كان صادمًا بالنّسبة إلينا، وربّما الملايين مِثلنا في مُختلف أنحاء العالمين العربيّ والإسلاميّ، ما ذكرته القناة العبريّة الثانية مساء الخميس، من أن أحد قادة المُعارضة السوريّة هو الذي قدّم لجهاز الاستخبارات الإسرائيليّة “أمان” المعلومات التي أدّت إلى اغتيال الشهيد سمير القنطار في 15 كانون الأول (ديسمبر) عام 2015 جنوب دِمشق في غارةٍ إسرائيليّةٍ.

صادِمًا لأنُ الشهيد القنطار كان مُكلّفًا بفتح جبهة الجولان السوري المُحتل في إطار خطّة وضعتها قيادة “حزب الله” وبتكليفٍ من السيّد حسن نصر الله شخصيًّا، وكان من أبرز مُساعديه الشهيد جهاد مغنية، نجل الشهيد عماد مغنية، قائد الجناح العسكري في الحزب، أيّ أنّ القنطار الذي قضى ما يقرُب الثلاثين عامًا في سُجون الاحتلال، وكان أصغر مُقاتل (17 عامًا) جرى اعتقاله أثناء قيامه في عمليّةٍ فدائيّةٍ مع أحد الفصائل الفِلسطينيّة، عندما كان في مَهمّةٍ وطنيّةٍ مُشرّفةٍ، واستحق لقب عميد الأسرى العرب في سُجون الاحتلال.

المقدّم ماركو مونرو، الذي كشف تفاصيل هذه العمليّة للمحطّة التلفزيونيّة العبريّة المذكورة كان ضابط الاتصال المُكلّف من قبل المُخابرات الإسرائيليّة للتّواصل والتّنسيق مع قوّات المُعارضة السوريّة، ولا بُد أنّه يملك كنزًا من المعلومات حول الدّعم الإسرائيليّ لبعض فصائل المُعارضة التي تعاونت مع دولة الاحتلال ونفّذت مُخطّطاتها داخل سورية، وربّما خارجها أيضًا.

الشهيد القنطار جرى الإفراج عنه في إطار صفقة تبادل رُفات جنديين إسرائيليين قُتلوا في حرب لبنان مُقابل الإفراج عن 199 لُبنانيًّا وفِلسطينيًّا عام 2008 من ضمنهم أربعة اسرى من حزب الله، ورفض أن يجلس في بيته مع زوجته وأطفاله، وقرّر مُواصلة مسيرته الجهاديّة تحت لواء “حزب الله” حتى استِشهاده.

تسليم المُخابرات الإسرائيليّة معلومات أدّت إلى اغتيال هذا الشهيد هو ذروة العمل الخياني الذي يُؤكّد مُجدّدًا حجم الاختراق الإسرائيليُ لبعض فصائل المُعارضة السوريّة وتوظيفها لتنفيذ أعمال قذِرة ضِد وطنها وأمّتها.

لا نعرف لماذا أجازت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة المعلومات التي وردت في هذا التقرير، على لسان أحد المسؤولين في الاستخبارات، فهل جاء ذلك في إطار الحرب النفسيّة مع “حزب الله”، أم في إطار خطّة لمُمارسة ضُغوط على بعض فصائل المُعارضة السوريّة وقِيادتها للقيام بتقديم المزيد من الخدَمات لدولة الاحتلال؟

نترُك الإجابة للأشهر والسّنوات المُقبلة، حيث من المُتوقّع أن يتم الإفراج عن العديد من الأسرار في هذا المِضمار، خاصّةً أنّ دولة الاحتلال التي كشفت هُويّة الجاسوس أشرف مروان ودوره في حرب تشرين أوّل (أكتوبر) عام 1973، لن تتورّع عن كشف هُويّة غيره من العُملاء.

  • فريق ماسة
  • 2019-05-23
  • 16358
  • من الأرشيف

تعاون بعض قادة فصائل في المُعارضة السوريّة مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في عمليّة اغتيال الشهيد سمير القنطار “وصمة عار” و”خطيئة كبرى”..

كان صادمًا بالنّسبة إلينا، وربّما الملايين مِثلنا في مُختلف أنحاء العالمين العربيّ والإسلاميّ، ما ذكرته القناة العبريّة الثانية مساء الخميس، من أن أحد قادة المُعارضة السوريّة هو الذي قدّم لجهاز الاستخبارات الإسرائيليّة “أمان” المعلومات التي أدّت إلى اغتيال الشهيد سمير القنطار في 15 كانون الأول (ديسمبر) عام 2015 جنوب دِمشق في غارةٍ إسرائيليّةٍ. صادِمًا لأنُ الشهيد القنطار كان مُكلّفًا بفتح جبهة الجولان السوري المُحتل في إطار خطّة وضعتها قيادة “حزب الله” وبتكليفٍ من السيّد حسن نصر الله شخصيًّا، وكان من أبرز مُساعديه الشهيد جهاد مغنية، نجل الشهيد عماد مغنية، قائد الجناح العسكري في الحزب، أيّ أنّ القنطار الذي قضى ما يقرُب الثلاثين عامًا في سُجون الاحتلال، وكان أصغر مُقاتل (17 عامًا) جرى اعتقاله أثناء قيامه في عمليّةٍ فدائيّةٍ مع أحد الفصائل الفِلسطينيّة، عندما كان في مَهمّةٍ وطنيّةٍ مُشرّفةٍ، واستحق لقب عميد الأسرى العرب في سُجون الاحتلال. المقدّم ماركو مونرو، الذي كشف تفاصيل هذه العمليّة للمحطّة التلفزيونيّة العبريّة المذكورة كان ضابط الاتصال المُكلّف من قبل المُخابرات الإسرائيليّة للتّواصل والتّنسيق مع قوّات المُعارضة السوريّة، ولا بُد أنّه يملك كنزًا من المعلومات حول الدّعم الإسرائيليّ لبعض فصائل المُعارضة التي تعاونت مع دولة الاحتلال ونفّذت مُخطّطاتها داخل سورية، وربّما خارجها أيضًا. الشهيد القنطار جرى الإفراج عنه في إطار صفقة تبادل رُفات جنديين إسرائيليين قُتلوا في حرب لبنان مُقابل الإفراج عن 199 لُبنانيًّا وفِلسطينيًّا عام 2008 من ضمنهم أربعة اسرى من حزب الله، ورفض أن يجلس في بيته مع زوجته وأطفاله، وقرّر مُواصلة مسيرته الجهاديّة تحت لواء “حزب الله” حتى استِشهاده. تسليم المُخابرات الإسرائيليّة معلومات أدّت إلى اغتيال هذا الشهيد هو ذروة العمل الخياني الذي يُؤكّد مُجدّدًا حجم الاختراق الإسرائيليُ لبعض فصائل المُعارضة السوريّة وتوظيفها لتنفيذ أعمال قذِرة ضِد وطنها وأمّتها. لا نعرف لماذا أجازت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة المعلومات التي وردت في هذا التقرير، على لسان أحد المسؤولين في الاستخبارات، فهل جاء ذلك في إطار الحرب النفسيّة مع “حزب الله”، أم في إطار خطّة لمُمارسة ضُغوط على بعض فصائل المُعارضة السوريّة وقِيادتها للقيام بتقديم المزيد من الخدَمات لدولة الاحتلال؟ نترُك الإجابة للأشهر والسّنوات المُقبلة، حيث من المُتوقّع أن يتم الإفراج عن العديد من الأسرار في هذا المِضمار، خاصّةً أنّ دولة الاحتلال التي كشفت هُويّة الجاسوس أشرف مروان ودوره في حرب تشرين أوّل (أكتوبر) عام 1973، لن تتورّع عن كشف هُويّة غيره من العُملاء.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة