الأحداث تؤكد مرّة تلو الأخرى، أن داعش ما هو إلا أحد الجيوش البديلة للولايات المتحدة الأميركية في سوريا، وأن واشنطن تسير على الطريقة الأفغانية منذ إرسالها قواتها إلى شرقي الفرات، فالقضاء على التنظيم الإرهابي بشكل كامل، ما هو إلا ذريعة واضحة من البداية.

لا داعي اليوم للتكهن والبحث حول ما قد يحدث مستقبلاً، ففي لقاء خاص بموقع قناة المنار، أكد الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد محمد عباس، أن الأميركي سيبقى يستخدم جيوشه البديلة في المنطقة، فواشنطن لا تحتاج للإبقاء على أكثر من 200 عنصر من جيشها، لأنها لن تحارب بقواتها الأميركية على أراضينا، إنما مهمة هؤلاء تقضي بأن يكونوا القادة الذين يديرون الجيوش البديلة، التابعة لأميركا بأسمائها المعروفة والمتعددة، من داعش و”قسد” وغيرها، أي بمعنى أوضح سيقوم الأميركي بإجراء إعادة انتشار في المنطقة، يحافظ خلاله على عمل أداوته، التي ستأخذ مكان الجزء المسحوب من قواته، إن كان شرق الفرات أو في قاعدة التنف.

الانسحاب الاميركي الحقيقي من مناطق تواجده في سوريا يعني أن لا وجود له في الجغرافية السورية بالتالي سيفقد أي تأثير له، لذلك يمكن مشاهدة القرار الأخير بإعادة التموضع، أنه يهدف للاستمرار في حضوره، للحفاظ على ما يقوم به من تدخل وتأثير، وعبث في الجغرافية والديموغرافية في المنطقة إضافة لاستمراره في الاستثمار بالجيوش البديلة المدارة بقادة أميركيين ممن أبقتهم واشنطن، وفق ما أعلنت عنه.

وحسب ما يدلي به الخبير العسكري حول ما قاله الأميركي عن تحقق مستقبلي لخروج قواته من سوريا، فإن ذلك سيفسح المجال أمام التركي والصهيوني، أن يكون له دور آخر ومحاولة في تغيير قواعد الاشتباك، حيث تكون قسد بدلاً من داعش لكي تكون جبهة النصرة شمال سوريا قابلة للانتقال إلى شمال شرق سوريا، من أجل تنفيذ المشروع التركي. فما يجري اليوم من إعادة انتشار للقوات الأميركية في سوريا وترك هذا العدد من الجنود، يوضح ارتباطاً بين كل من اميركا وتركيا، حيث أن أميركا تحقق من خلال أنقرة عددا من الأهداف، وهو تنفيذ قسم مهم من مخططاتها شمال وشمال شرق سوريا، كذلك التركي يستفيد من الوجود الاميركي بإبقاء حلمه في إنشاء منطقة عازلة على امتداد كامل حدوده مع سوريا.

فحتى الفرنسي والبريطاني، كقوات حليفة لأميركا في المنطقة، صنّفها اللواء عباس على أنهم أدوات ومستخدمون عملهم تنفيذ مخططات واشنطن، إذ يتبادلون الأدوار فيما بينهم، وبهذا تسند المهام الموكلة إليها حسب الظروف. ومن خلال الأوضاع يجد ضيف موقع قناة المنار، أن الجميع يسعى من خلال الاستثمار في الحرب في سوريا، إلى سفك مزيد من الدماء، وإحلال قسد بدلا من داعش، حيث سيغير داعش من مظهره فقط ليرتدي زياً جديداً بهدف استراتيجي واحد، هو تنفيذ المهام الأميركية بغية قطع الطريق بين التنف والبوكمال لمنع التواصل البري بين سوريا والعراق، كذلك قطع التواصل هذا بين طهران ودمشق وبيروت من الجهة ذاتها.

بالمقابل لا يمكن أن يستمر هذا الحال، فقد أثبت محور المقاومة أنه قادر على التصدي لكل المخططات وإفشال المشاريع الأمريكية في المنطقة من خلال كل ما شهدته الأحداث من محاربة محور المقاومة للإرهاب المستخدم أمريكياً، فما يحدث يعطي مؤشراً قوياً لاستئناف عمل عسكري باتجاه إدلب، بدليل ما يجري من رمايات يومية على مواقع الإرهاب، بالتالي تحرير المدينة في الشمال الغربي للبلاد، وانتشار ودخول الجيش العربي السوري عن طريق عملية عسكرية وصَفَها اللواء عباس بالجراحية، وهذه ما ستكون مرتكزاً للانطلاق لتحرير بقية الأراضي في سوريا، حيث أنهى الخبير العسكري حديثه.

إلى هذا كله ومهم طال أمد بقاء القوات الأميركية في المنطقة، فإن خروجها سيكون حتمياً، فمن خلال ما تشهد به الأحداث، فإن من أخرج هذا القسم اليوم من قواته، لا بد انه قريباً سيحمل بقاياه من جنود وما يتيسر له من آليات، ويعود أدراجه إلى بلاده، فمحور المقاومة لا يمكن أن يقبل بما تنوي واشنطن تنفيذه في سوريا.

  • فريق ماسة
  • 2019-02-24
  • 17157
  • من الأرشيف

قراءة استراتيجية في إبقاء أمريكا 200 جندي لها في سورية

الأحداث تؤكد مرّة تلو الأخرى، أن داعش ما هو إلا أحد الجيوش البديلة للولايات المتحدة الأميركية في سوريا، وأن واشنطن تسير على الطريقة الأفغانية منذ إرسالها قواتها إلى شرقي الفرات، فالقضاء على التنظيم الإرهابي بشكل كامل، ما هو إلا ذريعة واضحة من البداية. لا داعي اليوم للتكهن والبحث حول ما قد يحدث مستقبلاً، ففي لقاء خاص بموقع قناة المنار، أكد الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد محمد عباس، أن الأميركي سيبقى يستخدم جيوشه البديلة في المنطقة، فواشنطن لا تحتاج للإبقاء على أكثر من 200 عنصر من جيشها، لأنها لن تحارب بقواتها الأميركية على أراضينا، إنما مهمة هؤلاء تقضي بأن يكونوا القادة الذين يديرون الجيوش البديلة، التابعة لأميركا بأسمائها المعروفة والمتعددة، من داعش و”قسد” وغيرها، أي بمعنى أوضح سيقوم الأميركي بإجراء إعادة انتشار في المنطقة، يحافظ خلاله على عمل أداوته، التي ستأخذ مكان الجزء المسحوب من قواته، إن كان شرق الفرات أو في قاعدة التنف. الانسحاب الاميركي الحقيقي من مناطق تواجده في سوريا يعني أن لا وجود له في الجغرافية السورية بالتالي سيفقد أي تأثير له، لذلك يمكن مشاهدة القرار الأخير بإعادة التموضع، أنه يهدف للاستمرار في حضوره، للحفاظ على ما يقوم به من تدخل وتأثير، وعبث في الجغرافية والديموغرافية في المنطقة إضافة لاستمراره في الاستثمار بالجيوش البديلة المدارة بقادة أميركيين ممن أبقتهم واشنطن، وفق ما أعلنت عنه. وحسب ما يدلي به الخبير العسكري حول ما قاله الأميركي عن تحقق مستقبلي لخروج قواته من سوريا، فإن ذلك سيفسح المجال أمام التركي والصهيوني، أن يكون له دور آخر ومحاولة في تغيير قواعد الاشتباك، حيث تكون قسد بدلاً من داعش لكي تكون جبهة النصرة شمال سوريا قابلة للانتقال إلى شمال شرق سوريا، من أجل تنفيذ المشروع التركي. فما يجري اليوم من إعادة انتشار للقوات الأميركية في سوريا وترك هذا العدد من الجنود، يوضح ارتباطاً بين كل من اميركا وتركيا، حيث أن أميركا تحقق من خلال أنقرة عددا من الأهداف، وهو تنفيذ قسم مهم من مخططاتها شمال وشمال شرق سوريا، كذلك التركي يستفيد من الوجود الاميركي بإبقاء حلمه في إنشاء منطقة عازلة على امتداد كامل حدوده مع سوريا. فحتى الفرنسي والبريطاني، كقوات حليفة لأميركا في المنطقة، صنّفها اللواء عباس على أنهم أدوات ومستخدمون عملهم تنفيذ مخططات واشنطن، إذ يتبادلون الأدوار فيما بينهم، وبهذا تسند المهام الموكلة إليها حسب الظروف. ومن خلال الأوضاع يجد ضيف موقع قناة المنار، أن الجميع يسعى من خلال الاستثمار في الحرب في سوريا، إلى سفك مزيد من الدماء، وإحلال قسد بدلا من داعش، حيث سيغير داعش من مظهره فقط ليرتدي زياً جديداً بهدف استراتيجي واحد، هو تنفيذ المهام الأميركية بغية قطع الطريق بين التنف والبوكمال لمنع التواصل البري بين سوريا والعراق، كذلك قطع التواصل هذا بين طهران ودمشق وبيروت من الجهة ذاتها. بالمقابل لا يمكن أن يستمر هذا الحال، فقد أثبت محور المقاومة أنه قادر على التصدي لكل المخططات وإفشال المشاريع الأمريكية في المنطقة من خلال كل ما شهدته الأحداث من محاربة محور المقاومة للإرهاب المستخدم أمريكياً، فما يحدث يعطي مؤشراً قوياً لاستئناف عمل عسكري باتجاه إدلب، بدليل ما يجري من رمايات يومية على مواقع الإرهاب، بالتالي تحرير المدينة في الشمال الغربي للبلاد، وانتشار ودخول الجيش العربي السوري عن طريق عملية عسكرية وصَفَها اللواء عباس بالجراحية، وهذه ما ستكون مرتكزاً للانطلاق لتحرير بقية الأراضي في سوريا، حيث أنهى الخبير العسكري حديثه. إلى هذا كله ومهم طال أمد بقاء القوات الأميركية في المنطقة، فإن خروجها سيكون حتمياً، فمن خلال ما تشهد به الأحداث، فإن من أخرج هذا القسم اليوم من قواته، لا بد انه قريباً سيحمل بقاياه من جنود وما يتيسر له من آليات، ويعود أدراجه إلى بلاده، فمحور المقاومة لا يمكن أن يقبل بما تنوي واشنطن تنفيذه في سوريا.

المصدر : الماسة السورية/ المنار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة