تزامناً مع زيادة حدة معارك  الحديدة، عادت قوى العدوان لشن حملة جوية عسكرية مكثفة على مناطق  بمحافظات تعز ومأرب  ،وسط الحديث الإعلامي المتكرر عن قرب السيطرة على  الحديدة ،بالتزامن مع زجّ قوى العدوان بمزيد من القوات الكبيرة والمجهّزة والمسلحة بشكل كامل بساحات المواجهة بالحديدة، في محاولة للسيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي «الهام» ويتزامن هذا الحديث لقوى العدوان، مع ضربات جوية كثيفة تشنّها هذه القوى على مواقع عدة في محيط وداخل العاصمة صنعاء  ، وهذه التطورات العسكرية بمجموعها، تؤكد أنّ مسار هذه الحرب العدوانية قد بدأ يتجه نحو تصعييد عسكري كبير وممنهج من قبل قوى العدوان على اليمن ، ومدعوم باجندة أمريكية خارجية  ، مرتبطة هي الاخرى باطار مجموعة مكاسب أمريكية  ترتبط  بصراع اقليمي – دولي "مركب الأهداف والعناوين ".

وهنا، من الواضح أنّ تداعيات  هذا التصعييد العسكري في اليمن،سيكون لها تأثيرات سلبية جداً على قوى العدوان، فهذه القوى ما زالت مصرّة على الغرق بشكل أعمق في المستنقع اليمني، فالنظام السعودي تحديداً والمنغمس اليوم في مجموعة أزمات افتعلها في الإقليم، بدءاً من المشاركة في الحرب الأقتصادية – الأمنية على إيران وليس نهاية بالحرب العدوانية على اليمن،والسعوديون بدورهم، يعلمون حقيقة هزيمتهم في ميادين عدة في الآونة الأخيرة، لكن هم في الوقت نفسه، لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة، وقد تكرّرت هزائمهم أخيراً في ميادين عدة، ليس أولها ولا آخرها الميدان السوري.

 واليوم، لا يمكن، بأيّ حال من الأحوال، إنكار حقيقة أنّ تصعيد قوى العدوان حربها على اليمن، ستكون له، بشكل عام، تداعيات خطيرة على مستقبل اليمن بمن فيه ،بما ينعكس على استقرار المنطقة الهش والمضطرب، بشكل عام، فالواضح أن قوى العدوان ستستمر في حربها العدوانية على اليمن، مرتكزه على الدعم الأمريكي اللا محدود لها ،ولكن ضمن شروط " يعلمها السعودي ومن معه جيداً "،مع الادراك الأمريكي الكامل ،أن هذه  الحرب العدوانية التدميرية على اليمن،لن يستطيع السعودي ومن معه حسمها عسكرياً  ،ولكن الأمريكي بنفس الوقت " يستثمر بنتائج هذه الحرب العدوانية " لادامة حالة الفوضى في المنطقة خدمة للمشروع الصهيو – أمريكي فيها ، وبذات الاطار ابتزاز السعودي ومن معه وتحصيل اكبر قدر من المال والصفقات الاقتصادية والسياسية منهم ".

على الصعيد الاقليمي - العربي، تدرك القوى الإقليمية  - العربية ،أنّ استمرار الحرب  العدوانية على اليمن ، سيكون بمثابة إشعال فتيل حروب وصراعات جديدة في المنطقة " قد يكون الكل بمرحلة ما جزء منها "، وستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة واستقرارها الهشّ والمضطرب، فاليوم مسار الحرب العدوانية على الدولة اليمنية، بات يحمل الكثير من المفاجآت الكبرى، حول طبيعة ومسار قوى العدوان  على اليمن ، لأنّ للمعركة أبعاداً مستقبلية ومرحلية ولا يمكن لأحد أن يتنبأ مرحلياً بنتائجها المستقبلية، فمسارها يخضع لتطورات الميدان المتوقعة والرد ورد الفعل المقابل من كل الاطراف .

ختاماً، وليس بعيداً عن مجمل تطورات الحرب العدوانية الظالمة على اليمن وارتباطها بمعادلات اقليمية – دولية " مركبة الاهداف والعناوين ، فهنا لايمكن أبداً أنكار حقيقة هامة هنا ، تخص الداخل اليمني ، فلقد كانت الأعوام الثلاث والنصف الماضية  من الحرب العدوانية على اليمن، كفيلة بتحويل اليمن إلى بلد منكوب، وهذا يطرح، بدوره، سؤالاً مشروعاً ويستحق أن يطرح في هذه المرحلة، والسؤال بمضمونه العام وفي سياقه الإنساني والأخلاقي هو: من سيهب اليمن الحياة من جديد؟ وهنا لا يمكن أبداً التقليل من نتائج وآثار هذه الحرب العدوانية على اليمن، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً ، والأهم من ذلك هو الملف المجتمعي، الذي هو في حاجة الآن إلى عمل مضنٍ لإعادة بناء وترميم البيت الداخلي المجتمعي اليمني، وخصوصاً بعد سلسلة التباينات والشروخ التي خلفتها  الحرب  العدوانية بين أبناء الوطن الواحد في اليمن.

 

  • فريق ماسة
  • 2018-10-08
  • 15744
  • من الأرشيف

قوى العدوان تصعد في اليمن ... لماذا الآن وماذا عن موقف القوى الدولية والأقليمية ؟

تزامناً مع زيادة حدة معارك  الحديدة، عادت قوى العدوان لشن حملة جوية عسكرية مكثفة على مناطق  بمحافظات تعز ومأرب  ،وسط الحديث الإعلامي المتكرر عن قرب السيطرة على  الحديدة ،بالتزامن مع زجّ قوى العدوان بمزيد من القوات الكبيرة والمجهّزة والمسلحة بشكل كامل بساحات المواجهة بالحديدة، في محاولة للسيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي «الهام» ويتزامن هذا الحديث لقوى العدوان، مع ضربات جوية كثيفة تشنّها هذه القوى على مواقع عدة في محيط وداخل العاصمة صنعاء  ، وهذه التطورات العسكرية بمجموعها، تؤكد أنّ مسار هذه الحرب العدوانية قد بدأ يتجه نحو تصعييد عسكري كبير وممنهج من قبل قوى العدوان على اليمن ، ومدعوم باجندة أمريكية خارجية  ، مرتبطة هي الاخرى باطار مجموعة مكاسب أمريكية  ترتبط  بصراع اقليمي – دولي "مركب الأهداف والعناوين ". وهنا، من الواضح أنّ تداعيات  هذا التصعييد العسكري في اليمن،سيكون لها تأثيرات سلبية جداً على قوى العدوان، فهذه القوى ما زالت مصرّة على الغرق بشكل أعمق في المستنقع اليمني، فالنظام السعودي تحديداً والمنغمس اليوم في مجموعة أزمات افتعلها في الإقليم، بدءاً من المشاركة في الحرب الأقتصادية – الأمنية على إيران وليس نهاية بالحرب العدوانية على اليمن،والسعوديون بدورهم، يعلمون حقيقة هزيمتهم في ميادين عدة في الآونة الأخيرة، لكن هم في الوقت نفسه، لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة، وقد تكرّرت هزائمهم أخيراً في ميادين عدة، ليس أولها ولا آخرها الميدان السوري.  واليوم، لا يمكن، بأيّ حال من الأحوال، إنكار حقيقة أنّ تصعيد قوى العدوان حربها على اليمن، ستكون له، بشكل عام، تداعيات خطيرة على مستقبل اليمن بمن فيه ،بما ينعكس على استقرار المنطقة الهش والمضطرب، بشكل عام، فالواضح أن قوى العدوان ستستمر في حربها العدوانية على اليمن، مرتكزه على الدعم الأمريكي اللا محدود لها ،ولكن ضمن شروط " يعلمها السعودي ومن معه جيداً "،مع الادراك الأمريكي الكامل ،أن هذه  الحرب العدوانية التدميرية على اليمن،لن يستطيع السعودي ومن معه حسمها عسكرياً  ،ولكن الأمريكي بنفس الوقت " يستثمر بنتائج هذه الحرب العدوانية " لادامة حالة الفوضى في المنطقة خدمة للمشروع الصهيو – أمريكي فيها ، وبذات الاطار ابتزاز السعودي ومن معه وتحصيل اكبر قدر من المال والصفقات الاقتصادية والسياسية منهم ". على الصعيد الاقليمي - العربي، تدرك القوى الإقليمية  - العربية ،أنّ استمرار الحرب  العدوانية على اليمن ، سيكون بمثابة إشعال فتيل حروب وصراعات جديدة في المنطقة " قد يكون الكل بمرحلة ما جزء منها "، وستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة واستقرارها الهشّ والمضطرب، فاليوم مسار الحرب العدوانية على الدولة اليمنية، بات يحمل الكثير من المفاجآت الكبرى، حول طبيعة ومسار قوى العدوان  على اليمن ، لأنّ للمعركة أبعاداً مستقبلية ومرحلية ولا يمكن لأحد أن يتنبأ مرحلياً بنتائجها المستقبلية، فمسارها يخضع لتطورات الميدان المتوقعة والرد ورد الفعل المقابل من كل الاطراف . ختاماً، وليس بعيداً عن مجمل تطورات الحرب العدوانية الظالمة على اليمن وارتباطها بمعادلات اقليمية – دولية " مركبة الاهداف والعناوين ، فهنا لايمكن أبداً أنكار حقيقة هامة هنا ، تخص الداخل اليمني ، فلقد كانت الأعوام الثلاث والنصف الماضية  من الحرب العدوانية على اليمن، كفيلة بتحويل اليمن إلى بلد منكوب، وهذا يطرح، بدوره، سؤالاً مشروعاً ويستحق أن يطرح في هذه المرحلة، والسؤال بمضمونه العام وفي سياقه الإنساني والأخلاقي هو: من سيهب اليمن الحياة من جديد؟ وهنا لا يمكن أبداً التقليل من نتائج وآثار هذه الحرب العدوانية على اليمن، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً ، والأهم من ذلك هو الملف المجتمعي، الذي هو في حاجة الآن إلى عمل مضنٍ لإعادة بناء وترميم البيت الداخلي المجتمعي اليمني، وخصوصاً بعد سلسلة التباينات والشروخ التي خلفتها  الحرب  العدوانية بين أبناء الوطن الواحد في اليمن.  

المصدر : الماسة السورية / هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة