كتب يفغيني بوجيدايف، في "أوراسيا ديلي"، حول التقاء "الصقور" و"الحمائم" في أمريكا على العداء لإيران.

وجاء في المقال: احتجزت سلطات جبل طارق مؤخرا الناقلة الإيرانية غريس-1. وردا على ذلك، اعترضت إيران أولاً ناقلة إماراتية، ثم ستينا إمبيرو البريطانية. بتعبير آخر، هناك عناد غير مسبوق في ترتيب استفزازات، على الرغم من إحجام دونالد ترامب الصريح عن شن عملية عسكرية ضد إيران. ما سبب فرط النشاط هذا؟

مما لا شك فيه أن اللوبي الإسرائيلي ولوبي ممالك الخليج قويان في واشنطن. ومع ذلك، فهناك تضارب في مصالح الولايات المتحدة، كقوة عظمى عالمية، مع المصالح الإيرانية على المدى الطويل. ولا شك في أن جون بولتون وشركاه، وهم الجزء المرئي من "جبل الجليد" المناهض لإيران، بعيدون كل البعد عن أن يكونوا مثالا على حكمة الدولة، إنما هناك حجج عقلانية لدى المتشددين ضد إيران، تكفي وتزيد.

فإذا تعزز وجود إيران في اليمن، الأمر الذي تكاد تدركه طهران، فستكون لدى إيران "سويسها" الخاصة بها، تتحكم بالجزء الأكبر من حركة المرور من خلال السويس الحقيقية. أمّا أهمية سوريا بالنسبة لإيران فأقل من أهمية اليمن، لكن خيارات الترانزيت عبرها معروفة أيضا.

بشكل عام، حتى الخيار المحافظ يحوّل إيران إلى قوة مهيمنة في الشرقين الأدنى والأوسط، بلا خصم يعادلها. علما بأن المشروع الشيعي لمستقبل إيران المنظور ليس وسيلة للتوسع بقدر ما هو وسيلة للبقاء كدولة موحدة. وفي الوقت نفسه، يعني تحقيقه نهاية الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، مع إمكانية التأثير الحاسم في سوق النفط...

بشكل عام، يريد الأمريكيون من إيران شيئا واحدا فقط، هو أن لا تكون هناك إيران. ومن الواضح أن لدى الصقور تصورا راسخا عن سهولة تفكيك المشروع الإيراني، وضيق الوقت المتاح لذلك. والفارق، هنا، هو أن "المسالمين" الذين يعارضون الصقور يريدون الحرب أيضا، لكنهم يريدون حربا سريعة وحاسمة. وفيما يريد الصقور الشرق الأوسط، فإن "الحمائم" يريدون العالم كله..

  • فريق ماسة
  • 2019-07-22
  • 13616
  • من الأرشيف

الولايات المتحدة تريد من إيران شيئا واحدا هو زوال إيران

كتب يفغيني بوجيدايف، في "أوراسيا ديلي"، حول التقاء "الصقور" و"الحمائم" في أمريكا على العداء لإيران. وجاء في المقال: احتجزت سلطات جبل طارق مؤخرا الناقلة الإيرانية غريس-1. وردا على ذلك، اعترضت إيران أولاً ناقلة إماراتية، ثم ستينا إمبيرو البريطانية. بتعبير آخر، هناك عناد غير مسبوق في ترتيب استفزازات، على الرغم من إحجام دونالد ترامب الصريح عن شن عملية عسكرية ضد إيران. ما سبب فرط النشاط هذا؟ مما لا شك فيه أن اللوبي الإسرائيلي ولوبي ممالك الخليج قويان في واشنطن. ومع ذلك، فهناك تضارب في مصالح الولايات المتحدة، كقوة عظمى عالمية، مع المصالح الإيرانية على المدى الطويل. ولا شك في أن جون بولتون وشركاه، وهم الجزء المرئي من "جبل الجليد" المناهض لإيران، بعيدون كل البعد عن أن يكونوا مثالا على حكمة الدولة، إنما هناك حجج عقلانية لدى المتشددين ضد إيران، تكفي وتزيد. فإذا تعزز وجود إيران في اليمن، الأمر الذي تكاد تدركه طهران، فستكون لدى إيران "سويسها" الخاصة بها، تتحكم بالجزء الأكبر من حركة المرور من خلال السويس الحقيقية. أمّا أهمية سوريا بالنسبة لإيران فأقل من أهمية اليمن، لكن خيارات الترانزيت عبرها معروفة أيضا. بشكل عام، حتى الخيار المحافظ يحوّل إيران إلى قوة مهيمنة في الشرقين الأدنى والأوسط، بلا خصم يعادلها. علما بأن المشروع الشيعي لمستقبل إيران المنظور ليس وسيلة للتوسع بقدر ما هو وسيلة للبقاء كدولة موحدة. وفي الوقت نفسه، يعني تحقيقه نهاية الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، مع إمكانية التأثير الحاسم في سوق النفط... بشكل عام، يريد الأمريكيون من إيران شيئا واحدا فقط، هو أن لا تكون هناك إيران. ومن الواضح أن لدى الصقور تصورا راسخا عن سهولة تفكيك المشروع الإيراني، وضيق الوقت المتاح لذلك. والفارق، هنا، هو أن "المسالمين" الذين يعارضون الصقور يريدون الحرب أيضا، لكنهم يريدون حربا سريعة وحاسمة. وفيما يريد الصقور الشرق الأوسط، فإن "الحمائم" يريدون العالم كله..

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة