دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتفاعل تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول عدم مشاركة مصر في إعادة إعمار سورية في الشارع السوري وعلى وسائل التواصل، وهاجم نشطاء سوريون الرئيس المصري بسبب ما قالوا أنها إساءة لسورية وللشعب السوري.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في جلسة خلال فعاليات منتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ إن سورية تحتاج من 300 مليار إلى ترليون دولار لإعادة الإعمار.
السيسي تساءل خلال جلسة تحت عنوان “ما بعد الحروب والمنازعات” من أين سيأتي هذا المبلغ الضخم؟، قائلا “أية حكومة في سورية مهما كانت من الأغلبية أو الأقلية قادرة على مواجهة هذا التحدي؟”.
وتابع السيسي بالقول: “هل يوجد شخص يسلم مبلغ 300 مليار دولار لدولة ما”، مضيفا أن الدول تدخل في نزاعات بسبب 10 مليار دولار فقط.
وتابع السيسي مخاطبا السوريين: “مش أنت إلي كسرتها؟ مش أنت خربتها؟ أصلحلك أنا ليه؟.. لا أنا ما أصلحلكش، أنا أصلح بلدي، وأبني بلدي ولشبابي..”، مضيفا :”أنتم إلي بتعملوا في بلادكو كده، أنتم إلي بتخربوا بلادكم..”.
ودعا العضو في مجلس الشعب السوري طريف قوطرش وزارة الخارجية السورية إلى استدعاء القائم بالأعمال المصري في دمشق بعد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول إعادة إعمار سورية.
ودعا البرلماني في جلسة البرلمان لاستدعاء القائم بالأعمال المصري ليفسر كلام الرئيس السيسي، وأعرب عن أسفه لـ “صدور مثل هذه التصريحات من رئيس بلد يضربه الإرهاب كما يحدث في سورية”. ورد رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ على مداخلة قوطرش بالقول، إن “الشارع العربي أصبح كاشفا لمثل هذه الشخصيات المزيفة” في إشارة إلى الرئيس المصري.
وأعربت شخصيات سياسية وإعلامية في سورية عن استغرابها لهذه التصريحات ، مشيرين إلى مدى عمق وخصوصية العلاقة التاريخية بين مصر وسوريا ، وبين شعبي البلدين . وتساءلت هذه الشخصيات عن سبب إطلاق مثل هذه التصريحات في ضوء عدم طلب سورية من مصر أو من غيرها من الدول العربية المساهمة بقرش واحد لإعادة بناء البلاد ، وعلى العكس من ذلك فإن الرئيس بشار الأسد قد أشار إلى أن سورية ستعتمد على نفسها وعلى اصدقائها الذين وقفوا معها في الحرب ضد الإرهاب في إعادة إعمار سورية.
وفي حين غدت تصريحات الرئيس المصري قضية رأي عام في الشارع السوري المستاء، فإن الجهات الرسمية السورية الحكومية لم تعلق على كلام السيسي حتى الآن . لكن مصادر قالت لـ”رأي اليوم” أن ذلك سوف يحدث في الوقت المناسب.
وكانت مصر قد أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية في زمن حكم الرئيس محمد مرسي ، إلا أن العلاقات عادت بمستوى قائم بالأعمال بعد رحيل الإخوان المسلمين عن السلطة في مصر ، ولعبت القاهرة دورا في التفاوض مع بعض الجماعات المسلحة لإبرام تسويات وخروج هذه الجماعات من بعض المناطق .
المصدر :
رأي اليوم/ كمال خلف
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة