقت خطأ بشباب الثورة السورية، فيرد عليي قائلا ...يعني جدي لعب بعقل تيس ...نعم ..لا تعيدوها أنتم فقد صرت أعرف تعليقاتكم السمجة ، وأقسم أنني أفضل الاعتقال على يدي رستم غزالي وعاطف نجيب ، عن الانضمام إليكم أو تأييدكم ، أو السير في مشروعكم التخريبي ، فلقد استنتجت _شخصيا_ أن المطلوب ليس إسقاط النظام ، بل إسقاط الوطن.
أمر أخير أنهي به حديثي
كنت قد همست لبعض الأصدقاء الخاصين بأن النظام _ وبسبب آرائي ونشاطي على الفيسبوك_ ربما يلجأ إلى حيلة ما منها مثلا إرسال من يقوم باغتيالي ، ولصق العملية بالمعارضة فيكسب على الجهتين ، يتخلص من معارض ناشط ولو على الفيسبوك ويريحهم من مهاتراته مع الرقابة ومطالباته بالحرية ، وفي ذات الوقت يشوه سمعة المعارضة فيكسب عصفورين بحجر ...أما الآن فأنا وقسما بالله ، لا أعرف من سيقتلني ، سلطة أم معارضة، وإن كنت موقنا بأن الموت ليس بعيدا عن حارتنا ....أضجرتكم؟ ربما ...ولكنني أحتاج إلى المزيد من الكلام والوقت لأستطيع التنازل عن روحي ...سأتنازل عنها هنا ...في دمشق عاصمة سوريا الموحدة ...سوريا الموحدة ...سوريا الموحدة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة