قال الخبير العسكري السوري العميد المتقاعد علي مقصود، إن القرار الروسي بتسليم دمشق صواريخ “إس 300” وما سيرافقه من إجراءات “رادعة لأي عدوان على سوريا” سيشكل خللا كبيرا في موازين القوى وسيشل الذراع الإسرائيلية والغربية الطويلة في الأجواء السورية.

وقال العميد مقصود لوكالة “سبوتنيك”: ان قرار روسيا تعزيز منظومات الدفاع الجوي السورية وتزويدها بمنظومة صواريخ إس 300 يعني إحداث خلل كبير في موازين القوى ستشل حركة سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية، وتجعل من هذه الذراع الإسرائيلية الطويلة ذراعا مبتورة، مضيفاً: “هناك أمر آخر لا يقل أهمية في هذا الصدد أي في مجال شل قدرة الطيران المعادي على اختراق الأجواء السورية أو توجيه ضربات ضد أي هدف داخل الأراضي السورية، وهو إعلان الجانب الروسي عن إغلاق المجال الجوي والبحري أمام كل الأنشطة الإسرائيلية والغربية، عبر الردع الالكتروني والتشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا.

وأوضح العميد مقصود أن هذه إجراءات هي خطوات كبيرة جدا، وتعني تغييرا في قواعد الاشتباك وقواعد اللعبة، وإعادة نظر روسية بالتفاهمات مع الجانب الإسرائيلي، دون التخلي عن الرد المناسب من قبل روسيا على إسقاط الطائرة إيل 20 التي أوقعتها الطائرات الإسرائيلية بفخ محكم كان الهدف منه دق إسفين بين الجانبين الروسي والسوري، فكل هذه الإجراءات هي خطوات، ولكن الرد الروسي لم يأت بعد، فهناك احتفاظ بالرد، ولا أحد يعرف كيف سترد روسيا، ولكن هناك تجربة سابقة، عندما أسقطت تركيا طائرة روسية، وقد كان الرد الروسي بالغ التأثير.

واعتبر العميد مقصود أن عوامل قوة حددت فيما مضى طبيعة الاعتداءات الإسرائيلية، ولكن منذ هذه اللحظة ستتغير قواعد اللعبة، ويعود الفضل في ذلك إلى مهنية وكفاءة المسؤولين الروس، وهذا ما بدا واضحا من خلال تعاملهم مع قضية إسقاط الطائرة الروسية، وما قدموه من أدق التفاصيل والحيثيات التي سبقت ورافقت وتلت عملية إسقاط الطائرة، وما نتج عن ذلك من قرارات حاسمة.

ولفت العميد مقصود إلى أن الجانب الروسي أعلن عن اتخاذ عدة إجراءات ستعزز أمن الجنود الروس في سوريا، والخطوة الأولى بدأت بتزويد سوريا بمنظومة صواريخ إس 300، وهناك مطالبات داخل “البرلمان الروسي” بتزويد سوريا بمنظومة إس 400 كذلك

وتابع العميد مقصود بالقول: الحرب على الإرهاب مستمرة، وسيحصل الجيش السوري اليوم على زخم أكبر، مع حماية الأجواء السورية خلال حربه على الإرهاب من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، لافتا إلى أن أحد جوانب عملية إسقاط الطائرة الروسية إيل 20 كان يهدف لتخريب الاتفاق الذي توصل اليه الرئيسان الروسي والتركي في سوتشي حول إدلب، والذي سينتج عنه انهاء الوجود الارهابي في ادلب من خلال التسويات والحلول السياسية أو من خلال القتال.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ نظيره السوري بشار الأسد، اليوم الإثنين، عن خطط تسليم سوريا منظومة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات، وذلك بعد أسبوع من سقوط الطائرة الروسية فوق مياه البحر المتوسط قبالة السواحل السورية.

وقالت الرئاسة السورية، في بيان لها، إن “الرئيس بوتين أبلغ الأسد، خلال اتصال هاتفي، بأن روسيا ستطور منظومات الدفاع الجوي السورية وتسلمها منظومة إس-300 الحديثة”، محملا إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال في وقت سابق، اليوم، إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، سيتم تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي “إس-300” خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم.

كما أعلن شويغو عن إطلاق الجيش الروسي التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا.

  • فريق ماسة
  • 2018-09-24
  • 12030
  • من الأرشيف

خبير: قواعد اللعبة تبدلت و”إس300″ يقلب الموازين في الشرق الأوسط

قال الخبير العسكري السوري العميد المتقاعد علي مقصود، إن القرار الروسي بتسليم دمشق صواريخ “إس 300” وما سيرافقه من إجراءات “رادعة لأي عدوان على سوريا” سيشكل خللا كبيرا في موازين القوى وسيشل الذراع الإسرائيلية والغربية الطويلة في الأجواء السورية. وقال العميد مقصود لوكالة “سبوتنيك”: ان قرار روسيا تعزيز منظومات الدفاع الجوي السورية وتزويدها بمنظومة صواريخ إس 300 يعني إحداث خلل كبير في موازين القوى ستشل حركة سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية، وتجعل من هذه الذراع الإسرائيلية الطويلة ذراعا مبتورة، مضيفاً: “هناك أمر آخر لا يقل أهمية في هذا الصدد أي في مجال شل قدرة الطيران المعادي على اختراق الأجواء السورية أو توجيه ضربات ضد أي هدف داخل الأراضي السورية، وهو إعلان الجانب الروسي عن إغلاق المجال الجوي والبحري أمام كل الأنشطة الإسرائيلية والغربية، عبر الردع الالكتروني والتشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا. وأوضح العميد مقصود أن هذه إجراءات هي خطوات كبيرة جدا، وتعني تغييرا في قواعد الاشتباك وقواعد اللعبة، وإعادة نظر روسية بالتفاهمات مع الجانب الإسرائيلي، دون التخلي عن الرد المناسب من قبل روسيا على إسقاط الطائرة إيل 20 التي أوقعتها الطائرات الإسرائيلية بفخ محكم كان الهدف منه دق إسفين بين الجانبين الروسي والسوري، فكل هذه الإجراءات هي خطوات، ولكن الرد الروسي لم يأت بعد، فهناك احتفاظ بالرد، ولا أحد يعرف كيف سترد روسيا، ولكن هناك تجربة سابقة، عندما أسقطت تركيا طائرة روسية، وقد كان الرد الروسي بالغ التأثير. واعتبر العميد مقصود أن عوامل قوة حددت فيما مضى طبيعة الاعتداءات الإسرائيلية، ولكن منذ هذه اللحظة ستتغير قواعد اللعبة، ويعود الفضل في ذلك إلى مهنية وكفاءة المسؤولين الروس، وهذا ما بدا واضحا من خلال تعاملهم مع قضية إسقاط الطائرة الروسية، وما قدموه من أدق التفاصيل والحيثيات التي سبقت ورافقت وتلت عملية إسقاط الطائرة، وما نتج عن ذلك من قرارات حاسمة. ولفت العميد مقصود إلى أن الجانب الروسي أعلن عن اتخاذ عدة إجراءات ستعزز أمن الجنود الروس في سوريا، والخطوة الأولى بدأت بتزويد سوريا بمنظومة صواريخ إس 300، وهناك مطالبات داخل “البرلمان الروسي” بتزويد سوريا بمنظومة إس 400 كذلك وتابع العميد مقصود بالقول: الحرب على الإرهاب مستمرة، وسيحصل الجيش السوري اليوم على زخم أكبر، مع حماية الأجواء السورية خلال حربه على الإرهاب من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، لافتا إلى أن أحد جوانب عملية إسقاط الطائرة الروسية إيل 20 كان يهدف لتخريب الاتفاق الذي توصل اليه الرئيسان الروسي والتركي في سوتشي حول إدلب، والذي سينتج عنه انهاء الوجود الارهابي في ادلب من خلال التسويات والحلول السياسية أو من خلال القتال. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ نظيره السوري بشار الأسد، اليوم الإثنين، عن خطط تسليم سوريا منظومة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات، وذلك بعد أسبوع من سقوط الطائرة الروسية فوق مياه البحر المتوسط قبالة السواحل السورية. وقالت الرئاسة السورية، في بيان لها، إن “الرئيس بوتين أبلغ الأسد، خلال اتصال هاتفي، بأن روسيا ستطور منظومات الدفاع الجوي السورية وتسلمها منظومة إس-300 الحديثة”، محملا إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة. وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال في وقت سابق، اليوم، إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، سيتم تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي “إس-300” خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم. كما أعلن شويغو عن إطلاق الجيش الروسي التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا.

المصدر : الماسة السورية/سبوتنيك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة