دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مزيج درامي رومانسي يطبع الفيلم الأمريكي "الأغنية الأخيرة" (The last Song) لمخرجته جولي آن روبنسون، التي تشتغل على حكاية تقليدية تنتصر لقيم التماسك العائلي والحب المنقذ من التشتت والضياع.
رهان متواضع ذلك الذي حدده صناع الفيلم، ابتداء من كاتب السيناريو، الذي أنجز بتزامن مع رواية تحمل نفس الاسم لنيكولا سباركس، وصولا إلى المخرجة.
ففي خضم حكاية لا تحمل توابل الدهشة وغير المتوقع، وتنخرط في اللعبة القديمة التي تقوم على توريط المشاهد في تجاوب عاطفي مع مأساة أبناء ضيع انفصال الأبوين آمالهم، لم يتبق للعمل من مواقع للتميز غير إدارة إبداعية لطاقم تمثيلي زاوج بين نجوم مخضرمين وصاعدين وجماليات تصويرية ( ساحل ولاية جورجيا)، فضلا عن قطع موسيقية موفقة عكست أشجان كائنات جريحة.
فيلم "الأغنية الأخيرة"، الذي انتج عام 2010 ومدته ساعة و43 دقيقة، يروي حكاية شابة مضطربة، روني ميلر (ميلي سيروس) تعيش ضياعا نفسيا منذ انفصال والديها.. شخصية متمردة ناقمة على والدها، موهوبة في العزف على البيانو، لكنها تصد باب النجاح الاجتماعي والمهني، كمن يبحث عن انتحار نفسي للخلاص من جحيم الواقع.تصاحبها أمها برفقة شقيقها الصغير لزيارة والدها المقيم على الشاطئ، ستيف ميلر (غريغ كينيار)، حيث يكون عليها أن تواجه ضرورة التأقلم مع الوجود المادي للأب الذي افتقدته، ثم كرهته، وتصطدم معه، تتحداه في الوقت الذي يحاول هو تجاوز ما فات وترميم العلاقة الآيلة للانهيار.
في فضاء هذه العطلة "غير المرغوب فيها"، تتعرف روني على شاب وسيم، ويل بلاكيلي (ليام هيمسمورث)، فتنمو قصة حب تغدو خلفية سردية ثانوية تسند الحكاية الرئيسة لدراما العلاقة الإشكالية بين الفتاة ووالدها، والتي تتخذ منحى جديدا حين تكتشف أن أباها في وضع صحي خطر ينذر بالموت في أي لحظة.ألهذا السبب تم ترتيب عودة الأولاد لحضن أبيهم الساعي إلى إصلاح أعطاب قديمة؟
عند هذا المنعطف، تنفجر المكنونات العاطفية للفتاة، ويحل الخوف من الفقدان والرغبة في العطاء محل أي شعور سابق بالحقد ونزعات الثأر والعقاب.
ومع عودتها إلى حضن والدها الدافئ، يعاودها الحنين إلى البيانو، الآلة التي تتشاطر ولعها مع الوالد المريض، وقد لا يجعل رحيل هذا الأخير أسهل وأهون إلا معزوفة حزينة تصاحب نومته الأبدية
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة