دخلت حافلات أمس مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» جنوب الغوطة الشرقية تمهيداً لبدء إجلاء حوالي سبعة آلاف من المقاتلين والمدنيين بعد تأخير ساعات، في وقت يبقى مصير دوما معلقاً بانتظار نتائج المفاوضات بين روسيا و«جيش الإسلام» الذي رفض مغادرة المنطقة.

وذكرت الحياة أنه بعد إجلاء مقاتلي مدينة حرستا في اليومين الماضيين، وبدء العملية في جنوب الغوطة بعد مفاوضات مع وفد روسي، لا يزال مصير مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة ومعقل «جيش الإسلام»، غير معروف مع استمرار المفاوضات في شأنها.

وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدمها ميدانياً داخل الغوطة، وأعلنت دمشق وموسكو أن حوالى 105 آلاف مدني خرجوا من المنطقة. ونقل «المرصد» عن مصادر «موثوق فيها» قولها إن الاتفاق يضم في أحد بنوده غير المعلنة، نقل المقاتلين في صفوف «هيئة تحرير الشام» وعائلاتهم من الجزء الذي يسيطرون عليه في مخيم اليرموك، إلى الشمال السوري مع الخارجين ضمن اتفاق الغوطة.

بدورها، ذكرت العرب الإماراتية، أنّ حافلات تدخل جنوب الغوطة الشرقية تمهيدا لبدء إجلاء الآلاف من المقاتلين وعائلاتهم. ونقلت تأكيد وسائل إعلام رسمية أن الجيش السوري يتقدم في بلدات الغوطة الشرقية التي انسحب منها مقاتلو المعارضة. ويعني ذلك أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في المنطقة، التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وأوضحت العرب: لم يبق أمام قوات الرئيس بشار الأسد سوى وقت قليل لتضع يدها على ما تبقى من الغوطة الشرقية بشكل كامل، حيث لم يتبق سوى دوما التي لا يجد المقاتلون المتمترسون بها سوى حل وحيد هو التفاوض على الخروج الآمن. وقال المرصد المعارض أمس إن الجيش السوري أوقف قصفه لدوما، بعد منتصف الليل، فيما استعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم، وروسيا تتعهد بضمان عدم التعرض للمدنيين الباقين في المناطق التي استعادها الجيش السوري للملاحقة القانونية

وتابعت العرب: لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف الجيش السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل العشرات. كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 السبت في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة.

 

إلى ذلك، وطبقاً للشرق الأوسط أونلاين، فقد عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أردوغان أمس، عن قلقه إزاء الهجوم التركي على منطقة عفرين شمال سورية، ودعا جميع الأطراف إلى ضرورة وقف العمليات القتالية في سورية والتوصل إلى «حل سياسي دائم» وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، بحسب بيان عن قصر الإليزيه. وتمكن الجيش التركي بالتعاون مع فصائل سورية مسلحة موالية له من السيطرة على كامل منطقة عفرين.

وتحت عنوان: أردوغان يقود الإخوان إلى نهاية مأساوية، كتب مصطفى السعيد في الأهرام: توسط أردوغان لإخراج مقاتلى جماعة الإخوان من غوطة دمشق الشرقية، ولم تكن هذه الوساطة من أجل عيون سورية التى يتمنى زوالها أو احتلالها، وإنما لأنه يحتاج إلى مقاتلى جماعة الإخوان، ليشكل منهم جيشا خاصا، يشبه «الفرقة الانكشارية»، التى شكلها السلطان العثمانى أورخان بن عثمان، والتى أصبحت من أقوى الفرق العسكرية فى العالم، وكان لفرق الانكشارية الدور الأكبر فى الفتوحات العثمانية، وكلمة انكشارية تعنى «الجيش الجديد»، وهذا ما يحتاجه أردوغان فى الوقت الراهن؛ فالمقاتلون من جماعة الإخوان يتميزون بالطاعة العمياء والتطلع إلى الشهادة، ولعبوا الدور الأكبر فى غزو مدينة عفرين السورية وتشريد وقتل سكانها، وكانوا يتقدمون القوات التركية لتجنيبها الخسائر، لهذا كان عدد قتلى مسلحى الإخوان يفوق قتلى الجيش التركى بأكثر من عشرة أضعاف.

وأردف الكاتب أّن المهام المطروحة على انكشارية أردوغان كثيرة، فى مقدمتها التخلص من المسلحين الأكراد فى كل من سورية والعراق وجبال جنوب شرق تركيا، التى يتخذ منها حزب العمال الكردستانى قاعدة لعملياته، لكن أردوغان يستغل «الخطر الكردي» لإخفاء أطماعه فى احتلال أجزاء من سوريا والعراق، والتى يطلق عليها «المنطقة الآمنة»، وهى خطة تبناها أردوغان منذ سنوات، ولهذا كان أول من أقام معسكرات للنازحين، بعضها أقيمت قبل 2011، فى استعداد مبكر للأزمة التى كان أبرز مخططيها ومنفذيها فى سورية والعراق، واحتفظ بأعداد كبيرة من النازحين لتحقيق عدة أهداف؛ الأول هو تجنيد العناصر المناسبة للانضمام إلى الانكشارية، والثانى هو إضفاء شرعية على احتلال أي جزء من سورية بداعي إعادة النازحين، والثالث هو تهديد أوروبا بموجات النازحين لابتزازها.

وأردف الكاتب أنّ مهام الانكشارية من جماعة الإخوان فى مخطط أردوغان يتخطى حدود تركيا وجوارها، فهو يرسلهم إلى الأماكن التى يريد تعزيز نفوذه فيها، ومنها القاعدة العسكرية التركية فى قطر، ليتولى الانكشارية حماية عرش حاكمها تميم بن حمد؛ كما أرسل مجموعات من الدواعش والانكشارية إلى ليبيا لتعزز سيطرة الجماعات الإرهابية على أجزاء من ليبيا، ليكون شريكا فى أى مفاوضات حول مستقبل ليبيا، تحقق له بعض المصالح والنفوذ فى هذه الدولة الغنية والمهمة بحكم بترولها وموقعها المطل على أوروبا والمهدد لمصر من الغرب.

ولكن الكاتب اعتبر أن جماعة الإخوان قد أصابها الوهن والاضطراب، بعد أن تلقت ضربات قوية فى مصر وسورية والعراق وليبيا، أما فى اليمن فيعانى حزب الإصلاح الإخوانى مأزقا شديداً بعد انسحاب قطر من قوات التحالف العربي؛ وفى دول المغرب العربى فقد تنكرت الأحزاب الإخوانية لعلاقتها بجماعة الإخوان، وتسعى لارتداء أقنعة جديدة، حتى تتجنب دفع ثمن ارتباطها بالجماعة، التى توشك على الغرق، وجاءت الضربة المؤثرة من السعودية التى قررت محو آثار الإخوان من المملكة، وتنقية المناهج التعليمية من أفكارهم، وطرد كل من يثبت ارتباطه بالجماعة، أسوة بما فعلته دولة الإمارات، وهكذا حوصرت الجماعة وجفت منابعها المالية والدعائية... وهكذا لن يتبقى لدى الجماعة سوى شراذم تتقاذفها الأنواء، كل مجموعة منها ترتبط بطرف أجنبي، يستخدمها لتحقيق هدف ما، وإن كان الوهن والهزائم قد قللت من جدوى استعمال الجماعة، ما عدا فرق الانكشارية التى يخطط أردوغان لأن يكون لها دور مهم فى تحقيق بعض أطماعه، لكن تقلبات أردوغان الحادة والسريعة تشكل خطرا على هذه البقية من الجماعة.

  • فريق ماسة
  • 2018-03-24
  • 10546
  • من الأرشيف

قرب إنهاء ملف الغوطة.. ماذا تفعل تركيا في الشمال السوري

دخلت حافلات أمس مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» جنوب الغوطة الشرقية تمهيداً لبدء إجلاء حوالي سبعة آلاف من المقاتلين والمدنيين بعد تأخير ساعات، في وقت يبقى مصير دوما معلقاً بانتظار نتائج المفاوضات بين روسيا و«جيش الإسلام» الذي رفض مغادرة المنطقة. وذكرت الحياة أنه بعد إجلاء مقاتلي مدينة حرستا في اليومين الماضيين، وبدء العملية في جنوب الغوطة بعد مفاوضات مع وفد روسي، لا يزال مصير مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة ومعقل «جيش الإسلام»، غير معروف مع استمرار المفاوضات في شأنها. وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدمها ميدانياً داخل الغوطة، وأعلنت دمشق وموسكو أن حوالى 105 آلاف مدني خرجوا من المنطقة. ونقل «المرصد» عن مصادر «موثوق فيها» قولها إن الاتفاق يضم في أحد بنوده غير المعلنة، نقل المقاتلين في صفوف «هيئة تحرير الشام» وعائلاتهم من الجزء الذي يسيطرون عليه في مخيم اليرموك، إلى الشمال السوري مع الخارجين ضمن اتفاق الغوطة. بدورها، ذكرت العرب الإماراتية، أنّ حافلات تدخل جنوب الغوطة الشرقية تمهيدا لبدء إجلاء الآلاف من المقاتلين وعائلاتهم. ونقلت تأكيد وسائل إعلام رسمية أن الجيش السوري يتقدم في بلدات الغوطة الشرقية التي انسحب منها مقاتلو المعارضة. ويعني ذلك أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في المنطقة، التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وأوضحت العرب: لم يبق أمام قوات الرئيس بشار الأسد سوى وقت قليل لتضع يدها على ما تبقى من الغوطة الشرقية بشكل كامل، حيث لم يتبق سوى دوما التي لا يجد المقاتلون المتمترسون بها سوى حل وحيد هو التفاوض على الخروج الآمن. وقال المرصد المعارض أمس إن الجيش السوري أوقف قصفه لدوما، بعد منتصف الليل، فيما استعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم، وروسيا تتعهد بضمان عدم التعرض للمدنيين الباقين في المناطق التي استعادها الجيش السوري للملاحقة القانونية وتابعت العرب: لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف الجيش السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل العشرات. كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 السبت في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة.   إلى ذلك، وطبقاً للشرق الأوسط أونلاين، فقد عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أردوغان أمس، عن قلقه إزاء الهجوم التركي على منطقة عفرين شمال سورية، ودعا جميع الأطراف إلى ضرورة وقف العمليات القتالية في سورية والتوصل إلى «حل سياسي دائم» وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، بحسب بيان عن قصر الإليزيه. وتمكن الجيش التركي بالتعاون مع فصائل سورية مسلحة موالية له من السيطرة على كامل منطقة عفرين. وتحت عنوان: أردوغان يقود الإخوان إلى نهاية مأساوية، كتب مصطفى السعيد في الأهرام: توسط أردوغان لإخراج مقاتلى جماعة الإخوان من غوطة دمشق الشرقية، ولم تكن هذه الوساطة من أجل عيون سورية التى يتمنى زوالها أو احتلالها، وإنما لأنه يحتاج إلى مقاتلى جماعة الإخوان، ليشكل منهم جيشا خاصا، يشبه «الفرقة الانكشارية»، التى شكلها السلطان العثمانى أورخان بن عثمان، والتى أصبحت من أقوى الفرق العسكرية فى العالم، وكان لفرق الانكشارية الدور الأكبر فى الفتوحات العثمانية، وكلمة انكشارية تعنى «الجيش الجديد»، وهذا ما يحتاجه أردوغان فى الوقت الراهن؛ فالمقاتلون من جماعة الإخوان يتميزون بالطاعة العمياء والتطلع إلى الشهادة، ولعبوا الدور الأكبر فى غزو مدينة عفرين السورية وتشريد وقتل سكانها، وكانوا يتقدمون القوات التركية لتجنيبها الخسائر، لهذا كان عدد قتلى مسلحى الإخوان يفوق قتلى الجيش التركى بأكثر من عشرة أضعاف. وأردف الكاتب أّن المهام المطروحة على انكشارية أردوغان كثيرة، فى مقدمتها التخلص من المسلحين الأكراد فى كل من سورية والعراق وجبال جنوب شرق تركيا، التى يتخذ منها حزب العمال الكردستانى قاعدة لعملياته، لكن أردوغان يستغل «الخطر الكردي» لإخفاء أطماعه فى احتلال أجزاء من سوريا والعراق، والتى يطلق عليها «المنطقة الآمنة»، وهى خطة تبناها أردوغان منذ سنوات، ولهذا كان أول من أقام معسكرات للنازحين، بعضها أقيمت قبل 2011، فى استعداد مبكر للأزمة التى كان أبرز مخططيها ومنفذيها فى سورية والعراق، واحتفظ بأعداد كبيرة من النازحين لتحقيق عدة أهداف؛ الأول هو تجنيد العناصر المناسبة للانضمام إلى الانكشارية، والثانى هو إضفاء شرعية على احتلال أي جزء من سورية بداعي إعادة النازحين، والثالث هو تهديد أوروبا بموجات النازحين لابتزازها. وأردف الكاتب أنّ مهام الانكشارية من جماعة الإخوان فى مخطط أردوغان يتخطى حدود تركيا وجوارها، فهو يرسلهم إلى الأماكن التى يريد تعزيز نفوذه فيها، ومنها القاعدة العسكرية التركية فى قطر، ليتولى الانكشارية حماية عرش حاكمها تميم بن حمد؛ كما أرسل مجموعات من الدواعش والانكشارية إلى ليبيا لتعزز سيطرة الجماعات الإرهابية على أجزاء من ليبيا، ليكون شريكا فى أى مفاوضات حول مستقبل ليبيا، تحقق له بعض المصالح والنفوذ فى هذه الدولة الغنية والمهمة بحكم بترولها وموقعها المطل على أوروبا والمهدد لمصر من الغرب. ولكن الكاتب اعتبر أن جماعة الإخوان قد أصابها الوهن والاضطراب، بعد أن تلقت ضربات قوية فى مصر وسورية والعراق وليبيا، أما فى اليمن فيعانى حزب الإصلاح الإخوانى مأزقا شديداً بعد انسحاب قطر من قوات التحالف العربي؛ وفى دول المغرب العربى فقد تنكرت الأحزاب الإخوانية لعلاقتها بجماعة الإخوان، وتسعى لارتداء أقنعة جديدة، حتى تتجنب دفع ثمن ارتباطها بالجماعة، التى توشك على الغرق، وجاءت الضربة المؤثرة من السعودية التى قررت محو آثار الإخوان من المملكة، وتنقية المناهج التعليمية من أفكارهم، وطرد كل من يثبت ارتباطه بالجماعة، أسوة بما فعلته دولة الإمارات، وهكذا حوصرت الجماعة وجفت منابعها المالية والدعائية... وهكذا لن يتبقى لدى الجماعة سوى شراذم تتقاذفها الأنواء، كل مجموعة منها ترتبط بطرف أجنبي، يستخدمها لتحقيق هدف ما، وإن كان الوهن والهزائم قد قللت من جدوى استعمال الجماعة، ما عدا فرق الانكشارية التى يخطط أردوغان لأن يكون لها دور مهم فى تحقيق بعض أطماعه، لكن تقلبات أردوغان الحادة والسريعة تشكل خطرا على هذه البقية من الجماعة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة