• فريق ماسة
• 2011-03-30
• 2898
• من الأرشيف

رسالة من صديق من درعا.....يوم الفتنة السوري الكبير

إخوتي الأحبة : ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات .. و راجعت نفسي مرارا و تكرارا علني اهتدي لما يغاير ما توصلت إليه .. و لكني في كل مراجعة كنت أصل إلى نفس النتيجة .. منذ أسابيع و إلى اليوم توجه دعوات عبر النت و بكثافة و همة عالية للتظاهر يوم الجمعة المقبل ( 25/03/2011 ) بل و ترسل رسائل نصية عبر الموبايلات من خارج سورية تحرض على الخروج للتظاهر في ذلك اليوم .. و إن كنت لا أعترض على أي مطالب من أي نوع كانت .. سياسية أم إقتصادية أم إجتماعية .. بل أؤيد معظمها و خاصة في ما يتعلق بموضوع الإصلاح و محاربة الفساد ..  و ألمني جدا جدا كما آلم كل السوريين سقوط قتلى في درعا .. و لكن ما تبين من تفاصيل بعد الحوادث الأخيرة .. و خصوصا قضية وجود سلاح في يد البعض و وجود ملثمين يجوبون الشوارع على الموتورات ( و هذا ليس كلام التلفزيون السوري بل كلام أصدقاء لي من بيت المقداد من درعا )  .. جعلني أتوقف برهة للتأمل و التفكير .. فعندما سهرت الليالي أمام التلفزيون أثناء ثورة تونس و مصر .. كنت فرحا جدا أن المتظاهرين قاموا بالثورة بكد أيديهم .. و كنت فرحا أكثر أن المتظاهرين لم يطلقوا طلقة واحدة على الأمن أو الجيش ..  و بكيت فرحا عندما شاع خبر خروج طاغية مصر من الحكم .. و لكن الوضع في سوريا يختلف كثيرا جدا جدا جدا .. في سوريا توجه الدعوات ( من الخارج ) بكثافة منذ أكثر من شهرين للتظاهر .. و لم يخرج الناس إلى الشارع و لم يلبوا طلبات الخروج للمظاهرات .. إلا بأعداد قليلة و بسيطة ( مع إحترامي الكبير لمن خرج و تأييدي لبعض مطالبه ) في سوريا خرجت أكثر من مسيرة في أكثر من مدينة و كلها كانت سلمية و جميلة  و التقى المتظاهرون مع المسؤولين .. و قدموا مطالبهم لهم ..  ( و إن شاب مظاهرة بانياس بعض الشد العصبي الذي مالبث أن تحول في اليوم الثاني إلى ندم و معاتبة و عناق بين من تظاهر و بين من تضرر ) في سوريا تخرج كل يوم و منذ اسبوعين مسيرات سيارة تعبر الشوارع بكثافة ( البارحة ليلا كان عدد السيارات في وسط البلد  يتجاوز الألف سيارة تحمل علم سورية فقط ) في سورية الرئيس بشار يحظى بشعبية كاسحة ( و هذا ليس نفاقا و ليس عمالة للنظام كما يريد البعض القول بل محبة خالصة لشخص الرئيس بشار  .. ) في سورية موزاييك فريد يتألف من طوائف و أعراق كثيرة .. و لا يوجد أغليبة ساحقة  بل أقليات كبرى ( و ليس كما هو الحال في مصر أو تونس حيث تشكل طائفة واحدة 85 % من مكونات الشعب هناك ) في سورية يمكن ( إذا استطاع )  لمن يدعو للتظاهر حشد مئة ألف شخص .. فسيستطيع الطرف الأخر حشد مليون شخص ببساطة ..  في سورية الناس كلها تعيش بمحبة و وئام  و لم تشهد سوريا عبر تاريخها الحديث أي مواجهات طائفية مفتوحة كما هو الحال في مصر .. في سورية و في البناء الواحد لا بل في العائلة الوحدة  نجد أفرادا من كل الطوائف و المذاهب و حتى من جنسيات مختلفة .. و كلهم يعيشون متضامنين متكاتفين متحابين .. في سورية  تضخم أحداث درعا بطريقة غير مفهومة إلا من جانب واحد .. و هو التحريض و فقط التحريض .. فمن يكون المستفيد من كتابة مئات الملاحظات على الفيسبوك عن أن اعداد القتلى في درعا وصل إلى المئات ؟؟؟؟؟ مع أن العدد لم يتجاوز الـ 15 شخصا من الطرفين .. ( رحمهم الله  وجعلهم من الشهداء ) و من يكون المستفيد في القول على الفيسبوك أن النظام هو نظام علوي كافر و عميل لإسرائيل يجب ( اقتلاعه ) من جذوره ؟؟؟؟ و من يكون المستفيد من حرق المستشفى الوطني في درعا ؟؟؟؟ و من يكون المستفيد من حرق القصر العدلي و فرع مكافحة المخدرات في درعا ؟؟؟؟ كل هذا يحدث و كل هذا يسمى تحريضا صريحا .. ليس على التظاهر .. بل على الفتنة البغيضة .. ++++++++++++++ منذ فترة كنا جميعا نؤيد ثوار ليبيا .. و فجأة وجدنا أنفسنا و بظرف 24 ساعة أمام حصار جوي و قصف وحشي لليبيا قد يكون فاتحة لغزو عسكري كبير لها .. !!!!! لقد تساقط على ليبيا في ساعة واحدة 110 صواريخ توماهوك تحوي كل منها 1500 كغ متفجرات تعادل قدرتها التفجيرية 4 اضعاف العبوة التي فجرت حي الأزبكية عام 83 .. الكل شاهد كيف تتالت الأحداث في ليبيا و كيف كنا في قضية ثورة شعبية .. و تتالت لتصبح تمرد مدعوم من الخارج ، و يؤمن له حظر طيران و قصف وحشي .. و قد نصبح في قضية إحتلال .. هل هذا ما يريده لنا في نهاية الأمر من يحرض على الفتنة بين أبناء الشعب السوري الواحد ؟؟؟؟ هل يريد لنا المحرضون على الفتنة أن نصبح ليبيا أخرى .. لا بل عراقا أخر ؟؟؟؟؟ ++++++++++++++++ أمر أخر أود لفت  النظر إليه و بشدة .. و هو عندما كانت ثورة مصر مشتعلة .. كنا نقرأ أسماء من كان يوجه و يدعو و يحرض على التظاهر .. و كانوا كلهم معروفون .. أما في حالنا هذه .. فلم أقرأ حتى اليوم اي اسم صريح لمن يدعو للتظاهر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أقسم بربي أن هذا هو يومي رقم 55 و أنا أتابع التحريض للتظاهر و دعواته و لم أقرأ اسما واحد صريحا لا في الفيسبوك و لا في التويتر و لا الايميلات .. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أليس هذا عجيبا غريبا و يثير الريبة و الشك في آن معا في أن من يحرض قد يكون غير سوري ؟؟؟!!!!!!!!!!!! أليس هذا تساؤلا مشروعا ؟؟ من أين لي أنا الإنسان البسيط أن أخمن أو أحذر من يدعوني للتظاهر و الثورة !!!!!!!!!!!!!!!!!!! هل يجب عليّ أن أصدق كل من يهوّل الأمور و يضخمها و يحرض على بلدي ؟؟ سأنقل لكم تصريح أحد ( الغاضبين ) المحرضين على سورية بالحرف الواحد من موقع الفيسبوك : Abo Shehab:  احبائي السوريين يلي بيحكو انكليزي منيح ابعتوا ايميلات الى مجلس الامن و الجامعة العربية و بان كيمون و الرئاسة الفرنسية و الامريكية اشرحوا جرائم النظام السوري و اطلبوا اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا . شوفو التاني شو كاتب : Ahmad Aliraqi Syrian New ادا مافي ثورة----الحل هو اغتيالات مسلحة لكل من يعمل مع اجهزة الامن---تنظيمات صغيرة تتالف من 3-5 اشخاص تستهدف ضباط و عناصر المخابرات و الامن السياسي و الجيش هذا تحريض مباشر على إحتلال سورية و على قتل السوريين ...!!!!!!!! و هذه غيض من فيض كبيييييييييييييير  يكتب الأن و في لحظة كتابة هذه الرسالة على الفيس بوك و على النت .. أي حقد هذا ؟؟ و أي معارضة هذه ؟؟ و أي ( شباب ) سيقودون سوريا في حال نجاحهم .. ؟؟؟ ++++++++++++++++++++++ إنطلاقا مما سبق .. و أنا العبد الفقير لله .. و أنا مسؤول عما أكتب .. و أعلم تماما أن الرسالة قد تصل ليد من لا يريد لها أن تكتب و قد يستهدفني يوما ما  .. أدعوا الجميع للتكاتف و الوقوف متضامنين في وجه مثيري الفتنة و المحرضين على التخريب .. الأمر لم يعد مزحة .. الأمر تجاوز حدود العقل و المنطق .. تجاوز حدود المطالب المشروعة و المحقة .. هناك من يفبرك حتى الفيديو ليستثير الهمم .. البارحة فقط نشرت العربية فيديو عن مظاهرة درعا تبين فيما بعد انه مفبرك تماما و هو عن مظاهرة جرت في بلد أخر .. الأمر تجاوز حدود المطالب السلمية المحقة .. هناك حقد اسود على سوريا و على شعب سوريا .. هناك من يستغل الظرف الدولي ليفرغ شحنات حقد و جحده و كرهه لسوريا و لشعب سوريا .. هناك من يريد تخريب سوريا .. هناك من يريد تخريب سوريا .. هناك من يريد إرجاعنا للقرون الوسطى .. هناك من يريد تدمير حبنا و ولاءنا لوطننا و لشعبنا .. أدعوكم ألا تعطوه الفرصة .. أرجوكم  ألا تعطوه الفرصة .. دافعوا عن بلدكم في كل مكان .. لا تتركوا الفرصة له .. ضيقوا المساحات على من يريد بث الفتنة .. أشعروه بوجودكم .. و بصوتكم و برأيكم .. لا تتهاونوا .. فالوقت مناسب لإيضاح المواقف .. لإثبات الوجود .. و لإيصال الصوت .. أرجوكم ألا تتهاونوا .. قوموا بدوركم ..

المصدر : الماسة السورية