نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريراً تمحور حول التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول انهاء الوجود العسكري الاميركي في سوريا "قريباً جداً"؛ حيث أشار التقرير الى أن هذا الكلام يتناقض مع تصريحات وزيري الخارجية والحرب الاميركيين لجهة ضرورة بقاء القوات الأميركية في سوريا في المستقبل المنظور.

وأضاف التقرير إن ترامب قام مرة آخرى بتقويض فريقه للسياسة الخارجية، وذلك من شأنه أن يسبب الاحباط والارباك لدى المسؤولين الاميركيين وحلفاء أميركا.

وتابع التقرير أن موقف ترامب يتناقض وخطاب كان قد القاه وزير الخارجية الاميركي المقال "ريكس تيلرسون" حول سوريا قبل اشهر، ويتناقض أيضاً مع تصريحات ادلى بها وزير الحرب "جيمس ماتيس"، لافتاً الى أن كل من "تيلرسون" و"جيمس ماتيس" سبق وأن تحدثا عن ضرورة بقاء الولايات المتحدة منخرطة في سوريا ليس فقط من أجل منع عودة "داعش" وانما ايضاً في اطار "المعركة على النفوذ بين دول عدة ومن بينها روسيا و ايران"، على حد قوله.

وأشار التقرير الى أن مدير "الـ -CIA" المدعو "مايك بومبيو" الذي سماه ترامب لخلافة "تيلرسون"، و"جون بولتون" الذي اختاره ترامب ليحل مكان "هربرت مكماستر" بمنصب مستشار الامن القومي، أيضاً تحدثا عن وجود مصالح لاميركا في سوريا تذهب أبعد من مجرد هزيمة "داعش" عسكرياً.

ونقل التقرير عن "فيل جوردن" - الذي اشرف على السياسة الاميركية المتبعة في سوريا كأحد كبار المستشارين للأمن القومي خلال حقبة الرئيس السابق باراك اوباما-، قوله إن ترامب دائماً اعتبر أن محاولة حل مشاكل الشرق الاوسط لا تستحق استثمار الدماء والموارد الاميركية.

وأضاف "جوردن" بحسب ما نسب اليه التقرير أن هذا الموقف يختلف بعض الشيء عن موقف "ريكس تيلرسون" و"جيمس ماتيس" ويختلف أكثر حتى مع موقفي"بومبيو" و"بولتون"؛ حيث لفت الى أن الاخيرين هما من انصار "القيادة الاميركية في المنطقة"، ومواجهة ايران، وكذلك دعم الاطاحة بالانظمة المعادية لاميركا مثل النظام الموجود في سوريا.

ونقل التقرير عن" جوردن"  أن بعض الاطراف وبما في ذلك حلفاء أميركا في الشرق الاوسط  والذين كانوا يتوقعون أن تؤدي تعيينات ترامب الجديدة الى تكثيف الوجود العسكري الأميركي في الشرق الاوسط، عليهم أن يأخذوا بالحسبان مواقف ترامب نفسه.

*سيناتور أميركي بارز يدعو الى تعزيز دور الكونغرس في قرارات الحرب ولا سيما تلك التي تشن على اليمن

من جهته كتب عضو مجلس الشيوخ المستقل السيناتور "بيرني ساندرز" مقالة نشرت بمجلة "فورين بوليسي" تطرق فيها الى مشروع القرار الذي تقدم به هو والسيناتور الجمهوري "مايك لي" والسيناتور الديمقراطي "كريس ميرفي" قبل اسابيع والذي طالب الرئيس الاميركي بوقف المشاركة الاميركية بالحرب على اليمن.

وأشار "ساندرز" الى أن مجلس الشيوخ الاميركي قرر بغالبية 55 صوت مقابل 44 عدم التصويت على مشروع القرار المقدم، والى أن اعداد مشروع القرار هذا يعود الى سببين اثنين، الاول هو أن "الحرب التي تقودها السعودية في اليمن"، وفق تعبير الكاتب نفسه، قد أدت الى احدى أسوأ الكوارث الانسانية في التاريخ المعاصر،

والثاني هو أنه حان الوقت للكونغرس كي يستعيد سلطته الدستورية في المسائل التي تتعلق بالحرب.

وقال إن المادة الاولى من الدستور تقول بوضوح أن ممثلي الشعب في الكونغرس هم الذين سيتمتعون بسلطة اعلان الحرب، وليس شخصاً "جالساً بالبيت الابيض".

وتابع "ساندرز"  أنه يجب أن لا ينسى ابداً أن الكارثتين الكبيرتين في السياسة الخارجية الاميركية خلال التاريخ المعاصر تتمثل بالحرب على العراق والحرب في فيتنام، وهذه الكوارث حصلت عندما تراجع الكونغرس عن لعب دوره وسمح للادارات الاميركية "بالكذب على الشعب الاميركي".

وأضاف إن الحرب الاميركية على العراق خلال حقبة بوش الابن أدت الى انعدام الاستقرار في المنطقة وبما في ذلك سوريا، وإنه من شبه الحتمي بأن "داعش" ما كان موجوداً اليوم لولا الحرب الأميركية على العراق.

أما بالنسبة الى اليمن فلفت "ساندرز"  الى أن الولايات المتحدة ومن خلال تقديم المعلومات الاستخبارتية واعادة تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود، تشارك في عمليات عدائية لم يصرح بها الكونغرس، مشيراً الى أن الحرب على اليمن قوضت المساعي الاميركية للتصدي للارهاب.

وأشار "ساندرز"  الى أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قد التزم بعقد جلسات استماعية حول الحرب على اليمن، معرباً عن امله بأن تتم هذه الجلسات قريباً وتطرح الاسئلة الضرورية حول تبريرات الادارة الاميركية لهذه الحرب.

وفي الختام شدد "ساندرز"  على أن الكونغرس لا يمكنه التخلي عن مسؤولياته الدستورية المتعلقة بموضوع قرارات الحرب.

  • فريق ماسة
  • 2018-03-30
  • 11776
  • من الأرشيف

الصحافحة الاجنبية: كلام ترامب عن الانسحاب من سورية من شأنه احباط حلفاء أميركا

نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريراً تمحور حول التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول انهاء الوجود العسكري الاميركي في سوريا "قريباً جداً"؛ حيث أشار التقرير الى أن هذا الكلام يتناقض مع تصريحات وزيري الخارجية والحرب الاميركيين لجهة ضرورة بقاء القوات الأميركية في سوريا في المستقبل المنظور. وأضاف التقرير إن ترامب قام مرة آخرى بتقويض فريقه للسياسة الخارجية، وذلك من شأنه أن يسبب الاحباط والارباك لدى المسؤولين الاميركيين وحلفاء أميركا. وتابع التقرير أن موقف ترامب يتناقض وخطاب كان قد القاه وزير الخارجية الاميركي المقال "ريكس تيلرسون" حول سوريا قبل اشهر، ويتناقض أيضاً مع تصريحات ادلى بها وزير الحرب "جيمس ماتيس"، لافتاً الى أن كل من "تيلرسون" و"جيمس ماتيس" سبق وأن تحدثا عن ضرورة بقاء الولايات المتحدة منخرطة في سوريا ليس فقط من أجل منع عودة "داعش" وانما ايضاً في اطار "المعركة على النفوذ بين دول عدة ومن بينها روسيا و ايران"، على حد قوله. وأشار التقرير الى أن مدير "الـ -CIA" المدعو "مايك بومبيو" الذي سماه ترامب لخلافة "تيلرسون"، و"جون بولتون" الذي اختاره ترامب ليحل مكان "هربرت مكماستر" بمنصب مستشار الامن القومي، أيضاً تحدثا عن وجود مصالح لاميركا في سوريا تذهب أبعد من مجرد هزيمة "داعش" عسكرياً. ونقل التقرير عن "فيل جوردن" - الذي اشرف على السياسة الاميركية المتبعة في سوريا كأحد كبار المستشارين للأمن القومي خلال حقبة الرئيس السابق باراك اوباما-، قوله إن ترامب دائماً اعتبر أن محاولة حل مشاكل الشرق الاوسط لا تستحق استثمار الدماء والموارد الاميركية. وأضاف "جوردن" بحسب ما نسب اليه التقرير أن هذا الموقف يختلف بعض الشيء عن موقف "ريكس تيلرسون" و"جيمس ماتيس" ويختلف أكثر حتى مع موقفي"بومبيو" و"بولتون"؛ حيث لفت الى أن الاخيرين هما من انصار "القيادة الاميركية في المنطقة"، ومواجهة ايران، وكذلك دعم الاطاحة بالانظمة المعادية لاميركا مثل النظام الموجود في سوريا. ونقل التقرير عن" جوردن"  أن بعض الاطراف وبما في ذلك حلفاء أميركا في الشرق الاوسط  والذين كانوا يتوقعون أن تؤدي تعيينات ترامب الجديدة الى تكثيف الوجود العسكري الأميركي في الشرق الاوسط، عليهم أن يأخذوا بالحسبان مواقف ترامب نفسه. *سيناتور أميركي بارز يدعو الى تعزيز دور الكونغرس في قرارات الحرب ولا سيما تلك التي تشن على اليمن من جهته كتب عضو مجلس الشيوخ المستقل السيناتور "بيرني ساندرز" مقالة نشرت بمجلة "فورين بوليسي" تطرق فيها الى مشروع القرار الذي تقدم به هو والسيناتور الجمهوري "مايك لي" والسيناتور الديمقراطي "كريس ميرفي" قبل اسابيع والذي طالب الرئيس الاميركي بوقف المشاركة الاميركية بالحرب على اليمن. وأشار "ساندرز" الى أن مجلس الشيوخ الاميركي قرر بغالبية 55 صوت مقابل 44 عدم التصويت على مشروع القرار المقدم، والى أن اعداد مشروع القرار هذا يعود الى سببين اثنين، الاول هو أن "الحرب التي تقودها السعودية في اليمن"، وفق تعبير الكاتب نفسه، قد أدت الى احدى أسوأ الكوارث الانسانية في التاريخ المعاصر، والثاني هو أنه حان الوقت للكونغرس كي يستعيد سلطته الدستورية في المسائل التي تتعلق بالحرب. وقال إن المادة الاولى من الدستور تقول بوضوح أن ممثلي الشعب في الكونغرس هم الذين سيتمتعون بسلطة اعلان الحرب، وليس شخصاً "جالساً بالبيت الابيض". وتابع "ساندرز"  أنه يجب أن لا ينسى ابداً أن الكارثتين الكبيرتين في السياسة الخارجية الاميركية خلال التاريخ المعاصر تتمثل بالحرب على العراق والحرب في فيتنام، وهذه الكوارث حصلت عندما تراجع الكونغرس عن لعب دوره وسمح للادارات الاميركية "بالكذب على الشعب الاميركي". وأضاف إن الحرب الاميركية على العراق خلال حقبة بوش الابن أدت الى انعدام الاستقرار في المنطقة وبما في ذلك سوريا، وإنه من شبه الحتمي بأن "داعش" ما كان موجوداً اليوم لولا الحرب الأميركية على العراق. أما بالنسبة الى اليمن فلفت "ساندرز"  الى أن الولايات المتحدة ومن خلال تقديم المعلومات الاستخبارتية واعادة تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود، تشارك في عمليات عدائية لم يصرح بها الكونغرس، مشيراً الى أن الحرب على اليمن قوضت المساعي الاميركية للتصدي للارهاب. وأشار "ساندرز"  الى أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قد التزم بعقد جلسات استماعية حول الحرب على اليمن، معرباً عن امله بأن تتم هذه الجلسات قريباً وتطرح الاسئلة الضرورية حول تبريرات الادارة الاميركية لهذه الحرب. وفي الختام شدد "ساندرز"  على أن الكونغرس لا يمكنه التخلي عن مسؤولياته الدستورية المتعلقة بموضوع قرارات الحرب.

المصدر : علي رزق


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة