عادت محافظة درعا جنوب سورية في الأسابيع الماضية إلى عناوين أخبارنا مجدداً بمشهد دموي جديد لم يمضِ عام واحد على التخلص منه بعد .

فالسلاح متوافر في أيادي الخارجين عن القانون في درعا، وتقوم هذه اﻷيادي بتوجيه اﻷنظار مجددا نحو درعا وهي التي تصدرت اﻷحداث قبل 8 سنوات من اﻵن.

اغتيالات بالجملة منذ بداية العام الجديد، كان أبرزها اغتيال رئيس بلدية اليادودة في الريف الغربي يوم التاسع من كانون الثاني، وتلاها اغتيال رئيس بلدية المسيفرة في الريف الشرقي في يوم 17 من الشهر ذاته، والعمليتان نفذتا بإطلاق عيارات نارية مباشرة باتجاه المغدورين، هذا غير عمليات التصفيات التي استهدفت أشخاصاً منهم كانوا متزعمي مجموعات إرهابية قبل التسوية عداك عن حالات الثأر الشخصية.

يذكر أن معظم البلدات التي تحصل فيها هذه العمليات دخلت ضمن إطار المصالحة الوطنية والتي انتهت بعودة سيطرة الجيش السوري على محافظة درعا في العام الفائت، وبالتالي يتساءل مراقبون عن الذين تمت تسوية أوضاعهم ممن كانوا قد حملوا السلاح وما هي الضمانات التي كسبها الجانب الحكومي من الطرف المقابل، وهل هذه السيطرة هي فقط مجرد طلاء أحمر على خارطة السيطرة !

هذه التساؤلات تفرض مشروعيتها يوماً بعد يوم، حيث انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر استهداف حاجزاً للجيش السوري من قبل إرهابيين على مدخل بلدة نمر بريف درعا، وظهر بالمقطع عناصر الجيش على الحاجز وعبارة تحمل تاريخ العملية 5/2/2019 مع عبارة “المقاومة الشعبية” لتنفجر عبوة ناسفة بعناصر الحاجز في نهاية الفيديو.

مؤخرا تجددت الاغتيالات حيث استشهد مساعد أول من مرتبات اﻷمن العسكري في درعا بطلق ناري على طريق طفس – درعا البلد في الثالث عشر من شباط، وفي 15 شباط أصيب جندي من عناصر الجيش السوري بطلق ناري مباشر داخل بلدة الصنمين في ريف درعا .

إذا ما ربطنا المرحلة التي سبقت تحرير الجيش السوري للجنوب السوري قبل حوالي عام من اﻵن بما يحدث مؤخرا، ويبقى هذا مجرد تساؤل وربط، تلك الفترة شهدت اغتيالات متكررة كانت حينها تستهدف قيادات في جماعات مسلحة أو خلافات شخصية بينهم، واليوم تطورت لتستهدف عسكريين و رؤساء مجالس محلية، هل ما تزال الجهة ذاتها تنفذ الاغتيالات؟ اﻷيادي الخفية التي كانت تعبث في درعا تعود إلى عملها رغم ” المصالحة” ، سيناريوهات عديدة قد تكون الحبكة فيها منقوصة فهناك خيط مفقود لم يجد أحد طرفه بعد، فهل نحن أمام فتح حسابات جديدة لدرعا تفرض تعاطٍ جديد معها أم أنها تصفية حسابات قديمة لم تغلق؟

  • فريق ماسة
  • 2019-02-17
  • 9100
  • من الأرشيف

سيناريو الاغتيالات في درعا … فتح حسابات جديدة أم تصفية لها !

عادت محافظة درعا جنوب سورية في الأسابيع الماضية إلى عناوين أخبارنا مجدداً بمشهد دموي جديد لم يمضِ عام واحد على التخلص منه بعد . فالسلاح متوافر في أيادي الخارجين عن القانون في درعا، وتقوم هذه اﻷيادي بتوجيه اﻷنظار مجددا نحو درعا وهي التي تصدرت اﻷحداث قبل 8 سنوات من اﻵن. اغتيالات بالجملة منذ بداية العام الجديد، كان أبرزها اغتيال رئيس بلدية اليادودة في الريف الغربي يوم التاسع من كانون الثاني، وتلاها اغتيال رئيس بلدية المسيفرة في الريف الشرقي في يوم 17 من الشهر ذاته، والعمليتان نفذتا بإطلاق عيارات نارية مباشرة باتجاه المغدورين، هذا غير عمليات التصفيات التي استهدفت أشخاصاً منهم كانوا متزعمي مجموعات إرهابية قبل التسوية عداك عن حالات الثأر الشخصية. يذكر أن معظم البلدات التي تحصل فيها هذه العمليات دخلت ضمن إطار المصالحة الوطنية والتي انتهت بعودة سيطرة الجيش السوري على محافظة درعا في العام الفائت، وبالتالي يتساءل مراقبون عن الذين تمت تسوية أوضاعهم ممن كانوا قد حملوا السلاح وما هي الضمانات التي كسبها الجانب الحكومي من الطرف المقابل، وهل هذه السيطرة هي فقط مجرد طلاء أحمر على خارطة السيطرة ! هذه التساؤلات تفرض مشروعيتها يوماً بعد يوم، حيث انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر استهداف حاجزاً للجيش السوري من قبل إرهابيين على مدخل بلدة نمر بريف درعا، وظهر بالمقطع عناصر الجيش على الحاجز وعبارة تحمل تاريخ العملية 5/2/2019 مع عبارة “المقاومة الشعبية” لتنفجر عبوة ناسفة بعناصر الحاجز في نهاية الفيديو. مؤخرا تجددت الاغتيالات حيث استشهد مساعد أول من مرتبات اﻷمن العسكري في درعا بطلق ناري على طريق طفس – درعا البلد في الثالث عشر من شباط، وفي 15 شباط أصيب جندي من عناصر الجيش السوري بطلق ناري مباشر داخل بلدة الصنمين في ريف درعا . إذا ما ربطنا المرحلة التي سبقت تحرير الجيش السوري للجنوب السوري قبل حوالي عام من اﻵن بما يحدث مؤخرا، ويبقى هذا مجرد تساؤل وربط، تلك الفترة شهدت اغتيالات متكررة كانت حينها تستهدف قيادات في جماعات مسلحة أو خلافات شخصية بينهم، واليوم تطورت لتستهدف عسكريين و رؤساء مجالس محلية، هل ما تزال الجهة ذاتها تنفذ الاغتيالات؟ اﻷيادي الخفية التي كانت تعبث في درعا تعود إلى عملها رغم ” المصالحة” ، سيناريوهات عديدة قد تكون الحبكة فيها منقوصة فهناك خيط مفقود لم يجد أحد طرفه بعد، فهل نحن أمام فتح حسابات جديدة لدرعا تفرض تعاطٍ جديد معها أم أنها تصفية حسابات قديمة لم تغلق؟

المصدر : الماسة السورية/ دمشق الآن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة