وفقاً لمعادلات الدولة السورية، يبدو أن الأوضاع ستتجه شمالاً، وتأخذ مسارات تفضي إلى قطع الطريق على كل محاولات العبث التي تقودها تركيا، عقب قرار الانسحاب الأميركي.

وفي تطور حمل أبعاداً سياسية وميدانية مهمة، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر عسكري سوري: أن وحدة من الجيش السوري دخلت مواقع في بلدة العريمة في ريف منيج الغربي، وأكد عودة مركز التنسيق الروسي إلى البلدة.

بموازاة ذلك، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن مصادر مطلعة، أن رتلاً عسكرياً تابعاً للجيش السوري، دخل أمس إلى منطقة منبج، بالتنسيق مع «الوحدات»، وهو مكون من 40 سيارة دفع رباعي محملة بالجنود، ودبابتين، وعربات مصفحة، وشاحنات تحمل معدات.

وذكرت المصادر، أن الجيش دخل العريمة بالريف الغربي لمدينة منبج، بعد اجتماع قصير مع قيادات «الوحدات»، مشيرةً إلى أن الأخيرة سلّمت البلدة للجيش العربي السوري.

وترافقت التصريحات السابقة مع تأكيد المتحدثة باسم ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، جيهان أحمد، بأن «قسد» لا تعارض رفع العلم الوطني على المؤسسات الحكومية في منبج، وأنها لا تسعى للانفصال عن سورية، بل تريد فقط الاتفاق على «الإدارة الذاتية».

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم «حركة المجتمع الديمقراطي»، أبرز مؤسسي ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، شفان خابوري، وفق وكالات معارضة: إن المفاوضات بشأن نشر قوات تابعة للجيش السوري على الحدود التركية تأتي لقطع الحجة أمام أنقرة في شن هجومها المحتمل على المنطقة.

وأوضح، أنهم يتفاوضون مع روسيا حول عرض قدمته لـ«الإدارة الذاتية» بنشر قوات «حرس حدود» تابعة للجيش على الشريط الحدودي مع تركيا في مناطق «الإدارة الذاتية» شمال شرق البلاد.

وأشار خابوري إلى أن نتائج المفاوضات لم تتضح بعد، وأن لا مشكلة لديهم مع «النظام» سوى في «إيجاد دستور ديمقراطي يحفظ حقوق جميع المكونات السورية»، في حين أفاد موقع «باسنيوز» الكردي، أن المقترح يتضمن أيضاً أن تتشارك الوحدات الكردية مع الجيش في إدارة المناطق ذات الأغلبية الكردية.

على صعيد مواز، نفت موسكو ما صدر عن النظام التركي بخصوص التخطيط للقاء قريب بين رئيسه رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير، ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله أمس: «لا توجد خطط للقاء قريب بين بوتين وأردوغان»، بعدما كان أردوغان قال للصحفيين في وقت سابق: «اليوم أو غدا سيتوجه مجموعة من زملائي إلى موسكو، ووفقا لتطورات الزيارة، سيكون لدي فيما بعد لقاء مع السيد بوتين».

بدورها ذكرت وكالة «فرانس برس» أن أردوغان دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة تركيا عام 2019، وقال أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي: «مع أنه لا يجري التخطيط لشيء محدد، الرئيس منفتح على لقاء محتمل في المستقبل مع أردوغان».

وقبيل ذلك، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أنه «سيأتي وفد أميركي إلى تركيا الأسبوع المقبل»، موضحاً أنهم «سيناقشون وسائل تنسيق (الانسحاب) مع نظرائهم الأتراك».

الاستماتة التركية لتهيئة الظرف الدولي والإقليمي الذي يسمح لها بغزو مناطق سورية، وازاه تصريحات روسية عبر عنها مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف، الذي اعتبر أن نشاط تركيا في الشمال السوري، «ظاهرة مؤقتة تستوجبها المخاوف الأمنية ولاسيما خطر الإرهاب».

  • فريق ماسة
  • 2018-12-25
  • 14806
  • من الأرشيف

متغيرات ميدانية لقطع الطريق على عدوان تركي محتمل … الجيش يدخل «العريمة» في ريف منبج وأنباء عن مفاوضات لنشر قوات سورية على الحدود شمالاً

وفقاً لمعادلات الدولة السورية، يبدو أن الأوضاع ستتجه شمالاً، وتأخذ مسارات تفضي إلى قطع الطريق على كل محاولات العبث التي تقودها تركيا، عقب قرار الانسحاب الأميركي. وفي تطور حمل أبعاداً سياسية وميدانية مهمة، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر عسكري سوري: أن وحدة من الجيش السوري دخلت مواقع في بلدة العريمة في ريف منيج الغربي، وأكد عودة مركز التنسيق الروسي إلى البلدة. بموازاة ذلك، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن مصادر مطلعة، أن رتلاً عسكرياً تابعاً للجيش السوري، دخل أمس إلى منطقة منبج، بالتنسيق مع «الوحدات»، وهو مكون من 40 سيارة دفع رباعي محملة بالجنود، ودبابتين، وعربات مصفحة، وشاحنات تحمل معدات. وذكرت المصادر، أن الجيش دخل العريمة بالريف الغربي لمدينة منبج، بعد اجتماع قصير مع قيادات «الوحدات»، مشيرةً إلى أن الأخيرة سلّمت البلدة للجيش العربي السوري. وترافقت التصريحات السابقة مع تأكيد المتحدثة باسم ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، جيهان أحمد، بأن «قسد» لا تعارض رفع العلم الوطني على المؤسسات الحكومية في منبج، وأنها لا تسعى للانفصال عن سورية، بل تريد فقط الاتفاق على «الإدارة الذاتية». وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم «حركة المجتمع الديمقراطي»، أبرز مؤسسي ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، شفان خابوري، وفق وكالات معارضة: إن المفاوضات بشأن نشر قوات تابعة للجيش السوري على الحدود التركية تأتي لقطع الحجة أمام أنقرة في شن هجومها المحتمل على المنطقة. وأوضح، أنهم يتفاوضون مع روسيا حول عرض قدمته لـ«الإدارة الذاتية» بنشر قوات «حرس حدود» تابعة للجيش على الشريط الحدودي مع تركيا في مناطق «الإدارة الذاتية» شمال شرق البلاد. وأشار خابوري إلى أن نتائج المفاوضات لم تتضح بعد، وأن لا مشكلة لديهم مع «النظام» سوى في «إيجاد دستور ديمقراطي يحفظ حقوق جميع المكونات السورية»، في حين أفاد موقع «باسنيوز» الكردي، أن المقترح يتضمن أيضاً أن تتشارك الوحدات الكردية مع الجيش في إدارة المناطق ذات الأغلبية الكردية. على صعيد مواز، نفت موسكو ما صدر عن النظام التركي بخصوص التخطيط للقاء قريب بين رئيسه رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير، ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله أمس: «لا توجد خطط للقاء قريب بين بوتين وأردوغان»، بعدما كان أردوغان قال للصحفيين في وقت سابق: «اليوم أو غدا سيتوجه مجموعة من زملائي إلى موسكو، ووفقا لتطورات الزيارة، سيكون لدي فيما بعد لقاء مع السيد بوتين». بدورها ذكرت وكالة «فرانس برس» أن أردوغان دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة تركيا عام 2019، وقال أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي: «مع أنه لا يجري التخطيط لشيء محدد، الرئيس منفتح على لقاء محتمل في المستقبل مع أردوغان». وقبيل ذلك، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أنه «سيأتي وفد أميركي إلى تركيا الأسبوع المقبل»، موضحاً أنهم «سيناقشون وسائل تنسيق (الانسحاب) مع نظرائهم الأتراك». الاستماتة التركية لتهيئة الظرف الدولي والإقليمي الذي يسمح لها بغزو مناطق سورية، وازاه تصريحات روسية عبر عنها مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف، الذي اعتبر أن نشاط تركيا في الشمال السوري، «ظاهرة مؤقتة تستوجبها المخاوف الأمنية ولاسيما خطر الإرهاب».

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة