يبدو أن إنهاء الوجود الإرهابي المسلح في مناطق جنوب دمشق بات مسألة وقتٍ لا أكثر، إرهابيو "داعش" يتقهقرون في مناطق الحجر الأسود و مخيم اليرموك أمام ضربات الجيش السوري الذي يوشك على دخول بلدات يلدا و ببيلا و بيت سحم بعد الانتهاء من تنفيذ اتفاق إجلاء المسلحين المتواجدين فيهم نحو الشمال السوري و ما لهذا الأمر من وزنٍ سيُحدثه على الملف العسكري ضد داعش لجهة تضييق الخناق عليه أكثر، كما سيكون لملف إنهاء الوجود الإرهابي في مناطق الجنوب الدمشقي وزنٌ كبيرٌ أيضاً على الملف السياسي.  

العمل العسكري على مواقع إرهابيي تنظيم داعش في مخيم اليرموك و الحجر الأسود جنوب دمشق بات في مراحله الأخيرة بعدما تمكنت قوات الجيش السوري من فصل خطوط إمدادهم عن بعضها البعض في المنطقتين و حصرهم أكثر عن طريق تكثيف الهجمات البرية للقوات المتقدمة، و في هذا السياق قال العميد المتقاعد و الخبير العسكري و الاستراتيجي قاسم قنبر لموقع "العهد" الإخباري أنّ " الجيش السوري يقوم بعمليات تصالحية ببعض مناطق الجنوب الدمشقي و أخرى عسكرية دقيقة في منطقتي الحجر الأسود و مخيم اليرموك أشبه ما تكون إلى العمليات الجراحية التي تجري في الطب، و القيادتان العسكرية و السياسية في سوريا أخذت على عاتقها حل ملف الجنوب الدمشقي بمسارين اثنين، أولهما الحل العسكري مع تنظيم داعش الإرهابي  الذي يرفض الخروج من الحجر الأسود و مخيم اليرموك و تسليم سلاحه، و الثاني هو الحل التفاوضي  و المصالحات مع بعض الجماعات المسلحة التي تخرج اليوم من بلدات يلدا و ببيلا و بيت سحم".

 

و أضاف أنّ " العمل العسكري على مواقع "داعش" يتوازى و يتزامن مع العمل التصالحي في البلدات المذكورة، و تحرير مخيم اليرموك و الحجر الأسود لم يطُل زمنياً لأن كل معركة يخوضها الجيش السوري لها خصوصيتها العسكرية و لها عواملها التكتيكية و الاستراتيجية التي تحكم عامل الزمن و من استطاع تحرير الكثير من المناطق على امتداد المساحة الجغرافية السورية لن يعجز عن تحرير حيي اليرموك و الحجر من الإرهابيين"، مشيراً إلى أنّ " الجيش السوري استطاعت تحرير قسم من المنطقة التي يسيطر عليها داعش في مخيم اليرموك خلال مدة قصيرة، و لم يتبقَ له سوى مساحة ثلاثة كيلو مترات مربعة من أصل سبعة يسيطر عليها داعش في الحجر الأسود، كما استطاع شطر تلك المنطقة إلى محورين، محور الأعلاف  و محور المقابر و القوات المتقدمة تمارس عملية الحصر و العصر على إرهابيي التنظيم في المحورين و قضم مناطق السيطرة تدريجياً و هو الأسلوب التكتيكي الذي يناسب طبيعة المعركة و طبيعة المنطقة الجغرافية و من خلاله تُشل حركة  داعش و قدرات إرهابييه القتالية".

هذا العمل العسكري يتوازى مع إتمام المرحلة الأولى من اتفاق تسوية بلدات يلدا و ببيلا و بيت سحم بخروج الدفعة الأولى من المسلحين الرافضين لتسوية أوضاعهم برفقة عوائلهم إلى إدلب و جرابلس في الشمال السوري حسب حديث قنبر الذي أكد لموقع "العهد" الإخباري أنّ " إنجاز الاتفاق سيساعد الجيش للدخول إلى نقاط جديدة محاذية لمخيم اليرموك و الحجر الأسود و بالتالي تكثيف الضغط على تنظيم "داعش" و حصاره من جميع الجهات.

في هذا السياق تشير التقديرات العسكرية إلى قرب تحرير المنطقة بشكل كامل و سيتم إعلان دمشق وريفها خاليين من الوجود الإرهابي المسلح خلال مدة قصيرة جداً".

و ختم قنبر حديثه لـ"العهد" قائلاً أنّ " مسار المفاوضات السياسية سيتغيّر حتماً بعد نصر الجيش السوري السريع في الغوطة الشرقية و مناطق جنوب دمشق فما سيتم الحديث عنه في المفاوضات يُحدّد في الميدان و الخرائط السياسية ستتغير بعد إخلاء العاصمة و محيطها من الإرهابيين و سيُترجم النصر الميداني لآخر سياسي في مسارات جنيف و أستانة ".

  • فريق ماسة
  • 2018-05-04
  • 16601
  • من الأرشيف

جنوب دمشق إلى حضن الدولة السورية.. بالعمل العسكري و التسويات

يبدو أن إنهاء الوجود الإرهابي المسلح في مناطق جنوب دمشق بات مسألة وقتٍ لا أكثر، إرهابيو "داعش" يتقهقرون في مناطق الحجر الأسود و مخيم اليرموك أمام ضربات الجيش السوري الذي يوشك على دخول بلدات يلدا و ببيلا و بيت سحم بعد الانتهاء من تنفيذ اتفاق إجلاء المسلحين المتواجدين فيهم نحو الشمال السوري و ما لهذا الأمر من وزنٍ سيُحدثه على الملف العسكري ضد داعش لجهة تضييق الخناق عليه أكثر، كما سيكون لملف إنهاء الوجود الإرهابي في مناطق الجنوب الدمشقي وزنٌ كبيرٌ أيضاً على الملف السياسي.   العمل العسكري على مواقع إرهابيي تنظيم داعش في مخيم اليرموك و الحجر الأسود جنوب دمشق بات في مراحله الأخيرة بعدما تمكنت قوات الجيش السوري من فصل خطوط إمدادهم عن بعضها البعض في المنطقتين و حصرهم أكثر عن طريق تكثيف الهجمات البرية للقوات المتقدمة، و في هذا السياق قال العميد المتقاعد و الخبير العسكري و الاستراتيجي قاسم قنبر لموقع "العهد" الإخباري أنّ " الجيش السوري يقوم بعمليات تصالحية ببعض مناطق الجنوب الدمشقي و أخرى عسكرية دقيقة في منطقتي الحجر الأسود و مخيم اليرموك أشبه ما تكون إلى العمليات الجراحية التي تجري في الطب، و القيادتان العسكرية و السياسية في سوريا أخذت على عاتقها حل ملف الجنوب الدمشقي بمسارين اثنين، أولهما الحل العسكري مع تنظيم داعش الإرهابي  الذي يرفض الخروج من الحجر الأسود و مخيم اليرموك و تسليم سلاحه، و الثاني هو الحل التفاوضي  و المصالحات مع بعض الجماعات المسلحة التي تخرج اليوم من بلدات يلدا و ببيلا و بيت سحم".   و أضاف أنّ " العمل العسكري على مواقع "داعش" يتوازى و يتزامن مع العمل التصالحي في البلدات المذكورة، و تحرير مخيم اليرموك و الحجر الأسود لم يطُل زمنياً لأن كل معركة يخوضها الجيش السوري لها خصوصيتها العسكرية و لها عواملها التكتيكية و الاستراتيجية التي تحكم عامل الزمن و من استطاع تحرير الكثير من المناطق على امتداد المساحة الجغرافية السورية لن يعجز عن تحرير حيي اليرموك و الحجر من الإرهابيين"، مشيراً إلى أنّ " الجيش السوري استطاعت تحرير قسم من المنطقة التي يسيطر عليها داعش في مخيم اليرموك خلال مدة قصيرة، و لم يتبقَ له سوى مساحة ثلاثة كيلو مترات مربعة من أصل سبعة يسيطر عليها داعش في الحجر الأسود، كما استطاع شطر تلك المنطقة إلى محورين، محور الأعلاف  و محور المقابر و القوات المتقدمة تمارس عملية الحصر و العصر على إرهابيي التنظيم في المحورين و قضم مناطق السيطرة تدريجياً و هو الأسلوب التكتيكي الذي يناسب طبيعة المعركة و طبيعة المنطقة الجغرافية و من خلاله تُشل حركة  داعش و قدرات إرهابييه القتالية". هذا العمل العسكري يتوازى مع إتمام المرحلة الأولى من اتفاق تسوية بلدات يلدا و ببيلا و بيت سحم بخروج الدفعة الأولى من المسلحين الرافضين لتسوية أوضاعهم برفقة عوائلهم إلى إدلب و جرابلس في الشمال السوري حسب حديث قنبر الذي أكد لموقع "العهد" الإخباري أنّ " إنجاز الاتفاق سيساعد الجيش للدخول إلى نقاط جديدة محاذية لمخيم اليرموك و الحجر الأسود و بالتالي تكثيف الضغط على تنظيم "داعش" و حصاره من جميع الجهات. في هذا السياق تشير التقديرات العسكرية إلى قرب تحرير المنطقة بشكل كامل و سيتم إعلان دمشق وريفها خاليين من الوجود الإرهابي المسلح خلال مدة قصيرة جداً". و ختم قنبر حديثه لـ"العهد" قائلاً أنّ " مسار المفاوضات السياسية سيتغيّر حتماً بعد نصر الجيش السوري السريع في الغوطة الشرقية و مناطق جنوب دمشق فما سيتم الحديث عنه في المفاوضات يُحدّد في الميدان و الخرائط السياسية ستتغير بعد إخلاء العاصمة و محيطها من الإرهابيين و سيُترجم النصر الميداني لآخر سياسي في مسارات جنيف و أستانة ".

المصدر : الماسة السورية/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة