أن يشتاق احدنا لحبيبة او لامرأة يحبها فهذا أمر لايلام عليه المحبون والعشاق .. وربما يشتاق احدنا الى أصحابه والى خلانه .. والى زمان ومكان واغنية ورائحة قديمة تذكره بلحظة قديمة مسجلة في ذاكرته .. اما المحاربون فيشتاقون الى خيولهم وسيوفهم ورماحهم .. كما تشتاق البنادق لطعم الذخيرة ورائحة البارود في خياشيمها الفولاذية .. وتحن الى أيدي العسكر التي تضمها .. بل وكما يشتاق الشجعان لعزف الرصاص وهدير الدبابات ويتوقون للقاء أعدائهم بالسلاح .. وسماع سيمفونية الحرب ..

وكما انتم تتابعون فانني أتابع انتصارات “الفاتح ابو محمد الجولاني” وفقه الله الى المزيد من الانتصارات على أعدائه من اخوته الارهابيين .. وهو المشهور بالهزائم وركوب الباصات الخضراء من حلب وغير حلب .. ولكنه في هذه الأيام يبلي بلاء حسنا ورب الكعبة .. فهو يطيح بكل الثوار ويحطم كل الرايات .. ويتمطط على سرير طويل من الارض يمتد من شمال حلب الى ادلب .. وهو تحت سمع الاتراك وبصر الروس .. وترافقه ابتسامة الجيش السوري وابتسامات النمور .. وتصفيقي الذي يسمع حتى مابعد حدود لواء اسكندرون المحتل ..

مايلاحظ في معارك البطل الجحجاح الفاتح (ابو محمد الجولاني) أن جميع الخطوط الدفاعية لميليشيات الاتراك سقطت في لمح البصر تحت سنابك خيله المطهمة حتى انه فاق خالد بن الوليد في سرعة اجتياحه لخطوط الروم في اليرموك .. ولم يتدخل الاتراك ولا برصاصة ولم تفتح دبابة تركية لهم فمها .. وعلى عكس مواقف الاتراك في معارك حلب الطاحنة وهم يفتحون خطوط الامداد ويشغلون محطات التشويش والاستطلاع ويشغلون كل اعلام الاخوان المسلمين واعلام الناتو للبكاء على فاجعة حلب التي يطحنها الجيش السوري .. على عكس كل ذلك سكت الجميع والتزم الصمت .. وبدا ان الأمر مجرد استلام وتسليم ومسرحية ارهابية من تأليف حقان فيدان واخراج اردوغان الذي فضل الا يكون بطل المسرحية كما هي عادته .. واكتفى بالوقوف خلف الكاميرات واعطاء اشارة (أكشن) .. فقام الجولاني بالأكشن وقام الزنكي بالأكشن ..

اللافت في الأمر ايضا هو ان الجهة المعنية بضمان الزام تركيا باتفاقات أستانة وسوتشي وغيرها – وهي روسيا – لم تعلق اطلاقا ولم تبد عدم ارتياحها او تعبر عن احتجاجها على تراخي تركيا وتساهلها مع الجولاني .. رغم ان أقل مايمكن توقعه من روسيا هو اظهار القلق وليس اللامبالاة او ارسال رسائل التذمر والتحذير للأتراك .. بل حتى الجانب السوري المعني بالأحداث اكتفى بالمراقبة ولم يثر الا ضجة قليلة امام القوى الضامنة ..

الجولاني الذي يظن انه يقدم رشوة لشعب اردوغان انه سيحارب معهم العدو المشترك الكردي شرق الفرات ساذج جدا .. فهو اما انه دخل الفخ التركي برجليه او أنه ينفذ اتفاق سوتشي بدقة متناهية استجابة لطلب وأمر تركي صارم تعهد انه سيفصل النصرة والارهاب عن باقي مكونات المعارضة المسلحة .. وكان هذا الالتزام امرا لانفهم كيف سيمكن تنفيذه فهو يشبه عملية فصل الماء العذب عن الماء المالح .. أو بالأحرى فصل الجرذان الطيبة عن الجرذان المشاكسة .. وهناك تداخل غريب الى درجة انه لاأحد يعرف الفواصل بين هذه المكونات الارهابية لأن عملية الخلط والمزج والتبادل والانتقال بين هذه المحموعات وبين عناصرها جعل عملية الفصل اشبه بنكتة وقحة .. فمعظم المحموعات الارهابية تنقلت في ولاءاتها بين الرايات رغم ان لاشيء يفصلها ايديولوجيا .. بل هي من الناحية الايديولوجية ذات ارض واحدة وسقف واحد ونفس فصيلة الدم .. فمن كان في النصرة كان في سابقا في داعش ومن كان في الزنكي انتقل الى النصرة ومن كان في النصرة رحل الى الجيش الحر .. او عاد الى الزنكي .. ويشبه ماكان الاسلاميون يفعلونه من تبديل الرايات مايسمى تبادل الزوجات في أوكار الدعارة .. لذلك لم يكن أحد يعلم كيف ستتم عملية الفصل وتسليم ادلب للجيش السوري ..

ينظر الكثيرون الآن الى ماحدث الان على انه هو ماطلبه الروس والحلفاء من اردوغان .. فتركيا سحبت عناصرها من المعركة ودفعت بالجولاني وجيشه الجرار للانتشار .. ليكون لقمة سائغة للسوخوي ورجال الجيش السوري .. ولايستغرب ان يكون بنك الأهداف والمعلومات في يد الروس قريبا .. ولكن ماذا عن التصريحات التركية الأخيرة عن تنسيق مع الامريكيين بشأن منطقة عازلة؟وماذا عن تصريحات اردوغان او عصابته التركية عن حقوق قديمة في الاقليم جنوب تركيا وان تركيا تتحرك في أراضيها القديمة؟

هذه تصريحات للاستهلاك المحلي التركي .. لأن المجتمع التركي الطوراني والاسلامي ليس منقسما اطلاقا حول هذه القضية فالاسلاميون يرون انها أرض الخلافة القديمة والطورانيون يرون انها أرض الاجداد المؤسسين للمجد العثماني الامبراطوري .. وكلاهما يريد الحصول على نفس الأرض ولكن من ايديولوجيات مختلفة .. ولذلك فان طموحات الاسلاميين الاتراك العثمانيين هي الوجه الآخر للعملة الطورانية القومية وتلتقيان في هذه النقطة دون اي خلاف .. ولذلك فان اردوغان يحب دوما ان يكون أبا الأتراك الجديد بعد الأب الذي مات (كمال أتاتورك) .. وتم دفنه منذ ان صار اردوغان رئيسا مطلق الصلاحيات .. وأبو الأتراك يبلغ الجميع الخطاب الذي يحب ان يسمعه الجميع .. خطاب اسلامي مع نكهة قومية امبراطورية .. أو خطاب امبراطوري قومي بمذاق اسلامي عثماني .. ولكن اين هي الواقعية في اقامة منطقة عازلة شمال سورية؟؟

 

الحقيقة ان هذا الخطاب قديم جدا وعمره يعود الى بدايات الحرب على سورية عام 2011-2012 الذي شهد استماتة تركية لاقامة هذه المنطقة العازلة التي لا تحتاج فقط الى قرار مجلس الأمن (الذي فيه فيتو روسيا) .. بل وتحتاج الى القدرة والعسكرية والنية العسكرية لمواجهة سورية وحلفائها .. وبمعنى آخر العودة الى زمن الانفتاح على خيار الحرب الكبيرة وهو احتمال خرجت منه أميريكا بقرار خروجها من سورية .. فكيف سينظم اردوغان منطقته العازلة بخروج اميريكا وتحت عين روسيا التي لم تقبل بها في بداية الحرب حيث كان وضع السوريين قلقا وحرجا ومهددا وستقبل بها اليوم وهي منتصرة مع حليفها السوري؟؟ ولاشك ان روسيا لم تقم تحالفها مع سورية لتبيع أراضي سورية قطعا الى تركيا لأن ذلك سيهدد تحالفها مع سورية التي أخذت منها الدعم المطلق ولكنها أعطتها الشرعية المطلقة الدولية لتواجه الناتو على حدودها .. لأن روسيا صارت على أهم حدود مزعجة للناتو .. حدود تركيا .. وحدود اسرائيل .. بعد ان كانت روسيا محاصرة بالناتو من اوكرانيا الى جمهوريات آسيا الوسطى .. ولكن اعادة الحديث عن مناطق عازلة تذكير ببضاعة اردوغان الكاسدة والعلب الفارغة والعازلة التي لم تعد تخدع احدا والتي يريد مقايضتها معنا بمكاسب وبضائع سياسية مع الشرق السوري ..

اليوم يبدو مما نراه أن الطيب اردوغان على وقاحته ونذالته وتقلباته قد يقدم لنا ادلب على طبق من ذهب .. ويقدم لنا رأس النصرة ووضع في فم الجولاني تفاحة وانحنى وهو يقدم الطبق ويتراجع بأدب كمن يقف أمام سادته ..

اليوم من الذي سيطلب من الجيش السوري ان يتريث في اقتحام ادلب بعد ان صارت كلها ارهابا صافيا وأرضا للقاعدة؟؟ .. بل وكيف ستستطيع اميريكا والغرب ان يعترضا على عملية تحرير ادلب التي باتت رسميا تورا بورا برعاية تنظيم القاعدة .. ؟؟ وهل يجرؤ اردوغان على ان يجعل ادلب وغيرها فخا لمعركة عسكرية يدخل فيها سرا بسلاح نوعي وكيماوي ؟؟ ان حدث هذا فهذا يعني انه خرج من اتفاقه مع روسيا وعاد جرو الذئبة الى طبيعة أمه .. وعندها سيجد الذئب ان السوخوي ستحرث الشمال وتجرفه وأن قدرته على التحكم بالموضوع الكردي تراجعت كثيرا ولن يوقفه الا بمذبحة كبرى .. وهو لايريد الا ان يتوقف الكابوس الكردي باي ثمن دون اضطرارد الى ارتكاب مذبحة كبرى بحق الاكراد ليس الأتراك بحاجة لها لاعتبارات داخلية وخارجية ..

هل أتنبأ وأجرؤ على قول انني كمن ينظر الى مصارع القوم في ادلب .. وهل اجرؤ لأقول كأنني أسمع عزف السوخوي فوق ادلب .. وكأنني اسمع صوت هدير الدبابات السورية وارى أحذية الجنود السوريين حول مبنى المحافظة في وقت ما قريب من عام 2019 الذي اجتاحته الجرذان الشرسة والجرذان الطيبة للجرذ التركي .. سلطان الجرذان كلها .. الذي قطف ثمار الحرب على سورية في تبخر أحلامه الكبرى .. وتحولها الى تحاميل كبيرة في مؤخرة تركيا ..

رأيت كل ذلك يوما في حلب .. وكان ماكان في حلب .. التي تحررت رغما عن أنف العالم ..

  • فريق ماسة
  • 2019-01-16
  • 14304
  • من الأرشيف

ادلب اشتاقت للسوخوي و لسورية .. أردوغان أبو الاتراك الجديد وثمار الحرب

أن يشتاق احدنا لحبيبة او لامرأة يحبها فهذا أمر لايلام عليه المحبون والعشاق .. وربما يشتاق احدنا الى أصحابه والى خلانه .. والى زمان ومكان واغنية ورائحة قديمة تذكره بلحظة قديمة مسجلة في ذاكرته .. اما المحاربون فيشتاقون الى خيولهم وسيوفهم ورماحهم .. كما تشتاق البنادق لطعم الذخيرة ورائحة البارود في خياشيمها الفولاذية .. وتحن الى أيدي العسكر التي تضمها .. بل وكما يشتاق الشجعان لعزف الرصاص وهدير الدبابات ويتوقون للقاء أعدائهم بالسلاح .. وسماع سيمفونية الحرب .. وكما انتم تتابعون فانني أتابع انتصارات “الفاتح ابو محمد الجولاني” وفقه الله الى المزيد من الانتصارات على أعدائه من اخوته الارهابيين .. وهو المشهور بالهزائم وركوب الباصات الخضراء من حلب وغير حلب .. ولكنه في هذه الأيام يبلي بلاء حسنا ورب الكعبة .. فهو يطيح بكل الثوار ويحطم كل الرايات .. ويتمطط على سرير طويل من الارض يمتد من شمال حلب الى ادلب .. وهو تحت سمع الاتراك وبصر الروس .. وترافقه ابتسامة الجيش السوري وابتسامات النمور .. وتصفيقي الذي يسمع حتى مابعد حدود لواء اسكندرون المحتل .. مايلاحظ في معارك البطل الجحجاح الفاتح (ابو محمد الجولاني) أن جميع الخطوط الدفاعية لميليشيات الاتراك سقطت في لمح البصر تحت سنابك خيله المطهمة حتى انه فاق خالد بن الوليد في سرعة اجتياحه لخطوط الروم في اليرموك .. ولم يتدخل الاتراك ولا برصاصة ولم تفتح دبابة تركية لهم فمها .. وعلى عكس مواقف الاتراك في معارك حلب الطاحنة وهم يفتحون خطوط الامداد ويشغلون محطات التشويش والاستطلاع ويشغلون كل اعلام الاخوان المسلمين واعلام الناتو للبكاء على فاجعة حلب التي يطحنها الجيش السوري .. على عكس كل ذلك سكت الجميع والتزم الصمت .. وبدا ان الأمر مجرد استلام وتسليم ومسرحية ارهابية من تأليف حقان فيدان واخراج اردوغان الذي فضل الا يكون بطل المسرحية كما هي عادته .. واكتفى بالوقوف خلف الكاميرات واعطاء اشارة (أكشن) .. فقام الجولاني بالأكشن وقام الزنكي بالأكشن .. اللافت في الأمر ايضا هو ان الجهة المعنية بضمان الزام تركيا باتفاقات أستانة وسوتشي وغيرها – وهي روسيا – لم تعلق اطلاقا ولم تبد عدم ارتياحها او تعبر عن احتجاجها على تراخي تركيا وتساهلها مع الجولاني .. رغم ان أقل مايمكن توقعه من روسيا هو اظهار القلق وليس اللامبالاة او ارسال رسائل التذمر والتحذير للأتراك .. بل حتى الجانب السوري المعني بالأحداث اكتفى بالمراقبة ولم يثر الا ضجة قليلة امام القوى الضامنة .. الجولاني الذي يظن انه يقدم رشوة لشعب اردوغان انه سيحارب معهم العدو المشترك الكردي شرق الفرات ساذج جدا .. فهو اما انه دخل الفخ التركي برجليه او أنه ينفذ اتفاق سوتشي بدقة متناهية استجابة لطلب وأمر تركي صارم تعهد انه سيفصل النصرة والارهاب عن باقي مكونات المعارضة المسلحة .. وكان هذا الالتزام امرا لانفهم كيف سيمكن تنفيذه فهو يشبه عملية فصل الماء العذب عن الماء المالح .. أو بالأحرى فصل الجرذان الطيبة عن الجرذان المشاكسة .. وهناك تداخل غريب الى درجة انه لاأحد يعرف الفواصل بين هذه المكونات الارهابية لأن عملية الخلط والمزج والتبادل والانتقال بين هذه المحموعات وبين عناصرها جعل عملية الفصل اشبه بنكتة وقحة .. فمعظم المحموعات الارهابية تنقلت في ولاءاتها بين الرايات رغم ان لاشيء يفصلها ايديولوجيا .. بل هي من الناحية الايديولوجية ذات ارض واحدة وسقف واحد ونفس فصيلة الدم .. فمن كان في النصرة كان في سابقا في داعش ومن كان في الزنكي انتقل الى النصرة ومن كان في النصرة رحل الى الجيش الحر .. او عاد الى الزنكي .. ويشبه ماكان الاسلاميون يفعلونه من تبديل الرايات مايسمى تبادل الزوجات في أوكار الدعارة .. لذلك لم يكن أحد يعلم كيف ستتم عملية الفصل وتسليم ادلب للجيش السوري .. ينظر الكثيرون الآن الى ماحدث الان على انه هو ماطلبه الروس والحلفاء من اردوغان .. فتركيا سحبت عناصرها من المعركة ودفعت بالجولاني وجيشه الجرار للانتشار .. ليكون لقمة سائغة للسوخوي ورجال الجيش السوري .. ولايستغرب ان يكون بنك الأهداف والمعلومات في يد الروس قريبا .. ولكن ماذا عن التصريحات التركية الأخيرة عن تنسيق مع الامريكيين بشأن منطقة عازلة؟وماذا عن تصريحات اردوغان او عصابته التركية عن حقوق قديمة في الاقليم جنوب تركيا وان تركيا تتحرك في أراضيها القديمة؟ هذه تصريحات للاستهلاك المحلي التركي .. لأن المجتمع التركي الطوراني والاسلامي ليس منقسما اطلاقا حول هذه القضية فالاسلاميون يرون انها أرض الخلافة القديمة والطورانيون يرون انها أرض الاجداد المؤسسين للمجد العثماني الامبراطوري .. وكلاهما يريد الحصول على نفس الأرض ولكن من ايديولوجيات مختلفة .. ولذلك فان طموحات الاسلاميين الاتراك العثمانيين هي الوجه الآخر للعملة الطورانية القومية وتلتقيان في هذه النقطة دون اي خلاف .. ولذلك فان اردوغان يحب دوما ان يكون أبا الأتراك الجديد بعد الأب الذي مات (كمال أتاتورك) .. وتم دفنه منذ ان صار اردوغان رئيسا مطلق الصلاحيات .. وأبو الأتراك يبلغ الجميع الخطاب الذي يحب ان يسمعه الجميع .. خطاب اسلامي مع نكهة قومية امبراطورية .. أو خطاب امبراطوري قومي بمذاق اسلامي عثماني .. ولكن اين هي الواقعية في اقامة منطقة عازلة شمال سورية؟؟   الحقيقة ان هذا الخطاب قديم جدا وعمره يعود الى بدايات الحرب على سورية عام 2011-2012 الذي شهد استماتة تركية لاقامة هذه المنطقة العازلة التي لا تحتاج فقط الى قرار مجلس الأمن (الذي فيه فيتو روسيا) .. بل وتحتاج الى القدرة والعسكرية والنية العسكرية لمواجهة سورية وحلفائها .. وبمعنى آخر العودة الى زمن الانفتاح على خيار الحرب الكبيرة وهو احتمال خرجت منه أميريكا بقرار خروجها من سورية .. فكيف سينظم اردوغان منطقته العازلة بخروج اميريكا وتحت عين روسيا التي لم تقبل بها في بداية الحرب حيث كان وضع السوريين قلقا وحرجا ومهددا وستقبل بها اليوم وهي منتصرة مع حليفها السوري؟؟ ولاشك ان روسيا لم تقم تحالفها مع سورية لتبيع أراضي سورية قطعا الى تركيا لأن ذلك سيهدد تحالفها مع سورية التي أخذت منها الدعم المطلق ولكنها أعطتها الشرعية المطلقة الدولية لتواجه الناتو على حدودها .. لأن روسيا صارت على أهم حدود مزعجة للناتو .. حدود تركيا .. وحدود اسرائيل .. بعد ان كانت روسيا محاصرة بالناتو من اوكرانيا الى جمهوريات آسيا الوسطى .. ولكن اعادة الحديث عن مناطق عازلة تذكير ببضاعة اردوغان الكاسدة والعلب الفارغة والعازلة التي لم تعد تخدع احدا والتي يريد مقايضتها معنا بمكاسب وبضائع سياسية مع الشرق السوري .. اليوم يبدو مما نراه أن الطيب اردوغان على وقاحته ونذالته وتقلباته قد يقدم لنا ادلب على طبق من ذهب .. ويقدم لنا رأس النصرة ووضع في فم الجولاني تفاحة وانحنى وهو يقدم الطبق ويتراجع بأدب كمن يقف أمام سادته .. اليوم من الذي سيطلب من الجيش السوري ان يتريث في اقتحام ادلب بعد ان صارت كلها ارهابا صافيا وأرضا للقاعدة؟؟ .. بل وكيف ستستطيع اميريكا والغرب ان يعترضا على عملية تحرير ادلب التي باتت رسميا تورا بورا برعاية تنظيم القاعدة .. ؟؟ وهل يجرؤ اردوغان على ان يجعل ادلب وغيرها فخا لمعركة عسكرية يدخل فيها سرا بسلاح نوعي وكيماوي ؟؟ ان حدث هذا فهذا يعني انه خرج من اتفاقه مع روسيا وعاد جرو الذئبة الى طبيعة أمه .. وعندها سيجد الذئب ان السوخوي ستحرث الشمال وتجرفه وأن قدرته على التحكم بالموضوع الكردي تراجعت كثيرا ولن يوقفه الا بمذبحة كبرى .. وهو لايريد الا ان يتوقف الكابوس الكردي باي ثمن دون اضطرارد الى ارتكاب مذبحة كبرى بحق الاكراد ليس الأتراك بحاجة لها لاعتبارات داخلية وخارجية .. هل أتنبأ وأجرؤ على قول انني كمن ينظر الى مصارع القوم في ادلب .. وهل اجرؤ لأقول كأنني أسمع عزف السوخوي فوق ادلب .. وكأنني اسمع صوت هدير الدبابات السورية وارى أحذية الجنود السوريين حول مبنى المحافظة في وقت ما قريب من عام 2019 الذي اجتاحته الجرذان الشرسة والجرذان الطيبة للجرذ التركي .. سلطان الجرذان كلها .. الذي قطف ثمار الحرب على سورية في تبخر أحلامه الكبرى .. وتحولها الى تحاميل كبيرة في مؤخرة تركيا .. رأيت كل ذلك يوما في حلب .. وكان ماكان في حلب .. التي تحررت رغما عن أنف العالم ..

المصدر : نارام سرجون


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة