دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يتساءل كثيرون، سواء في المجموعات الإرهابية المسلحة، أم من المؤيدين للدولة السورية عما يمكن أن تفعله تركيا عندما يبدأ الجيش السوري معركة تحرير إدلب. وقد ازدادت التساؤلات مع التصريحات التي أطلقها كبار المسؤولين الأتراك وفي مقدّمتهم الرئيس التركي،التي تحذّر من تداعيات بدء معركة تحرير إدلب، وانعكاسها على مسار أستانة، لا سيما أنّ تركيا نشرت 12 نقطة مراقبة في عمق المحافظة وبعض نقاط هذه الرقابة قريبة من خطوط التماس التي تفصل مواقع الإرهابيين عن مواقع الجيش العربي السوري.
بدايةً، تنص اتفاقات أستانة على ألا تكون حركة نقاط الرقابة أبعد من خمسين متراً عن المواقع التي تتمركز فيها. وواضح أنّ بدء السلطات التركية تسوير هذه المواقع بجدار هدفه حماية هذه المواقع والاستعداد لاحتمالات المعركة.
أما بشأن الجواب عن السؤال عما يمكن أن تفعله تركيا عندما تبدأ معركة تحرير إدلب؟ فالأرجح أنها لن تفعل شيئاً يختلف عما فعلته عندما بدأ الجيش السوري تحرير أحياء حلب الشرقية والجزء الجنوبي الشرقي من محافظة إدلب، حيث تمكّن الجيش السوري في غضون أسبوعين من تحرير ثلث محافظة إدلب، وشملت المنطقة المحرّرة مواقع عسكرية هامة مثل قاعدة أبو الظهور الجوية، ومدن مثل أبو الظهور وسنجار. ما فعلته تركيا آنذاك إصدار بيانات الاستنكار، وإبقاء حدودها مفتوحة لنقل الذخائر والعتاد والمسلحين إلى الجبهات في مواجهة زحف قوات الجيش السوري، ولكنها لم تفعل أكثر من ذلك.
أما الحديث عن انهيار مسار أستانة، فتركيا هي المسؤولة عن هذا المصير فيما لو حدث ذلك، لأنّ تركيا لم تفِ بالالتزامات الموكلة إليها في اتفاقات خفض التصعيد، إذ إنّ هذه الاتفاقات تنصّ على الفصل بين مواقع القوات التابعة للمنظمات المصنّفة منظمات إرهابية، والمنظمات والتشكيلات المسلحة الأخرى. هذا الشيء لم يحدث على الإطلاق، بل إنّ تشكيلات الجماعات المسلحة تجاهر بالتنسيق، وخاصةً الآن استعداداً لمواجهة قيام الجيش السوري بالزحف إلى إدلب، مع تنظيم جبهة النصرة التي كانت اتفاقات خفض التصعيد في مسار أستانة قد استثنته من عملية وقف القتال، بل أكثر من ذلك اتفاقات خفض التصعيد كانت تنصّ على التزام تركيا بخوض القتال ضدّ التشكيلات المعرّفة أنها تشكيلات إرهابية مثل جبهة النصرة، في حين أنها تعمل العكس، أيّ تقوم بالتعاون والتنسيق مع النصرة بدلاً من محاربتها.
وفي حال طلبت تركيا من روسيا وقف عملية تحرير إدلب سيكون جواب موسكو مثل ردّها على الادّعاءات الأميركية بأنّ روسيا والجيش السوري خرقا اتفاق خفض التصعيد في الجنوب، أيّ ردّ الاتهام بأنّ واشنطن لم تلتزم بفصل مواقع المنظمات الإرهابية عن المنظمات الأخرى، وهي التي عطّلت تنفيذ اتفاق خفض التصعيد، الجواب ذاته ستتلقاه تركيا من روسيا.
المصدر :
حميدي العبدالله
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة