دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نشهد أن الحكومة السورية وبطبيعة الحال بدعم من الحلفاء قد إتخذت قراراً بإجراء خطوات ميدانية حاسمة وهذا يظهر من خلال التعزيزات العسكرية للجيش السوري في ريفي حماه الشمالي وإدلب الجنوبي.
ما يوضح ذلك، تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث قال بأن الرئيس بوتين لن يصبر أكثر من ذلك و لن يتم التسامح مع الإرهاب في إدلب، ولفت الوزير لافروف إلى أنه لن يتم إجراء عملية عسكرية على النحو الذي جرت عليه في الرقة مشيراً بذلك إلى الولايات المتحدة التي نقلت قيادات داعش ومن ثم نسفت المدينة عن بكرة أبيها وأرخت ورائها عدد كبير من الضحايا المدنيين، المهم هنا على مايبدو أن هناك قراراً ما بهذا الشأن.
هل إتخذت سورية وحلفائها قراراً نهائياً بالتعامل مع الإرهابيين في إدلب إنطلاقاً من حقها الشرعي والسيادي، كون التركي فعل كما في كل مرة للتنصل من الإتفاقات بهذا الشأن؟
كيف نفهم تصريح الوزير لافروف خلال مشاركته بمؤتمر ميونخ للأمن والسلم العالمي، وهل كانت رسالة لكل من تركيا والولايات المتحدة ولتكن النتائج كما تكن ؟
ماهي الإستراتيجية التي سيعمل عليها الجيش السوري لتفادي وقوع ضحايا مدنيين؟
هل يمكن إنهاء معركة إدلب بسهولة في حال بدأت فعلياً، وماهي عواقبها المحلية والإقليمية والدولية وهل يأخذها التركي وغيره بعين الإعتبار؟
بالنسبة لمعركة إدلب وإذا ما إتخذت سورية وحلفائها قراراً نهائياً بالتعامل مع الإرهابيين في إدلب من خلال عملية عسكرية، يقول الخبير في قضايا التوازن الإستراتيجي والإقتصاد العسكري اللواء الدكتور سهيل يونس
الحقيقة لكي نوضح هذا الموضوع لابد من الإشارة إلى أن القوة العسكرية للدولة وأخص بالذكر الدولة التركية بإعتبارها طرف في المعادلة في الوقت الحالي، الدولة التركية لها وضع خاص في إدلب، والرأي العام يستنجد بتركيا كدولة “قوية وذات شأن كبير” والحقيقة الدولة التركية دولة مأزومة إقتصادياً وإجتماعياً والقوة العسكرية قوة تناسبية، تركيا أصبحت غير قادرة على تنفيذ المهام الموضوعة حالياً، أزمتها السياسية هي بسبب الفرق الكبير بين أهدافها والإمكانيات اللازمة لتنفيذها ، نحن في صدد المعايير المطلوبة لإنهاء معركة إدلب، المشكلة في المعايير، يعني الدولة السورية وحلفائها وروسيا بالتحديد بالنسبة لهم معايير النصر مختلفة في إدلب، ومن هنا تركيا وحلفائها الأمريكيين تريد إنزال أكبر خسائر في إدلب و بالجيش السوري وبالقوات الروسية وبالتالي تريد جر روسيا وسورية إلى مستنقع من الحرب الطويلة الخاسرة في إدلب.
وبخصوص تصريح الوزير لافروف خلال مشاركته بمؤتمر ميونخ للأمن والسلم العالمي، وكنه ما تحدث به ومضامين الرسائل الموجهة رأى اللواء يونس أن
القضية في معركة إدلب هي في تحقيق معايير النصر في إدلب، تحقيق النصر بأقل الخسائر في إدلب الجانب الطرف السوري الروسي محور المقاومة حريص جداً على تنفيذ عملية في إدلب بأقل قدر ممكن من الخسار والتدمير، أما الطرف الآخر يريد معركة تنتهي بتدمير كبير في السكان والبنية التحتية، وهنا المسألة الأساسية، أما مسألة الحشد للجيش من الجانب السوري متناسبة لإقناع الخصوم بأن المعركة خاسرة بالنسبة لهم، وهنا أمامهم خيار إما أن يجنبوا أنفسهم الدمار والقتل، وإما أن يخرجوا بسلام من إدلب، الخيار لهم، وفي إدلب حسب المعلومات المتوفرة في الإعلام أكثر من 20 ألف من الأجانب وهم يقودون العمليات وهؤلاء لايهمهم معايير الحرب الموجودة، وهم ينفذون أجندات معينة تحقق لهم أكبر فائدة ممكنة بغض النظر عن معايير الحرب أو معايير الخسائر الموجودة.
أما لجهة الإستراتيجية التي سيعمل عليها الجيش السوري لتفادي وقوع ضحايا مدنيين ومدى خطورة هذه المعركة وإرتداداتها وكيفية تفاديها يقول اللواء يونس:
أريد أن أشير إلى نقطة مهمة من خلال تحليلي ومعرفتي المعلوماتية وهي تكمن في أن الحرب في إدلب في إطار إجتياز الخط الأول والقضاء على المسلحين وتدمير حصونهم وتحصيناتهم لا تتجاوز أشياء معدودة ، أما ضمان عدم التدمير من المسلحين والقوى الأخرى كما فعلت الولايات المتحدة بالرقة هذا غير مضمون لأن فترة الحرب ستنتهي بخسائر معينة وسينشئ سجال كبير حول من الذي قام بفعل التدمير، نحن مع حلفائنا من حرصنا على السكان وعلى إدلب كمدينة حضارية كبيرة يمكن أن نتأخر قليلاً في موضوع شن الحرب، ونحن حريصون سياسياً على إقناع الخصوم وخاصة الأتراك والأمريكيين بعدم قدرتهم على تحقيق أي نصر في إدلب. وحالياً أؤكد لكم أن الحاضنة الشعبية إنفكت تماماً عن جبهة النصرة، نعم السكان مقسومون وأغلب السكان يريدون ويقولون عند تجاوز الخطوط الدفاعية وبمجرد إجتيازها ستتشكل في إدلب جبهة مناصرة للجيش العربي السوري بشكل هائل وأنا متأكد من ذلك وهذا مبني على معلومات وليست فرضيات.
المصدر :
الماسة السورية/ سبوتنيك
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة