"قبل الانفجار"، كان هذا تحذيرا أطلقته شبكة أمريكية ووجهته لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وقالت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إن ولي العهد السعودي الإصلاحي يسعى إلى إعادة المملكة بقوة إلى المستقبل.

وأردفت أن ابن سلمان يسعى لأن تعود السعودية مملكة عظمى مرة أخرى، فيما يأمل أن يتحول الأمير الشاب، 32 عاما، إلى زعيم عالمي آخر.

 

وأوضحت أن ولي العهد السعودي يأمل أن تحول الإصلاحات الواسعة التي يدشنها مقاليد الدولة الغنية بالنفط، إلى دولة متنوعة الاقتصاد، والمتمثلة في رؤية 2030، التي يهدف منها ضمان وجود جيل ناشئ من العمال السعوديين.

الانفجار

ثم تطرقت الشبكة الأمريكية إلى التحذيرات المتعلقة باحتمالية فشل ابن سلمان في الإصلاحات الواسعة التي يشرع في تنفيذها.

ونقلت "فوكس نيوز" عن جيرال فيرستين، مدير شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط والسفير الأمريكي السابق لدى اليمن: "هناك الكثير من النجاحات التي حققتها رؤية 2030، لكن الخطر كله إذا فشل المشروع".

وتابع:

"في حالة الفشل، سترى السعودية نوع من الضغوط الديموغرافية والاجتماعية، التي أدت إلى انفجارات الربيع العربي 2011".

وأردف: "الفوضى في المملكة سيكون لها انعكاسات واضحة على الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذلك على الاقتصاد العالمي، الذي يسعى للوصول إلى أسواق طاقة آمنة".

وقالت إن المملكة العربية السعودية، بلد شاب دائرته الرئيسية من الشباب، تمتلك ما يقرب من 70% من الفئات الأصغر سنا.

وأوضحت الشبكة أن "الحرس القديم"، من المسؤولين والأمراء الأكبر سنا والأكثر تشددا، قد يكون هو "العائق الأكبر" أمام خطط الأمير الشاب.

وحدد فيرشتاين، 3 عناصر رئيسية، ترتكز عليها "رؤية 2030"، ألا وهي: تنويع الاقتصاد السعودي، وتنمية القطاع الخاص، وخلق فرص عمل للموجة الديموغرافية من الشباب السعوديين.

روشتة المتاعب

وفندت الشبكة ما وصفته بـ"التهديد المتمثل في انتفاضة الربيع العربي"، حتى في بلد مستقر مثل المملكة العربية السعودية، والتي ينبغي أن يتم أخذها على محمل الجد.

وتابعت: "روشتة المتاعب التي أضاءت شرارة الدول الإسلامية الأخرى، في وقت ليس ببعيد، وهو أمر واضح في المملكة".

"اقتصاد الصعود والهبوط"، هذا ما وصف به، دانيال بيمان، الزميل في مركز سياسة الشرق الأوسط، لشبكة "فوكس نيوز"، محذرا أن ثروة المملكة لم تتأثر طوال السنوات الماضية، لكن اعتمادها على تلك النوعية من الاقتصاد تشكل خطرا.

وقال بيمان إن الأزمة تتركز في أن عدد من الشباب قد يرى أن الإصلاحات لا ترقى إلى توقعاتهم.

هناك "مشاكل أخرى"، يعتقد بيمان أنه ينبغي معالجتها لتجنب "الانفجار"، وتتعلق بضعف نظام التعليم والقيود المفروضة على النساء واستمرار وجود الفساد على رأس السلطة.

تحول غير مختمر

وعادت "فوكس نيوز" للحديث عما أطلقت عليه "التحول السريع"، الذي يمكن أن يوقف أي سيناريو تشاؤمي متوقع للمملكة.

وقالت كاريت إليوت هاوس، المحررة السابقة لـ"وول ستريت جورنال" والحائزة على بوليتزر لتغطيتها في الشرق الأوسط، إن تلك التحولات ليست سهلة، بحسب تصريحاته للشبكة الأمريكية.

وتابعت:

"الأزمة أن تلك التحولات غير مختمرة، ولم تنضح، خاصة وأن التحول السريع لمملكة يسعى لكسر قيود وتقاليد دينية محافظة، في مجتمع كان يعتمد الأغلبية فيه على الوظائف الحكومية والهبات الملكية".

وأردفت: "بعبارة أخرى، ولي العهد ليس مجرد تغييرات في الاقتصاد، بل هو يسعى لتغيير نفسية السعوديين أنفسهم، والتي سيكون على رأسها التغييرات الاجتماعية، التي تسعى لدفع المجتمع السعودي لتقبل الطريقة الجديدة في إدارة البلاد".

وأوضحت هاوس أنها لاحظت بدايات التغيير في السعودية، قائلة "رأيت نساء سعوديات يعملن في أحد المطاعم، خلال زيارتي لها في يناير الماضي، وكان عديد من الشباب يعملون في شاحنات الطعام في الفعاليات الترفيهية الجديدة، وهو أمر كان لا يمكن أن تراه قبل عامين تقريبا".

واختتمت الشبكة الأمريكية تقريرها

"العالم كله يراقب كيف ستسير رؤية 2030، خاصة وأنها تضع مستقبل السعودية على المحك، وإذا سقطت المملكة، قد يكون سقوطا مدويا كسقوط عنيف طائرة لا يمكن العثور على حطامها".

  • فريق ماسة
  • 2018-02-06
  • 7024
  • من الأرشيف

"قبل الانفجار"... شبكة أمريكية تحذر ولي العهد: هذا ما سيحدث لو فشل في المعركة

"قبل الانفجار"، كان هذا تحذيرا أطلقته شبكة أمريكية ووجهته لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. وقالت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إن ولي العهد السعودي الإصلاحي يسعى إلى إعادة المملكة بقوة إلى المستقبل. وأردفت أن ابن سلمان يسعى لأن تعود السعودية مملكة عظمى مرة أخرى، فيما يأمل أن يتحول الأمير الشاب، 32 عاما، إلى زعيم عالمي آخر.   وأوضحت أن ولي العهد السعودي يأمل أن تحول الإصلاحات الواسعة التي يدشنها مقاليد الدولة الغنية بالنفط، إلى دولة متنوعة الاقتصاد، والمتمثلة في رؤية 2030، التي يهدف منها ضمان وجود جيل ناشئ من العمال السعوديين. الانفجار ثم تطرقت الشبكة الأمريكية إلى التحذيرات المتعلقة باحتمالية فشل ابن سلمان في الإصلاحات الواسعة التي يشرع في تنفيذها. ونقلت "فوكس نيوز" عن جيرال فيرستين، مدير شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط والسفير الأمريكي السابق لدى اليمن: "هناك الكثير من النجاحات التي حققتها رؤية 2030، لكن الخطر كله إذا فشل المشروع". وتابع: "في حالة الفشل، سترى السعودية نوع من الضغوط الديموغرافية والاجتماعية، التي أدت إلى انفجارات الربيع العربي 2011". وأردف: "الفوضى في المملكة سيكون لها انعكاسات واضحة على الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذلك على الاقتصاد العالمي، الذي يسعى للوصول إلى أسواق طاقة آمنة". وقالت إن المملكة العربية السعودية، بلد شاب دائرته الرئيسية من الشباب، تمتلك ما يقرب من 70% من الفئات الأصغر سنا. وأوضحت الشبكة أن "الحرس القديم"، من المسؤولين والأمراء الأكبر سنا والأكثر تشددا، قد يكون هو "العائق الأكبر" أمام خطط الأمير الشاب. وحدد فيرشتاين، 3 عناصر رئيسية، ترتكز عليها "رؤية 2030"، ألا وهي: تنويع الاقتصاد السعودي، وتنمية القطاع الخاص، وخلق فرص عمل للموجة الديموغرافية من الشباب السعوديين. روشتة المتاعب وفندت الشبكة ما وصفته بـ"التهديد المتمثل في انتفاضة الربيع العربي"، حتى في بلد مستقر مثل المملكة العربية السعودية، والتي ينبغي أن يتم أخذها على محمل الجد. وتابعت: "روشتة المتاعب التي أضاءت شرارة الدول الإسلامية الأخرى، في وقت ليس ببعيد، وهو أمر واضح في المملكة". "اقتصاد الصعود والهبوط"، هذا ما وصف به، دانيال بيمان، الزميل في مركز سياسة الشرق الأوسط، لشبكة "فوكس نيوز"، محذرا أن ثروة المملكة لم تتأثر طوال السنوات الماضية، لكن اعتمادها على تلك النوعية من الاقتصاد تشكل خطرا. وقال بيمان إن الأزمة تتركز في أن عدد من الشباب قد يرى أن الإصلاحات لا ترقى إلى توقعاتهم. هناك "مشاكل أخرى"، يعتقد بيمان أنه ينبغي معالجتها لتجنب "الانفجار"، وتتعلق بضعف نظام التعليم والقيود المفروضة على النساء واستمرار وجود الفساد على رأس السلطة. تحول غير مختمر وعادت "فوكس نيوز" للحديث عما أطلقت عليه "التحول السريع"، الذي يمكن أن يوقف أي سيناريو تشاؤمي متوقع للمملكة. وقالت كاريت إليوت هاوس، المحررة السابقة لـ"وول ستريت جورنال" والحائزة على بوليتزر لتغطيتها في الشرق الأوسط، إن تلك التحولات ليست سهلة، بحسب تصريحاته للشبكة الأمريكية. وتابعت: "الأزمة أن تلك التحولات غير مختمرة، ولم تنضح، خاصة وأن التحول السريع لمملكة يسعى لكسر قيود وتقاليد دينية محافظة، في مجتمع كان يعتمد الأغلبية فيه على الوظائف الحكومية والهبات الملكية". وأردفت: "بعبارة أخرى، ولي العهد ليس مجرد تغييرات في الاقتصاد، بل هو يسعى لتغيير نفسية السعوديين أنفسهم، والتي سيكون على رأسها التغييرات الاجتماعية، التي تسعى لدفع المجتمع السعودي لتقبل الطريقة الجديدة في إدارة البلاد". وأوضحت هاوس أنها لاحظت بدايات التغيير في السعودية، قائلة "رأيت نساء سعوديات يعملن في أحد المطاعم، خلال زيارتي لها في يناير الماضي، وكان عديد من الشباب يعملون في شاحنات الطعام في الفعاليات الترفيهية الجديدة، وهو أمر كان لا يمكن أن تراه قبل عامين تقريبا". واختتمت الشبكة الأمريكية تقريرها "العالم كله يراقب كيف ستسير رؤية 2030، خاصة وأنها تضع مستقبل السعودية على المحك، وإذا سقطت المملكة، قد يكون سقوطا مدويا كسقوط عنيف طائرة لا يمكن العثور على حطامها".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة