دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الغرب خطط للحرب الإرهابية على سورية بهدف تغيير مواقفها وسياساتها وهويتها الوطنية والقومية خدمة لمشروع شرق أوسط جديد محاكاة لمشروع يهودية “إسرائيل” والقضاء على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في سورية أن الحرب على سورية تم التخطيط لها منذ زمن بعيد وتم إعدادها وفبركتها بهدف واضح جدا يتمثل في “عزل الحكومة السورية” مستشهدا بكلام وزير خارجية فرنسا الأسبق رولان دوما الذي أدلى بحديث لمحطة فرنسية في حزيران 2013 وقال فيه “في نهاية العام 2010 كنت في مهمة في بريطانيا أي قبل عامين من بدء الأعمال العدائية في سورية والتقيت مسؤولين بريطانيين أعلموني بأن هناك شيئاً ما يخطط لسورية وان بريطانيا تعد وتهيئء مع شركاء آخرين لغزوها بواسطة جماعات من المتمردين وأن كل ما يحدث في المنطقة ومحيطها يتمحور حول العداء لـ “إسرائيل” لقد قالها لي رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه.. نحن نحاول التعايش جنباً إلى جنب مع الدول المجاورة لكن الدولة التي ترفض ذلك سنستهدفها”.
وبين الجعفري أن الجنرال الأمريكي لورنس ويلكرسون الذي كان يشغل منصب كبير مساعدي وزير الخارجية كولن باول ذكر في تصريحات لشبكة “ريا ل نيوز” البريطانية قبل أسبوع أن “دعاة العدوان على سورية كانوا يبحثون عن أي ذريعة لتبرير عدوان محتمل ضدها وهي هدفهم الثاني بعد العراق للوصول إلى هدفهم النهائي المتمثل بمحاولة إسقاط إيران” ثم أكد “أن بلاده مع بريطانيا وفرنسا لا تملك أي دليل على أن الدولة السورية كانت استخدمت أسلحة كيميائية في أي وقت مضى بل انأمسؤولي الاستخبارات الأمريكية والموجود منهم عملاء داخل سورية بشكل غير شرعي لم يتمكنوا من إظهار أي دليل يؤكد صدق مزاعمهم بل على العكس تماماً فإن الأدلة تشير إلى أن التنظيمات الإرهابية هي من نفذ تلك الهجمات باستخدام أسلحة كيميائية”.
وشدد الجعفري على أن هذه الحكومات أرادت هذه الحرب على سورية بهدف تغيير مواقفها وسياساتها وتغيير هويتها الوطنية والقومية خدمة لمشروع شرق أوسط جديد تقوم فيه دول وكيانات ضعيفة ومتناحرة على أسس دينية وطائفية وعرقية ومذهبية محاكاة لمشروع يهودية “إسرائيل” الصهيوني والقضاء على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وأشار الجعفري إلى أن العدوان الذي قامت به “إسرائيل” الليلة الماضية على سورية يأتي استكمالا لسياساتها العدوانية ومحاولاتها اليائسة في تقديم دعم معنوي للجماعات الإرهابية بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها أمام الجيش العربي السوري وتطهير الأراضي السورية منها ويأتي كذلك تكرارا لانتهاكاتها الاستفزازية المستمرة لاتفاق فصل القوات لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا سيما القرار 350 لعام 1974.
وجدد الجعفري مطالبة سورية مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمساءلة “إسرائيل” عن إرهابها وعن جرائمها التي تشكل انتهاكاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
وأضاف الجعفري لاحظت بأسى وحزن شديدين لكن دون استغراب غياب ذكر عاملين اثنين في إحاطتي المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا ومنسق الإغاثة الإنسانية مارك لوكوك فكلاهما قدم إحاطة حول سورية من الجانبين الإنساني والسياسي لكن كليهما لم يتطرق إلى الدور التخريبي الإسرائيلي في المشهد السوري وكلاهما لم يتطرق للإرهاب الذي يستهدف سورية علما بأن دي ميستورا يعرف أننا اتفقنا في جنيف على أربع سلال واحدة منها الإرهاب لذلك لا يجوز أن يغيب عن إحاطتيهما الإرهاب الخارجي والداخلي الذي يستهدف سورية ف “اسرائيل” اعتدت على سورية مرتين خلال هذا الأسبوع فقط لكن يبدو أن أحدا من أعضاء مجلس الأمن لم يسمع بعدواني “إسرائيل” هذين على سورية.
وأكد الجعفري أن الحرص على حياة السوريين يقتضي التعاون مع الحكومة السورية ودعم جهودها للقضاء على آفة الإرهاب بدلا من تلاعب عقول مخابر الاستخبارات الغربية لتعويم هذا الإرهاب عبر الترويج لمصطلحات تضليلية له مثل “المعارضة السورية المسلحة المعتدلة” أو “المجموعات المسلحة من غير الدول” أو “دولة الخلافة الإسلامية” أو “المجموعات الجهادية” مستغربا أنه في كل هذه المصطلحات لا توجد كلمة إرهابي أبدا فوفق دي ميستورا توجد في سورية “معارضة مسلحة معتدلة معدلة وراثيا” متجاهلا وجود إرهابيين فيها من أوزبكستان والصين والشيشان والكويت والسعودية ومصر وأوروبا.
وتساءل الجعفري لماذا تستمر الحكومة الفرنسية بتقديم الغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية في سورية رغم أن هذه المجموعات نفسها ارتكبت الهجوم على مسرح “باتاكلان” في باريس وفي نيس ورغم اعتراف السلطات الفرنسية بخطرها حيث أقر وزير الخارجية جان إيف لودريان الأسبوع الماضي خلال مقابلة مع محطة “بي اف ام تي في” أن “هجوم الجيش السوري على محافظة إدلب قد تكون له تداعيات مباشرة على الأمن في أوروبا بسبب الخوف من تفرق آلاف الإرهابيين المنتشرين في تلك المنطقة وانتقالهم إلى أوروبا.. إن الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من الإرهابيين المنتمين إلى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفاً وقد يشكلون خطراً على أمننا في المستقبل”.
ولفت الجعفري إلى أن سورية زودت مجلس الأمن بمعلومات خطيرة نشرتها وسائل إعلام هولندية بشأن تورط الحكومة الهولندية في تقديم الدعم والتمويل والمساعدة اللوجستية لعدد من المجموعات الإرهابية في سورية رغم أن المدعي العام الهولندي صنف بعض هذه الجماعات كيانات إرهابية مرتبطة بالسلفية الجهادية متسائلا ألا يشكل تصرف الحكومة الهولندية هذا خرقا لمسؤولياتها كعضو في مجلس الأمن عن صون السلم والأمن الدوليين”.
وشدد الجعفري على أن سورية مستمرة في العمل الجاد لتحقيق الحل السياسي عبر حوار سوري سوري بقيادة سورية دون تدخل خارجي على أن تتصدر مكافحة الإرهاب الأولوية في كل مراحل وتطورات العملية السياسية والسعي لعودة المهجرين السوريين إلى بيوتهم وإطلاق عملية إعادة الإعمار والتعافي وتحرير ما تبقى من أراضيها من الإرهابيين ومن كل قوة أجنبية محتلة وغير شرعية مستغربا تصريحات لوكوك عندما قال: إنه يحتاج لموافقة الحكومة السورية لإيصال مساعدات انسانية إلى مخيم الركبان علما أنه يعرف أن قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة التنف هي التي رفضت أن تدخل القوافل إلى الركبان واشترطت أن يتم إفراغ قوافل المساعدات على بعد 10 كم من المخيم.
ولفت الجعفري إلى أن الحكومة السورية أوفت بالتزاماتها فيما يخص لجنة مناقشة الدستور الحالي حيث قدمت أسماء ممثليها لهذه اللجنة معربا عن تقدير سورية لموقفي روسيا وإيران الصديقتين على الجهود التي بذلها الرئيسان فلاديمير بوتين وحسن روحاني خلال قمة طهران الأخيرة وترحيبها بالاتفاق حول محافظة إدلب الذي أعلن عنه أمس في مدينة سوتشي الروسية وتأكيدها أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين.
وجدد الجعفري التأكيد على أن سورية كانت ولا تزال ترحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتساهم في إعادة الأمن والأمان إلى أي بقعة ضربها الإرهاب وهي ماضية في حربها على الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من أراضيها سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية التي أثبتت نجاعتها في حقن دماء السوريين وعودة الأمن والأمان إلى المناطق التي جرت المصالحات فيها ما ساهم أيضا في البدء بعودة المهجرين إلى بلداتهم.
وأوضح الجعفري أن الاتفاق حول إدلب الذي أعلن عنه أمس هو اتفاق مؤطر زمنيا بتواقيت محددة وهو جزء من الاتفاقيات السابقة حول مناطق تخفيف التوتر التي نتجت عن مسار أستانا منذ بداية العام 2017 والتي انطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها وتحرير أراضيها سواء من الإرهاب أو من أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة