بعد الصفعات المتلاحقة التي تلقاها الكيان الاسرائيلي خلال الايام القليلة الماضية من صواريخ للمقاومة الفلسطينية سقطت في تل ابيب وفشل ذريع لبومبيو في لبنان وصولا الى جلسة مجلس الامن الدولي حول القرار الامريكي بشأن الجولان السوري المحتل، كل هذا دفعه لتنفيذ ما قد لا تحمد عقباه.

 

تصدت وسائط الدفاع الجوي السوري ليل امس الاربعاء لعدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب حيث أسقطت عددا من الصواريخ المعادية، وقد اقتصرت الأضرار على الماديات، وعلى الرغم من انها ليست المرة الاولى التي ينفذ فيها الكيان الاسرائيلي عدوانا على سوريا منذ بداية الحرب 2011، إلا ان تساؤلات عدة تطرح نفسها هنا، اهمها: لما اختار الكيان الاسرائيلي هذا التوقيت، ولما لم يضرب مناطق في دمشق كعادته بل ضرب حلب، ولما اختار منطقة الشيخ نجار؟

 

جرى العدوان الإسرائيلي بالتزامن مع انعقاد جلسة خاصة في مجلس الأمن الدولي حول الجولان السوري المحتل في ظل اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة الكيان الإسرائيلي عليه، وهو ما اعتبرته أغلب دول العالم ومن بينها روسيا، بحسب جميع مسؤوليها ومندوبها في مجلس الامن، مخالفا للقوانين والشرعية الدولية. العدوان ايضا حدث بعد ما يقارب 24 ساعة من خطاب مدوٍ لسيد المقاومة اللبنانية حسن نصر الله الذي فضح فيه امريكا ووزير خارجيتها مايك بومبيو الذي فشل في مآربه التي ابتغاها من زيارته الاخيرة للبنان، واهم من هذا وذاك هو المأزق الحقيقي الذي وضعت فيه صواريخ المقاومة الفلسطينية كيان الاحتلال ورئيس حكومته بينامين نتنياهو، فخسارة الكيان لقدرة الردع وتوسله بوفد مصري لانهاء تبادل النار مع غزة، زعزعت صورة نتنياهو الذي يتحضر لانتخابات الكنيست، وزمزمات القادة العسكريين الصهاينة حول ان الحل الوحيد هو حرب شاملة على غزة أرعب الناخبين الاسرائيليين الذين لم يذوقوا طعم النوم منذ شاهدوا اول امس القدرة التدميرية لصاروخ المقاومة الذي سقط شمال شرق تل ابيب وفشلت القبة الحديدية في صده.

 

اذن فالكيان الاسرائيلي لم يجد مخرجا من ازماته سوى اتباع نهجه الهمجي المعتاد وهو العنجهية العسكرية وتسجيل النقاط وتحدي المجتمع الدولي، عبر ضرب مواقع في سوريا لكنه باعتقادي اختار “حلب لا دمشق” كي يبتعد عن موضوع الحدث، اي الجولان، ولا يؤلب المزيد من المواقف ضده، واختار الشيخ نجار لانها مكان هام لتجمع حلفاء الجيش السوري (روسيا، ايران، حزب الله)، طبعا القوات المتواجدة هناك سورية لكن بعضها مرتبط بحلفاء سوريا خاصة محور المقاومة، وبالتالي حاول الكيان توجيه رسالة لروسيا التي رفضت القرار الامريكي بشأن الجولان، والانتقام لنفسه ولامريكا من حزب الله ومحور المقاومة. واخيرا، محاولة لاستعادة ماء الوجه بعد صواريخ غزة و واقناع الناخبين الاسرائيليين بأن قوة الردع مازالت موجودة.

 

لكن قادة الكيان الاسرائيلي بفعلهم هذا استهتروا بعدة امور وقادوا مغامرة كادت ان تؤدي الى مواجهة اعظم واخطر، فكان من الكافي ان يتواجد في المواقع التي استهدفتها طائرات الاحتلال قائد من حزب الله حتى يرد الحزب على الفور بعد ان غير امينه العام السيد حسن نصرالله قواعد الاشتباك وحذر من ان المقاومة سترد على اي استهداف لها ولقادتها وان كان في سوريا. كما كان من الكافي ان يصاب في العدوان الاسرائيلي مستشار عسكري روسي او ايراني، حتى تتعقد الامور، خاصة وان البلدين ايضا كانا قد هددا في وقت سابق برد مناسب وملائم على الكيان الاسرائيلي في حال وقوع مثل هكذا حالة.

 

يبدو ان العد التنازلي لنهاية الكيان الاسرائيلي قد بدأ فعلا، فقوته العسكرية التي لطالما تفاخر بها لم تعد تنفعه، ورئيس حكومته نتنياهو مستعد لحرق “اسرائيل” في حال لم يفز في الانتخابات، وغرور قادة الاحتلال العسكريين قد يدفعهم الى مغامرة عسكرية تكون المواجهة الاخيرة.

  • فريق ماسة
  • 2019-03-27
  • 12264
  • من الأرشيف

العدوان الاسرائيلي أمس.. لماذا حلب ولماذا الشيخ نجار؟

بعد الصفعات المتلاحقة التي تلقاها الكيان الاسرائيلي خلال الايام القليلة الماضية من صواريخ للمقاومة الفلسطينية سقطت في تل ابيب وفشل ذريع لبومبيو في لبنان وصولا الى جلسة مجلس الامن الدولي حول القرار الامريكي بشأن الجولان السوري المحتل، كل هذا دفعه لتنفيذ ما قد لا تحمد عقباه.   تصدت وسائط الدفاع الجوي السوري ليل امس الاربعاء لعدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب حيث أسقطت عددا من الصواريخ المعادية، وقد اقتصرت الأضرار على الماديات، وعلى الرغم من انها ليست المرة الاولى التي ينفذ فيها الكيان الاسرائيلي عدوانا على سوريا منذ بداية الحرب 2011، إلا ان تساؤلات عدة تطرح نفسها هنا، اهمها: لما اختار الكيان الاسرائيلي هذا التوقيت، ولما لم يضرب مناطق في دمشق كعادته بل ضرب حلب، ولما اختار منطقة الشيخ نجار؟   جرى العدوان الإسرائيلي بالتزامن مع انعقاد جلسة خاصة في مجلس الأمن الدولي حول الجولان السوري المحتل في ظل اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة الكيان الإسرائيلي عليه، وهو ما اعتبرته أغلب دول العالم ومن بينها روسيا، بحسب جميع مسؤوليها ومندوبها في مجلس الامن، مخالفا للقوانين والشرعية الدولية. العدوان ايضا حدث بعد ما يقارب 24 ساعة من خطاب مدوٍ لسيد المقاومة اللبنانية حسن نصر الله الذي فضح فيه امريكا ووزير خارجيتها مايك بومبيو الذي فشل في مآربه التي ابتغاها من زيارته الاخيرة للبنان، واهم من هذا وذاك هو المأزق الحقيقي الذي وضعت فيه صواريخ المقاومة الفلسطينية كيان الاحتلال ورئيس حكومته بينامين نتنياهو، فخسارة الكيان لقدرة الردع وتوسله بوفد مصري لانهاء تبادل النار مع غزة، زعزعت صورة نتنياهو الذي يتحضر لانتخابات الكنيست، وزمزمات القادة العسكريين الصهاينة حول ان الحل الوحيد هو حرب شاملة على غزة أرعب الناخبين الاسرائيليين الذين لم يذوقوا طعم النوم منذ شاهدوا اول امس القدرة التدميرية لصاروخ المقاومة الذي سقط شمال شرق تل ابيب وفشلت القبة الحديدية في صده.   اذن فالكيان الاسرائيلي لم يجد مخرجا من ازماته سوى اتباع نهجه الهمجي المعتاد وهو العنجهية العسكرية وتسجيل النقاط وتحدي المجتمع الدولي، عبر ضرب مواقع في سوريا لكنه باعتقادي اختار “حلب لا دمشق” كي يبتعد عن موضوع الحدث، اي الجولان، ولا يؤلب المزيد من المواقف ضده، واختار الشيخ نجار لانها مكان هام لتجمع حلفاء الجيش السوري (روسيا، ايران، حزب الله)، طبعا القوات المتواجدة هناك سورية لكن بعضها مرتبط بحلفاء سوريا خاصة محور المقاومة، وبالتالي حاول الكيان توجيه رسالة لروسيا التي رفضت القرار الامريكي بشأن الجولان، والانتقام لنفسه ولامريكا من حزب الله ومحور المقاومة. واخيرا، محاولة لاستعادة ماء الوجه بعد صواريخ غزة و واقناع الناخبين الاسرائيليين بأن قوة الردع مازالت موجودة.   لكن قادة الكيان الاسرائيلي بفعلهم هذا استهتروا بعدة امور وقادوا مغامرة كادت ان تؤدي الى مواجهة اعظم واخطر، فكان من الكافي ان يتواجد في المواقع التي استهدفتها طائرات الاحتلال قائد من حزب الله حتى يرد الحزب على الفور بعد ان غير امينه العام السيد حسن نصرالله قواعد الاشتباك وحذر من ان المقاومة سترد على اي استهداف لها ولقادتها وان كان في سوريا. كما كان من الكافي ان يصاب في العدوان الاسرائيلي مستشار عسكري روسي او ايراني، حتى تتعقد الامور، خاصة وان البلدين ايضا كانا قد هددا في وقت سابق برد مناسب وملائم على الكيان الاسرائيلي في حال وقوع مثل هكذا حالة.   يبدو ان العد التنازلي لنهاية الكيان الاسرائيلي قد بدأ فعلا، فقوته العسكرية التي لطالما تفاخر بها لم تعد تنفعه، ورئيس حكومته نتنياهو مستعد لحرق “اسرائيل” في حال لم يفز في الانتخابات، وغرور قادة الاحتلال العسكريين قد يدفعهم الى مغامرة عسكرية تكون المواجهة الاخيرة.

المصدر : الماسة السورية/ العالم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة