تستعدُ الإماراتُ العربيّةُ المتحدةُ لإعادة فتح سفارتها في دمشق؛ ذلك بعد ست سنوات من إغلاقها، وفقاً لما تناقلته وسائل إعلام إقليميّة في الشرق الأوسط، ما سيؤدي إلى تحوّل إقليمي جديد. إذ إنَّ هناك تقاريرَ تتحدّث عن قيام دول مجلس التعاون الخليجي جِدِّيّاً بدراسة إعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الرئيس الأسد، بعد أن كانت قد أغلقت سفاراتها في سورية منذ عام 2012.

إنَّ لهذا الأمر أهمية كبيرة؛ كونه يأتي بعد قيام حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الحرب، منذ سبع سنوات، كسياسة رسمية بهدف تغيير "النظام" السوري، وفي مُقَدَّمة تلك الدول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. كما أن استعادة العلاقات تعني أنَّ دولاً كالإمارات العربية المتحدة قد تكون مصادر رئيسة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة منع كلّ المساعدات التي يمكن أن تفيد الحكومة السوريّة.

 

هذا، ووفقاً لموقع " Al Masdar News"، فإنَّ أبو ظبي «قد أمرت بتنفيذ أعمال الصيانة الكاملة لسفارتها في سورية لتكون جاهزة للافتتاح في مدّة أقصاها الأسبوعين المقبلين».

يشير هذا التحول السريع إلى أن دولة الإمارات مستعدة للاعتراف بأن [الرئيس] الأسد هو القائد الشرعي لسورية بعد أن خرج منتصراً، في وقت تأخذ فيه الحرب الدولية بالوكالة بالانحسار، ويُرجّح أن تحذو دول الخليج الأخرى حذوها.

وقد أشار المحلل البارز في الشأن السوريّ جوشوا لانديس هذا الأسبوع إلى وجود عملية ضخمة قيد التنفيذ لإعادة الاصطفاف، إذ تُسارع القوى الإقليمية لاستعادة العلاقات مع دمشق:

وفي الوقت الذي يعمل فيه كلٌّ من البحرين والكويت ومصر والأردن على إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، فإن مسألة القتال ضد "السُّنة" لا تستقيم، لأن القتال يبدو لهذه الدول الآن هو ضد المتطرفين كأعداء مشتركين. ولم تعد [العداوات] على أساس "السّنّة" ضد "الشيعة" –بل أصبحت على أساس المعتدل ضد الراديكالي، أو الحكومات ضد المتمردين.

ويرتبط الأساس الجوهري لذلك أيضاً بالخصومات الإقليمية والتداعيات المستمرة للشقاق الداخلي في دول مجلس التعاون الخليجيّ التي وضعت السعودية والإمارات في مواجهة قطر.

وقد كان خبير يُدعى إحساني من بين أول من نشر الخبر في مدونة Syria Comment   نقلاً عن مصادر حكومية رفيعة المستوى في سورية على حدِ زعمه.

إنَّ سورية والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على أعتاب تشكيل تحالف إقليمي جديد؛ ذلك بهدف هزيمة إيديولوجيا وتوسع تنظيم الإخوان المسلمين المدعومين من قبل قطر وتركيا.

وتأتي هذا النّقلة الهامة على خلفية الاجتماعات المكثفة والشاملة التي انعقدت مؤخراً في أبو ظبي بهدف تحقيق الاستقرار في سورية، وضمان عودة الدولة العلمانية التي كانت قائمة قبل 2011.

وسيشكل هذا التحول الجديد، بلا أدنى شك، تحدياً لدمشق عندما يتعلق الأمر بعلاقاتها مع حليفها الإيراني. وسيمثل فرصة مثالية لها لإثبات استقلاليتها عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.

تعتقد الإمارات أن وجود سورية قوية وأكثر استقراراً هو أفضل طريقة للحدّ من التوسع الإيراني في المنطقة. حيث كان نفوذ إيران ينمو في الوقت الذي بدأت فيه الدولة السورية تضعف منذ عام 2011 وفق.

في غضون ذلك، تبذل إدارة ترامب جهودها المكثفة للضغط على السعوديين لإنهاء النزاع في اليمن. وقال كلّ من ماتيس وبومبيو مؤخراً: «لقد حان الوقت لوقف أكثر من ثلاث سنوات من الصراع».

كما أنّه، وبمجرد أن تنحسر الحرب على اليمن وتتوقف بعد هذا الضغط الأمريكي، سينعكس ذلك إيجابياً على المنطقة، ويدفع التقارب الإماراتي/السعودي/السوري قُدماً، فتصيرُ الاستفادة ممكنة من الأموال التي تُهدَر في هذه الحرب الآن لتحقيق الاستقرار في سورية.

  • فريق ماسة
  • 2018-11-12
  • 12015
  • من الأرشيف

في نقلةٍ كبيرةٍ، الإمارات العربية المتحدة على وشكِ إعادةِ فتح سفارتها في دمشق وسط احتمال تقارب خليجيٍّ مع الرئيس الأسد

تستعدُ الإماراتُ العربيّةُ المتحدةُ لإعادة فتح سفارتها في دمشق؛ ذلك بعد ست سنوات من إغلاقها، وفقاً لما تناقلته وسائل إعلام إقليميّة في الشرق الأوسط، ما سيؤدي إلى تحوّل إقليمي جديد. إذ إنَّ هناك تقاريرَ تتحدّث عن قيام دول مجلس التعاون الخليجي جِدِّيّاً بدراسة إعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الرئيس الأسد، بعد أن كانت قد أغلقت سفاراتها في سورية منذ عام 2012. إنَّ لهذا الأمر أهمية كبيرة؛ كونه يأتي بعد قيام حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الحرب، منذ سبع سنوات، كسياسة رسمية بهدف تغيير "النظام" السوري، وفي مُقَدَّمة تلك الدول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. كما أن استعادة العلاقات تعني أنَّ دولاً كالإمارات العربية المتحدة قد تكون مصادر رئيسة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة منع كلّ المساعدات التي يمكن أن تفيد الحكومة السوريّة.   هذا، ووفقاً لموقع " Al Masdar News"، فإنَّ أبو ظبي «قد أمرت بتنفيذ أعمال الصيانة الكاملة لسفارتها في سورية لتكون جاهزة للافتتاح في مدّة أقصاها الأسبوعين المقبلين». يشير هذا التحول السريع إلى أن دولة الإمارات مستعدة للاعتراف بأن [الرئيس] الأسد هو القائد الشرعي لسورية بعد أن خرج منتصراً، في وقت تأخذ فيه الحرب الدولية بالوكالة بالانحسار، ويُرجّح أن تحذو دول الخليج الأخرى حذوها. وقد أشار المحلل البارز في الشأن السوريّ جوشوا لانديس هذا الأسبوع إلى وجود عملية ضخمة قيد التنفيذ لإعادة الاصطفاف، إذ تُسارع القوى الإقليمية لاستعادة العلاقات مع دمشق: وفي الوقت الذي يعمل فيه كلٌّ من البحرين والكويت ومصر والأردن على إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، فإن مسألة القتال ضد "السُّنة" لا تستقيم، لأن القتال يبدو لهذه الدول الآن هو ضد المتطرفين كأعداء مشتركين. ولم تعد [العداوات] على أساس "السّنّة" ضد "الشيعة" –بل أصبحت على أساس المعتدل ضد الراديكالي، أو الحكومات ضد المتمردين. ويرتبط الأساس الجوهري لذلك أيضاً بالخصومات الإقليمية والتداعيات المستمرة للشقاق الداخلي في دول مجلس التعاون الخليجيّ التي وضعت السعودية والإمارات في مواجهة قطر. وقد كان خبير يُدعى إحساني من بين أول من نشر الخبر في مدونة Syria Comment   نقلاً عن مصادر حكومية رفيعة المستوى في سورية على حدِ زعمه. إنَّ سورية والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على أعتاب تشكيل تحالف إقليمي جديد؛ ذلك بهدف هزيمة إيديولوجيا وتوسع تنظيم الإخوان المسلمين المدعومين من قبل قطر وتركيا. وتأتي هذا النّقلة الهامة على خلفية الاجتماعات المكثفة والشاملة التي انعقدت مؤخراً في أبو ظبي بهدف تحقيق الاستقرار في سورية، وضمان عودة الدولة العلمانية التي كانت قائمة قبل 2011. وسيشكل هذا التحول الجديد، بلا أدنى شك، تحدياً لدمشق عندما يتعلق الأمر بعلاقاتها مع حليفها الإيراني. وسيمثل فرصة مثالية لها لإثبات استقلاليتها عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية. تعتقد الإمارات أن وجود سورية قوية وأكثر استقراراً هو أفضل طريقة للحدّ من التوسع الإيراني في المنطقة. حيث كان نفوذ إيران ينمو في الوقت الذي بدأت فيه الدولة السورية تضعف منذ عام 2011 وفق. في غضون ذلك، تبذل إدارة ترامب جهودها المكثفة للضغط على السعوديين لإنهاء النزاع في اليمن. وقال كلّ من ماتيس وبومبيو مؤخراً: «لقد حان الوقت لوقف أكثر من ثلاث سنوات من الصراع». كما أنّه، وبمجرد أن تنحسر الحرب على اليمن وتتوقف بعد هذا الضغط الأمريكي، سينعكس ذلك إيجابياً على المنطقة، ويدفع التقارب الإماراتي/السعودي/السوري قُدماً، فتصيرُ الاستفادة ممكنة من الأموال التي تُهدَر في هذه الحرب الآن لتحقيق الاستقرار في سورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة