كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصدر أمرا بعدم إرساء أية عقود حكومية على شركات ألمانية بعد الآن، في دلالة على استمرار حالة الغضب من سياسة برلين الخارجية في الشرق الأوسط.

قالت مجلة دير شبيغل الألمانية واسعة الانتشار، اليوم (الجمعة 25 أيار/ مايو 2018)  دون أن تنقل عن أي مصادر، إنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصدر أمرا بعدم إرساء أية عقود حكومية على شركات ألمانية بعد الآن، وهو ما سيلحق الضرر على الأرجح بشركات كبرى مثل سيمنس وباير وبورينغر إنغلهايم وكذلك دايملر لصناعة السيارات.

وتوترت العلاقات بين ألمانيا والسعودية، وفي العام الماضي استدعت المملكة سفيرها في ألمانيا للتشاور بعد تصريحات لوزير الخارجية الألمانية آنذاك زيغمار غابرييل عن الأزمة السياسية في لبنان ودور السعودية فيها.

والسعودية شريك تجاري كبير لألمانيا، حيث استوردت منها ما قيمته 6.6 مليار يورو (7.7 مليار دولار) في 2017، وفقا لمكتب الإحصاءات الألماني.

وفازت سيمنس العام الماضي بطلبية قيمتها نحو 400 مليون دولار لتسليم خمسة توربينات غاز لمحطة مزدوجة لإنتاج الكهرباء والبخار يجري تشييدها في المملكة. وبعد فترة قصيرة، حصلت دايملر على طلبية من الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو) لشراء 600 حافلة من طراز مرسيدس-بنز سيتارو.

وقال رجل أعمال ألماني بارز في السعودية، طلب عدم الكشف عن اسمه، لرويترز اليوم الجمعة إن قطاع الرعاية الصحية على وجه الخصوص يشعر حاليا بمزيد من التدقيق حين يتقدم بطلب للمشاركة في عطاءات سعودية. وأضاف "هم يسألون: من أين ستأتي المنتجات؟ هل هي مصنعة في ألمانيا؟ هل لديكم مواقع تصنيع أخرى؟ وبمجرد أن يكون هذا ألماني الصنع، فإنهم يرفضون أي طلبات ألمانية لتقديم عطاءات".

وقالت وكالة رويترز إن باير وبورينغر وسيمنس أمتنعت عن التعقيب على تقرير دير شبيغل، فيما قالت دايملر إنها لا تؤكد التقرير وإن أعمالها مستمرة. كما لم يرد مكتب إعلامي تابع للحكومة السعودية على طلب الوكالة بالتعليق على التقرير.

وكانت وكالة بلومبرغ للأنباء قد ذكرت في مارس/ آذار المنصرم أن هيئات حكومية أُبلغت بعدم تجديد بعض العقود غير الضرورية مع شركات ألمانية.

 

وفي ذلك الوقت، نقلت بلومبرغ عن مصادر قولها إن تفويضات لدويتشه بنك في المملكة من بين الأنشطة المعرضة للخطر، بما في ذلك دور محتمل في الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية، الذي قد يكون أكبر بيع لأسهم على الإطلاق.

و من بين اسباب الغضب السعودي، حسب دير شبيغل، موقف ألمانيا فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، والذي قال عنه وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس بعد أن أجرى مشاورات مكثفة مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي ليلة الثلاثاء/ الأربعاء (23 أيار/ مايو 2018) " إننا في ألمانيا، وأيضا في أوروبا، مصممون على المساهمة بشكل فعال للحفاظ على الاتفاق النووي مع العمل في نفس الوقت على ترويض طهران".

  • فريق ماسة
  • 2018-05-25
  • 14075
  • من الأرشيف

دير شبيغل: السعودية تستثني الشركات الألمانية من العقود الحكومية

كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصدر أمرا بعدم إرساء أية عقود حكومية على شركات ألمانية بعد الآن، في دلالة على استمرار حالة الغضب من سياسة برلين الخارجية في الشرق الأوسط. قالت مجلة دير شبيغل الألمانية واسعة الانتشار، اليوم (الجمعة 25 أيار/ مايو 2018)  دون أن تنقل عن أي مصادر، إنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصدر أمرا بعدم إرساء أية عقود حكومية على شركات ألمانية بعد الآن، وهو ما سيلحق الضرر على الأرجح بشركات كبرى مثل سيمنس وباير وبورينغر إنغلهايم وكذلك دايملر لصناعة السيارات. وتوترت العلاقات بين ألمانيا والسعودية، وفي العام الماضي استدعت المملكة سفيرها في ألمانيا للتشاور بعد تصريحات لوزير الخارجية الألمانية آنذاك زيغمار غابرييل عن الأزمة السياسية في لبنان ودور السعودية فيها. والسعودية شريك تجاري كبير لألمانيا، حيث استوردت منها ما قيمته 6.6 مليار يورو (7.7 مليار دولار) في 2017، وفقا لمكتب الإحصاءات الألماني. وفازت سيمنس العام الماضي بطلبية قيمتها نحو 400 مليون دولار لتسليم خمسة توربينات غاز لمحطة مزدوجة لإنتاج الكهرباء والبخار يجري تشييدها في المملكة. وبعد فترة قصيرة، حصلت دايملر على طلبية من الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو) لشراء 600 حافلة من طراز مرسيدس-بنز سيتارو. وقال رجل أعمال ألماني بارز في السعودية، طلب عدم الكشف عن اسمه، لرويترز اليوم الجمعة إن قطاع الرعاية الصحية على وجه الخصوص يشعر حاليا بمزيد من التدقيق حين يتقدم بطلب للمشاركة في عطاءات سعودية. وأضاف "هم يسألون: من أين ستأتي المنتجات؟ هل هي مصنعة في ألمانيا؟ هل لديكم مواقع تصنيع أخرى؟ وبمجرد أن يكون هذا ألماني الصنع، فإنهم يرفضون أي طلبات ألمانية لتقديم عطاءات". وقالت وكالة رويترز إن باير وبورينغر وسيمنس أمتنعت عن التعقيب على تقرير دير شبيغل، فيما قالت دايملر إنها لا تؤكد التقرير وإن أعمالها مستمرة. كما لم يرد مكتب إعلامي تابع للحكومة السعودية على طلب الوكالة بالتعليق على التقرير. وكانت وكالة بلومبرغ للأنباء قد ذكرت في مارس/ آذار المنصرم أن هيئات حكومية أُبلغت بعدم تجديد بعض العقود غير الضرورية مع شركات ألمانية.   وفي ذلك الوقت، نقلت بلومبرغ عن مصادر قولها إن تفويضات لدويتشه بنك في المملكة من بين الأنشطة المعرضة للخطر، بما في ذلك دور محتمل في الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية، الذي قد يكون أكبر بيع لأسهم على الإطلاق. و من بين اسباب الغضب السعودي، حسب دير شبيغل، موقف ألمانيا فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، والذي قال عنه وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس بعد أن أجرى مشاورات مكثفة مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي ليلة الثلاثاء/ الأربعاء (23 أيار/ مايو 2018) " إننا في ألمانيا، وأيضا في أوروبا، مصممون على المساهمة بشكل فعال للحفاظ على الاتفاق النووي مع العمل في نفس الوقت على ترويض طهران".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة