كشفت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة الموالية والممولة من تركيا، أن أنقرة طلبت منهم الاستعداد للمشاركة في معركة «بين النهرين» أي بين دجلة والفرات على الشريط الحدودي،الممتد بين عين العرب في حلب إلى المالكية في الحسكة، والتي ستبدأ مطلع العام المقبل على حين أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح له أمس، أن معركة تخليص منطقة شرق الفرات من «المنظمات الإرهابية الانفصالية»، والتي عنى فيها وحدات «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية ورأس حربة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة أميركياً، ستنطلق «في غضون أيام».

وأوضحت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «درع الفرات» لـ«الوطن»، أنها جاهزة للبدء بـ«حملة عسكرية» بقيادة الجيش التركي باتجاه شرق الفرات، بعيداً من منبج التي تحوي قاعدة أميركية، وأنها لمست «جدية» واضحة في التعامل مع الملف المؤجل منذ السيطرة على عفرين نهاية آذار الفائت.

وبينت المصادر، أنه ومن أجل ذلك، استدعت أنقرة قيادات في «درع الفرات» التابعة لما يسمى «الجيش الحر» إلى تركيا أول من أمس، لإطلاعهم على العملية العسكرية التي ستنفذها تركيا للسيطرة على الشريط الحدودي مع سورية، الذي تهيمن عليه «قسد» بشرط الابتعاد عن مناطق القوات الأميركية، وهو ما أكده أردوغان في مؤتمره الصحفي الذي نقلته وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية أمس.

ونقلت المصادر عن أحد قيادات «الحر» المشاركين في اجتماع تركيا، أن المسؤولين العسكريين الأتراك لم يحددوا موعد بدء عملية «بين النهرين»، لكنهم لمسوا أن الظرف قد يكون مناسباً من الناحية «اللوجستية» لانطلاقها مع بداية العام القادم مع انتهاء التدريبات التي يخضع لها مسلحو بعض الميليشيات على يد الجيش التركي، ما لم يحدث أي طارئ يحول دون ذلك، مثل اعتراض واشنطن بشكل جدي على توقيتها وأهدافها، أو التوصل لـ«صفقة» معها تسلم بموجبها مناطق محددة لأنقرة على الشريط الحدودي وفي مقدمتها مدينة تل أبيض، التي رجحت المصادر أن تكون أول أهداف العملية العسكرية التركية الجديدة.

إلى ذلك، كثف الجيش التركي خلال الأيام الثلاثة الفائتة استقدام حشوده إلى المناطق الحدودية شرقي الفرات، وخصوصاً في ولاية كلس، استعداداً لتنفيذ عملية عسكرية باتجاه تل أبيض وبقية المناطق مع نشر المركبات العسكرية على طول الحدود ووحدات «الكوماندوز» في مواقع محددة منها.

في المقابل أصدر ما يسمى «المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية» بياناً دعا فيه إلى «النفير العام ضد السياسات الاستعمارية للدولة التركية»، واعتبر البيان، بحسب وكالة «هاوار» الكردية، أن «تركيا تستهدف من وراء هذه التهديدات اقتطاع أجزاء من سورية، ووحدة التراب السوري، وأيضاً إطالة حياة مرتزقة داعش، وضرب النسيج الاجتماعي في شمال سورية».

ورغم إعاقة التوصل إلى أي تقدم في جلسات حوار سابقة بين دمشق و«مجلس سورية الديمقراطي – مسد» وتفضيل الاتكال على الداعم الأميركي، طالب البيان السابق من «الحكومة السورية بأن تتخذ موقفاً رسمياً ضد هذا التهديد»!

ويتزامن حديث أنقرة عن عملية عسكرية شرقي نهر الفرات مع نشر «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن مراكز مراقبة في المناطق الحدودية شمال شرق سورية، بهدف معالجة المخاوف الأمنية التركية من سيطرة «قسد» على المناطق التي لا يزال قسمها الشرقي عند الحدود الإدارية مع العراق يشهد اقتتالاً بين الأخيرة وإرهابيي تنظيم «داعش».

على صعيد مواز، استغلت مجموعات إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه، الظروف الجوية السيئة في المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها «اتفاق إدلب» في القطاع الواقع ما بين ريفي حماة وإدلب، وتسللت منها إلى النقاط العسكرية المتمركزة في محيط بلدة زلين بريف حماة الشمالي، للاعتداء عليها بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، في خرق جديد لـ«اتفاق إدلب».

ورداً على هذه الخروقات، دك الجيش بمدفعيته الثقيلة مواقع انتشار «النصرة» في جنوب اللطامنة والزكاة والصخر بقطاع حماة، وفي جرجناز والتح والخوين والهبيط في قطاع إدلب من المنطقة «المنزوعة السلاح».

ومن ثَمَّ فرضت الأحوال الجوية الهدوء الحذر على المنطقة المذكورة، حتى ساعة إعداد هذه المادة أمس.

  • فريق ماسة
  • 2018-12-12
  • 16202
  • من الأرشيف

تركيا لميليشياتها: معركة «بين النهرين» مطلع العام القادم.. و«مسد» تدعو للنفير العام

كشفت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة الموالية والممولة من تركيا، أن أنقرة طلبت منهم الاستعداد للمشاركة في معركة «بين النهرين» أي بين دجلة والفرات على الشريط الحدودي،الممتد بين عين العرب في حلب إلى المالكية في الحسكة، والتي ستبدأ مطلع العام المقبل على حين أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح له أمس، أن معركة تخليص منطقة شرق الفرات من «المنظمات الإرهابية الانفصالية»، والتي عنى فيها وحدات «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية ورأس حربة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة أميركياً، ستنطلق «في غضون أيام». وأوضحت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «درع الفرات» لـ«الوطن»، أنها جاهزة للبدء بـ«حملة عسكرية» بقيادة الجيش التركي باتجاه شرق الفرات، بعيداً من منبج التي تحوي قاعدة أميركية، وأنها لمست «جدية» واضحة في التعامل مع الملف المؤجل منذ السيطرة على عفرين نهاية آذار الفائت. وبينت المصادر، أنه ومن أجل ذلك، استدعت أنقرة قيادات في «درع الفرات» التابعة لما يسمى «الجيش الحر» إلى تركيا أول من أمس، لإطلاعهم على العملية العسكرية التي ستنفذها تركيا للسيطرة على الشريط الحدودي مع سورية، الذي تهيمن عليه «قسد» بشرط الابتعاد عن مناطق القوات الأميركية، وهو ما أكده أردوغان في مؤتمره الصحفي الذي نقلته وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية أمس. ونقلت المصادر عن أحد قيادات «الحر» المشاركين في اجتماع تركيا، أن المسؤولين العسكريين الأتراك لم يحددوا موعد بدء عملية «بين النهرين»، لكنهم لمسوا أن الظرف قد يكون مناسباً من الناحية «اللوجستية» لانطلاقها مع بداية العام القادم مع انتهاء التدريبات التي يخضع لها مسلحو بعض الميليشيات على يد الجيش التركي، ما لم يحدث أي طارئ يحول دون ذلك، مثل اعتراض واشنطن بشكل جدي على توقيتها وأهدافها، أو التوصل لـ«صفقة» معها تسلم بموجبها مناطق محددة لأنقرة على الشريط الحدودي وفي مقدمتها مدينة تل أبيض، التي رجحت المصادر أن تكون أول أهداف العملية العسكرية التركية الجديدة. إلى ذلك، كثف الجيش التركي خلال الأيام الثلاثة الفائتة استقدام حشوده إلى المناطق الحدودية شرقي الفرات، وخصوصاً في ولاية كلس، استعداداً لتنفيذ عملية عسكرية باتجاه تل أبيض وبقية المناطق مع نشر المركبات العسكرية على طول الحدود ووحدات «الكوماندوز» في مواقع محددة منها. في المقابل أصدر ما يسمى «المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية» بياناً دعا فيه إلى «النفير العام ضد السياسات الاستعمارية للدولة التركية»، واعتبر البيان، بحسب وكالة «هاوار» الكردية، أن «تركيا تستهدف من وراء هذه التهديدات اقتطاع أجزاء من سورية، ووحدة التراب السوري، وأيضاً إطالة حياة مرتزقة داعش، وضرب النسيج الاجتماعي في شمال سورية». ورغم إعاقة التوصل إلى أي تقدم في جلسات حوار سابقة بين دمشق و«مجلس سورية الديمقراطي – مسد» وتفضيل الاتكال على الداعم الأميركي، طالب البيان السابق من «الحكومة السورية بأن تتخذ موقفاً رسمياً ضد هذا التهديد»! ويتزامن حديث أنقرة عن عملية عسكرية شرقي نهر الفرات مع نشر «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن مراكز مراقبة في المناطق الحدودية شمال شرق سورية، بهدف معالجة المخاوف الأمنية التركية من سيطرة «قسد» على المناطق التي لا يزال قسمها الشرقي عند الحدود الإدارية مع العراق يشهد اقتتالاً بين الأخيرة وإرهابيي تنظيم «داعش». على صعيد مواز، استغلت مجموعات إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه، الظروف الجوية السيئة في المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها «اتفاق إدلب» في القطاع الواقع ما بين ريفي حماة وإدلب، وتسللت منها إلى النقاط العسكرية المتمركزة في محيط بلدة زلين بريف حماة الشمالي، للاعتداء عليها بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، في خرق جديد لـ«اتفاق إدلب». ورداً على هذه الخروقات، دك الجيش بمدفعيته الثقيلة مواقع انتشار «النصرة» في جنوب اللطامنة والزكاة والصخر بقطاع حماة، وفي جرجناز والتح والخوين والهبيط في قطاع إدلب من المنطقة «المنزوعة السلاح». ومن ثَمَّ فرضت الأحوال الجوية الهدوء الحذر على المنطقة المذكورة، حتى ساعة إعداد هذه المادة أمس.

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة