دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
واصل الجيش العربي السوري أمس، اكتساحه لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في ريف حماة الشمالي وبسط سيطرته على أربع قرى جديدة، وكبد الإرهابيين الذي واصلوا خرقهم لـ«اتفاق إدلب» خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وفي محاولة يائسة لصد تقدم الجيش، سمحت «النصرة» لميليشيا «الجبهة الوطنية» التي استقدمت مسلحين من عفرين، الدخول إلى ريف حماة لزجهم في المعارك، وسط نداءات عدة أطلقها زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني دعا فيها مسلحيه للتوجه لساحة المعركة.
وفي التفاصيل، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـــ«الوطن» أن الجيش واصل عمليته العسكرية ضد «النصرة» وحلفائها في ريف حماة الشمالي الغربي وقضى خلال تقدمه على العديد من الإرهابيين في محيط قرية المصاصنة بريف محردة الشمالي الشرقي، وبسط سيطرته على قرى تل هواش والجابرية بعد اشتباكات ضارية مع الإرهابيين على عدة محاور ومنها محور حرش الكركات وكبد خلالها « النصرة» وحلفاءها خسائر كبيرة.
كما سيطر الجيش حتى ساعة إعداد هذه المادة، على قريتي التوبة والشيخ إدريس في ريف حماة الشمالي الغربي تحت تغطية نارية كثيفة من سلاحي الطيران الحربي والمدفعية.
وأوضح المصدر أن الجيش دك بمدفعيته الثقيلة مقر عمليات للمجموعات الإرهابية شرق بلدة الحويز ومرابض صواريخ ومنصات إطلاق قذائف هاون بسهل الغاب شمال غرب حماة، في حين استهدف سيارة على الطريق الواصل بين عابدين واللطامنة بصاروخ، أدى إلى تدميرها بمن كان فيها من إرهابيين.
من جهته، أغار الطيران الحربي على مواقع ونقاط انتشار الإرهابيين في الهبيط ووادي الجابرية وفي بلدات حزارين وحاس وكفرنبل والفطيرة ومرج الزهور وبداما والمنطار وفركية بريف إدلب الجنوبي والغربي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين.
بالمقابل، استهدف الإرهابيون لليوم الثاني على التوالي مدينة السقيلبية بعدة صواريخ، ما أدى إلى استشهاد الطفل محمد محسن الجاسم (15 سنة)، وإصابة 5 آخرين هم: سمير داوود ورياض العبد اللـه وعلا الخوري ومحمود شبيب ومروان مرعي وإصابات بعضهم خطرة وقد أسعفوا إلى مشفى السقيلبية الوطني لتلقي العلاج اللازم.
ورداً على هذا الخرق الجديد لـ«اتفاق إدلب»، استهدفت وحدات من الجيش بضربات صاروخية تجمعات وتحركات مؤللة للمجموعات الإرهابية في أطراف بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، أدت إلى مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عرباتهم بمن فيها.
بموازاة ذلك، وفي محاولة لصد تقدم الجيش في ريف حماة، أفاد مواقع إلكترونية معارضة بأن ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» (المدعومة من النظام التركي) استقدمت مسلحين لها من ريف حلب الشمالي إلى ريف حماة لدعم الجبهات هناك.
وذكرت المواقع بأن مسلحين من ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وصلوا، مساء أول أمس، إلى ريف حماة قادمين من منطقة عفرين، وبحوزتهم أسلحة ثقيلة ومتنوعة.
وقالت المواقع: إن تنظيم «جبهة النصرة» سمح للرتل من المسلحين بالوصول إلى ريف حماة، لكن «بصعوبة»، بعد إيقافه لعدة ساعات في أثناء دخوله محافظة إدلب.
في الأثناء بدأ صراخ متزعم «النصرة» الجولاني يعلو مع تقدم الجيش، حيث دعا مسلحيه للنفير العام، و«حمل السلاح» للدفاع عن آخر معقل لهم في شمال غرب سورية.
وقال الجولاني في مقابلة مصورة أجراها معه الناشط الإعلامي في التنظيم المدعو، طاهر العمر، ونشرها الأحد على حسابه في تطبيق «تلغرام» بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «نتوجه لكل قادر على حمل السلاح والقيام بواجبه الجهادي.. لأن يتوجه إلى ساحة المعركة».
وذكر الناشط الإعلامي أن المقابلة أجريت في ريف حماة الشمالي، من دون أن يتسنى التحقق من ذلك.
في غضون ذلك، واصل النظام التركي إرسال وحدات مقاتلة جديدة إلى قواته العاملة قرب الحدود السورية.
وذكرت مواقع معارضة، أن رتلاً عسكرياً يضم العديد من الآليات القتالية والمدرعات، انطلق من منطقة قريق خان بولاية هطاي جنوبي البلاد، نحو الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود مع سورية.
أما في حمص، فقد ذكر مصدر عسكري في غرفة عمليات ريف حمص الشرقي لــ«الوطن»، أن وحدات من الجيش تواصل عمليات تمشيط بادية السخنة من مسلحي فلول تنظيم داعش الإرهابي في أقصى ريف حمص الشرقي، حيث اشتبكت أمس مع هؤلاء المسلحين بمحيط سد عويرض وعلى اتجاه المحطة الثانية وشمال شرق منطقة حميمة وأوقعت عدداً من أفرادهم قتلى ومصابين، وتمكنت من تمشيط مساحات جديدة على تلك المحاور.
كما شن الطيران الحربي سلسلة غارات جوية استهدف خلالها تحركات لمسلحي التنظيم على امتداد خطوط الاشتباك وإلى الشمال من منطقة الكوم في البادية الشرقية، أسفرت عن تكبيد التنظيم خسائر جديدة بالأرواح والعتاد.
وأشار المصدر إلى أن القوات العسكرية العاملة بالريف الشرقي تمكنت من إبعاد خطر التنظيم عن نقاط الجيش في معظم المحاور والمساحات الممتدة على طول بادية السخنة خلال الأيام الماضية، وستعمل على استكمال عملياتها العسكرية لتمشيط كامل البادية وصولا إلى الحدود العراقية وتأمينها من أي خطر محتمل للتنظيم والقضاء على فلوله.
المصدر :
الماسة السورية/ الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة