دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عندما تسمع المتحدث باسم تحالف العدوان على اليمن "المدعو تركي المالكي"، وهو يتهم الحوثيين "المتمردين على الشرعية" كما يدعي، بارتكاب مجزرة بوابة مستشفى الثورة في مدينة الحديدة اليمنية الساحلية بالامس،
والتي ناهز عدد شهدائها المدنيين الـ 60 شهيداً والمصابون ضعف هذا العدد، وكأنه يقول ان هؤلاء المتمردين حصلوا على أسلحة ايرانية، يمكن من خلالها إجبار طياري التحالف على الصعود بالقاذفة وتذخيرها بالصواريخ الذكية، والتحكم بهؤلاء الطيارين لتوجيه هذه الصورايخ، واستهداف النقطة أو الموقع الذي يريدونه، تستطيع ان تستنتج من ذلك، مدى العهر والوقاحة والانكار للحقيقة وفقدان أي رادع أخلاقي وديني وقانوني، لدى هذا التحالف المجرم.
تواكَب هذا التصريح الفذّ مع جلسة استماع في مجلس الأمن بالامس، لاحاطة قدمها مبعوث الأمم المتحدة للأزمة اليمنية مارتن غريفيث، حول مسار مهمته لحل هذه الازمة، وحيث لم يكن هناك أي جديد لدى هذا المجلس (الذي هو بالمبدأ يمثل المجتمع الدولي، ولكنه في الحقيقية يمثل مجتمع الدول المجرمة تقاعساً او تواطؤً)، ليقدمه في احاطته لهذه الحرب الواضحة العناصر والمعطيات والوقائع، كان من الاجدى له، ولتكوين احاطة حقيقية ودقيقة وصادقة، ان ينطلق من تحليل هذا التصريح الفذ للمتحدث باسم تحالف العدوان على اليمن.
كيف يمكن لمجلس الامن، وهو الحاضن في أروقته بين مندوبي الدول وبعثاتها، لأغلب الخبراء والاختصاصيين في الديبلوماسية والحرب والاعلام والقانون الدولي والاستراتيجية، أن يصدق هذه الأكاذيب التي ساقها مندوب تحالف العدوان على اليمن؟ أو بمعنى آخر، كيف تمر هذه التصريحات مرور الكرام دون تدقيق ومتابعة من مسؤولي هذا المجلس "الكريم"؟ أوليس هذا التصريح يستدعي تحقيقا امميا، لانه بحد ذاته، إضافة الى كونه اعتداء مجرما ضد القانون الدولي والانساني، حيث استهدف عشرات المدنيين على بوابة مستشفى، يشكل ايضا صفعة لكامل مجلس الامن وتحقيرا لجميع مندوبيه وبعثاته والدول المكونة له، وخاصة لتلك التي تعتبر نفسها كبرى وتحمل حق النقض الفيتو؟
لا يجب لمجلس الامن ولا للامم المتحدة ولا للمجتمع الدولي ولا لمعبوثيه، ايا كانت جنسيتهم أو مستواهم، أن يبحثوا بعد الآن عن أساس وسبب الازمة اليمنية والحرب الدائرة في ذلك البلد المظلوم المنسي، فالسبب موجود وواضح وثابت، وهم، غباء أو تجاهلا، يبحثون عنه في مكان آخر.
انه موجود في كذب وعهر قادة وحكام ومسؤولي الدول المعتدية على اليمن...
موجود في كذبهم بداية حول أهداف حربهم على اليمن، عندما قالوا إنها لاستعادة الشرعية، ليتبين أنها أولا، لعزل رأس شرعيتهم " منصور هادي" ووضعه أغلب الأوقات في حجر سياسي في احدى مدنهم، ومنعه من اتخاذ أي قرار يتعلق بالداخل اليمني، وليتبين ثانيا انها لادخال الفوضى والتشدد والمجموعات الارهابية وحمايتها ورعايتها، والجنوب اليمني، "المحرر من انصار الله" حسب ادعاءاتهم، والمسكون بمجموعات الارهاب والتشدد، هو خير دليل على كذبهم وعهرهم وفشلهم.
انه موجود في آلاف القتلى من الجنود المرتزقة الذين استقدموهم من دول فقيرة، والذين توزعوا على جبهات داخل اليمن وما وراء الحدود، مدَّعين كذباً أنهم أبناء المقاومة اليمنية الذين يقاتلون "المتمردين" لاستعادة الشرعية، ليتبين أن أغلب أبناء اليمن، دون بعض المنافقين المغرر بهم، يرفدون كافة جبهات القتال ثابتين صامدين.
انه موجود في مسلسل إفشال جميع محاولات التسوية والتفاوض من قبل دول العدوان، والتي هي موثَّقة بمستندات وتقارير مندوبي مجلسهم "الكريم" خلال كامل فترة الحرب على اليمن، والادلة على ذلك بالمئات، وآخرها بالامس، ردّ العدوان على مبادرة انصار الله القاضية بوقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر وباب المندب، باستهداف مداخل مستشفى الثورة في الحديدة بصواريخ حقدهم .
هذا المجتمع الدولي الذي يضع كالنعامة رأسه في رمال الكذب والعهر والخداع والفشل، لن يستطيع حتما الوصول الى حل للازمة اليمنية لو تابع مساره المسدود والمشبوه هذا، وهو بذلك يستسلم أمام تحالف دول تنتهك يومياً كل الأعراف والقوانين الدولية والانسانية، وربما الأجدى به (المجتمع الدولي) أن ينسحب بالكامل من مسؤولياته ومن دوره، لانه فقد معنى ومبرر وجوده ومنظومته استنادا للقانون الذي وُجد على أساسه.
المصدر :
العهد / شارل أبي نادر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة