قال الباحث الأميركي جيل بارندولار إنه لا يوجد ما يبرر حاليا وقوع صدام بين القوات الأميركية والروسية على الأرض السورية، وأن الحقائق تفيد كلها بأن الرئيس السوري بشار الأسد ربح الحرب السورية رغم أنه “سفاح” وحليف لخصمي أميركا وهما روسيا وإيران، وأن على أميركا الانسحاب من سوريا.

ويضيف بارندولار – وهو مدير دراسات الشرق الأوسط في معهد غلوبل إنترست – أن أميركا التي لا تمتلك سوى أوراق قليلة بالملف السوري في مأزق حقيقي، مشيرا إلى أن تناقضات السياسة الأميركية بسوريا تبقى ساطعة.

ويضيف الباحث في مقال بموقع ناشيونال إنترست أنه في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في التقارب مع روسيا بكل ما جلبه عليه هذا التوجه من تداعيات سياسية داخلية فإنه هدد قبل أيام في تغريدة بتويتر “نظام” بشار الأسد ومواجهة القوات الروسية إذا وقع هجوم كبير على إدلب.

ويذكر كاتب المقال أن مبعوث أميركا للملف السوري جيمس جيفري سبق أن قال للصحفيين إن أميركا أعادت رسم أهدافها بسوريا التي أصبحت منحصرة في انسحاب “القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لطهران من سوريا” حسب تعبيره، وإقامة حكومة سورية مستقرة ومقبولة من جميع السوريين والمجتمع الدولي.

التعايش مع الأسد

ويشير الباحث الأميركي إلى أن حلفاء أميركا في المنطقة سواء “إسرائيل” أو أكراد سوريا يبدون قابلية للتعايش مع “نظام بشار الأسد”، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد بقاء “نظام الأسد” في السلطة، وقوات سوريا الديمقراطية – التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري – تجري مباحثات مع دمشق ولديها اتفاقات ميدانية مع قوات النظام السوري.

ويتساءل الباحث بارندولار عما يمكن أن تفعله أميركا في الملف السوري وهي وحيدة ولا تمتلك أوراق عديدة لإحداث التغيير، كما يتساءل عن القوة التي يمكنها أن تزيح “نظام الأسد” في وقت لا توجد فيه قوات موالية للغرب بمنطقة إدلب، معترفا بأن الأغلبية الساحقة من مقاتلي المعارضة في إدلب ينتمون إلى السلفية أو من أنصار تنظيم القاعدة.

ويرى الباحث أن وعود ترامب في العام 2016 بإنهاء التدخلات العسكرية لبلاده في الخارج حققت بعض النجاح مع كوريا الشمالية، ولكنها لم تنجح في منطقة الشرق الأوسط.

بالمقابل -يضيف بارندولار- “أصبحت إيران الهاجس الأكبر للإدارة الأميركية، وبالتالي فإن المزيد من التدخلات العسكرية والفوضى ستنتج عن هذا الهوس بطهران”، حسب تعبيره.

التدخل بإدلب

ويخلص بارندولار إلى أنه بعيدا عن تغريدات ترامب فإنه من غير المحتمل أن تتدخل واشنطن عسكريا لإيقاف هجوم على إدلب، مشيرا إلى أن للقوات التركية 12 نقطة مراقبة في المحافظة، وأن أنقرة تريد أن ينزح مئات آلاف السوريين إلى داخل أراضيها جراء هجوم “النظام” وموسكو على إدلب.

ويقول الباحث إنه رغم الاتفاق بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين بشأن إدلب فإن احتمال وقوع صدام بين قواتهما في سوريا يظل قائما، مضيفا أن من المحتمل جدا أن يشن “النظام السوري” وداعموه هجوما للسيطرة على المدينة، إذ إن كل المحافظات السورية التي شملها اتفاق خفض التصعيد في السابق تعرضت لهجوم واسع من قوات الأسد، والتي سيطر عليها رغم وعود موسكو بالحفاظ على وقف إطلاق النار.

ويقول بارندولار إن إعلان روسيا وتركيا التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب هو تأجيل لهجوم واسع النطاق لـ”النظام السوري” وحلفائه على آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة.

  • فريق ماسة
  • 2018-09-18
  • 10081
  • من الأرشيف

مفارقة سورية.. الأسد باق وعلى أميركا الرحيل!

قال الباحث الأميركي جيل بارندولار إنه لا يوجد ما يبرر حاليا وقوع صدام بين القوات الأميركية والروسية على الأرض السورية، وأن الحقائق تفيد كلها بأن الرئيس السوري بشار الأسد ربح الحرب السورية رغم أنه “سفاح” وحليف لخصمي أميركا وهما روسيا وإيران، وأن على أميركا الانسحاب من سوريا. ويضيف بارندولار – وهو مدير دراسات الشرق الأوسط في معهد غلوبل إنترست – أن أميركا التي لا تمتلك سوى أوراق قليلة بالملف السوري في مأزق حقيقي، مشيرا إلى أن تناقضات السياسة الأميركية بسوريا تبقى ساطعة. ويضيف الباحث في مقال بموقع ناشيونال إنترست أنه في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في التقارب مع روسيا بكل ما جلبه عليه هذا التوجه من تداعيات سياسية داخلية فإنه هدد قبل أيام في تغريدة بتويتر “نظام” بشار الأسد ومواجهة القوات الروسية إذا وقع هجوم كبير على إدلب. ويذكر كاتب المقال أن مبعوث أميركا للملف السوري جيمس جيفري سبق أن قال للصحفيين إن أميركا أعادت رسم أهدافها بسوريا التي أصبحت منحصرة في انسحاب “القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لطهران من سوريا” حسب تعبيره، وإقامة حكومة سورية مستقرة ومقبولة من جميع السوريين والمجتمع الدولي. التعايش مع الأسد ويشير الباحث الأميركي إلى أن حلفاء أميركا في المنطقة سواء “إسرائيل” أو أكراد سوريا يبدون قابلية للتعايش مع “نظام بشار الأسد”، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد بقاء “نظام الأسد” في السلطة، وقوات سوريا الديمقراطية – التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري – تجري مباحثات مع دمشق ولديها اتفاقات ميدانية مع قوات النظام السوري. ويتساءل الباحث بارندولار عما يمكن أن تفعله أميركا في الملف السوري وهي وحيدة ولا تمتلك أوراق عديدة لإحداث التغيير، كما يتساءل عن القوة التي يمكنها أن تزيح “نظام الأسد” في وقت لا توجد فيه قوات موالية للغرب بمنطقة إدلب، معترفا بأن الأغلبية الساحقة من مقاتلي المعارضة في إدلب ينتمون إلى السلفية أو من أنصار تنظيم القاعدة. ويرى الباحث أن وعود ترامب في العام 2016 بإنهاء التدخلات العسكرية لبلاده في الخارج حققت بعض النجاح مع كوريا الشمالية، ولكنها لم تنجح في منطقة الشرق الأوسط. بالمقابل -يضيف بارندولار- “أصبحت إيران الهاجس الأكبر للإدارة الأميركية، وبالتالي فإن المزيد من التدخلات العسكرية والفوضى ستنتج عن هذا الهوس بطهران”، حسب تعبيره. التدخل بإدلب ويخلص بارندولار إلى أنه بعيدا عن تغريدات ترامب فإنه من غير المحتمل أن تتدخل واشنطن عسكريا لإيقاف هجوم على إدلب، مشيرا إلى أن للقوات التركية 12 نقطة مراقبة في المحافظة، وأن أنقرة تريد أن ينزح مئات آلاف السوريين إلى داخل أراضيها جراء هجوم “النظام” وموسكو على إدلب. ويقول الباحث إنه رغم الاتفاق بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين بشأن إدلب فإن احتمال وقوع صدام بين قواتهما في سوريا يظل قائما، مضيفا أن من المحتمل جدا أن يشن “النظام السوري” وداعموه هجوما للسيطرة على المدينة، إذ إن كل المحافظات السورية التي شملها اتفاق خفض التصعيد في السابق تعرضت لهجوم واسع من قوات الأسد، والتي سيطر عليها رغم وعود موسكو بالحفاظ على وقف إطلاق النار. ويقول بارندولار إن إعلان روسيا وتركيا التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب هو تأجيل لهجوم واسع النطاق لـ”النظام السوري” وحلفائه على آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة