اعتبر مركز بحوث أمريكي أن الخطوات السريعة التي اتخذتها دول الخليج لإعادة العلاقات مع الدولة السورية تهدف في المقام الأول إلى مواجهة الأطماع التركية في المنطقة، إلى جانب دفع إيران إلى مغادرة سوريا.

وأشار معهد دول الخليج العربي إلى أن الحكومات العربية تسعى بطبيعة الحال إلى ضمان عدم بروز إيران كمستفيد رئيسي من الحرب الأهلية في سوريا، لكن الهدف الرئيسي تحول أخيرًا إلى مواجهة الأطماع التركية بعد تصريحات متكررة لأنقرة.

وقال في تقرير نشره أمس الثلاثاء:”إن هدف تقارب دول الخليج مع الرئيس الأسد في الآونة الأخيرة، يتخطى مجرد مواجهة إيران وضمان عدم بروزها كرابح رئيسي من الحرب الأهلية في سوريا وضرورة خروجها من البلد العربي.”

وأضاف:”الحقيقة أن خطوات التقارب تتزامن مع تزايد قلق الدول العربية والخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية تجاه بروز تركيا كمهيمن رئيسي في المنطقة، خاصة بعد أن تحولت أهداف أنقرة في الفترة الأخيرة من تغيير النظام السوري إلى مقاتلة الأكراد في شمال سوريا، واستخدام هذا البلد كمنصة لتعزيز نفوذها في المنطقة.”

ولفت التقرير إلى تصريحات متكررة لمسؤولين أتراك في الآونة الأخيرة بأن بلادهم هي “القائد المنطقي الوحيد” للمسلمين، وليست إيران أو الدول العربية يجب أن تكون القوة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط.

ورأى التقرير أن هناك قناعة متزايدة في المنطقة العربية، أن تركيا التي تعتبر أكثر استقرارًا وقوة وتطورًا من إيران، “بدأت تصبح خطرًا أكبر من غيرها على الدول العربية” في حين ينظر إلى إيران على أنها “دولة محاصرة بالعقوبات ومستهلكة وأقل تطورًا.”

وأعرب عن اعتقاده بأن دول الخليج الثرية يمكن أن تستغل ارتفاع تكلفة إعادة الإعمار في سوريا وقوتها المالية مثلما فعلت في العراق من أجل لجم إيران، مشيرًا إلى ضرورة قيام تلك الدول بانتهاج إستراتيجية اقتصادية وسياسية ودبلوماسية مع الحكومة السورية، لتفعيل دورها داخل سوريا، خاصة بعد قرار واشنطن سحب القوات الأمريكية منها.

وختم قائلًا:”من المتوقع أن تسير عملية التقارب الخليجي والعربي مع سوريا بسرعة أكبر مما هو متوقع، ولن يكون مفاجئًا إذا ما رأينا وزير الخارجية السوري وهو يقوم بجولة في العواصم الخليجية قريبًا، ويحضر القمة العربية التي تعقد في تونس في آذار/مارس المقبل، رغم أن عملية إعادة سوريا للجامعة العربية بشكل كامل قد تتطلب وقتًا.”

ارم

  • فريق ماسة
  • 2019-01-15
  • 10504
  • من الأرشيف

مركز بحوث أمريكي: دول الخليج تتقرب من سورية لأنها باتت ترى تركيا خطراً أكبر من إيران

اعتبر مركز بحوث أمريكي أن الخطوات السريعة التي اتخذتها دول الخليج لإعادة العلاقات مع الدولة السورية تهدف في المقام الأول إلى مواجهة الأطماع التركية في المنطقة، إلى جانب دفع إيران إلى مغادرة سوريا. وأشار معهد دول الخليج العربي إلى أن الحكومات العربية تسعى بطبيعة الحال إلى ضمان عدم بروز إيران كمستفيد رئيسي من الحرب الأهلية في سوريا، لكن الهدف الرئيسي تحول أخيرًا إلى مواجهة الأطماع التركية بعد تصريحات متكررة لأنقرة. وقال في تقرير نشره أمس الثلاثاء:”إن هدف تقارب دول الخليج مع الرئيس الأسد في الآونة الأخيرة، يتخطى مجرد مواجهة إيران وضمان عدم بروزها كرابح رئيسي من الحرب الأهلية في سوريا وضرورة خروجها من البلد العربي.” وأضاف:”الحقيقة أن خطوات التقارب تتزامن مع تزايد قلق الدول العربية والخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية تجاه بروز تركيا كمهيمن رئيسي في المنطقة، خاصة بعد أن تحولت أهداف أنقرة في الفترة الأخيرة من تغيير النظام السوري إلى مقاتلة الأكراد في شمال سوريا، واستخدام هذا البلد كمنصة لتعزيز نفوذها في المنطقة.” ولفت التقرير إلى تصريحات متكررة لمسؤولين أتراك في الآونة الأخيرة بأن بلادهم هي “القائد المنطقي الوحيد” للمسلمين، وليست إيران أو الدول العربية يجب أن تكون القوة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط. ورأى التقرير أن هناك قناعة متزايدة في المنطقة العربية، أن تركيا التي تعتبر أكثر استقرارًا وقوة وتطورًا من إيران، “بدأت تصبح خطرًا أكبر من غيرها على الدول العربية” في حين ينظر إلى إيران على أنها “دولة محاصرة بالعقوبات ومستهلكة وأقل تطورًا.” وأعرب عن اعتقاده بأن دول الخليج الثرية يمكن أن تستغل ارتفاع تكلفة إعادة الإعمار في سوريا وقوتها المالية مثلما فعلت في العراق من أجل لجم إيران، مشيرًا إلى ضرورة قيام تلك الدول بانتهاج إستراتيجية اقتصادية وسياسية ودبلوماسية مع الحكومة السورية، لتفعيل دورها داخل سوريا، خاصة بعد قرار واشنطن سحب القوات الأمريكية منها. وختم قائلًا:”من المتوقع أن تسير عملية التقارب الخليجي والعربي مع سوريا بسرعة أكبر مما هو متوقع، ولن يكون مفاجئًا إذا ما رأينا وزير الخارجية السوري وهو يقوم بجولة في العواصم الخليجية قريبًا، ويحضر القمة العربية التي تعقد في تونس في آذار/مارس المقبل، رغم أن عملية إعادة سوريا للجامعة العربية بشكل كامل قد تتطلب وقتًا.” ارم

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة