مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الجديد:

باعوها قبلَ سبعينَ عاماً .. ويَعرِضونها في البحرين بأسعارٍ مخفّضة فِلَسطينُ الغالية .. إلى مزادٍ عربيٍّ عالميٍّ في المنامة بمَلبغٍ قدرُه خمسونَ مليارَ دولارٍ لا يساوي ثَمنَ لجوءِ السنين والقَتلِ والاحتلالِ وسلبِ البيوتِ لإهدائِها إلى مُستوطنينَ غرباءَ عن الأرض.

غدًا يُفتتحُ المزادُ بإدارةِ صِهرِ ترامب جاريد كوشنر المفوّضِ الأميركيِّ في صفْقةِ البيع  لكنّ الملياراتِ الخمسينَ ستكونُ تعويضاً عن بيعِ القدس والخمسونَ هذهِ ( إذا صدَقوا)  ستأتي مُقسّمةً على خمسِ دولٍ لمدةِ عشْرِ سنوات .. وبتقريشٍ للمبلغِ المرصودِ متوزَّعًا على سنينَ عشَرة ودولٍ خمس تحصُلُ كلُّ دولةٍ على مليارٍ واحدٍ سنويًا... هذا ( إذا صدَقوا ) . وأبعدُ مِن الرَّقْمِ البَخْس  فإنّ هذه الأموالَ ستُجمَّعُ مِنَ الحلفاءِ حيثُ تَدخُلُ أميركا المزادَ فقط ب" شبوبيتها " وسِحرِ صِهرِها على العرب  أما الراعي الرَّسميُّ فسيكونُ دولاً خليجيةً لا تزالُ خاضعةً لابتزازِ ترامب وآخرُ مواقفِه ما أعلنَه عَبرَ شبكةِ  ان بي سي الأميركية  قائلاً: أنا لستُ ذلك الغبيَّ الذي لا يريدُ التعاملَ معَ السُّعودية  متوجّهًا إلى مُحاوِرِه المذيعِ بعبارة: "فلْنأخذْ أموالَهم.. فلْنأخذْ أموالَهم يا تشاك"

وغدًا سيأخُذُ ترامب دُفعةً أخرى مِن هذهِ الأموال مستخدمًا ضميرًا آخرَ سيجري وضعُه في الخدمةٍ مؤقّتًا لإتمامِ المُهمة ..  سيبقى ترامب ضاغطاً على زِرِّ الابتزاز .. موفِدًا مبعوثينَ إلى الخليج لتبريرِ تَخلّفِه عن حمايتِهم في الأوقاتِ الحَرِجة .. وهو الذي ترَكَهم قبلَ أولِ الطريق. يأخذُ الرئيسُ الأميركيُّ نفسَا عميقًا ويَستلُّ قلمَه في البيتِ البيضاويّ ليوقّعَ أمرًا تنفيذيًا مباشَراً على الهواء يَشتمِلُ على عقوباتٍ مشدّدةٍ جديدةٍ ضِدَّ إيران وهذهِ العُقوباتُ لم تَستَسنِ مكتبَ المرشدِ الأعلى آيةِ الله علي خامنئي ولعلَّ سببَ العقوباتِ تمرّدُ الخامنئي على رئيسِ الدولةِ العُظمى حيثُ تَرَكَه ينتظرُ طويلاً عندَ سَمّاعةِ الهاتف ولم يَستجب لأيِّ اتصالٍ لا عَبرَ سويسرا ولا عَبرَ سَلطنةِ عُمان  وخلالَ توقيعِه على دفترِ العقوبات تخبّطَ ترامب بتصريحَين متناقضَين في المؤتمرِ الواحد ففي الوقتِ الذي أعلن فيه أنّ العقوباتِ جاءَت بسببِ إسقاطِ إيرانَ الطائرةَ المسيّرةَ الأميركية  عاد وأكد في ظرفِ دقيقةٍ أنّ هذهِ العقوبات كان سيجري اتخاذُها بمَعزِلٍ عن حادثِ إسقاطِ الطائرة والقفزُ بينَ المواقفِ ساد أيضاً دوائرَ ترامب الضّيقةَ وتشتّتت الآراءُ بينَ ترامب ووزيرِ خارجيتِه السائحِ في الخليج  فمارك بومبيو تَحدّث عن تفاوضٍ بلا شروطٍ معَ إيرانَ فيما كان رئيسُه يشترطُ تخلّصَ إيرانَ مِن بَرنامَجِها النوويّ أولاً لضمانِ شرقِ أوسطَ خالٍ مِنَ السلاحِ النوويّ لكنّ هذا الخُلوَّ يَستثني إسرائيلَ القابضةَ على رؤوسٍ نوويةٍ غيرِ سِلميةٍ ومحرمةٍ دَوليًا  وإسرائيلُ النوويةُ في محيطٍ عربيّ ظلّت بلا أيِّ إدانةٍ عربيةٍ ولم تستخدمْ جامعةُ الدولِ قوةَ إيرانَ النوويةَ للمقايضةِ عليها بهدفِ نزعِ قوةِ  إسرائيلَ الفتّاكة  وآخرُ موقِفٍ عربيٍّ بهذا الصدَد كان للرئيسِ المِصريِّ السابق حسني مبارك .. ومنذ ذلك الحين والمِنطقةُ خاليةٌ مِن مبارك وليس مِنَ النوويّ. كلُّ هذا والعربُ في نومٍ عميق .. وغداً تتعمّقُ " المنامةُ العربية " في مؤتمرِ الخضوعِ لصفْقةِ القرن .. في وقتٍ أكد فيه اجتماعُ  وزراءِ المالِ العربُ تفعيلَ "شبكةِ أمانٍ مالية" لدعمِ موازنةِ السلطةِ الفِلَسطينيةِ بمبلغِ مئةِ مِليونِ دولارٍ أميركيٍّ شهريًا وهذا يعني أنّ بإمكانِ العرب دفعَ الأموالِ بمَعزِلٍ عن صفْقةِ الذُّلّ وبيعِ فِلَسطين . دولةٌ واحدةٌ حتى اليوم رَفَضت صفْقةَ القرن وأعلنت مقاطعةَ مؤتمرِ البحرين وهي الكويت التي رَسمت خطَّها العروبيَّ بحروفِ رئيسِ مجلسِ أمتها ..  ذلك الرجلِ المرزوقِ عروبيًا والغانمِ فِلَسطينيًا والثابتِ على القضية.  أما في لبنان فالمواقفُ بالمفرّق ولم تُصَغْ بجملةٍ رسمية .. لكنّ أكثرها تقدّمًا كان لضميرِ فِلَسطين الرئيس سليم الحص متوجّهًا إلى الحكّامِ العربِ بالقول " فلسطين ليسَت للبيع "

  • فريق ماسة
  • 2019-06-24
  • 15542
  • من الأرشيف

فِلَسطينُ الغالية .. إلى مزادٍ عربيٍّ عالميٍّ في المنامة بمَلبغٍ قدرُه خمسونَ مليارَ دولار

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الجديد: باعوها قبلَ سبعينَ عاماً .. ويَعرِضونها في البحرين بأسعارٍ مخفّضة فِلَسطينُ الغالية .. إلى مزادٍ عربيٍّ عالميٍّ في المنامة بمَلبغٍ قدرُه خمسونَ مليارَ دولارٍ لا يساوي ثَمنَ لجوءِ السنين والقَتلِ والاحتلالِ وسلبِ البيوتِ لإهدائِها إلى مُستوطنينَ غرباءَ عن الأرض. غدًا يُفتتحُ المزادُ بإدارةِ صِهرِ ترامب جاريد كوشنر المفوّضِ الأميركيِّ في صفْقةِ البيع  لكنّ الملياراتِ الخمسينَ ستكونُ تعويضاً عن بيعِ القدس والخمسونَ هذهِ ( إذا صدَقوا)  ستأتي مُقسّمةً على خمسِ دولٍ لمدةِ عشْرِ سنوات .. وبتقريشٍ للمبلغِ المرصودِ متوزَّعًا على سنينَ عشَرة ودولٍ خمس تحصُلُ كلُّ دولةٍ على مليارٍ واحدٍ سنويًا... هذا ( إذا صدَقوا ) . وأبعدُ مِن الرَّقْمِ البَخْس  فإنّ هذه الأموالَ ستُجمَّعُ مِنَ الحلفاءِ حيثُ تَدخُلُ أميركا المزادَ فقط ب" شبوبيتها " وسِحرِ صِهرِها على العرب  أما الراعي الرَّسميُّ فسيكونُ دولاً خليجيةً لا تزالُ خاضعةً لابتزازِ ترامب وآخرُ مواقفِه ما أعلنَه عَبرَ شبكةِ  ان بي سي الأميركية  قائلاً: أنا لستُ ذلك الغبيَّ الذي لا يريدُ التعاملَ معَ السُّعودية  متوجّهًا إلى مُحاوِرِه المذيعِ بعبارة: "فلْنأخذْ أموالَهم.. فلْنأخذْ أموالَهم يا تشاك" وغدًا سيأخُذُ ترامب دُفعةً أخرى مِن هذهِ الأموال مستخدمًا ضميرًا آخرَ سيجري وضعُه في الخدمةٍ مؤقّتًا لإتمامِ المُهمة ..  سيبقى ترامب ضاغطاً على زِرِّ الابتزاز .. موفِدًا مبعوثينَ إلى الخليج لتبريرِ تَخلّفِه عن حمايتِهم في الأوقاتِ الحَرِجة .. وهو الذي ترَكَهم قبلَ أولِ الطريق. يأخذُ الرئيسُ الأميركيُّ نفسَا عميقًا ويَستلُّ قلمَه في البيتِ البيضاويّ ليوقّعَ أمرًا تنفيذيًا مباشَراً على الهواء يَشتمِلُ على عقوباتٍ مشدّدةٍ جديدةٍ ضِدَّ إيران وهذهِ العُقوباتُ لم تَستَسنِ مكتبَ المرشدِ الأعلى آيةِ الله علي خامنئي ولعلَّ سببَ العقوباتِ تمرّدُ الخامنئي على رئيسِ الدولةِ العُظمى حيثُ تَرَكَه ينتظرُ طويلاً عندَ سَمّاعةِ الهاتف ولم يَستجب لأيِّ اتصالٍ لا عَبرَ سويسرا ولا عَبرَ سَلطنةِ عُمان  وخلالَ توقيعِه على دفترِ العقوبات تخبّطَ ترامب بتصريحَين متناقضَين في المؤتمرِ الواحد ففي الوقتِ الذي أعلن فيه أنّ العقوباتِ جاءَت بسببِ إسقاطِ إيرانَ الطائرةَ المسيّرةَ الأميركية  عاد وأكد في ظرفِ دقيقةٍ أنّ هذهِ العقوبات كان سيجري اتخاذُها بمَعزِلٍ عن حادثِ إسقاطِ الطائرة والقفزُ بينَ المواقفِ ساد أيضاً دوائرَ ترامب الضّيقةَ وتشتّتت الآراءُ بينَ ترامب ووزيرِ خارجيتِه السائحِ في الخليج  فمارك بومبيو تَحدّث عن تفاوضٍ بلا شروطٍ معَ إيرانَ فيما كان رئيسُه يشترطُ تخلّصَ إيرانَ مِن بَرنامَجِها النوويّ أولاً لضمانِ شرقِ أوسطَ خالٍ مِنَ السلاحِ النوويّ لكنّ هذا الخُلوَّ يَستثني إسرائيلَ القابضةَ على رؤوسٍ نوويةٍ غيرِ سِلميةٍ ومحرمةٍ دَوليًا  وإسرائيلُ النوويةُ في محيطٍ عربيّ ظلّت بلا أيِّ إدانةٍ عربيةٍ ولم تستخدمْ جامعةُ الدولِ قوةَ إيرانَ النوويةَ للمقايضةِ عليها بهدفِ نزعِ قوةِ  إسرائيلَ الفتّاكة  وآخرُ موقِفٍ عربيٍّ بهذا الصدَد كان للرئيسِ المِصريِّ السابق حسني مبارك .. ومنذ ذلك الحين والمِنطقةُ خاليةٌ مِن مبارك وليس مِنَ النوويّ. كلُّ هذا والعربُ في نومٍ عميق .. وغداً تتعمّقُ " المنامةُ العربية " في مؤتمرِ الخضوعِ لصفْقةِ القرن .. في وقتٍ أكد فيه اجتماعُ  وزراءِ المالِ العربُ تفعيلَ "شبكةِ أمانٍ مالية" لدعمِ موازنةِ السلطةِ الفِلَسطينيةِ بمبلغِ مئةِ مِليونِ دولارٍ أميركيٍّ شهريًا وهذا يعني أنّ بإمكانِ العرب دفعَ الأموالِ بمَعزِلٍ عن صفْقةِ الذُّلّ وبيعِ فِلَسطين . دولةٌ واحدةٌ حتى اليوم رَفَضت صفْقةَ القرن وأعلنت مقاطعةَ مؤتمرِ البحرين وهي الكويت التي رَسمت خطَّها العروبيَّ بحروفِ رئيسِ مجلسِ أمتها ..  ذلك الرجلِ المرزوقِ عروبيًا والغانمِ فِلَسطينيًا والثابتِ على القضية.  أما في لبنان فالمواقفُ بالمفرّق ولم تُصَغْ بجملةٍ رسمية .. لكنّ أكثرها تقدّمًا كان لضميرِ فِلَسطين الرئيس سليم الحص متوجّهًا إلى الحكّامِ العربِ بالقول " فلسطين ليسَت للبيع "

المصدر : خاص الماسة السورية/ غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة