انطلقت الخطوة الأولى لإطلاق أول "دولة فضائية،" والتي أُطلق عليها اسم "أسغارديا،" في 12 من نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد إرسال قمر "Asgardia-1" الصناعي إلى الفضاء.

ولا يتجاوز حجم القمر الصناعي الصغير حجم رغيف خبز، وانطلق في رحلة استمرت ليومين من منشأة الطيران التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة إلى محطة الفضاء الدولية.

ويحتوي القمر الصناعي على 0.5 تيرابايت من المعلومات التي تعود لـ 18 ألفٍ من سكان "أسغارديا،" مثل صورهم العائلية، إلى جانب تمثيل رقمي لعلم الدولة الفضائية، ودستورها، وشعارها.

وتعود فكرة تأسيس أول دولة مستقلة في الفضاء للعالم الروسي إيغور أشوربيلي، الذي تقدّم بها في أكتوبر/تشرين الأول 2016. والانضمام لسكان هذه الدولة مجاني، وحتى الآن، يبلغ عدد مواطني الدولة حوالي 114 ألف مواطن.

وقال أشوربيلي إن مهمة المشروع هي توفير "مجتمع آمن" يوفّر وصولاً أسهل لتكنولوجيا الفضاء، وحماية الأرض من المخاطر الفضائية، كالكويكبات والحطام العائم في الفضاء.

ورغم أن مواطني "أسغارديا" لا يزالون موجودين على الأرض في الوقت الراهن، إلا أن إطلاق القمر الصناعي قرّب هذه الدولة خطوة من الوصول إلى الفضاء.

مهمة القمر الصناعي

بعد أن نقل القمر الصناعي إلى الفضاء، سيبقى في المركبة الفضائية التابعة لـ "ناسا" لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً، قبل تزويده باللوازم والمعدات العلمية، التي سيستلمها الأشخاص الستة المقيمين حالياً في محطة الفضاء الدولية.

بعدها، سيطلق القمر الصناعي الصغير في مداره حول الأرض. وستبقى معلومات السكان في المدار ما بين خمسة أشهر إلى 18 شهراً. بعدها، سينتهي العمر الافتراضي لهذا القمر وسيختفي.

وبالنسبة لأشوربيلي، إطلاق القمر الصناعي يوفي بالوعد الذي قطعه لدى إنشاء "دولة فضائية" بأن ينقل سكانها إلى الفضاء عن طريق معلوماتهم.

وبعد انقضاء 40 ساعة على الإعلان عن المشروع في العام 2016، تقدّم أكثر من مائة ألف شخص للحصول على الجنسية عبر موقع "أسغارديا" الإلكتروني. وبعد ثلاثة أسابيع، وصل عدد المتقدمين إلى نصف مليون شخص.

وفُتح باب التسجيل لأي شخص يفوق عمره الـ 18 سنة، بغض النظر عن جنسه وجنسيته وعرقه وديانته ووضعه المادي. كما يسمح للمتهمين السابقين بالتقدم بشرط عدم وجود تهم عليهم لدى التقدّم.

واليوم، وصل عدد حاملي "الجنسية الأسغاردية" إلى 114 ألف شخص من 204 دولة. وتراجع عدد السكان بسبب التصويت على تفاصيل الدستور في "أسغارديا،" إذ اشترط على المتقدمين تبني المسودة الأخيرة للدستور للحفاظ على جنسيتهم.

ويمثّل الأتراك النسبة الأكبر من مواطني "أسغارديا،" وبلغ عددهم 16 ألفاً و500 شخص.

وقالت الفنانة ريفين سين المقيمة في مدينة هونغ كونغ إنها تقدّمت لحمل الجنسية الـ "أسغاردية" العام الماضي، بعد أن سمعت عن "أسغارديا" عبر الراديو.

وقالت: "أرغب حقاً برؤية ما إذا كان البشر قادرين على امتلاك فرص أكبر للتعبير عن آرائهم. في المجتمع الذي نعيش به الآن، يبدو كل شي يتراوح ما بين الرأس مالية والشيوعية. هناك كثيرٌ من الصراع."

مخطط خارج العالم

وفي المستقبل، يأمل فريق"أسغارديا" بتشكيل منصات قابلة للإقامة في المدارات الأرضية المنخفضة، وسيتراوح بُعد المنصة الأولى من الفضاء ما بين 161 كيلومترا و321 كيلومتراً.

ومن المخطط أن تنطلق أول رحلة بشرية إلى المشروع بغضون ثمانية أعوام.

قد يهمك أيضاً: شاهد.. طائرة بدون طيار داخل محطة الفضاء الدولية

علماء فضاء

ويمول أشوربيلي 53 عاماً، وهو عالم فضاء وملياردير، المشروع لوحده، بمبلغ لم يفصح عنه. وخلال مؤتمر صحفي في مدينة هونغ كونغ هذا العام، أعرب أشوربيلي عن أن بناء "أسغارديا" كان حلم طفولته. وقال في حديث مع CNN: "لطالما حلمت بتكوين دولية مستقلة."

وأحد أكبر طموحات "أسغارديا" هي الحصول على عضوية في الأمم المتحدة. ولتحقيق هذا، يجب أن يوافق مجلس الأمن على طلب تقدّم "أسغارديا" لاعتبارها دولة. وبعدها، يجب أن يصوّت ثُلُثي أفراد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على الطلب.

ومواصفات الدولة هي امتلاك مساحة جغرافية محددة، وحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات مع الدول الأخرى، وأن تعترف بها الدول الأخرى.

ويطمح أشوربيلي لتأسيس دولة ديمقراطية، ومكتب مدعٍ عام، ومؤسسات حكومية أخرى. وسيكون المكتب الإداري في العاصمة النمساوية فيينا. 

وأضاف أشوربيلي: "يجب أن نصبح دولة عادية. كل الدول تعاني من مشاكل، وقريباً، سيكون لدينا مشاكل.. لكن مشاكلنا ستكون أكثر من مشاكل الدول العادية لأننا لسنا على سطح الأرض."

  • فريق ماسة
  • 2018-02-04
  • 15477
  • من الأرشيف

إقلاع "أسغارديا".. أول "دولة فضائية"!

انطلقت الخطوة الأولى لإطلاق أول "دولة فضائية،" والتي أُطلق عليها اسم "أسغارديا،" في 12 من نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد إرسال قمر "Asgardia-1" الصناعي إلى الفضاء. ولا يتجاوز حجم القمر الصناعي الصغير حجم رغيف خبز، وانطلق في رحلة استمرت ليومين من منشأة الطيران التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة إلى محطة الفضاء الدولية. ويحتوي القمر الصناعي على 0.5 تيرابايت من المعلومات التي تعود لـ 18 ألفٍ من سكان "أسغارديا،" مثل صورهم العائلية، إلى جانب تمثيل رقمي لعلم الدولة الفضائية، ودستورها، وشعارها. وتعود فكرة تأسيس أول دولة مستقلة في الفضاء للعالم الروسي إيغور أشوربيلي، الذي تقدّم بها في أكتوبر/تشرين الأول 2016. والانضمام لسكان هذه الدولة مجاني، وحتى الآن، يبلغ عدد مواطني الدولة حوالي 114 ألف مواطن. وقال أشوربيلي إن مهمة المشروع هي توفير "مجتمع آمن" يوفّر وصولاً أسهل لتكنولوجيا الفضاء، وحماية الأرض من المخاطر الفضائية، كالكويكبات والحطام العائم في الفضاء. ورغم أن مواطني "أسغارديا" لا يزالون موجودين على الأرض في الوقت الراهن، إلا أن إطلاق القمر الصناعي قرّب هذه الدولة خطوة من الوصول إلى الفضاء. مهمة القمر الصناعي بعد أن نقل القمر الصناعي إلى الفضاء، سيبقى في المركبة الفضائية التابعة لـ "ناسا" لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً، قبل تزويده باللوازم والمعدات العلمية، التي سيستلمها الأشخاص الستة المقيمين حالياً في محطة الفضاء الدولية. بعدها، سيطلق القمر الصناعي الصغير في مداره حول الأرض. وستبقى معلومات السكان في المدار ما بين خمسة أشهر إلى 18 شهراً. بعدها، سينتهي العمر الافتراضي لهذا القمر وسيختفي. وبالنسبة لأشوربيلي، إطلاق القمر الصناعي يوفي بالوعد الذي قطعه لدى إنشاء "دولة فضائية" بأن ينقل سكانها إلى الفضاء عن طريق معلوماتهم. وبعد انقضاء 40 ساعة على الإعلان عن المشروع في العام 2016، تقدّم أكثر من مائة ألف شخص للحصول على الجنسية عبر موقع "أسغارديا" الإلكتروني. وبعد ثلاثة أسابيع، وصل عدد المتقدمين إلى نصف مليون شخص. وفُتح باب التسجيل لأي شخص يفوق عمره الـ 18 سنة، بغض النظر عن جنسه وجنسيته وعرقه وديانته ووضعه المادي. كما يسمح للمتهمين السابقين بالتقدم بشرط عدم وجود تهم عليهم لدى التقدّم. واليوم، وصل عدد حاملي "الجنسية الأسغاردية" إلى 114 ألف شخص من 204 دولة. وتراجع عدد السكان بسبب التصويت على تفاصيل الدستور في "أسغارديا،" إذ اشترط على المتقدمين تبني المسودة الأخيرة للدستور للحفاظ على جنسيتهم. ويمثّل الأتراك النسبة الأكبر من مواطني "أسغارديا،" وبلغ عددهم 16 ألفاً و500 شخص. وقالت الفنانة ريفين سين المقيمة في مدينة هونغ كونغ إنها تقدّمت لحمل الجنسية الـ "أسغاردية" العام الماضي، بعد أن سمعت عن "أسغارديا" عبر الراديو. وقالت: "أرغب حقاً برؤية ما إذا كان البشر قادرين على امتلاك فرص أكبر للتعبير عن آرائهم. في المجتمع الذي نعيش به الآن، يبدو كل شي يتراوح ما بين الرأس مالية والشيوعية. هناك كثيرٌ من الصراع." مخطط خارج العالم وفي المستقبل، يأمل فريق"أسغارديا" بتشكيل منصات قابلة للإقامة في المدارات الأرضية المنخفضة، وسيتراوح بُعد المنصة الأولى من الفضاء ما بين 161 كيلومترا و321 كيلومتراً. ومن المخطط أن تنطلق أول رحلة بشرية إلى المشروع بغضون ثمانية أعوام. قد يهمك أيضاً: شاهد.. طائرة بدون طيار داخل محطة الفضاء الدولية علماء فضاء ويمول أشوربيلي 53 عاماً، وهو عالم فضاء وملياردير، المشروع لوحده، بمبلغ لم يفصح عنه. وخلال مؤتمر صحفي في مدينة هونغ كونغ هذا العام، أعرب أشوربيلي عن أن بناء "أسغارديا" كان حلم طفولته. وقال في حديث مع CNN: "لطالما حلمت بتكوين دولية مستقلة." وأحد أكبر طموحات "أسغارديا" هي الحصول على عضوية في الأمم المتحدة. ولتحقيق هذا، يجب أن يوافق مجلس الأمن على طلب تقدّم "أسغارديا" لاعتبارها دولة. وبعدها، يجب أن يصوّت ثُلُثي أفراد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على الطلب. ومواصفات الدولة هي امتلاك مساحة جغرافية محددة، وحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات مع الدول الأخرى، وأن تعترف بها الدول الأخرى. ويطمح أشوربيلي لتأسيس دولة ديمقراطية، ومكتب مدعٍ عام، ومؤسسات حكومية أخرى. وسيكون المكتب الإداري في العاصمة النمساوية فيينا.  وأضاف أشوربيلي: "يجب أن نصبح دولة عادية. كل الدول تعاني من مشاكل، وقريباً، سيكون لدينا مشاكل.. لكن مشاكلنا ستكون أكثر من مشاكل الدول العادية لأننا لسنا على سطح الأرض."

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة