دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يسير ملاك الموت بخطوات الزمجرة إلى جانب جيش أصحاب القداسة، وتحت راية العلم ذي النجمتين الخضراوتين ُتقرأ سورة النصر والفتح، يُرش الماء المقدس على هامات الجبابرة، فتعلو أهزوجة الاقتحام وكأنها أغنية يدمدمها عزرائيل قبل كل اقتحام.
أكثر من 70 % من الغوطة الشرقية باتت محررة، والعمليات لن تتوقف لا سيما في حرستا، أما دوما فيُعتقد بأنها ستنتهي بتسوية لكن ليس من نوع تسويات خفض التصعيد التي تسمح للإرهابيين البقاء فيها بسلاحهم، بل تسوية تجعل دوما تحت سيطرة الدولة السورية وجيشها، يروج البعض لتسويات خاسرة بشأن دوما، كيف يمكن ذلك بعد حسم الجيش لملف الغوطة ونصره فيها؟ وكيف يمكن ترك دوما كبؤرة تهديد للعاصمة عند أي فرصة تسمح لها؟! لم يلتفت هؤلاء المروجين لهذه التسوية إلى هذه الجزئية، والصحيح أن التسوية لن تكون إلا في صالح الدولة وهدفها إنهاء التواجد الإرهابي في دوما بأي طريقة، إما ملاقاة هؤلاء لملاك الموت أو عبر ترحيلهم إلى ادلب.
ومع سير معارك الغوطة يكثر التحليل السياسي حول العملية القادمة التي ستلي الغوطة، هل هي في درعا أم في الريف الادلبي، أم في شرق سوريا وشمالها؟ أم هل يكون ريف اللاذقية هو الوجهة.؟ أن تنتقل المعركة من الغوطة إلى ادلب فهو نوع من الترف التحليلي للبعض، لا سيما وأن ملف ادلب وريفها أعقد من ملف الغوطة حالياً، هذاً أولاً، ثانياً: إن تأمين جبهة الجنوب السوري التي تتواجد على تخومها قاعدة التنف الأمريكية والجار الأردني المعادي وإلى جانبه العدو الصهيوني المرتعش من صواريخ محور المقاومة فضلاً عن زيادة تأمين العاصمة من الخاصرة الجنوبية هو الأكثر منطقية من الاتجاه شمالاً حيث النصرة وباقي العصابات المدعومة تركياً، كما أن التنسيق الروسي ـ التركي حالياً بشأن ادلب سيجعلها أقل خطراً على مناطق استراتيجية، كدمشق مثلاً، بالتالي فإن الهدف الأقرب للصواب حالياً هو الريف الدرعاوي.
لتبقى بعدها مناطق أسهل كريف اللاذقية الشمالي (جبل الأكراد أو التركمان) مع جسر الشغور في ادلب أهم المحطات التي قد يتوجه إليها الجيش، وقد يكون شرق دير الزور الذي رفض حلفاء أمريكا أو التحالف الدولي تسليمه للسلطات السورية وجهةً أخرى لكنها ستكون متأخرة، مقياساً بالأهمية الجغرافية للمناطق التي سبق ذكرها.
المشهد الحالي ميدانياً هو تحرير أكثر من 70% من الغوطة، وقادات الإرهاب في تلك المنطقة يستغيثون لتسوية، وقبلها تحررت دير الزور وحلب والبادية السورية وقبلها مناطق هامة كالقصير والزبداني، درعا المدينة بقبضة الجيش، وجزء من ريف حلب مع الدولة، باختصار الميزان لم يعد قابلاً لأي تغير في رجحانه اللهم إلا زيادة في رجحان كفة الجيش العربي السوري وحلفائه.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة