أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن سورية ستستضيف مؤتمراً دولياً تاريخياً حول قضية اللاجئين السوريين وسينعقد بمشاركة الأمم المتحدة وعدد من الدول المعنية، في حين عمدت فيه قوات الاحتلال الأميركية إلى عرقلة جهود المصالحة مع النازحين في مخيم الركبان للاجئين عند الحدود السورية مع الأردن.

ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن روسيا الاتحادية، اللواء ميخائيل ميزينتسيف قوله في جلسة لمكتب التنسيق الخاص بملف إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم: «قدر الرئيس بشار الأسد، بصورة إيجابية تامة المبادرة بعقد مؤتمر دولي في سورية حول اللاجئين، وقد كلف لتوه مسؤولين في الحكومة السورية بالعمل على إعداد فعاليات ملموسة في إطار هذا المنتدى».

وأشار ميزينتسيف إلى أن عقد هذا المؤتمر سيمكن من جمع سفراء حسن النية من الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين حول طاولة واحدة وتوحيد كل القوى السليمة في السعي إلى ترتيب الحياة الطبيعية في سورية.

وتابع المسؤول العسكري: «نأمل كثيراً في أن تشارك كل الدول والمؤسسات الدولية، وخاصة هيئات الأمم المتحدة، بصورة مباشرة في هذه الفعالية التاريخية حقاً بالنسبة إلى سورية».

وأوضح ميزينتسيف، أنه من الضروري توجيه دعوات للمشاركة في المؤتمر إلى كل الدول التي استضافت على أراضيها لاجئين سوريين، وكذلك تلك التي أبدت استعدادها للمشاركة في المشاريع الخاصة بإعادة إعمار سورية، والمنظمات الدولية المعنية وخاصة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأردف: «إن هذه المنصة الجديدة ستتيح مناقشة كل المواضيع والقضايا المؤلمة بشكل حر ومنفتح مع لقاء الأطراف وجهاً لوجه بالتركيز على هدف بعث سورية في أسرع وقت ممكن، كما ستعطي فرصة لإيجاد حلول واضحة ومفهومة والعمل على كل المسائل الإجرائية والفنية لإزالة العراقيل أمام عودة اللاجئين السوريين».

وكثفت الحكومة السورية في الأشهر الأخيرة، بالتعاون مع روسيا، العمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ووجهت دعوات عدة إليهم للعودة إلى البلاد. وبحسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة فقد تسببت الحرب التي تشن على سورية بلجوء أكثر من خمسة ملايين و600 ألف سوري، أغلبيتهم في الدول المجاورة (تركيا، الأردن، لبنان).

وطرحت روسيا منتصف تموز الماضي مبادرتها لإعادة اللاجئين السوريين من الخارج، وأنشأت مجموعتي عمل في الأردن ولبنان، تضم كلاً منها بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة، وذلك بعد استعادة الحكومة السورية أجزاء واسعة من البلاد.

وقام مسؤولون روس بجولات إلى كل من تركيا ولبنان والأردن ودمشق، لمناقشة المبادرة، كما حضت موسكو مجلس الأمن الدولي، على المساعدة في «انتعاش الاقتصاد السوري وعودة اللاجئين».

وفي دمشق أعلن مجلس الوزراء تشكيل «هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم» برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، الذي أكد في تصريحات صحفية أن «عودة المهجرين السوريين إلى الوطن تشكل أولوية بالنسبة للحكومة والأبواب مفتوحة أمام جميع أبناء سورية للعودة الآمنة». وأوضح مخلوف، أن الحكومة تعمل على تبسيط إجراءات عودة اللاجئين بأسرع وقت ممكن وتأهيل أماكن السكن عبر برامج من شأنها إيجاد فرص عمل وتحسين سبل العيش.

وأقامت روسيا في سورية مركزاً لاستقبال وتوزيع اللاجئين، وأفاد في نشرة له، بأن أكثر من مليون و700 ألف سوري عبّروا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم من 9 بلدان في العالم، نصفهم يقطنون في لبنان.

ومنذ إطلاق روسيا لمبادرتها، عاد المئات من اللاجئين السوريين من لبنان على دفعات، في حين أكدت الحكومة أنها جهزت معبر نصيب الحدودي مع الأردن لعودة اللاجئين.

جاء ذلك في الوقت الذي حاولت فيه قوات الاحتلال الأميركية عرقلة جهود المصالحات في البلاد، حيث نقلت وكالات معارضة عن الناطق باسم مليشيا «قوات أحمد العبدو» سعيد سيف تأكيده أن الجيش الأميركي في قاعدة التنف العسكرية اعتقل الثلاثاء الماضي لساعات وفداً من وجهاء مدن «مهين وتدمر والقريتين»، خلال توجههم للقاء وفد من الحكومة بتنسيق مع أحد وسطاء المصالحات من مهين.

وأوضح سيف، أن الوفد توجه بعد لقاء الوسيط بأشخاص من مخيم الركبان عند حاجز «كبد» المتواجد داخل منطقة الــ55 المحتلة من قبل «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا إذ طلب منهم إقناع وجهاء من المخيم للقاء وفد من الحكومة بهدف إبرام تسوية لنازحي الركبان.

وذكر أن القاطنين بالمخيم منقسمون بين رافض ومؤيد للعودة إلى مدنهم الخاضعة لسيطرة قوات الجيش العربي السوري.

وأوضح سيف، أن سكان المخيم يريدون فقط الخلاص من أوضاعهم المأساوية في ظل انقطاع الدعم والخدمات ووصول المواد الغذائية والطبية.

وأشار أن «المدنيين لا يرون أن التحالف الدولي في قاعدة التنف جاد في محاربة الإرهاب، منذ ثلاث سنوات لم يفعلوا شيئاً».

  • فريق ماسة
  • 2018-09-05
  • 13265
  • من الأرشيف

القوات الأميركية تعطل جهود المصالحات في مخيم الركبان الحدودي … «الدفاع الروسية»: سورية ستستضيف مؤتمراً دولياً تاريخياً حول لاجئيها

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن سورية ستستضيف مؤتمراً دولياً تاريخياً حول قضية اللاجئين السوريين وسينعقد بمشاركة الأمم المتحدة وعدد من الدول المعنية، في حين عمدت فيه قوات الاحتلال الأميركية إلى عرقلة جهود المصالحة مع النازحين في مخيم الركبان للاجئين عند الحدود السورية مع الأردن. ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن روسيا الاتحادية، اللواء ميخائيل ميزينتسيف قوله في جلسة لمكتب التنسيق الخاص بملف إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم: «قدر الرئيس بشار الأسد، بصورة إيجابية تامة المبادرة بعقد مؤتمر دولي في سورية حول اللاجئين، وقد كلف لتوه مسؤولين في الحكومة السورية بالعمل على إعداد فعاليات ملموسة في إطار هذا المنتدى». وأشار ميزينتسيف إلى أن عقد هذا المؤتمر سيمكن من جمع سفراء حسن النية من الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين حول طاولة واحدة وتوحيد كل القوى السليمة في السعي إلى ترتيب الحياة الطبيعية في سورية. وتابع المسؤول العسكري: «نأمل كثيراً في أن تشارك كل الدول والمؤسسات الدولية، وخاصة هيئات الأمم المتحدة، بصورة مباشرة في هذه الفعالية التاريخية حقاً بالنسبة إلى سورية». وأوضح ميزينتسيف، أنه من الضروري توجيه دعوات للمشاركة في المؤتمر إلى كل الدول التي استضافت على أراضيها لاجئين سوريين، وكذلك تلك التي أبدت استعدادها للمشاركة في المشاريع الخاصة بإعادة إعمار سورية، والمنظمات الدولية المعنية وخاصة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأردف: «إن هذه المنصة الجديدة ستتيح مناقشة كل المواضيع والقضايا المؤلمة بشكل حر ومنفتح مع لقاء الأطراف وجهاً لوجه بالتركيز على هدف بعث سورية في أسرع وقت ممكن، كما ستعطي فرصة لإيجاد حلول واضحة ومفهومة والعمل على كل المسائل الإجرائية والفنية لإزالة العراقيل أمام عودة اللاجئين السوريين». وكثفت الحكومة السورية في الأشهر الأخيرة، بالتعاون مع روسيا، العمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ووجهت دعوات عدة إليهم للعودة إلى البلاد. وبحسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة فقد تسببت الحرب التي تشن على سورية بلجوء أكثر من خمسة ملايين و600 ألف سوري، أغلبيتهم في الدول المجاورة (تركيا، الأردن، لبنان). وطرحت روسيا منتصف تموز الماضي مبادرتها لإعادة اللاجئين السوريين من الخارج، وأنشأت مجموعتي عمل في الأردن ولبنان، تضم كلاً منها بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة، وذلك بعد استعادة الحكومة السورية أجزاء واسعة من البلاد. وقام مسؤولون روس بجولات إلى كل من تركيا ولبنان والأردن ودمشق، لمناقشة المبادرة، كما حضت موسكو مجلس الأمن الدولي، على المساعدة في «انتعاش الاقتصاد السوري وعودة اللاجئين». وفي دمشق أعلن مجلس الوزراء تشكيل «هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم» برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، الذي أكد في تصريحات صحفية أن «عودة المهجرين السوريين إلى الوطن تشكل أولوية بالنسبة للحكومة والأبواب مفتوحة أمام جميع أبناء سورية للعودة الآمنة». وأوضح مخلوف، أن الحكومة تعمل على تبسيط إجراءات عودة اللاجئين بأسرع وقت ممكن وتأهيل أماكن السكن عبر برامج من شأنها إيجاد فرص عمل وتحسين سبل العيش. وأقامت روسيا في سورية مركزاً لاستقبال وتوزيع اللاجئين، وأفاد في نشرة له، بأن أكثر من مليون و700 ألف سوري عبّروا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم من 9 بلدان في العالم، نصفهم يقطنون في لبنان. ومنذ إطلاق روسيا لمبادرتها، عاد المئات من اللاجئين السوريين من لبنان على دفعات، في حين أكدت الحكومة أنها جهزت معبر نصيب الحدودي مع الأردن لعودة اللاجئين. جاء ذلك في الوقت الذي حاولت فيه قوات الاحتلال الأميركية عرقلة جهود المصالحات في البلاد، حيث نقلت وكالات معارضة عن الناطق باسم مليشيا «قوات أحمد العبدو» سعيد سيف تأكيده أن الجيش الأميركي في قاعدة التنف العسكرية اعتقل الثلاثاء الماضي لساعات وفداً من وجهاء مدن «مهين وتدمر والقريتين»، خلال توجههم للقاء وفد من الحكومة بتنسيق مع أحد وسطاء المصالحات من مهين. وأوضح سيف، أن الوفد توجه بعد لقاء الوسيط بأشخاص من مخيم الركبان عند حاجز «كبد» المتواجد داخل منطقة الــ55 المحتلة من قبل «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا إذ طلب منهم إقناع وجهاء من المخيم للقاء وفد من الحكومة بهدف إبرام تسوية لنازحي الركبان. وذكر أن القاطنين بالمخيم منقسمون بين رافض ومؤيد للعودة إلى مدنهم الخاضعة لسيطرة قوات الجيش العربي السوري. وأوضح سيف، أن سكان المخيم يريدون فقط الخلاص من أوضاعهم المأساوية في ظل انقطاع الدعم والخدمات ووصول المواد الغذائية والطبية. وأشار أن «المدنيين لا يرون أن التحالف الدولي في قاعدة التنف جاد في محاربة الإرهاب، منذ ثلاث سنوات لم يفعلوا شيئاً».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة