اعتبر نائب رئيس مجلس الشعب نجدة إسماعيل أنزور، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من سورية هو نتيجة «كم أسطوري من التضحيات» قدمها الجيش العربي السوري والشعب واستعادة عافية الدولة.

حول قرار الرئيس الأميركي، قال أنزور: أي خروج لقوات محتلة بالأصالة أو بالوكالة، هذا هدف ومسعى للدولة والشعب السوري وهو يبذل الغالي كرمى لهذا الأمر عبر السنوات الثمان التي مرت على الوطن، وأي محاولة استمرار لأي شكل من أشكال العدوان هو مواجه وسيواجه وفق أولويات القيادة السياسية والعسكرية للدولة، ولولا استعادة عافية الدولة والشعب السوري، صدّق أنه لا أحد يمن علينا بأي انسحاب، بل هو نتيجة لكم أسطوري من التضحيات. لذلك هو جيد بالتأكيد».

وأعرب أنزور عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي جاد في قراره، لكنه تساءل: هل سيتمكن من اختراق هذا الحصار الذي يحيط به، إلى درجة أنه مضطر للإعلان عن هذا الانسحاب بطريقه غير تقليديه «عبر التويتر» مما أقام الدنيا؟.

ورأى نائب رئيس مجلس الشعب، أن السبب وراء قرار الرئيس الأميركي وغيره من القرارات «أن انسداد سياسي اقتصادي تكرر منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي وفي كل مرة تحاول أميركا أن تحل هذا الانسداد على حساب الخارج ولم يعد بالإمكان ذلك، هو يحاول العودة إلى الداخل الأميركي تحت عنوان أميركا أولاً، لكن هذا أمر يختلف معه كثير كثير من النخب الحاكمة في الولايات المتحدة وفي العالم الرأسمالي».

وحول الانقسام الذي حصل في الإدارة الأميركية بعد قرار ترامب خصوصاً بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع «البنتاغون» وترجم باستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس ومن ثم استقالة المبعوث الأميركي إلى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك، قال أنزور: إن «الانقسام بين النخب الحاكمة هو سابق لقرار الانسحاب، بل إن قرار الانسحاب هو نتيجة لهذا الانقسام الحاد وليس العكس وقد لا يكون التفصيل هنا مناسباً ولكن هذا أمر من الضروري جداً تحليله بدقه، لأن كل ما يجري في فرنسا وأوروبا عموماً وكذلك تركيا هو نتيجة لذلك».

وإن كان هناك رابط بين تزامن قرار الرئيس ترامب مع تهديدات النظام التركي بشن عدوان جديد في شمال سورية، قال أنزور: «إن ترامب وفق تقديري يعتقد أن حبل تهمة الدفاع عن قتلة (الصحفي السعودي جمال) الخاشقجي الذي يلتف حوله، يعتقد أنه بهذه الحركة يخفف عن نفسه».

وحول موقف «قوات سورية الديمقراطية – قسد» حليف «التحالف الدولي» المزعوم في شمال وشمال شرق سورية والتي فوجئت بالقرار ووصفته بأنه «طعنة في الظهر» وإن كان يعتقد أنها ستتوجه إلى دمشق وكيف يمكن أن تتعامل معها دمشق في هذه الحال؟، قال أنزور: «عجيب أن يكون الأمر مفاجئاً، أقله أن (السفير الأميركي السابق لدى دمشق) روبرت فورد من أكثر من سنة وبشكل علني نبههم عن هذا الأمر. إنهم (الأميركيين) يبيعون من يتبعهم بأرخص الأثمان».

وأضاف: «أما فيما يتعلق بأن يأتوا (قسد) إلى دمشق فهذا الأمر بديهي، فهل هناك حاجز بين أياً كان وبين عاصمته؟ غير الطبيعي هو (النطوطة) بين عواصم العالم، وهذا مدعى للأـسف ليس كرمى للمستفيدين من هذا الأمر، وإنما آسف على الناس والوقت الضائع من حياتهم ومستقبلهم، بسبب خفة قياداتهم».

وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا فيما يتعلق والوضع في شمال وشمال شرق سورية في ظل هذا القرار؟، قال نائب رئيس مجلس الشعب: إن «الأصدقاء الروس يحاولون التواصل مع كافة الجهات بما فيها هذه القيادات وهذا أمر إيجابي».

وبشان معارضة دول في «التحالف الدولي» وخصوصاً فرنسا لقرار ترامب واستقبالها لوفد كردي وتأكيدها على استمرار وجود قواتها في سورية ودعمها للأكراد، سخر أنزور من الموقف الفرنسي، وقال: «من وين لوين صار هناك قرار فرنسي يقول لأميركا نعم أو لا؟ هذا أمر غير دقيق، إن الموقف الفرنسي نابع من كون الدولة العميقة في أميركا، هي ضد قرار ترامب، وهي الأكثر تأثيراً على قيادات دول حلف شمال الأطلسي، عموماً هذه إحدى تجليات هذا الانقسام المركب جداً لدى نخب الحكم في أميركا وهذا عموماً في مصلحة الدول التي نتحالف وإياها».

  • فريق ماسة
  • 2018-12-23
  • 15494
  • من الأرشيف

أنزور: قرار الانسحاب الأميركي نتيجة كم أسطوري من التضحيات السورية

اعتبر نائب رئيس مجلس الشعب نجدة إسماعيل أنزور، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من سورية هو نتيجة «كم أسطوري من التضحيات» قدمها الجيش العربي السوري والشعب واستعادة عافية الدولة. حول قرار الرئيس الأميركي، قال أنزور: أي خروج لقوات محتلة بالأصالة أو بالوكالة، هذا هدف ومسعى للدولة والشعب السوري وهو يبذل الغالي كرمى لهذا الأمر عبر السنوات الثمان التي مرت على الوطن، وأي محاولة استمرار لأي شكل من أشكال العدوان هو مواجه وسيواجه وفق أولويات القيادة السياسية والعسكرية للدولة، ولولا استعادة عافية الدولة والشعب السوري، صدّق أنه لا أحد يمن علينا بأي انسحاب، بل هو نتيجة لكم أسطوري من التضحيات. لذلك هو جيد بالتأكيد». وأعرب أنزور عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي جاد في قراره، لكنه تساءل: هل سيتمكن من اختراق هذا الحصار الذي يحيط به، إلى درجة أنه مضطر للإعلان عن هذا الانسحاب بطريقه غير تقليديه «عبر التويتر» مما أقام الدنيا؟. ورأى نائب رئيس مجلس الشعب، أن السبب وراء قرار الرئيس الأميركي وغيره من القرارات «أن انسداد سياسي اقتصادي تكرر منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي وفي كل مرة تحاول أميركا أن تحل هذا الانسداد على حساب الخارج ولم يعد بالإمكان ذلك، هو يحاول العودة إلى الداخل الأميركي تحت عنوان أميركا أولاً، لكن هذا أمر يختلف معه كثير كثير من النخب الحاكمة في الولايات المتحدة وفي العالم الرأسمالي». وحول الانقسام الذي حصل في الإدارة الأميركية بعد قرار ترامب خصوصاً بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع «البنتاغون» وترجم باستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس ومن ثم استقالة المبعوث الأميركي إلى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك، قال أنزور: إن «الانقسام بين النخب الحاكمة هو سابق لقرار الانسحاب، بل إن قرار الانسحاب هو نتيجة لهذا الانقسام الحاد وليس العكس وقد لا يكون التفصيل هنا مناسباً ولكن هذا أمر من الضروري جداً تحليله بدقه، لأن كل ما يجري في فرنسا وأوروبا عموماً وكذلك تركيا هو نتيجة لذلك». وإن كان هناك رابط بين تزامن قرار الرئيس ترامب مع تهديدات النظام التركي بشن عدوان جديد في شمال سورية، قال أنزور: «إن ترامب وفق تقديري يعتقد أن حبل تهمة الدفاع عن قتلة (الصحفي السعودي جمال) الخاشقجي الذي يلتف حوله، يعتقد أنه بهذه الحركة يخفف عن نفسه». وحول موقف «قوات سورية الديمقراطية – قسد» حليف «التحالف الدولي» المزعوم في شمال وشمال شرق سورية والتي فوجئت بالقرار ووصفته بأنه «طعنة في الظهر» وإن كان يعتقد أنها ستتوجه إلى دمشق وكيف يمكن أن تتعامل معها دمشق في هذه الحال؟، قال أنزور: «عجيب أن يكون الأمر مفاجئاً، أقله أن (السفير الأميركي السابق لدى دمشق) روبرت فورد من أكثر من سنة وبشكل علني نبههم عن هذا الأمر. إنهم (الأميركيين) يبيعون من يتبعهم بأرخص الأثمان». وأضاف: «أما فيما يتعلق بأن يأتوا (قسد) إلى دمشق فهذا الأمر بديهي، فهل هناك حاجز بين أياً كان وبين عاصمته؟ غير الطبيعي هو (النطوطة) بين عواصم العالم، وهذا مدعى للأـسف ليس كرمى للمستفيدين من هذا الأمر، وإنما آسف على الناس والوقت الضائع من حياتهم ومستقبلهم، بسبب خفة قياداتهم». وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا فيما يتعلق والوضع في شمال وشمال شرق سورية في ظل هذا القرار؟، قال نائب رئيس مجلس الشعب: إن «الأصدقاء الروس يحاولون التواصل مع كافة الجهات بما فيها هذه القيادات وهذا أمر إيجابي». وبشان معارضة دول في «التحالف الدولي» وخصوصاً فرنسا لقرار ترامب واستقبالها لوفد كردي وتأكيدها على استمرار وجود قواتها في سورية ودعمها للأكراد، سخر أنزور من الموقف الفرنسي، وقال: «من وين لوين صار هناك قرار فرنسي يقول لأميركا نعم أو لا؟ هذا أمر غير دقيق، إن الموقف الفرنسي نابع من كون الدولة العميقة في أميركا، هي ضد قرار ترامب، وهي الأكثر تأثيراً على قيادات دول حلف شمال الأطلسي، عموماً هذه إحدى تجليات هذا الانقسام المركب جداً لدى نخب الحكم في أميركا وهذا عموماً في مصلحة الدول التي نتحالف وإياها».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة