دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حازما بتصريحاته خلال القمة التي جمعته مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، حيث أكد بوتين، أن روسيا ستواصل دعم الجيش السوري في عملياته لقطع دابر الخطر الإرهابي.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن "نظام وقف إطلاق النار لم يشمل الإرهابيين أبدا". كما شدد على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين.
وقال بوتين "جميعنا ندعو إلى وحدة أراضي سوريا وننطلق من أنه بعدما يتم حل القضايا المتعلقة بضمان الأمن ومحاربة الإرهاب، ستتم استعادة وحدة الأراضي السورية بالكامل وهذا يخص أيضا سحب كل القوات الأجنبية من أراضي سوريا".
تحدث الدكتور بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية إلى إذاعة "سبوتنيك" حول نتائج القمة بين زعماء الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران قائلا:
"بعد أن تابعنا ما جرى في قمة أنقرة، أعتقد أن الخطوط مفتوحة لكل الاحتمالات، إذا تعاون الأتراك وأظهروا حسن نية هذه المرة، فأنا أعتقد أنه قد يؤدي ذلك بشكل تدريجي إلى عودة سلطة الدولة السورية في كل مكان، لكن أنا أشك في ذلك لأن هذه التنظيمات ليست مستعدة للخروج من هذه المناطق فهي متمسكة حتى اللحظات الأخيرة، وهي تنظيمات عدمية ليس لديها أفق ولا ترى مستقبلاً، ويجب أن يتعلّم الأتراك من تجربة خان شيخون بأن محاولات التلاعب لن تنجح، لا مع موسكو ولا مع دمشق، قرار دمشق حاسم فيما يتعلق بهذا الموضوع".
وتابع بسام أبو عبد الله: "الحديث عن الخطوة الأخرى بعد تحرير خان شيخون، هي معرة النعمان وسراقب، المعلومات تقول بأن المسلحين أصبحوا خارج معرة النعمان وأن أهالي المنطقة يريدون الدخول في مصالحة وطنية، وهناك يبدو نوع من التفاوض، وهذا مهم جدا"ً.
وحول نهاية الحرب في سوريا أردف بسام أبو عبد الله قائلا: الحرب في سورية بالبعد العسكري انتهت، وإذا أردنا أن نحسم موضوع إدلب عسكرياً نستطيع أن نحسمه خلال فترة ليست ببعيدة، سوريا مع حلفائها يشكلون قوة عسكرية ضاربة تستطيع أن تحسم، لكن بالنسبة لروسيا وسوريا إن كان يمكن حسم هذا الموضوع وتحقيق الهدف بطرق أخرى، فليس هناك مانع بأن تُعطى فرص للمفاوضات والمصالحات".
إن دور روسيا مطلوب في سوريا، والمصلحة ليست لسوريا فحسب بل فيه مصلحة للكثير من الدول في الإقليم وفي العالم، روسيا لديها مصالح وهذا بديهي لكن لديها مبادئ أيضاً، وهي تتحدث عن هذه المبادئ بشكل واضح جداً، هي تحترم سيادة الدول، وعلاقتها بسوريا مثلا تقوم على الاحترام المتبادل بالرغم أن البروباغندا الغربية تحاول التشويه وإظهار أن سوريا دولة تحت وصاية وبأن الروس يقررون كل شيء، وهذا الكلام غير صحيح بالمطلق، روسيا لا يمكن أن تفرض شيئاً على الدولة السورية، بل كل شيء يتم بالحوار والنقاش والمصلحة المشتركة".
وتابع بسام ابو عبد الله حول الأمن في المنطقة: إن سوريا هي البلد الوحيد في المنطقة الذي يشكل ملجأً لكل مستضعفي العالم، وهذا التنوع الشديد الموجود في سوريا أتى من أنها مجتمع جاذب، ويجب أن نوحّد كلمتنا، نحن في سوريا نؤمن بأن الأمن في المنطقة مترابط بين بعضه البعض، أي أن ما حدث في سوريا انعكس حتى على دول الخليج، وبالتالي ما يحدث في اليمن سينعكس على أمن واستقرار دول الخليج، وبالتالي على دول الخليج أن تنتهي من عقدة إيران وتبدأ بالبحث عن مخارج لنفسها عبر التعاون مع دول مسؤولة مثل روسيا الاتحادية التي تتحدث عن القانون الدولي واحترام ميثاق الأمم المتحدة وهي حريصة على أمن هذه الدول وليس لديها مطامع لابتزاز هذه الدول كما هو حال الولايات المتحدة التي تبتز الدول علناً، وأعتقد أنه يمكن الحديث عن ذلك ما بعد انتهاء أعمال هذه الطاولة المستديرة.
كسوريين في كل مكان، حتى لو اختلفنا في السياسة ووجهات النظر لكن يجب أن يكون قلبنا واحد عندما تتعرض سورية للتهديد".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة