ثماني سنوات من العدوان والحرب على الدولة الوطنية السورية، استُقدم خلالها أكثر من نصف مليون مرتزق تكفيري من مختلف أنحاء العالم، وخُصِّصت لها مبالغ خيالية، لدرجة اعتراف رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بأنه أنفق على الحرب على سورية “أكثر من 137 مليون دولار”، مبيناً أنه لم تُترك وسيلة لإسقاط الدولة السورية ولفكفكة الجيش السوري إلا واستُعملت، ولافتاً إلى أن “عمليات الانشقاق من صفوف الجيش السوري كانت أغلبها تجري بإغراءات مالية، فالعسكري العادي الذي ينشق كان يحصل على 15 ألف دولار، والضابط على 30 ألف دولار”، مشيراً إلى أن “انشقاق رياض حجاب تمّ بالتنسيق مع ابن خاله الذي يعيش في الأردن، ودفعت له المخابرات السعودية 50 مليون دولار”، ولافتاً إلى أن انشقاق مناف طلاس تمّ بالتنسيق بين المخابرات الفرنسية وأخته مديحة طلاس؛ أرملة الملياردير أكرم العجة، وهي تعيش في فرنسا منذ زمن طويل، وتحمل الجنسية الفرنسية.

وهنا للإشارة فقط، فإن حمد بن جاسم يعترف بوضوح بقوله: “لقد لعبنا دوراً كبيراً في تدمير مصر وليبيا وسورية واليمن، وجميعها كانت بأوامر أميركية”.

وفي حديث تلفزيوني يعترف بن جاسم أن الدعم العسكري الذي قدمته بلاده للجماعات المسلحة في سورية كان يذهب إلى تركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وكل شيء يرسَل يتم توزيعه عن طريق القوات الأميركية والأتراك والسعوديين.

وفي مجال الخلاف القطري – السعودي بشأن الملف السوري، يعترف المسؤول القطري السابق: “إحنا تهاوشنا على الصيدة، وفلتت الصيدة وإحنا قاعدين نتهاوش عليها”.

إذاً، اعتراف واضح من حمد بن جاسم، قبل أشهر، بفشل المشروع الأميركي – الخليجي – الغربي – “الإسرائيلي” بإسقاط الدولة الوطنية السورية، التي صمدت وقاومت وواجهت، وبدأت في مرحلة هجوم شامل تحقّق خلالها الانتصارات الكبرى على مجاميع الإرهاب التكفيري ورعاته وحماته، وآخرها تحوُّل دمشق وريفها إلى منطقة آمنة تماماً، في ظل الانتصارات الحاسمة التي حققها الجيش العربي السوري في الغوطتين، وتصفية الإرهاب في محيط العاصمة، ليتفرغ الجيش السوري لتحرير منطقة الجنوب السوري، واستعادة جميع مواقعه التي كان يتمركز فيها قبل بدء مسيرة المؤامرة الكبرى على سورية في آذار 2011، أنشئت خلالها غرفة عملية “مورك” في الأردن، والتي كانت تتشكل من ضباط مخابرات أميركية وصهيونية وخليجية وتركية لإدارة الحرب القذرة في الجنوب السوري.

كان لانتصار الجيش العربي السوري وحلفائه دويٌّ عالٍ، وخسر الصهاينة والأميركيون ورجعيو الخليج جميع فرصهم ورهاناتهم لاستعادة المبادرة، في ظل التطورات الميدانية المذهلة التي جعلت دمشق تنتقل من “حالة الدفاع” عن النفس إلى مرحلة الهجوم الشامل، خصوصاً مع التحول الشعبي الكبير وعالي الصوت برفض كل أشكال العصابات الإرهابية، والدعوة علناً لعودة الجيش السوري ودولته.

هنا، لم يبقَ أمام حلف أعداء دمشق سوى الاستعانة بالصديق “الإسرائيلي”، فأخذ الإعلام الصهيوني والرجعي العربي يضخّم حجم الوجود الإيراني، الذي لا يتعدى نطاق وجود خبراء ومستشارين في غرف العمليات السورية، حيث يشاركون في خبراتهم القتالية العالية في أعمال التخطيط والقيادة، وهذا أمر لم تنكره القيادة السورية ولا القيادة الإيرانية.

كانت هذه الضجة المفتعَلة والصاخبة محاولة لتعويم غرفة عمليات “موك” في الأردن، في نفس الوقت الذي جهد الإعلام المعادي بكل خبراته وإمكانياته الكبرى لتصوير أن خلافاً روسياً – سورياً، وخلافاً روسياً – إيرانياً، وأحياناً خلافاً سورياً – إيرانياً يشتد ضد الوجود الإيراني في سورية.

ثمة صراع وهمي حاول الأميركي والصهيوني والخليجي اللعب عليه تحت عنوان “الوجود الإيراني”، لكن طهران ودمشق وموسكو خيّبوا الأمل لحلف العدوان على سورية؛ بإبراز التناغم التام والشامل، كما أكدت الوقائع ثقة دمشق وطهران بالحليف الروسي، الذي يقود المفاوضات من أجل استعادة الجيش العربي السوري سيطرته الكاملة حتى الحدود الأردنية وجبهة الجولان، بما معناه تطهير كامل منطقة الجنوب السوري من أي وجود للعصابات الإرهابية التكفيرية والمسلَّحة، ومن أي وجود أجنبي، خصوصاً وجود قوات أميركية، وتحديداً في قاعدة التنف العسكرية، التي يوجد فيها أميركيون، ومهمة هذه القاعدة أن تؤمّن سيطرة “داعش” والقوات الحليفة للولايات المتحدة والمستقدَمة من نحو مئة دولة في العالم، لإحكام السيطرة على المنطقة الممتدة من الأردن بمحاذاة الحدود العراقية – السورية، وصولاً إلى دير الزور، وإلى منطقة الجزيرة.

ولعل الاستماع هنا إلى سيد الدبلوماسية السوري وليد المعلم ضروري، حيث يقول: “طالما لم يعلن الأميركيون انسحابهم من قاعدة التنف، فلا كلام عن أي تفاهم”.

ببساطة، محاولة التهريج الصهيوني الرجعي بوجود عسكري إيراني في الجنوب السوري هي محاولة للتغطية على هزيمة الإرهاب، وثمة حقيقة واضحة: أن حلف أعداء دمشق لا بد له إلا أن يسلّم بالعجز وانقلاب المعادلات، وبالتالي على الأميركي وأتباعه الاعتراف بقاعدة السيادة الوطنية السورية على كامل تراب سورية، بلا أي قيد أو شرط، ولن ينفع أي غبار صهيوني – رجعي – أميركي في التستر على هزيمة الحلف… وربما كانت مصلحته بوصول الجيش العربي السوري إلى الحدود الجنوبية أهون الخسائر على هذا الحلف غير المقدَّس.


  • فريق ماسة
  • 2018-06-05
  • 11399
  • من الأرشيف

رياض حجاب انشق بالتنسيق مع ابن خاله مقابل 50 مليون دولار و طلاس عبر أخته مديحة والمخابرات الفرنسية...

ثماني سنوات من العدوان والحرب على الدولة الوطنية السورية، استُقدم خلالها أكثر من نصف مليون مرتزق تكفيري من مختلف أنحاء العالم، وخُصِّصت لها مبالغ خيالية، لدرجة اعتراف رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بأنه أنفق على الحرب على سورية “أكثر من 137 مليون دولار”، مبيناً أنه لم تُترك وسيلة لإسقاط الدولة السورية ولفكفكة الجيش السوري إلا واستُعملت، ولافتاً إلى أن “عمليات الانشقاق من صفوف الجيش السوري كانت أغلبها تجري بإغراءات مالية، فالعسكري العادي الذي ينشق كان يحصل على 15 ألف دولار، والضابط على 30 ألف دولار”، مشيراً إلى أن “انشقاق رياض حجاب تمّ بالتنسيق مع ابن خاله الذي يعيش في الأردن، ودفعت له المخابرات السعودية 50 مليون دولار”، ولافتاً إلى أن انشقاق مناف طلاس تمّ بالتنسيق بين المخابرات الفرنسية وأخته مديحة طلاس؛ أرملة الملياردير أكرم العجة، وهي تعيش في فرنسا منذ زمن طويل، وتحمل الجنسية الفرنسية. وهنا للإشارة فقط، فإن حمد بن جاسم يعترف بوضوح بقوله: “لقد لعبنا دوراً كبيراً في تدمير مصر وليبيا وسورية واليمن، وجميعها كانت بأوامر أميركية”. وفي حديث تلفزيوني يعترف بن جاسم أن الدعم العسكري الذي قدمته بلاده للجماعات المسلحة في سورية كان يذهب إلى تركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وكل شيء يرسَل يتم توزيعه عن طريق القوات الأميركية والأتراك والسعوديين. وفي مجال الخلاف القطري – السعودي بشأن الملف السوري، يعترف المسؤول القطري السابق: “إحنا تهاوشنا على الصيدة، وفلتت الصيدة وإحنا قاعدين نتهاوش عليها”. إذاً، اعتراف واضح من حمد بن جاسم، قبل أشهر، بفشل المشروع الأميركي – الخليجي – الغربي – “الإسرائيلي” بإسقاط الدولة الوطنية السورية، التي صمدت وقاومت وواجهت، وبدأت في مرحلة هجوم شامل تحقّق خلالها الانتصارات الكبرى على مجاميع الإرهاب التكفيري ورعاته وحماته، وآخرها تحوُّل دمشق وريفها إلى منطقة آمنة تماماً، في ظل الانتصارات الحاسمة التي حققها الجيش العربي السوري في الغوطتين، وتصفية الإرهاب في محيط العاصمة، ليتفرغ الجيش السوري لتحرير منطقة الجنوب السوري، واستعادة جميع مواقعه التي كان يتمركز فيها قبل بدء مسيرة المؤامرة الكبرى على سورية في آذار 2011، أنشئت خلالها غرفة عملية “مورك” في الأردن، والتي كانت تتشكل من ضباط مخابرات أميركية وصهيونية وخليجية وتركية لإدارة الحرب القذرة في الجنوب السوري. كان لانتصار الجيش العربي السوري وحلفائه دويٌّ عالٍ، وخسر الصهاينة والأميركيون ورجعيو الخليج جميع فرصهم ورهاناتهم لاستعادة المبادرة، في ظل التطورات الميدانية المذهلة التي جعلت دمشق تنتقل من “حالة الدفاع” عن النفس إلى مرحلة الهجوم الشامل، خصوصاً مع التحول الشعبي الكبير وعالي الصوت برفض كل أشكال العصابات الإرهابية، والدعوة علناً لعودة الجيش السوري ودولته. هنا، لم يبقَ أمام حلف أعداء دمشق سوى الاستعانة بالصديق “الإسرائيلي”، فأخذ الإعلام الصهيوني والرجعي العربي يضخّم حجم الوجود الإيراني، الذي لا يتعدى نطاق وجود خبراء ومستشارين في غرف العمليات السورية، حيث يشاركون في خبراتهم القتالية العالية في أعمال التخطيط والقيادة، وهذا أمر لم تنكره القيادة السورية ولا القيادة الإيرانية. كانت هذه الضجة المفتعَلة والصاخبة محاولة لتعويم غرفة عمليات “موك” في الأردن، في نفس الوقت الذي جهد الإعلام المعادي بكل خبراته وإمكانياته الكبرى لتصوير أن خلافاً روسياً – سورياً، وخلافاً روسياً – إيرانياً، وأحياناً خلافاً سورياً – إيرانياً يشتد ضد الوجود الإيراني في سورية. ثمة صراع وهمي حاول الأميركي والصهيوني والخليجي اللعب عليه تحت عنوان “الوجود الإيراني”، لكن طهران ودمشق وموسكو خيّبوا الأمل لحلف العدوان على سورية؛ بإبراز التناغم التام والشامل، كما أكدت الوقائع ثقة دمشق وطهران بالحليف الروسي، الذي يقود المفاوضات من أجل استعادة الجيش العربي السوري سيطرته الكاملة حتى الحدود الأردنية وجبهة الجولان، بما معناه تطهير كامل منطقة الجنوب السوري من أي وجود للعصابات الإرهابية التكفيرية والمسلَّحة، ومن أي وجود أجنبي، خصوصاً وجود قوات أميركية، وتحديداً في قاعدة التنف العسكرية، التي يوجد فيها أميركيون، ومهمة هذه القاعدة أن تؤمّن سيطرة “داعش” والقوات الحليفة للولايات المتحدة والمستقدَمة من نحو مئة دولة في العالم، لإحكام السيطرة على المنطقة الممتدة من الأردن بمحاذاة الحدود العراقية – السورية، وصولاً إلى دير الزور، وإلى منطقة الجزيرة. ولعل الاستماع هنا إلى سيد الدبلوماسية السوري وليد المعلم ضروري، حيث يقول: “طالما لم يعلن الأميركيون انسحابهم من قاعدة التنف، فلا كلام عن أي تفاهم”. ببساطة، محاولة التهريج الصهيوني الرجعي بوجود عسكري إيراني في الجنوب السوري هي محاولة للتغطية على هزيمة الإرهاب، وثمة حقيقة واضحة: أن حلف أعداء دمشق لا بد له إلا أن يسلّم بالعجز وانقلاب المعادلات، وبالتالي على الأميركي وأتباعه الاعتراف بقاعدة السيادة الوطنية السورية على كامل تراب سورية، بلا أي قيد أو شرط، ولن ينفع أي غبار صهيوني – رجعي – أميركي في التستر على هزيمة الحلف… وربما كانت مصلحته بوصول الجيش العربي السوري إلى الحدود الجنوبية أهون الخسائر على هذا الحلف غير المقدَّس.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة