دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رأى محللون أن المعارضة السورية لن تحصل سياسياً على شيء بعدما أثبتت عدم قدرتها على الصمود ميدانياً، وتخلي واشنطن عنها.
ووفقاً لمواقع الكترونية نظّم معهد «بروكينغز» الأميركي ندوةً حول الأزمة السوريّة، بمشاركة خبراء حول قضايا تتعلّق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن، وتمّ التداول في نهايات الأزمة السوريّة واستشراف المستقبل.
الأستاذة في علوم الاتصالات في جامعة ميامي رولا جبريل، رأت خلال الندوة أن مَنْ يعتقد أن المعارضة السوريّة يُمكن أن تُحقق من خلال محادثات جنيف شيئاً كانت عجزت عن تحقيقه عسكرياً على الأرض، يكون واهماً، معتبرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون الوسيط في أي ترتيباتٍ سياسية ذات صلة والضامن لها في الوقت نفسه.
ولفتت جبريل إلى أن أفضل خيار أمام الولايات المتحدة، هو مجرد اعترافها بأنها تخلّت عن أهدافها الإستراتيجية في سورية لأن «ترامب لا مصلحة له في هذا البلد، ويبدو أنه غير مستعد لاحتواء بوتين أو مواجهته. لذلك، من الناحية العملية، تخلّت الولايات المتحدة عن المعارضة السورية والشعب السوريّ». وبعدما شددت جبريل على أن العمليات العسكرية الرئيسيّة في سورية وصلت إلى نهايتها فعلياً، اعتبرت أن الوضع الحالي لا يضمن الاستقرار ولا السلام.
من ناحيته، أكد المحلّل السياسيّ في المركز العربيّ بواشنطن جو معكرون، أن قرار واشنطن في تموز العام الماضي بوقف تسليح المسلحين في سورية، أغلق خطوط الإمداد للمعارضة المسلحة في الجبهتين الشمالية والجنوبية، وأن واشنطن دعمت مفهوم موسكو حول مناطق «خفض التصعيد» في طول البلاد وعرضها.
واستدرك معكرون قائلاً: في حين أن القوى الخارجيّة تضع خططًا بعيدة المدى لسورية في حقبة ما بعد النزاع، إلا أن بلورة نظام مزدهر ومستقر لن يكون في متناول اليد، ذلك أن النزاع المسلّح برأيه ينزاح بالتدريج ليصبح معركة سياسية ستُحدد أي سورية ستنبثق من أتون الحرب، ومَنْ سيُدير أجهزة الأمن، والسياسة العامة، والاقتصاد، فيها، على حدّ تعبيره.
واعتبر معكرون أن وقف العداوات لم يأت حصيلة تفاوض الأطراف السورية المتناحرة على تسوية ما، بل وُلِد على يد عوامل خارجية هي التي فرضته، موضحاً أن اصطفاف تركيا مع روسيا وإيران هو الذي أدى إلى وقف إطلاق النار الهش في كل أنحاء سورية في كانون الأول الماضي. ورأى أن الحرب انتهت مع اتفاقية وقف إطلاق النار الأميركيّة- الروسيّة في جنوب سورية في تموز العام الماضي، ولكنه دعا إلى معالجة التوترات المتواصلة على طول حدود الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل وتركيا، وإلا «فقد يؤدي ذلك إلى قتال غير متناظر بين إسرائيل وحزب الله، أو بين تركيّا والقوات الكرديّة».
الأستاذ المشارك في الجامعة الأميركية في باريس البروفيسور زياد ماجد، اعتبر أن «الحرب في سورية لم تنته، لكن حقبة منها صارت خلفنا» وأنّ الخريطة السورية المفتّتة اليوم، والاحتلالات الأجنبية، والأجندات السياسية المتنابذة قد تولّد مواجهات جديدة: في إدلب، حيث جبهة النصرة (الإرهابية) هدف معلن لأكثر من طرف على غرار روسيا والولايات المتّحدة والعديد من القوى المحلّية».
ورأى ماجد إمكانية التوتّر بين تركيا والقوى الكردية في الشمال والشمال الشرقي السوري، إلى صراع مسلّح، لافتاً إلى أنه في الشرق، ثمة «تسابق على الهيمنة على مساحات واسعة، قد يتحوّل إلى صدام عسكري مباشر، ومن الممكن أن تترافق، في العديد من المناطق في سورية، مع قيام مقاتلي تنظيم داعش المهزومين بتفجير سيارات مفخّخة وتنفيذ عمليات انتحارية».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة