قال ستيف بانون كبير مستشاري البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يواجه "انقلاباً"، مشيراً إلى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وردت فيه تفاصيل معارضة للرئيس داخل الإدارة الأمريكية.

وقال بانون في تصريحات لوكالة "رويترز" خلال زيارة سريعة لإيطاليا: "ما شهدتموه في ذلك اليوم كان في غاية الخطورة. هذا هجوم مباشر على المؤسسات".

وأضاف أن "هذا انقلاب"، مشيراً إلى أن المرة السابقة التي تعرض فيها رئيس أمريكي لمثل هذا التحدي، كانت في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، عندما اختلف الجنرال جورج بي. مكليلان مع الرئيس أبراهام لينكولن.

وتابع حديثه قائلاً: "هذه أزمة. البلاد لم تشهد مثل هذه الأزمة منذ صيف 1862، عندما رأى الجنرال مكليلان وكبار الجنرالات، وجميعهم ديمقراطيون في الجيش الاتحادي، أن أبراهام لينكولن غير مؤهَّل لأن يكون قائداً عاماً".

لا مؤامرة

وتحدث بانون عن وجود "عصبة من الشخصيات في المؤسسة الجمهورية تعتقد أن ترامب غير مؤهَّل لأن يكون رئيساً للولايات المتحدة. وهذه أزمة".

وأضاف: "لست رجل مؤامرات. قلت إنه ليس هناك دولة عميقة. إنها دولة ظاهرة"، محذراً التقدميين الليبراليين داخل الحزب الديمقراطي، مثل بيرني ساندرز، بألا يبتهجوا بما يجري في البيت الأبيض.

وتابع قائلاً: "لا تتصوروا أن الأمر سيختلف إذا توليتم السلطة؛ لأن هذا هو النظام القائم، يقول إنه أكثر دراية من الشعب".

وكانت الصحيفة الأمريكية قد قالت في مقال نشرته بعنوان "أنا جزء من المقاومة داخل البيت الأبيض"، إن المقال الذي نُشر الأربعاء الماضي، كتبه مسؤول بارز بالإدارة لم تذكر اسمه.

حيث انتقد كاتب المقال "انعدام البُعد الأخلاقي" عند ترمب، وقال: "العديد من كبار المسؤولين في إدارته ذاتها يعملون بدأب من الداخل على إحباط جوانب من برنامجه وأسوأ ميوله".

ويوم الجمعة الماضي، قال ترامب إن على وزارة العدل الأمريكية أن تتوصل لهوية مَن كتب المقال، وأضاف أنها مسألة أمن وطني.

وكان ترامب قد وصف المقال بـ"الخيانة"، ونعت كاتبه بـ"الجبان"، وسعى مسؤولون في إدارة الرئيس، على رأسهم نائبه مايك بنس إلى الموظفين الأقل درجة، لإنكار كونهم "شوكة المقاومة" في البيت الأبيض. فبعضهم أنكر مسؤوليته عن المقال، والبعض الآخر وصفه بأنَّه "مثير للضحك"، وكرَّر ترامب صرخته بوجود خيانة، أمام حشد في مونتانا.

يشار إلى أن ترامب عزل بانون في أغسطس 2017، بعد خلافه مع مستشاري الرئيس بشأن جهوده لحمل الحزب الجمهوري على قبول جدول أعماله الاقتصادي القومي. وقال بانون إنه استقال من منصبه، وأبلغ شبكة CBS التلفزيونية، في ذلك الوقت، أن "المؤسسة الجمهورية تتطلع إلى إبطال انتخابات 2016 وتحييد ترامب".

بانون صانع نجاحات ترامب

وتأتي أهمية تصريحات بانون عما يدور من تطورات سيئة للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، من كونه رجلاً لديه اطلاع على ما يدور في إدارة الرئيس. ووُصف بانون، الذي عُيّن مديراً لحملة ترامب، بأنه مهندس استراتيجية ترامب في سباقه نحو البيت الأبيض، وقد اختاره الرئيس لشغل منصب كبير المستشارين وكبير المخططين الاستراتيجيين.

كما يُنعت بانون بالرجل اللغز، وسبق أنْ شبَّهه صحفي في قناة "فوكس نيوز "، التي تميل إلى الحزب الجمهوري، بـ"غوبلز" وزير دعاية زعيم النازية بألمانيا أدولف هتلر، كما يقدَّم على أنه أخطر رجل في الساحة السياسية الأمريكية، ويُنسب إليه الإسهام بقسط وافر في تحقيق ترامب فوزاً كبيراً على منافِسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

 

ويمتلك موقع بريتبارت الإخباري، الذي يديره بانون، جمهوراً واسعاً يقدَّر بنحو 37 مليون زائر شهرياً، وكان بانون قد سخّر الموقع لنشر أفكار ترامب بين أفراد المجتمع الأمريكي، في مواجهته وسائل الإعلام التقليدية التي تفقد تدريجياً ثقة الجمهور، قبل أن تنهار العلاقة بينه وبين الرئيس.

وعُرف عن بانون أيضاً الذكاء والتكتم، وكان قليلاً ما يدلي بتصريحات خلال توليه منصبه في الإدارة الأمريكية.

 

  • فريق ماسة
  • 2018-10-07
  • 14089
  • من الأرشيف

مستشار سابق بالبيت الأبيض: ترامب يواجه إنقلاباً داخل البيت الأبيض

  قال ستيف بانون كبير مستشاري البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يواجه "انقلاباً"، مشيراً إلى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وردت فيه تفاصيل معارضة للرئيس داخل الإدارة الأمريكية. وقال بانون في تصريحات لوكالة "رويترز" خلال زيارة سريعة لإيطاليا: "ما شهدتموه في ذلك اليوم كان في غاية الخطورة. هذا هجوم مباشر على المؤسسات". وأضاف أن "هذا انقلاب"، مشيراً إلى أن المرة السابقة التي تعرض فيها رئيس أمريكي لمثل هذا التحدي، كانت في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، عندما اختلف الجنرال جورج بي. مكليلان مع الرئيس أبراهام لينكولن. وتابع حديثه قائلاً: "هذه أزمة. البلاد لم تشهد مثل هذه الأزمة منذ صيف 1862، عندما رأى الجنرال مكليلان وكبار الجنرالات، وجميعهم ديمقراطيون في الجيش الاتحادي، أن أبراهام لينكولن غير مؤهَّل لأن يكون قائداً عاماً". لا مؤامرة وتحدث بانون عن وجود "عصبة من الشخصيات في المؤسسة الجمهورية تعتقد أن ترامب غير مؤهَّل لأن يكون رئيساً للولايات المتحدة. وهذه أزمة". وأضاف: "لست رجل مؤامرات. قلت إنه ليس هناك دولة عميقة. إنها دولة ظاهرة"، محذراً التقدميين الليبراليين داخل الحزب الديمقراطي، مثل بيرني ساندرز، بألا يبتهجوا بما يجري في البيت الأبيض. وتابع قائلاً: "لا تتصوروا أن الأمر سيختلف إذا توليتم السلطة؛ لأن هذا هو النظام القائم، يقول إنه أكثر دراية من الشعب". وكانت الصحيفة الأمريكية قد قالت في مقال نشرته بعنوان "أنا جزء من المقاومة داخل البيت الأبيض"، إن المقال الذي نُشر الأربعاء الماضي، كتبه مسؤول بارز بالإدارة لم تذكر اسمه. حيث انتقد كاتب المقال "انعدام البُعد الأخلاقي" عند ترمب، وقال: "العديد من كبار المسؤولين في إدارته ذاتها يعملون بدأب من الداخل على إحباط جوانب من برنامجه وأسوأ ميوله". ويوم الجمعة الماضي، قال ترامب إن على وزارة العدل الأمريكية أن تتوصل لهوية مَن كتب المقال، وأضاف أنها مسألة أمن وطني. وكان ترامب قد وصف المقال بـ"الخيانة"، ونعت كاتبه بـ"الجبان"، وسعى مسؤولون في إدارة الرئيس، على رأسهم نائبه مايك بنس إلى الموظفين الأقل درجة، لإنكار كونهم "شوكة المقاومة" في البيت الأبيض. فبعضهم أنكر مسؤوليته عن المقال، والبعض الآخر وصفه بأنَّه "مثير للضحك"، وكرَّر ترامب صرخته بوجود خيانة، أمام حشد في مونتانا. يشار إلى أن ترامب عزل بانون في أغسطس 2017، بعد خلافه مع مستشاري الرئيس بشأن جهوده لحمل الحزب الجمهوري على قبول جدول أعماله الاقتصادي القومي. وقال بانون إنه استقال من منصبه، وأبلغ شبكة CBS التلفزيونية، في ذلك الوقت، أن "المؤسسة الجمهورية تتطلع إلى إبطال انتخابات 2016 وتحييد ترامب". بانون صانع نجاحات ترامب وتأتي أهمية تصريحات بانون عما يدور من تطورات سيئة للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، من كونه رجلاً لديه اطلاع على ما يدور في إدارة الرئيس. ووُصف بانون، الذي عُيّن مديراً لحملة ترامب، بأنه مهندس استراتيجية ترامب في سباقه نحو البيت الأبيض، وقد اختاره الرئيس لشغل منصب كبير المستشارين وكبير المخططين الاستراتيجيين. كما يُنعت بانون بالرجل اللغز، وسبق أنْ شبَّهه صحفي في قناة "فوكس نيوز "، التي تميل إلى الحزب الجمهوري، بـ"غوبلز" وزير دعاية زعيم النازية بألمانيا أدولف هتلر، كما يقدَّم على أنه أخطر رجل في الساحة السياسية الأمريكية، ويُنسب إليه الإسهام بقسط وافر في تحقيق ترامب فوزاً كبيراً على منافِسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.   ويمتلك موقع بريتبارت الإخباري، الذي يديره بانون، جمهوراً واسعاً يقدَّر بنحو 37 مليون زائر شهرياً، وكان بانون قد سخّر الموقع لنشر أفكار ترامب بين أفراد المجتمع الأمريكي، في مواجهته وسائل الإعلام التقليدية التي تفقد تدريجياً ثقة الجمهور، قبل أن تنهار العلاقة بينه وبين الرئيس. وعُرف عن بانون أيضاً الذكاء والتكتم، وكان قليلاً ما يدلي بتصريحات خلال توليه منصبه في الإدارة الأمريكية.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة