شار تقرير نشرته “فورن بولسي” إلى أن الظروف الحالية من الممكن أن تفتح الباب أمام عودة جديدة لـ “تنظيم داعش” في العراق وسوريا على خلفية التوتر الحاصل بين الجيش التركي من جهة والمليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى.

وأشار التقرير نقلاً عن تقييم أصدره المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن بقاء الوضع الحالي بدون إدخال تحسينات تشمل الأمن والاستقرار في العراق وسوريا يزيد من احتمال صعود التنظيم مرة أخرى على الرغم من خسارته معظم الأراضي الخاضعة لسيطرته والتي استولى عليها في كلا البلدين في 2014.

ويأتي هذه التقييم على خلفية تجدد أعمال العنف في شمال سوريا بين تركيا وميليشيا “وحدات حماية الشعب” والتي تشكل العمود الفقري لـ “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة. وفي محاولة لتهدئة المخاوف التركية، أقدمت الولايات المتحدة على تسيير دوريات مشتركة في منبج إلا أن تركيا أعلنت عن هجوم جديد ضد المليشيا الكردية شرق الفرات.

المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم (شون رايان) قال إن الهجمات أجبرت “قوات سوريا الديمقراطية” يوم الأربعاء على تعليق حملتها ضد “الدولة الإسلامية” قرب الحدود العراقية بشكل مؤقت.

وكان كلاً من وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس) ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال (جوزيف دانفورد) قد تحدثا على الهاتف مع نظرائهم الأتراك في 2 تشرين الثاني لبحث الأوضاع في سوريا ولمناقشة تسيير الدوريات المشتركة الأولى بين الجانبين.

وقالت (دانا وايت) المتحدثة باسم البنتاغون “اتفق القادة البارحة على تسيير أولى الدوريات المشتركة في شمال غرب منبج” وأضافت معلقة على المكالمة التي أجريت بين (ماتيس) ونظيره التركي (خلوصي عكار) إن “هذه خطوة هامة باتجاه تخفيف حدة التوتر على طول الحدود والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”.

عقود من المواجهة

وبحسب تقييم المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية، من الممكن أن يساهم عدم الاستقرار الأخير في ظهور “داعش” من جديد على الرغم من فقدانه كل الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق بسبب قدرة التنظيم على العمل تحت الأرض وإحداث حالة تمرد في البلاد.

ومع خسارة التنظيم 99% من الأراضي التي كانت تحت سيطرته إلا أن التقييم الأمريكي، والذي يغطي الفترة الممتدة من الأول من تموز إلى الثلاثين من أيلول، أشار إلى أن التنظيم ما يزال يستطيع العمل كـ “قوة مختلطة” بسبب قدرة مقاتليه في العراق وسوريا على العمل بسهولة تحت الأرض وتنظيم حالات تمرد سرية.

كما أثار التقييم تساؤلات حول حاجة الولايات المتحدة لإبقاء قواتها في العراق لفترة طويلة لأن القوات العراقية ربما تحتاج إلى “سنوات إن لم يكون عقوداً من الزمن” لتستطيع مواجهة التنظيم بمفردها بدون الحاجة لتقديم دعم من التحالف.

مع ذلك، قال العديد من المسؤولين الأمريكيين للمفتش العام، إن القوات الأمريكية من الممكن أن تبقى في البلاد طالما بقيت القوات الإيرانية والقوات الوكيلة التابعة لها في المنطقة مما يعكس السياسة الجديدة التي اقترح (جون بولتون) مستشار الأمن القومي الأمريكي تطبيقها في المنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2018-11-07
  • 6319
  • من الأرشيف

لهذه الأسباب قد يعود داعش للسيطرة على مناطق في سورية

  شار تقرير نشرته “فورن بولسي” إلى أن الظروف الحالية من الممكن أن تفتح الباب أمام عودة جديدة لـ “تنظيم داعش” في العراق وسوريا على خلفية التوتر الحاصل بين الجيش التركي من جهة والمليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى. وأشار التقرير نقلاً عن تقييم أصدره المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن بقاء الوضع الحالي بدون إدخال تحسينات تشمل الأمن والاستقرار في العراق وسوريا يزيد من احتمال صعود التنظيم مرة أخرى على الرغم من خسارته معظم الأراضي الخاضعة لسيطرته والتي استولى عليها في كلا البلدين في 2014. ويأتي هذه التقييم على خلفية تجدد أعمال العنف في شمال سوريا بين تركيا وميليشيا “وحدات حماية الشعب” والتي تشكل العمود الفقري لـ “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة. وفي محاولة لتهدئة المخاوف التركية، أقدمت الولايات المتحدة على تسيير دوريات مشتركة في منبج إلا أن تركيا أعلنت عن هجوم جديد ضد المليشيا الكردية شرق الفرات. المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم (شون رايان) قال إن الهجمات أجبرت “قوات سوريا الديمقراطية” يوم الأربعاء على تعليق حملتها ضد “الدولة الإسلامية” قرب الحدود العراقية بشكل مؤقت. وكان كلاً من وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس) ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال (جوزيف دانفورد) قد تحدثا على الهاتف مع نظرائهم الأتراك في 2 تشرين الثاني لبحث الأوضاع في سوريا ولمناقشة تسيير الدوريات المشتركة الأولى بين الجانبين. وقالت (دانا وايت) المتحدثة باسم البنتاغون “اتفق القادة البارحة على تسيير أولى الدوريات المشتركة في شمال غرب منبج” وأضافت معلقة على المكالمة التي أجريت بين (ماتيس) ونظيره التركي (خلوصي عكار) إن “هذه خطوة هامة باتجاه تخفيف حدة التوتر على طول الحدود والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”. عقود من المواجهة وبحسب تقييم المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية، من الممكن أن يساهم عدم الاستقرار الأخير في ظهور “داعش” من جديد على الرغم من فقدانه كل الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق بسبب قدرة التنظيم على العمل تحت الأرض وإحداث حالة تمرد في البلاد. ومع خسارة التنظيم 99% من الأراضي التي كانت تحت سيطرته إلا أن التقييم الأمريكي، والذي يغطي الفترة الممتدة من الأول من تموز إلى الثلاثين من أيلول، أشار إلى أن التنظيم ما يزال يستطيع العمل كـ “قوة مختلطة” بسبب قدرة مقاتليه في العراق وسوريا على العمل بسهولة تحت الأرض وتنظيم حالات تمرد سرية. كما أثار التقييم تساؤلات حول حاجة الولايات المتحدة لإبقاء قواتها في العراق لفترة طويلة لأن القوات العراقية ربما تحتاج إلى “سنوات إن لم يكون عقوداً من الزمن” لتستطيع مواجهة التنظيم بمفردها بدون الحاجة لتقديم دعم من التحالف. مع ذلك، قال العديد من المسؤولين الأمريكيين للمفتش العام، إن القوات الأمريكية من الممكن أن تبقى في البلاد طالما بقيت القوات الإيرانية والقوات الوكيلة التابعة لها في المنطقة مما يعكس السياسة الجديدة التي اقترح (جون بولتون) مستشار الأمن القومي الأمريكي تطبيقها في المنطقة.

المصدر : الماسة السورية/ فورين بوليسي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة