أعرب الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة عن تخوفه من رفض الرقابة السورية مسلسله الجديد "حياة مالحة" الذي يتناول فكرة الفساد في أنظمة الحكم العربية، ويعتزم تقديمه إليها في وقت لاحق.

وأشار حميرة إلى أنه إذا رُفض السيناريو فلا سبيل لديه سوى الاستسلام لأن البلاد تمر بظروف عصيبة.

وحول الأحداث المتلاحقة على الصعيد السوري، عبر عن خوفه على سورية بشكل عام ودرعا بشكل خاص، لكنه في نفس الوقت لا يتوقع أن يتطور الأمر ويصل إلى حد الثورة والإطاحة بالنظام كما حدث في مصر وتونس، كما أنه حاول تشكيل لجنة من المثقفين ورجال الدين لزيارة درعا لتهدئة الوضع، لكنها باءت بالفشل.

وقال حميرة عن عمله الجديد: "بصراحة لم أقدِّم النص بعدُ إلى الرقابة، لكن إذا رفضت الرقابةُ العملَ فأنا أؤكد أني سأستسلم، خاصةً في ظل الظروف التي تمر بها سوريا؛ فالبلد لا تحتاج هزة جديدة، وفي غنى عن أية عاصفة في هذا الوقت بالذات".

وأما إذا وافقت الرقابة السورية على النص، أشار حميرة إلى أن "حياة مالحة" سيُقدَّم ضمن دراما رمضان 2011، وستخرجه المخرجة رشا شربتجي، وستنتجه شركة "كلاكيت" للإنتاج الفني، وكشف حميرة أن الفنانَيْن تيم حسن وقصي خولي سيكونان من أبطال العمل.

وعن رؤيته للوضع في سورية بعد احتجاجات درعا، قال حميرة: "لديَّ تخوف كبير على أهالي درعا وعلى سوريا بشكل عام، لكني لا أتوقع أن تتطور الأحداث كما حدث في تونس ومصر".

وكشف الكاتب السوري أنه كانت لديه محاولات بدأت منذ أيام لتشكيل وفد من مجموعة من المفكرين والمثقفين والفنانين وناشطين في حقوق الإنسان ورجال دين من مختلف الطوائف والمذاهب، للسفر إلى درعا ، والتحدث مع الوجهاء في درعا ومحاورتهم وتحقيق مطالبهم لوقف الأحداث الدامية.

ولكنه أوضح أن المبادرة فشلت، وقال: "للأسف، أصحاب المصلحة في درعا رفضوا استقبال أي وفود، وأغلقوا خط المفاوضات، رغم حصولنا على موافقات من مسؤولين وجهات عليا بضمان تحقيق أهم المطالب الشعبية".

وأشار حميرة إلى أن أهم مطالب درعا هي مطالب الجميع، تتلخص في إخراج كافة المعتقلين السياسيين من السجون السورية، وتسليمهم لأهاليهم، وضرورة رفع حالة الطوارئ على مرحلتين خلال ستة أشهر، إضافة إلى محاسبة المسؤولين بشكل علني وشفاف عن سقوط الشهداء في احتجاجات درعا، ودفع دية من الدولة عن كل شهيد يقدرها ولي الدم.

ولفت حميرة إلى أنه كان لديه نوع من التنبؤ بالثورات التي تحدث في الوطن العربي، فتناول العمل الذي يعكف على كتابته منذ حوالي عامين ضعف كثير من الأنظمة العربية التي تعيش حالة الرعب المتبادل بينها وبين شعوبها.

وأشار الكاتب السوري إلى أن المسلسل يؤكد بشكل غير مباشر ضرورة رحيل تلك الأنظمة والسلطات الفاسدة، وأضاف: عندما ينكشف كل شيء ويخرج الفساد المستتر داخل الأنظمة ويصير ظاهرًا للعيان، ستفقد تلك الأنظمة هيبتها لدى شعوبها".

ويتناول العمل قصة رجل سلطة مصاب بمرض خطير، وكل أحداث المسلسل تدور حول محاولاته لإخفاء حقيقة هذا المرض عن الناس، لكن الخبر ينتشر تدريجيًّا، وكلما انتشر الخبر يزداد رعب ذلك الشخص وتزداد شراسته، فيحاول استعمال كافة وسائل القمع الفكرية والمادية من سلطة ومال ووسائل إعلام في سبيل إخفاء الحقيقة، لكنه يفشل ويُكشف سره في النهاية.

  • فريق ماسة
  • 2011-03-27
  • 9577
  • من الأرشيف

الكاتب التلفزيوني فؤاد حميرة : "للأسف، أصحاب المصلحة في درعا رفضوا استقبال أي وفود، وأغلقوا خط المفاوضات .....

  أعرب الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة عن تخوفه من رفض الرقابة السورية مسلسله الجديد "حياة مالحة" الذي يتناول فكرة الفساد في أنظمة الحكم العربية، ويعتزم تقديمه إليها في وقت لاحق. وأشار حميرة إلى أنه إذا رُفض السيناريو فلا سبيل لديه سوى الاستسلام لأن البلاد تمر بظروف عصيبة. وحول الأحداث المتلاحقة على الصعيد السوري، عبر عن خوفه على سورية بشكل عام ودرعا بشكل خاص، لكنه في نفس الوقت لا يتوقع أن يتطور الأمر ويصل إلى حد الثورة والإطاحة بالنظام كما حدث في مصر وتونس، كما أنه حاول تشكيل لجنة من المثقفين ورجال الدين لزيارة درعا لتهدئة الوضع، لكنها باءت بالفشل. وقال حميرة عن عمله الجديد: "بصراحة لم أقدِّم النص بعدُ إلى الرقابة، لكن إذا رفضت الرقابةُ العملَ فأنا أؤكد أني سأستسلم، خاصةً في ظل الظروف التي تمر بها سوريا؛ فالبلد لا تحتاج هزة جديدة، وفي غنى عن أية عاصفة في هذا الوقت بالذات". وأما إذا وافقت الرقابة السورية على النص، أشار حميرة إلى أن "حياة مالحة" سيُقدَّم ضمن دراما رمضان 2011، وستخرجه المخرجة رشا شربتجي، وستنتجه شركة "كلاكيت" للإنتاج الفني، وكشف حميرة أن الفنانَيْن تيم حسن وقصي خولي سيكونان من أبطال العمل. وعن رؤيته للوضع في سورية بعد احتجاجات درعا، قال حميرة: "لديَّ تخوف كبير على أهالي درعا وعلى سوريا بشكل عام، لكني لا أتوقع أن تتطور الأحداث كما حدث في تونس ومصر". وكشف الكاتب السوري أنه كانت لديه محاولات بدأت منذ أيام لتشكيل وفد من مجموعة من المفكرين والمثقفين والفنانين وناشطين في حقوق الإنسان ورجال دين من مختلف الطوائف والمذاهب، للسفر إلى درعا ، والتحدث مع الوجهاء في درعا ومحاورتهم وتحقيق مطالبهم لوقف الأحداث الدامية. ولكنه أوضح أن المبادرة فشلت، وقال: "للأسف، أصحاب المصلحة في درعا رفضوا استقبال أي وفود، وأغلقوا خط المفاوضات، رغم حصولنا على موافقات من مسؤولين وجهات عليا بضمان تحقيق أهم المطالب الشعبية". وأشار حميرة إلى أن أهم مطالب درعا هي مطالب الجميع، تتلخص في إخراج كافة المعتقلين السياسيين من السجون السورية، وتسليمهم لأهاليهم، وضرورة رفع حالة الطوارئ على مرحلتين خلال ستة أشهر، إضافة إلى محاسبة المسؤولين بشكل علني وشفاف عن سقوط الشهداء في احتجاجات درعا، ودفع دية من الدولة عن كل شهيد يقدرها ولي الدم. ولفت حميرة إلى أنه كان لديه نوع من التنبؤ بالثورات التي تحدث في الوطن العربي، فتناول العمل الذي يعكف على كتابته منذ حوالي عامين ضعف كثير من الأنظمة العربية التي تعيش حالة الرعب المتبادل بينها وبين شعوبها. وأشار الكاتب السوري إلى أن المسلسل يؤكد بشكل غير مباشر ضرورة رحيل تلك الأنظمة والسلطات الفاسدة، وأضاف: عندما ينكشف كل شيء ويخرج الفساد المستتر داخل الأنظمة ويصير ظاهرًا للعيان، ستفقد تلك الأنظمة هيبتها لدى شعوبها". ويتناول العمل قصة رجل سلطة مصاب بمرض خطير، وكل أحداث المسلسل تدور حول محاولاته لإخفاء حقيقة هذا المرض عن الناس، لكن الخبر ينتشر تدريجيًّا، وكلما انتشر الخبر يزداد رعب ذلك الشخص وتزداد شراسته، فيحاول استعمال كافة وسائل القمع الفكرية والمادية من سلطة ومال ووسائل إعلام في سبيل إخفاء الحقيقة، لكنه يفشل ويُكشف سره في النهاية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة