تعرَّض السلام الدولي إلى خطر، في أكتوبر/تشرين الأول 1973، عندما بدأت حرب إسرائيلية عربية جديدة.

 

وكانت روسيا تقف إلى جانب العرب، بينما وقفت الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل. وأرسلت كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية سفنا حربية إلى البحر المتوسط.

 

وفي ليل 2/3 أكتوبر(تشرين الأول)، دخلت 10 غواصات روسية إلى البحر المتوسط، قادمة من شمال روسيا. وانضمت تلك الغواصات إلى مجموعة القطع البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط والتي ضمت وقتذاك 20 سفينة حربية و15 سفينة مساندة.

 

ويذكر الأميرال يفغيني فولوبويف، قائد القوات البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط في أكتوبر 1973، أنه تلقى في السادس من أكتوبر أمرا بإعلان حالة التأهب القصوى في صفوف القوات.

 

وكانت القوات الروسية الموجودة في البحر المتوسط حينئذ قادرة على إطلاق 20 صاروخا دفعة واحدة.

 

ويذكر قائد عسكري روسي آخر هو العقيد فلاديمير تسفيتكوف قائد غواصة “بي-49″، أنه تلقى توجيهات من القيادة العليا بالاستعداد لتدمير سفينة تنقل أسلحة ومتطوعين إلى إسرائيل.

 

ولم يُتح للغواصة الروسية أن تنفذ هذا الأمر لأن السفينة المطلوب تدميرها لم تصل. وبات معلوما في وقت لاحق أن تلك السفينة دخلت أحد الموانئ الإسبانية. وتم نقل ما كانت تحمله إلى إسرائيل بطريق الجو.

 

وفي ليل 11/12 أكتوبر هاجمت زوارق صاروخية إسرائيلية ميناء طرطوس السوري. وأصاب اثنان من صواريخ “جبرائيل” التي أطلقتها الزوارق الإسرائيلية سفينة “إيليا ميتشنيكوف” الروسية، وهي سفينة تجارية حملت معدات لمحطة الكهرباء. ورفضت موسكو قبول اعتذار تل أبيب.

 

وبعدها لم يعد بإمكان السفن العسكرية الروسية أن تقف موقف المتفرج اللامبالي.

 

وفي الرابع عشر من أكتوبر تلقت السفن العسكرية الروسية في البحر المتوسط أمرا بإطلاق النار عند الضرورة على الطائرات الإسرائيلية إذا هددت السفن التي تنقل الإمدادات إلى سوريا. وفي نفس اليوم وصلت سفينة “خيميك زيلينسكي” المحمَّلة بـ90 صاروخا إلى ميناء اللاذقية. وفي الخامس عشر من أكتوبر أتت إلى هذا الميناء السوري سفينة “صلوات” المحملة بـ65 صاروخا. وفي السادس عشر من أكتوبر جاءت سفينة “سوفيتسك” المحملة بـ65 صاروخا.

 

وفي نفس الوقت توجهت عدة سفن عسكرية روسية إلى شواطئ سوريا في مهمة تأمين السفن التي تحمل الأسلحة إلى سوريا.

 

ويذكر العقيد بيوتر كوزيتسين أن سفينته وهي كاسحة الألغام “روليفوي”، اضطرت إلى إطلاق النار على طائرة إسرائيلية من طراز “فانتوم” لأنها كانت بصدد مهاجمة سفينته. وأطلقت مدفعية “روليفوي” 47 قذيفة خلال بضع ثوان، وسقطت الطائرة الإسرائيلية في مياه البحر، وتحطمت بعد أن اشتعلت النار فيها. ولم يتمكن طياراها من النجاة. ولم تعثر الزوارق السورية على شيء في مكان سقوط “فانتوم” الإسرائيلية.

 

وفي نفس اليوم أسقط البحارة الروس طائرة إسرائيلية أخرى من طراز “فانتوم” كانت بصدد مهاجمة سفينة عسكرية روسية في ميناء بور سعيد المصري…

 

وكانت نهاية حرب أكتوبر 1973 فجائية مثل بدايتها، ففي ليل 24/25 أكتوبر بعث الزعيم السوفيتي الروسي ليونيد بريجنيف برسالة إلى الرئيس الأمريكي نيكسون اقترح فيها إدخال قوات سوفيتية وأمريكية إلى مصر لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بوقف العمليات القتالية.

 

ونوهت الرسالة إلى أن روسيا تحتفظ بحقها في إدخال وحداتها العسكرية من جانب واحد في حال رفض الطرف الأمريكي قبول الاقتراح. ولم يمكن أن تتقبل الولايات المتحدة ذلك، فأوقفت إسرائيل حربها.

  • فريق ماسة
  • 2019-02-06
  • 14438
  • من الأرشيف

سفن عسكرية روسية تضطر لإسقاط طائرات إسرائيلية

تعرَّض السلام الدولي إلى خطر، في أكتوبر/تشرين الأول 1973، عندما بدأت حرب إسرائيلية عربية جديدة.   وكانت روسيا تقف إلى جانب العرب، بينما وقفت الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل. وأرسلت كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية سفنا حربية إلى البحر المتوسط.   وفي ليل 2/3 أكتوبر(تشرين الأول)، دخلت 10 غواصات روسية إلى البحر المتوسط، قادمة من شمال روسيا. وانضمت تلك الغواصات إلى مجموعة القطع البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط والتي ضمت وقتذاك 20 سفينة حربية و15 سفينة مساندة.   ويذكر الأميرال يفغيني فولوبويف، قائد القوات البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط في أكتوبر 1973، أنه تلقى في السادس من أكتوبر أمرا بإعلان حالة التأهب القصوى في صفوف القوات.   وكانت القوات الروسية الموجودة في البحر المتوسط حينئذ قادرة على إطلاق 20 صاروخا دفعة واحدة.   ويذكر قائد عسكري روسي آخر هو العقيد فلاديمير تسفيتكوف قائد غواصة “بي-49″، أنه تلقى توجيهات من القيادة العليا بالاستعداد لتدمير سفينة تنقل أسلحة ومتطوعين إلى إسرائيل.   ولم يُتح للغواصة الروسية أن تنفذ هذا الأمر لأن السفينة المطلوب تدميرها لم تصل. وبات معلوما في وقت لاحق أن تلك السفينة دخلت أحد الموانئ الإسبانية. وتم نقل ما كانت تحمله إلى إسرائيل بطريق الجو.   وفي ليل 11/12 أكتوبر هاجمت زوارق صاروخية إسرائيلية ميناء طرطوس السوري. وأصاب اثنان من صواريخ “جبرائيل” التي أطلقتها الزوارق الإسرائيلية سفينة “إيليا ميتشنيكوف” الروسية، وهي سفينة تجارية حملت معدات لمحطة الكهرباء. ورفضت موسكو قبول اعتذار تل أبيب.   وبعدها لم يعد بإمكان السفن العسكرية الروسية أن تقف موقف المتفرج اللامبالي.   وفي الرابع عشر من أكتوبر تلقت السفن العسكرية الروسية في البحر المتوسط أمرا بإطلاق النار عند الضرورة على الطائرات الإسرائيلية إذا هددت السفن التي تنقل الإمدادات إلى سوريا. وفي نفس اليوم وصلت سفينة “خيميك زيلينسكي” المحمَّلة بـ90 صاروخا إلى ميناء اللاذقية. وفي الخامس عشر من أكتوبر أتت إلى هذا الميناء السوري سفينة “صلوات” المحملة بـ65 صاروخا. وفي السادس عشر من أكتوبر جاءت سفينة “سوفيتسك” المحملة بـ65 صاروخا.   وفي نفس الوقت توجهت عدة سفن عسكرية روسية إلى شواطئ سوريا في مهمة تأمين السفن التي تحمل الأسلحة إلى سوريا.   ويذكر العقيد بيوتر كوزيتسين أن سفينته وهي كاسحة الألغام “روليفوي”، اضطرت إلى إطلاق النار على طائرة إسرائيلية من طراز “فانتوم” لأنها كانت بصدد مهاجمة سفينته. وأطلقت مدفعية “روليفوي” 47 قذيفة خلال بضع ثوان، وسقطت الطائرة الإسرائيلية في مياه البحر، وتحطمت بعد أن اشتعلت النار فيها. ولم يتمكن طياراها من النجاة. ولم تعثر الزوارق السورية على شيء في مكان سقوط “فانتوم” الإسرائيلية.   وفي نفس اليوم أسقط البحارة الروس طائرة إسرائيلية أخرى من طراز “فانتوم” كانت بصدد مهاجمة سفينة عسكرية روسية في ميناء بور سعيد المصري…   وكانت نهاية حرب أكتوبر 1973 فجائية مثل بدايتها، ففي ليل 24/25 أكتوبر بعث الزعيم السوفيتي الروسي ليونيد بريجنيف برسالة إلى الرئيس الأمريكي نيكسون اقترح فيها إدخال قوات سوفيتية وأمريكية إلى مصر لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بوقف العمليات القتالية.   ونوهت الرسالة إلى أن روسيا تحتفظ بحقها في إدخال وحداتها العسكرية من جانب واحد في حال رفض الطرف الأمريكي قبول الاقتراح. ولم يمكن أن تتقبل الولايات المتحدة ذلك، فأوقفت إسرائيل حربها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة