اتخذ مجلس الأمن قراراً يقضي بإعادة نشر القوات الدولية على خط فصل القوات في الجولان، وطلب من المسلحين الانسحاب من هذه المنطقة.

معروف أنّ الدولة السورية ومنذ بداية الأحداث كانت تطالب الأمم المتحدة بعدم سحب قواتها من خط وقف إطلاق النار وعدم تسليم مواقعها للجماعات المسلحة، لكن الأمم المتحدة لم تستجب لمطالب سورية لأنّ العدو الإسرائيلي، ومن ورائه كلّ الدول التي خططت وقادت الحرب على سورية كانت لهم أجندة أخرى.

العدو الإسرائيلي كان يطمح إلى إقامة شريط عازل داخل الأراضي السورية المحرّرة المحاذية لخط وقف إطلاق النار في الجولان على غرار الشريط العازل الذي أقامه في جنوب لبنان، وأخضعه لسيطرة مشتركة من الجيش الإسرائيلي وعملاء الكيان الصهيوني.

كما أنّ الحكومات الغربية ودولاً في المنطقة كانت تطمح لجعل خط فصل القوات بوابة لإرسال المسلحين وتزويدهم بالمال والسلاح والمعدات العسكرية الأخرى بهدف السيطرة على دمشق، وإسقاط الدولة السورية.

لذلك تمّ تدبير مسرحية اعتداء «جبهة النصرة» المرتبطة بالتحالف الدولي الذي قاد الحرب على سورية على القوات الدولية المرابطة في خط فصل القوات لتحقيق هدف مزدوج، من جهة أولى تمويل جبهة النصرة بذريعة دفع فدية للإفراج عن عناصر الأمم المتحدة التي احتجزتها النصرة، ومن جهة ثانية التذرّع بغياب الأمن والحماية لسحب القوات الدولية من خط فصل القوات وتحويل المنطقة إلى قاعدة انطلاق مدعومة من العدو الصهيوني للاعتداء على القوات السورية.

اليوم بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في كلّ الجبهات، وبعد تحرير الغوطة من المسلحين وتبدّد أيّ وهم بمهاجمة دمشق، تغيّرت الظروف والمعطيات، وبات احتمال توجه الجيش السوري وحلفائه، ولا سيما المقاومة اللبنانية، إلى المناطق التي يتواجد فيها المسلحون عملاء العدو الصهيوني احتمالاً كبيراً، ولهذا سارع العدو الصهيوني، مدعوماً من حلفائه الغربيين بطلب إعادة نشر القوات الدولية على خط فصل القوات في الجولان، ولأول مرة يطالب مجلس الأمن المسلحين بالانسحاب من المنطقة.

لا شكّ أنّ توقيت قرار مجلس الأمن يعكس حقيقتين، الأولى تبدّد أيّ رهان على المسلحين في تحقيق الأهداف التي كان العدو الصهيوني يسعى إلى تحقيقها في سورية، ولا سيما بعد تحرير الغوطة، والحقيقة الثانية، سعي الاحتلال لحماية احتلاله للجولان عبر نشر قوات دولية تكون وظيفتها الوحيدة مواجهة أيّ مقاومة سورية تنطلق لتحرير الجولان في مستقبل قريب.

 

  • فريق ماسة
  • 2018-03-28
  • 13371
  • من الأرشيف

قرار مجلس الأمن حول إعادة نشر القوات الدولية في الجولان: لماذا الآن؟

اتخذ مجلس الأمن قراراً يقضي بإعادة نشر القوات الدولية على خط فصل القوات في الجولان، وطلب من المسلحين الانسحاب من هذه المنطقة. معروف أنّ الدولة السورية ومنذ بداية الأحداث كانت تطالب الأمم المتحدة بعدم سحب قواتها من خط وقف إطلاق النار وعدم تسليم مواقعها للجماعات المسلحة، لكن الأمم المتحدة لم تستجب لمطالب سورية لأنّ العدو الإسرائيلي، ومن ورائه كلّ الدول التي خططت وقادت الحرب على سورية كانت لهم أجندة أخرى. العدو الإسرائيلي كان يطمح إلى إقامة شريط عازل داخل الأراضي السورية المحرّرة المحاذية لخط وقف إطلاق النار في الجولان على غرار الشريط العازل الذي أقامه في جنوب لبنان، وأخضعه لسيطرة مشتركة من الجيش الإسرائيلي وعملاء الكيان الصهيوني. كما أنّ الحكومات الغربية ودولاً في المنطقة كانت تطمح لجعل خط فصل القوات بوابة لإرسال المسلحين وتزويدهم بالمال والسلاح والمعدات العسكرية الأخرى بهدف السيطرة على دمشق، وإسقاط الدولة السورية. لذلك تمّ تدبير مسرحية اعتداء «جبهة النصرة» المرتبطة بالتحالف الدولي الذي قاد الحرب على سورية على القوات الدولية المرابطة في خط فصل القوات لتحقيق هدف مزدوج، من جهة أولى تمويل جبهة النصرة بذريعة دفع فدية للإفراج عن عناصر الأمم المتحدة التي احتجزتها النصرة، ومن جهة ثانية التذرّع بغياب الأمن والحماية لسحب القوات الدولية من خط فصل القوات وتحويل المنطقة إلى قاعدة انطلاق مدعومة من العدو الصهيوني للاعتداء على القوات السورية. اليوم بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في كلّ الجبهات، وبعد تحرير الغوطة من المسلحين وتبدّد أيّ وهم بمهاجمة دمشق، تغيّرت الظروف والمعطيات، وبات احتمال توجه الجيش السوري وحلفائه، ولا سيما المقاومة اللبنانية، إلى المناطق التي يتواجد فيها المسلحون عملاء العدو الصهيوني احتمالاً كبيراً، ولهذا سارع العدو الصهيوني، مدعوماً من حلفائه الغربيين بطلب إعادة نشر القوات الدولية على خط فصل القوات في الجولان، ولأول مرة يطالب مجلس الأمن المسلحين بالانسحاب من المنطقة. لا شكّ أنّ توقيت قرار مجلس الأمن يعكس حقيقتين، الأولى تبدّد أيّ رهان على المسلحين في تحقيق الأهداف التي كان العدو الصهيوني يسعى إلى تحقيقها في سورية، ولا سيما بعد تحرير الغوطة، والحقيقة الثانية، سعي الاحتلال لحماية احتلاله للجولان عبر نشر قوات دولية تكون وظيفتها الوحيدة مواجهة أيّ مقاومة سورية تنطلق لتحرير الجولان في مستقبل قريب.  

المصدر : البناء / حميدي العبدالله


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة