لم يبرر الرئيس التركي أردوغان إصراره على إقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا بسبب المقاتلين الأكراد الذين يصفهم بالإرهابيين؛ بل قدم سببا آخر وهو توطين ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا وأوروبا.

اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعادة توطين حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا وأوروبا في ما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” التي تم الاتفاق عليها بين تركيا والولايات المتحدة في شمالي سوريا.

وقال أردوغان في أنقرة إنه إذا تم تحويل المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات إلى منطقة “آمنة”، فسيكون من الممكن “بناء على حجم المنطقة الآمنة، توطين ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ ما زالوا يعيشون في بلدنا أو في أوروبا”.

وكانت تركيا والولايات المتحدة اتفقتا في آب/أغسطس الماضي على إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود التركية مع شمالي سوريا، التي دمرتها الحرب الأهلية المندلعة منذ 2011. ورغم ذلك، تم الاتفاق على تفاصيل قليلة حول المنطقة وكان هناك خلاف بين واشنطن وأنقرة على مساحتها.

وكانت تسيطر على المنطقة وحداث حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، بينما تعتبرها الولايات المتحدة شريكا مهما في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في الأسبوع الماضي الولايات المتحدة بعدم الالتزام بإقامة المنطقة.

وأكد أردوغان مجددًا اليوم على رغبته في إنشاء المنطقة بحلول نهاية أيلول/سبتمبر، وإلا فسيتعين على تركيا تنفيذ “خطط العمل الخاصة بها”. وكان أردوغان قد هدد مرارا بشن عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا من قبل.

وصرح الرئيس التركي في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه يرغب في “ممر سلمي” يمتد عبر شمال سوريا وحتى دير الزور والرقة، وقال إن ذلك سيسمح لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ بالعودة. ودعا أوروبا إلى تقديم “المزيد من الدعم” لتحقيق هذه الخطة.

وبالنسبة لتركيا فإن الأولوية الرئيسية هي كبح نفوذ وحدات حماية الشعب الكردية التي تقول إنها ترتبط بالانفصاليين الأكراد على أراضيها. والأربعاء كرر اردوغان تهديده بشن هجمات ضد الأكراد في حال لم يبتعدوا عن الحدود التركية بنهاية الشهر.

 

ومنذ بداية الحرب في سوريا، استقبلت تركيا حوالي 3.6 مليون لاجئ، وهو عدد يفوق ما استقبلته أي دولة أخرى في العالم.

  • فريق ماسة
  • 2019-09-18
  • 6998
  • من الأرشيف

أردوغان يقترح توطين ثلاثة ملايين لاجئ سوري في المنطقة الآمنة

لم يبرر الرئيس التركي أردوغان إصراره على إقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا بسبب المقاتلين الأكراد الذين يصفهم بالإرهابيين؛ بل قدم سببا آخر وهو توطين ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا وأوروبا. اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعادة توطين حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا وأوروبا في ما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” التي تم الاتفاق عليها بين تركيا والولايات المتحدة في شمالي سوريا. وقال أردوغان في أنقرة إنه إذا تم تحويل المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات إلى منطقة “آمنة”، فسيكون من الممكن “بناء على حجم المنطقة الآمنة، توطين ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ ما زالوا يعيشون في بلدنا أو في أوروبا”. وكانت تركيا والولايات المتحدة اتفقتا في آب/أغسطس الماضي على إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود التركية مع شمالي سوريا، التي دمرتها الحرب الأهلية المندلعة منذ 2011. ورغم ذلك، تم الاتفاق على تفاصيل قليلة حول المنطقة وكان هناك خلاف بين واشنطن وأنقرة على مساحتها. وكانت تسيطر على المنطقة وحداث حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، بينما تعتبرها الولايات المتحدة شريكا مهما في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في الأسبوع الماضي الولايات المتحدة بعدم الالتزام بإقامة المنطقة. وأكد أردوغان مجددًا اليوم على رغبته في إنشاء المنطقة بحلول نهاية أيلول/سبتمبر، وإلا فسيتعين على تركيا تنفيذ “خطط العمل الخاصة بها”. وكان أردوغان قد هدد مرارا بشن عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا من قبل. وصرح الرئيس التركي في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه يرغب في “ممر سلمي” يمتد عبر شمال سوريا وحتى دير الزور والرقة، وقال إن ذلك سيسمح لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ بالعودة. ودعا أوروبا إلى تقديم “المزيد من الدعم” لتحقيق هذه الخطة. وبالنسبة لتركيا فإن الأولوية الرئيسية هي كبح نفوذ وحدات حماية الشعب الكردية التي تقول إنها ترتبط بالانفصاليين الأكراد على أراضيها. والأربعاء كرر اردوغان تهديده بشن هجمات ضد الأكراد في حال لم يبتعدوا عن الحدود التركية بنهاية الشهر.   ومنذ بداية الحرب في سوريا، استقبلت تركيا حوالي 3.6 مليون لاجئ، وهو عدد يفوق ما استقبلته أي دولة أخرى في العالم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة